الجمعة، 28 فبراير 2014

منكرات الزواج



منكرات الزواج :-
1- فمن ذلك العزوف عن الزواج بلا عذر بحجة إكمال الدراسة أو طلب الرزق، وقد أوصانا ربنا بالزواج ووعد عليه بالرزق وَأَنْكِحُواْ ٱلايَـٰمَىٰ مِنْكُمْ وَٱلصَّـٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [النور:32]، والنبي يقول: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج))، وأخبر أن الزواج من سنته وأن من رغب عن سنته فليس منه .

وربما كان العائق عن تزويج البنت تعنت أب وطمعه أو عناد أم، فكثرت العوانس في البيوت، وما ذاك إلا لغفلتنا عن قول الحبيب : ((إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد)) الترمذي، ويا ليت شعري أي ذنب يتحمله ذلك الأب القاسي القلب الذي يصد الخُطَّاب عن كريمته بحجة واهية طمعاً في مال أو ابتزازاً للضعيفة، وقريب من ذلك من يكره كريمته على الزواج بمن لا ترغب فيه، فيسوقها سوقاً كالبهيمة لتعيش مع زوج لا تطيقه ولم توافق عليه.
2- ومن المحرم أيضاً نكاح الشغار، وهو أن يزوج رجل آخر من موليته على أن يزوجه الآخر موليته بلا صداق صحيح، فتصبح المرأة وكأنها سلعة تباع ويستبدل بها، وهذا ليس له مكان في الإسلام .
3- المغالاة في المهور والتباهي بكثرتها، ويبدو أنها مشكلة قديمة تصدى لها عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما عند النسائي: قال عمر بن الخطاب: (ألا لا تغلوا صدق النساء فإنه لو كان مكرمة وفي الدنيا أو تقوى عند الله عز وجل كان أولاكم به النبي ، ما أصدق رسول الله امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية، وإن الرجل ليغلي بصدُقَة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه). وقال لرجل: تزوج على أربع أواق من فضة: ((أربع أواق! كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل)) مسلم.
وليس في المبالغة في المهور إلا تعجيز الشباب وتحميل الديون على الظهور وتعنيس الفتيات.
ومن ذلك بدعة قراءة الفاتحة بقصد الخطبة فإنه لم يرد عن النبي ولا عن صحابته رضي الله عنهم، ومنها (لبس دبلة الخطوبة) فإن كانت ذهباً فهي محرمة، لأنها من الذهب ولأن فيها تشبهاً بالكفار، فإنه من فعل النصارى.
4- مظاهر التباهي في ولائم العرس، إذ يدعى الأغنياء ويترك الفقراء، وفي الصحيحين ((شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء)) كما يكون فيها من التبذير والاستهانة بالنعمة ما يحزن، وكثيراً ما كانت حاويات القمامة مصير الطعام المتبقي، وربما كان كثيراً لم تمسه يد، ولو حصل التعاون والتنسيق بين صاحب الوليمة والجمعيات الخيرية أو بعض المحسنين ممن يعرف مساكن الفقراء لحصل من ذلك خير كثير وأجر كبير.

ومن الخطأ أيضاً أن تتعطر المرأة فتمر بالرجال، وفي ذلك الوعيد الوارد في الحديث ((أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية))، وأدهى من ذلك وأمر ما وقع فيه كثير من النساء من التساهل في لبس الملابس العارية ذات الفتحات الجانبية والأمامية بحجة أن ذلك عند النساء فقط، فتصبح محارمنا وأزواجنا وكأنهن في عرض فاتن للأزياء والأجساد، وقد صدرت فتاوى علمائنا حفظهم الله مبينة خطورة التساهل في ذلك وموقعة اللوم على الولي الذي يسمح لزوجته أو كريمته بلبس تلك الملابس، ولكننا في زمان أصبح للنساء فيه الكلمة العليا إلا من رحم الله، فغلب على الرجال أمرهم وأطلق للنساء عنانهن، ولن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، يقول : ((صنفان من أهل النار لم أرهما..)) وذكر الثاني بقوله: ((ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)) مسلم.

وقد ورد في تفسير ذلك أنها تستر بعض بدنها وتكشف بعضه، أو تلبس ثوباً رقيقاً يصف بدنها، فاتقوا الله يا معشر الرجال وقوموا بواجبكم واستجيبوا أمر ربكم يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ [التحريم:6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق