السبت، 22 فبراير 2014

تعصب الأمويين للعرب



1-    تعصب الأمويين للعرب :
تعصب الأمويين للعرب والعربية واخذوا ينظرون إلى الموالي نظرة الاحتقار والازدراء مما ايقظ الفتنة بين المسلمين وبث روح الشعوبية في الإسلام وقد كانت سليمة اشتبكت فيها الألسنة والأقلام اشتباكا له اثر كبير إلا ان هذه الحركة لم تتضح تماماً إلا بعد انتهاء فترة حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز مما أثار حتف الموالي وسخطهم على الأمويين فراحوا يشاركون الثائرة علي الحكم الأموي ،واخيراً لما نشط دعاة العباسيين انضموا إلى الدعوة العباسية لينالوا حقوقهم المهضومة .
لقد بدأت الدعوة العباسية منذ بداية القرن الثاني للهجرة إذ كان الدعاة يجوبون البلاد الإسلامية متظاهرين بالتجارة ، وآداء فرسضة الحج ، فلقد كانت الدعوة خالية من أساليب العنف والشدة ([1]) – إلا انه عند انضمام أبي مسلم الخرساني([2]) الذي عرف بالحزق والمهارة الحربية ، إلى الدعوة العباسية سنة 127هـ ودخل النزاع بين الأمويين والعباسيين في الحرب التي انتهت بزوال الدولة العباسية ففي سنة 128هـ تسلم أبو مسلم الخرساني مقاليد الأمور في خراسان ، وكان كما اسلفنا من اسباب سقوط الامويين شبوب نار العصبية بين المضربة واليمانية في خراسان ، وضعف قوة أمير هذه البلاد وخروج الخوارج في اليمن وحضرموت([3]) وقد ساعدت الإضطرابات التي حدثت في خراسان في ذلك الحين أبا مسلم الخراساني على تحقيق سياسته .
ففي عهد هشام بن عبد الملك اشتعلت نار العصبية بين القبائل العربية في خراسان في عهد أسد بن عبد الله القسري([4]) فكان يمانياً فأثر اليمانيين على غيرهم من العرب واشند اليهم مناصب الدولة([5]) .
ثم ولى هذه البلاد نصر بن سيار([6]) وكان مضرباً فأقصى اليمانيين وأثار بذلك عوامل الشقاق بين هذين العنصرين ، وكانت الحرب بين نصر بن سيار خراسان وجديع بني شبيب([7]) المعروف بالكرماني زعيم اليمانية الذين تمت الغلبة لهم وطردوا والي خؤاسان وناهضوا الحكومة اليمنية وناصروا الدعوة العباسية بعد انضمام  ابي مسلم اليها ، واستطاع أبو مسلم بحث رهانه أن يضرب كل فريق بالآخر ، وتم له النصر على العرب([8]) وعرف أبو مسلم كيف يستفيد من ذلك الانقسام الذي فرق حكمة العرب في خراسان كما استطاع أن يربط في ظاهر مدينة مرو قاعدة خراسان ، فستمال خلافها اليمانيين وضمهم إلى صفوفه ، واستولى على تلك البلاد حتى عمد إلى التخلص من شيوخ القبائل الذين كانوا ينازعونه السيادة ، فقتلهم عن آخرهم .
وقد ادرك نصر بن سيار والي خراسان هدي مدي ظهر دعاة العباسيين في هذة البراد،فارسأل الي مروان بن محمد اخر خلفاء بن امية ،كتاباً يكشف له فيه  عن قوة  ابو مسلم وضعف ، الجند ، الاموي فى خراسان ، وعندها عمت التورة التي انتهت  بذوال الدولة الاموية ،حيث قتل الحليفة الاموي مروان بن محمد لثلاث  بقين من ذي الحجة 135 هـ ([9])
وقامت الدولة العباسية علي يد العباس السفاح ([10])عبدا لله بن محمد بن علي العباس عبد المطلب بن هاشم وكان ابوة اول من اضطلع علي بن ** الدعوة العباسية
قفني السفاح معظم عهده في خلافة قواد العرب ** ناصروابن امية ، وقفي علي اعقاب الامويين حتي انه لم بغلت منهم الا عبد الرحمن الداخل ([11])الذي اسس الدولة الاموية في بلاد الأندلس ، وكذلك وجه السفاح همته الي الفتك عن والوة  وساعدوة  علي تاسيس دولتة ، وقد توفي في ذي الحجة سنة 136هـ .
وقد عهد ابو العباس السفاح با لخلافة من بعده بعده الي ابي جعفر المنصور([12])ثم الي عيس بن موس بن محمد بن علي ([13])وكتب بذلك العهد ، وختم علية خاتمة، وشهد بذلك اهل بتبة وسلمة الي عيس بن موس .
 اما في خلافة ابي جعفر المنصور (136-158) ([14])قد حدثت احداث خطيرة : من ذلك خروج مركز العباسيين بين الساخطين من العرب وعلي لاسهم  عمة عبد الله بن علي مؤسس الولة  العباسية نفسة ، ولكن المنصور استطاع بحزمة وكيدة ان يعقر العرب وياسر عمة ثم يقتلة ، وان يقهرالفرس ويقتل ابا مسلم ([15])كما اتطاع المنصور ان يقهر العلويين ،ويقتل  محمداً (النفس الذكية ) ([16])بن عبدالله بن الحسن فى الحجاز واخاه ابراهيم ([17])في العراق .
ومنها ايضاً خلع عيس بن موس بن محمد العباس من ولاية العهد واخذ ابيحة المعهدي بن النصور وقد توفي المنصور 158 هـ - نتجية **فيما بين حاجبيه ، والتاره من الطعام وادم عملة بنصيحة الاطباء مما ادي الي
اشتداد علتة ومن ثم وفاته مولي ابنه المهدي ([18])من بعده حيث قضي فيها زهاء عشر سنين – تعتبر فترة انتقال بين عهد البشرة ، والقمح الذي سادعهد من سبقه من خلفاء بن العباس ، وعهد الاعتدال و البني الذي امتازت به ايامه وايام من اتي بعدة .
وقد ذكر المؤرخون انه قد رد الاموال التي صادرها  ابوه ، واطلق العليويين الذين حبسهم  ابوه ، وعنها عنهم ، وادي اليهم ارزاقهم
وقد بدأ المهدي بسلسة حروب من الاصلاح كما وقف الي القضاء علي الزنادقة وغيرهم من الخوارج  علية وعلي الدين .
فمن اعماله انه امر بالإفراج عن المسجونين الا اكثرهم شراً وفساداً ،وبن الانبية فى طريق مكة كما ملأ الاحواض التي تملأ من الابار لسقابة القوافل  وزاد في السجد الحرام وعين الامناء في الولايات ، فسلد العدل وعم الرخاء الدور ، وقد خص المدن  وخاصة الرصافة ([19])وصارت بغداد مركزاً للتجارة الحالمية وغدت الموسيقي والشعر والحكمة والاب من ميزات هذا العصر ([20])
                                       المبحث الثالث
الحياة السياسية
**الدولة الاموية فى الشرق والغرب فى عهد الوليد بن عبد الملك([21])اما في عهد
سلميان بن عبد الملك([22]) (96-99)هـ فانه لم يكن هناك من فتح غير جرجان ([23]) وطبرستان([24]) علي يد يزيد بن عبد المهلب([25]) كذلك جهز سليمان بن عبد الملك  اخاه مسلمة بن عبد الملك لقدو ****([26])هذا الي ماكان من ايثار بعض ولاة سليمان بن عبد الملك  وعماله من النيل من البعض الاخر،ومن هؤلاء محمد بن القاسم فى الهند ، وفتيبه بن مسلم ([27]) فى بلاد ماوراء النهر([28]).  
وموس بن انضير في الاندلس واسرة الحجاج فى الطرف([29]) وكان الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك ،الذي ولد فى عهد الامم مقاتل ، نها ً مفرقاُ بالطعام و النساء ،وقد دب الترف والبذخ فى بلاطة ،وتسرب الية الفساد فاكثر فية ،وتعروف  هذه الرزائل فى الولاة  والاموراء .
اما في عام -99هـفقد تولي الخلاقة عمر بن عبد العزيز([30])الذي يعد من احسن خلفاء بن امية سيرة ، واتفاهم سريرة ،وانذههم يداً ،واعظهم لساناً ،واسبفهم الي نشر الاسلام ،والملاء كلمة الدين ،فقد اصبح كلمة غرة فى جبين ذلك العصر الذي خلافته مخلافة جدة لامة عمر بن الخطاب فى عدله وزهره.
وقد ادخل عمر بن عبد العزيز كثير من الاصلاحات التي كانت من مصلحة الاسلام ([31])فقد رفع الجزية عمن أسلم من اهل الذمة وخفف الضرائب عن عامة المسلمين وخاصة الموالي من الفرس مما ذار من اقبال الناس علي الاسلام ([32])
وقد قام تنظيم حركة ملوها الحماسة فى نشر الدعوة الاسلامية  وقدم لاهالي البلاد التي فتحها العرب كل الوان الاغراء لقبول الاسلام وقام عباد السماك وكان يجالس التوري "الخلفاء خمسة ابوبكر وعمر وعثمان وعلي وعمربن عبد العزيز ([33])
وكان عمر بن عبد العزيز غاية في النسك والصلاح والتواضع حتى أنه لم يكن للشعراء نصيب في بلاطه ، وترك لعن علي رضي الله عنه في المنابر وكان بنو أمية يسبونه .
وقد بلغ من الزهد – انه كان يؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، توفي سنة 101هـ وفي ذلك العام ولى يذيد بن عبد الملك الخلافه وقد اشتهر باللهو والخلاغة والتشبيب بالنساء ، وفي ايامه ظهرت النفرة بينه وبين اخيه هشام لما كان من ثورة يذيد ولما بلغه من إن أخاه هشام ينتقضه ويتمنى موته ويعيب عليه لهوه وقد توفي عام 105هـ وولى أمور الخلافه بعده أخوه هشام بن عبد الملك ولقد بادر هو والخلفاء بعد عمر بن عبد العزيز إلى فرض ضرائب فادحة لسد النقص الذي أجرته سياسة عمر أزاء الموالي ، واعفائهم من الجزية ، فقد فاجأ هشام الموالي بضريبة خرافية لا قبل لهم باحتمالها .
وفي سنة 120هـ - ولى هشام بن عبد الملك نصر بن سيار خراسان وكان اكثر الموالين للعرش الأموي ، واستطاع أن يوطد دعائم الحكم الاموي في بلاد ما وراء النهر سنة 123هـ .
ومن اصطلاحات هشام بن عبد الملك ، اهتمامه بتعمير الأرض وتقوية الثقور وحفر القنوات والبرك في طريق مكة([34]) وفي ايامه ظهرت صناعة الخز والقطيفة ، وكان هشام كلفاً بالخيل مهتماً ، وهو أول من اقام لها الحلبات من الخلفاء ، مما يؤخذ على الخليفة هشام بن عبد الملك إمعانه في الإنتقام من العلويين والتنكيل بهم كلما أمكنته الفرصة ، وهذا الى ما عرف عنه من الغلظة وخشونة الطبع وشدة النجل([35]) توفى الخليفة هشام سنة 125هـ


[1]- البداية والنهاية 9/189  
[2] - أبو مسلم الخراساني 100-137هـ - عبد الرحمن بن مسلم مؤسس الدولة العباسية – قتله المنصور
-[3] البداية والنهاية 10-30
[4] - أسد بن عبد الله القسري أمير ولى خراسان توفى 120هـ
[5] - البداية والنهاية – 9/324
[6] - البداية والنهاية 9/325
[7] - جديع بن شبيب الكرماني – شيخ خراسان – قتله نصر بن سيار 129هـ
[8] - البداية والنهاية 10/32 -33
[9] - البداية والنهاية 10/64
[10] - أبو العباس السفاح
[11] - عبد الرحمن الداخل 113-172هـ - هو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان – صقر قريش مؤسس الدولة الاموية  في الاندلس
[12] - أبو جعفر المنصور ولد سنة 101هـ
[13] - عيسى بن موسى 102-167هـ من الولاة القادة
[14] - أنظر الفخري في الادب السلطانية لابن طبا طبا العلوي
[15] - البداية والنهاية 10/71
[16] - النفس الذكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طال 93-145هـ ولد ونشا في المدينة – قتله عيسى بن موسى .
[17]- إبراهيم بن عبد الله بن الحسن 97-145هـ  
[18] - المهدي – الخليفة العباس الثالث
[19]- رصافة بغداد – بالجانب الشرقي بناها المهدي وفرع من بنائها الجامع – سنة 159هـ - فيها مقابر خلفاء بني العباس  
[20] - البداية والنهاية 10/129
[21] - الوليد بن عبد الملك (48-96هـ) من ملوك الدولة الاموية أمتدت في زمنة حدود الدولة العربية إلى بلاد الهند فتركستان فأطراف الصين ، أنظر الاعلام – خير الدين الزركلي .
[22] - سليمان بن عبد الملك (54-99هـ) – في عهده فتحت جرجان وطبرستان – توفى في دابق – أنظر الاعلام
[23]- جرجان من بلاد طبرستان
[24] - طبرستان بلاد واسعة كثيرة يشملها هذا الاسم خرج من نواحيها من لا يحصى كثرة من أهل العلم والأدب – والفقة – من اعيان بلدانها وهستان وجرجان – وآمل .
[25] - يزيد بن المهلب أبي صفره الازدي 53- 102هـ - ولى العراق ثم خراسان من الخليفة سليمان بن عبد الملك – أنظر الاعلام
[26] - البداية والنهاية – اسماعيل بن كثير ط7 بيروت – مكتبة لبنان 1408هـ 1988م ص 9/170/175
[27] - المرجع السابق 9/174
[28] - قتيبة بن مسلم الباهلي 49-96 – فاتح – نشأ في الدولة المروانية
[29] - موسى بن النضير (19-197هـ) فتح الاندلس – نشأ في دمشق أنظر الاعلام الزركلي
[30] - الحجاج بن يوسف الثقفي 40-95هـ - قائد راهبة – الاعلام
[31] - البداية والنهاية لابن كثير 9- 184
- [32] البداية والنهاية 9- 188
[33] - البداية والنهاية 9/200
[34] - البداية والنهاية 9/200

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق