موقف الأديان والشرائع
السماوية تجاه المخدرات :
لقد كانت المغيبات العقلية
قبل نزول الشرائع السماوية يتناولها الإنسان دون حرج أومانع يحد من تناولها ،
المغيبات العقلية متمثله
فى الخمور كانت تستخدم فى العصور القديمة كدليل ترف ولهو ، بل نتجه أبعد من ذلك ونقول
لقد كان بعض مدعى الحكمة والطب يصفها للمريض كعلاج للعديد من الأمراض .
ومما يدعوا إلى السخريه
أن بعض الكهنه فى المعابد الوثنية كانوا يحثون الناس على تقديم الخمور كاقرابين لألهتهم
أن ذاك حتى جاءت الشرائع السماوية الصحيحة كى تدق ناقوس الخطر
لقد كان لهذه الشرائع الفضل
الأول فى التنبوء بمدى خطورة هذه الأشياء التى تقوم بتغييب العقل وتخدير الجسم وتسلب
من الإنسان إرادته وإدراكه ،
وضعت هذه الشرائع أحكام
تحرم هذه المواد التى كانت فى ظاهرها دليل ترف ولهو أما فى باطنها هى مواد سامة وضاره .
موقف الإسلام تجاه مشكلة
المخدرات :-
إن تعريف المشكلة هو بداية
الطريق الصحيح للوصول إلى حلها ، وذلك لأن تعريفها يدل على مدى تفهم حجمها والوقوف
على أبعادها وطرق علاجها .
فنجد فى الديانة الإسلامية
منذ ما يزيد عن 1400 عام نجد تعريفاً بليغاً يحوى بداخله كل التعريفات التى وردت كى
تصف مشكلة الإدمان وأشكالها المتعددة .
عن عبدالله بن عمر – رضى
الله عنه قال - قال رسول الله – ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) رواة
مسلم (2003) ، رواة بن ماجة وصححه الألباني في صحيح بن ماجة (3737) .
إستدل بن حجر العسقلانى
– بمطلق قوله ( كل مسكر حرام ) على تحريم كل ما يسكر ولو لم يكن شراباً فيدخل فى ذلك
الحشيشة وغيرها .. فتح الباراي (10 / 45 ) .
عن عائشة – رضى الله عنها
– قالت سؤل رسول الله (ص) عن البتغ ، وهو نبيذ العسل وكان أهل اليمن يشربونه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ( كل شراب اسكر فهو حرام ) رواة البخاري (5586 – 5585 ) ، ومسلم (2001) واللفظ
للبخاري .
المغيبات ( المسكرات )
فى الديانة الاسلامية هى أم الكبائر وإنها من الخبائث ، من تعاطها أفسد دينه ودنياه
وأفسد خلقه وأغضب خالقه وأبغضه من حوله
عن عبدالله بن عمر – أن
النبى صلى الله عليه وسلم . وقال - ( الخمر
أم الخبائث فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوماً فإن مات وهى فى بطنه مات ميتة جاهليه
) حديث حسن : صحيح الجامع (3344) .
كما أن هناك نصوص قطعية
تحرم المغيبات وردت فى القرآن الكريم وهو الكتاب الذى يستقى المسلمون منه شرائعهم .
قال تعالي في كتابة العزيز
" ياأيها الذين
ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس من عمل الشيطن
فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطن أن يوقع بينكم العدوة والبغضاء في الخمر
والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون ، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول
واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما علي رسولنا البلغ المبين " سورة المائـــدة الأية
(90 ، 91 ، 92 ) .
قال تعالي " ولا تقتلوا
أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ،
ومن يفعل ذلك عدونا وظلما فسوف نصليه ناراً وكان ذلك
علي الله يسيراً "سورة النساء الاية ( 29 ، 30 )
إن الأنسان المدمن أسير
لهذه المواد الشيطانية فما أن تدعوه إلا ويجيب فهي تسيطر علي إرادتة وتكون هي محور
تفكيره وتركيزه فما ان وجدها إلا وانكب عليها بدون إرادة أو تفكير ، فكثيراً ما نسمع
عن موت أشخاص مدمنين ويكون سبب الوفاة حسب تقارير الطب الشرعي زيادة الجرعة من المادة
المخدرة وعدم إستطاعة الجسم تحملها فتصبح هذه المواد المخدرة مهلكة وقاتلة وتكون أداة
قتل وسبب وفاة الكثير من المدمنين ، فمن حرص الله تعالي علي الانسان الذي هو خليفته
، أستخلفة في الارض ليعمرها فجاء التحذير في قولة " ولاتقتلوا أنفسكم " ،
وقال النبي صلي الله علية وسلم :
( من تحسي سما فقتل نفسه
، فسمه في يدة يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه مسلم .
قال بن رشد في سياق ذلك :
{ إنه قد وجب أن كل ما وجدت
فية علة الخمر يلحق بالخمر فيحرم أكل البانجو والحشيش والافيون وذلك كلة حرام لانه
يفسد العقل حتي يصير الرجل صاحب خلاعة وفساد وبعيداً عن ذكر الله والصلاة .. }
وقال بن تيمية :
{ أن الحشيش من أعظم المنكرات
، وهو أشد من الخمر وأخبث لانه يفسد العقل .. }
موقف المسيحية من المخدرات :
إن موقف المسيحية تجاه
المخدرات لم يختلف عن موقف الاسلام ، لقد كان رافضاً رفضاً تماماً لهذه المواد المذهبة
للعقل المشتملة علي الخمور والمخدرات ومشتقاتها .
واعتبرت الديانة المسيحية
المخدرات والخمور خطيئة وقد حذر الكتاب المقدس من تناول هذه الاشياء حيث يقول:
( واعدين إياهم بالحرية وهم
انفسهم عبيد للفساد لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً ) (2 بط 9:2 )
وهنا يوضح الكتاب المقدس
أنه يتم عرضها لأول مرة تكون واعدة بالحرية والانطلاق أما في النهاية فهو يصير عبداً
لهذه الأشياء فهي تسلبه إرادتة .
(ولكن كل واحد يجرب إذا
انجذب وانخدع من شهوته ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطيئة والخطيئة إذا كملت تنتج موتاً
) (يعقوب 1 : 14 / 15 ) .
وهنا يسرد الكتاب المقدس
أن الإدمان يبداء بالانجذاب فيخدع من شهوته وإن الشهوة لا تلد إلا خطيئة .
(لا تنظر إلي الخمر إذا
احمرت حين تظهر حبابها في الكأس وساغت مرقرقة ، في الأخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان
) ( أم 23 : 31 ) .
وفي هذا النص يحذر الأنسان
من الاقتراب من هذه المواد السامة وان نهايتها الخسارة في الدنيا والأخرة كما شبهها
بلدغ الأفاعي والحيات وذلك لشدة المبالغة في خطورتها .
( الخمر مستهزئة والمخدر
عجاج والترنح به ليس حكيم ) (أم 10 : 1 ).
وهنا يصف الخمر بالمستهذئة
وانها تفقد المدمن توازنة وان المدمن لا يتصف بالحكمة .
( لاتكن بين شاربي الخمر
، بين المتلفين لاجسادهم ، لأن السكير والمدمن يفتقران )( أم 23 : 20 )
وهنا يشير أن شاربي الخمر
هم متلفين لاجسادهم ويأكد ان المدمن والسكير نهايتهم الفقر الدائم.
( خمرا وسكرا لاتشرب أنت
وبنوك معك ) ( لا 10 : 9 ) .
النص يوضح خطورة شرب الخمر
داخل الأسرة وما له من تداعيات خطيرة .
( لا تضلوا لا زناة ولا عبدة
أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعون ذكورا ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون
ولا مدمنون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله )
النص يوضح أن المدمنين
من الفئات التي لا ترث ملكوت الله ويحرمون الحياة الأبدية وذلك لشدة جرمهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق