موقف الإسلام تجاه مشكلة
المخدرات
إن تعريف المشكلة هو بداية
الطريق الصحيح للوصول إلى حلها ، وذلك لأن تعريفها يدل على مدى تفهم حجمها والوقوف
على أبعادها وطرق علاجها .
فنجد فى الديانة
الإسلامية
منذ ما يزيد عن 1400 عام نجد تعريفاً بليغاً يحوى بداخله كل التعريفات التى وردت كى
تصف مشكلة الإدمان وأشكالها المتعددة .
عن عبدالله بن عمر – رضى
الله عنه قال - قال رسول الله – ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) رواة
مسلم (2003) ، رواة بن ماجة وصححه الألباني في صحيح بن ماجة (3737) .
إستدل بن حجر
العسقلانى
– بمطلق قوله ( كل مسكر حرام ) على تحريم كل ما يسكر ولو لم يكن شراباً فيدخل فى ذلك
الحشيشة وغيرها .. فتح الباراي (10 / 45 ) .
عن عائشة – رضى الله عنها
– قالت سؤل رسول الله (ص) عن البتغ ، وهو نبيذ العسل وكان أهل اليمن يشربونه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ( كل شراب اسكر فهو حرام ) رواة البخاري (5586 – 5585 ) ، ومسلم (2001) واللفظ
للبخاري .
المغيبات ( المسكرات )
فى الديانة الاسلامية هى أم الكبائر وإنها من الخبائث ، من تعاطها أفسد دينه ودنياه
وأفسد خلقه وأغضب خالقه وأبغضه من حوله
عن عبدالله بن عمر – أن
النبى صلى الله عليه وسلم . وقال - ( الخمر
أم الخبائث فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوماً فإن مات وهى فى بطنه مات ميتة جاهليه
) حديث حسن : صحيح الجامع (3344) .
كما أن هناك نصوص قطعية
تحرم المغيبات وردت فى القرآن الكريم وهو الكتاب الذى يستقى المسلمون منه شرائعهم .
قال تعالي في كتابة العزيز
" ياأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس من عمل الشيطن
فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطن أن يوقع بينكم العدوة والبغضاء في الخمر
والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون ، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول
واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما علي رسولنا البلغ المبين " سورة المائـــدة الأية
(90 ، 91 ، 92 ) .
قال تعالي " ولا تقتلوا
أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ، ومن يفعل ذلك عدونا وظلما فسوف نصليه ناراً وكان ذلك
علي الله يسيراً "سورة النساء الاية ( 29 ، 30 )
إن الأنسان المدمن أسير
لهذه المواد الشيطانية فما أن تدعوه إلا ويجيب فهي تسيطر علي إرادتة وتكون هي محور
تفكيره وتركيزه فما ان وجدها إلا وانكب عليها بدون إرادة أو تفكير ، فكثيراً ما نسمع
عن موت أشخاص مدمنين ويكون سبب الوفاة حسب تقارير الطب الشرعي زيادة الجرعة من المادة
المخدرة وعدم إستطاعة الجسم تحملها فتصبح هذه المواد المخدرة مهلكة وقاتلة وتكون أداة
قتل وسبب وفاة الكثير من المدمنين ، فمن حرص الله تعالي علي الانسان الذي هو خليفته
، أستخلفة في الارض ليعمرها فجاء التحذير في قولة " ولاتقتلوا أنفسكم " ،
وقال النبي صلي الله علية وسلم :
( من تحسي سما فقتل نفسه
، فسمه في يدة يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه مسلم .
قال بن رشد في سياق ذلك :
{ إنه قد وجب أن كل ما وجدت
فية علة الخمر يلحق بالخمر فيحرم أكل البانجو والحشيش والافيون وذلك كلة حرام لانه
يفسد العقل حتي يصير الرجل صاحب خلاعة وفساد وبعيداً عن ذكر الله والصلاة .. }
وقال بن تيمية :
{ أن الحشيش من أعظم المنكرات
، وهو أشد من الخمر وأخبث لانه يفسد العقل .. }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق