: معنى التأويل والتفسير
عند عامة العلماء :-
لقد
جاء التفسير
وورد بمعنى التأويل.
قال
ابن الأعرابي([3]) التفسير –
التأويل والمعنى واحد والفسر كشف الشيء المغطى والتفسير كشف المراد في اللفظ
المشكل – والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر ([4]) .
اصطلاحاً
: عرفه بعضهم : علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)
وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه *
عرفه
ابن حبان([5]) : علم يبحث
عن كيفية النطق بألفاظ القراءة ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها
التي حمل عليها حالة التركيب([6]) وعرف بأنه
علم يبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز من جهة نزوله وسنده والفاظه ومعانيه المتعلقة
بالألفاظ والأحكام .
التفسير في عهد التابعين :
كان
بداية تدوين القرآن في القرن الثاني للهجرة ، فلقد اعتمد فيه على الرواية ولقد أمر
الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (101) بجمع الحديث فلقد كان التفسير باباً من
أبواب الحديث ، ثم بعد ذلك فصل تدريجياً عنه وبعدها بدأت المحاولات للتأليف في
القرآن([7]) .
أما
عهد بني أمية سمي عهد التابعين (أواخر عهد بني أميه وأوائل عهد التابعين) والفت
كتب في علوم القرآن حيث اتجه العلماء للتفسير .
ومن
أوائل المفسرين – شعبه بن الحجاج ت( 160هـ ) وسفيان بن عيينه ت (198هـ) ووكيع بن
الجراح ت (197هـ) – حيث جمعوا في تفسيرهم أقوال الصحابة والتابعين . واتى بعد ذلك
بن جرير ت (310هـ) – وشمل تأليف القرآن المكي والمدني وغريب القرآن والناسخ
والمنسوخ وظهر كذلك كتاب غريب القرآن – أبو بكر السجستاني وهو عالم قدير ظهر في
القرن الرابع الهجري([8]) .
وكان
تفريق الصحابة في الأمصار وبذلك وجد العلماء والتابعين فرصة أخذهم للعلم وقامت
لأجل ذلك مدارس علمية مثل مدرسة المدينة المنورة – أستاذها عبد الله بن مسعود –
وتلاميذها مسروق وقتادة والحسن ومدرسة مكة ، أستاذها ابن عباس ، وتلاميذها – عطاء([9]) ومجاهد([10]) وعكرمة
وسعيد بن جبير – كانت هذه المدارس تركز على ما جاء في كتاب الله ومرويات الصحابة ،
من المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما عثروا عليه من أهل الكتاب وما
وردوه بأنفسهم ، وما كان عن طريق الاجتهاد([11])
[1]- مناهل الفرقان للزرقاني ،
1/265 .
[2] -
المنجد في اللغة والاعلام – أبو الحسن بن علي الهنائي الأزدي ت(309)هـ المشرق
بيروت ط -28- (د ت) ص583 مختار
الصحاح لمحمد بن
بكر عبد القادر الجزائري ، مكتبة الهلال بيروت لبنان ط- 3 (1983)
ص-309-
[3] -
هو محمد بن زياد أبو عبد الله – ولد سنة 150هـ ، راوي للاشعار ، نحوي ، توفى سنة
231هـ من مؤلفاته الخيل والأنواء – وفيات الأعيان / 603903
[5] -
هو محمد بن يوسف بن على بن حبان أثير الدين أبو حيان الأندلسي ، حافظ ، شيخ
العربية والآداب والقراءت مع العدالة والثقة ولد بقرناطة 564هـ ، غاية النهاية في
طبقات القراء- 2/285 لشمس الدين بن الخير محمد بن محمد الجزري ط2 -1400هـ/1980م ،
دار الكتب بيروت لبنان
[9] -
هو عطاء بن أبي رباح 114هـ -732م وهو عطاء بن أسلم بن صفوان ، تابعي من أجل
الفقهاء وكان محدثة وهو أسود اللون ، ولد في جند في اليمن ونشأ بمكة ، مفتي أهلها
توفى فيها وكل أقوال العلماء تشهد بصدقه ولعل أقواله في التفسير ترجع إلى تحرجه من
القول بالرأي وكانت سيرته تتجلى من بين بني العباس في معرفته بمناسك الحج
[10] -
كان أحد الاعلام الاثبات ، ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة وكانت وفاته بمكة وهو
ساجد سنة أربع ومئه وعمره ثلاث وثمانون سنة .
[11] -
مناهل الفرقان في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزرقاني – دار احياء الكتب
العربية ، عيسى البابي الحلبي (د ت) (د ط) الجامعة الازهرية القاهرة مصر 2/490 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق