السبت، 22 فبراير 2014

معنى التأويل والتفسير عند عامة العلماء التفسير في اللغة والاصطلاح



: معنى التأويل والتفسير عند عامة العلماء :-
إن التأويل مرادف للتفسير([1]) .
التفسير لغة : الإيضاح والتبيين فسر الأمر وضحه وبينه والتأويل – الكشف والإيضاح والبيان والشرح([2]) .
لقد جاء التفسير وورد بمعنى التأويل.
قال ابن الأعرابي([3]) التفسير – التأويل والمعنى واحد والفسر كشف الشيء المغطى والتفسير كشف المراد في اللفظ المشكل – والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر ([4]) .
اصطلاحاً : عرفه بعضهم : علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه *
عرفه ابن حبان([5]) : علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القراءة ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي حمل عليها حالة التركيب([6]) وعرف بأنه علم يبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز من جهة نزوله وسنده والفاظه ومعانيه المتعلقة بالألفاظ والأحكام .
 التفسير في عهد التابعين  :
كان بداية تدوين القرآن في القرن الثاني للهجرة ، فلقد اعتمد فيه على الرواية ولقد أمر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (101) بجمع الحديث فلقد كان التفسير باباً من أبواب الحديث ، ثم بعد ذلك فصل تدريجياً عنه وبعدها بدأت المحاولات للتأليف في القرآن([7]) .
أما عهد بني أمية سمي عهد التابعين (أواخر عهد بني أميه وأوائل عهد التابعين) والفت كتب في علوم القرآن حيث اتجه العلماء للتفسير .
ومن أوائل المفسرين – شعبه بن الحجاج ت( 160هـ ) وسفيان بن عيينه ت (198هـ) ووكيع بن الجراح ت (197هـ) – حيث جمعوا في تفسيرهم أقوال الصحابة والتابعين . واتى بعد ذلك بن جرير ت (310هـ) – وشمل تأليف القرآن المكي والمدني وغريب القرآن والناسخ والمنسوخ وظهر كذلك كتاب غريب القرآن – أبو بكر السجستاني وهو عالم قدير ظهر في القرن الرابع الهجري([8]) .
وكان تفريق الصحابة في الأمصار وبذلك وجد العلماء والتابعين فرصة أخذهم للعلم وقامت لأجل ذلك مدارس علمية مثل مدرسة المدينة المنورة – أستاذها عبد الله بن مسعود – وتلاميذها مسروق وقتادة والحسن ومدرسة مكة ، أستاذها ابن عباس ، وتلاميذها – عطاء([9]) ومجاهد([10]) وعكرمة وسعيد بن جبير – كانت هذه المدارس تركز على ما جاء في كتاب الله ومرويات الصحابة ، من المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما عثروا عليه من أهل الكتاب وما وردوه بأنفسهم ، وما كان عن طريق الاجتهاد([11])  



[1]- مناهل الفرقان للزرقاني ، 1/265 .
[2] - المنجد في اللغة والاعلام – أبو الحسن بن علي الهنائي الأزدي ت(309)هـ المشرق بيروت ط -28- (د ت) ص583 مختار الصحاح لمحمد بن بكر عبد القادر الجزائري ، مكتبة الهلال بيروت لبنان ط- 3 (1983) ص-309-
[3] - هو محمد بن زياد أبو عبد الله – ولد سنة 150هـ ، راوي للاشعار ، نحوي ، توفى سنة 231هـ من مؤلفاته الخيل والأنواء – وفيات الأعيان / 603903
[4] - لسان العرب لأبن منظور دار صادر – الطبعة الأولى 1400/ 1980 ، 11/76
[5] - هو محمد بن يوسف بن على بن حبان أثير الدين أبو حيان الأندلسي ، حافظ ، شيخ العربية والآداب والقراءت مع العدالة والثقة ولد بقرناطة 564هـ ، غاية النهاية في طبقات القراء- 2/285 لشمس الدين بن الخير محمد بن محمد الجزري ط2 -1400هـ/1980م ، دار الكتب بيروت لبنان
[6] - الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ت911هـ بيروت – لبنان –دط- 1973، 2/174
[7] - مقدمة ابن كثير في تفسير القرآن – دار المعرفة بيروت ط6 – 1413هـ/1993م ،1/171 /17
[8] - مقدمة أبن كثير في تفسير القرآن – دار المعرفة بيروت ط-6- 1413هـ 1993م ، 1/171/17  .
[9] - هو عطاء بن أبي رباح 114هـ -732م وهو عطاء بن أسلم بن صفوان ، تابعي من أجل الفقهاء وكان محدثة وهو أسود اللون ، ولد في جند في اليمن ونشأ بمكة ، مفتي أهلها توفى فيها وكل أقوال العلماء تشهد بصدقه ولعل أقواله في التفسير ترجع إلى تحرجه من القول بالرأي وكانت سيرته تتجلى من بين بني العباس في معرفته بمناسك الحج
[10] - كان أحد الاعلام الاثبات ، ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة وكانت وفاته بمكة وهو ساجد سنة أربع ومئه وعمره ثلاث وثمانون سنة .
[11] - مناهل الفرقان في علوم القرآن لمحمد عبد العظيم الزرقاني – دار احياء الكتب العربية ، عيسى البابي الحلبي (د ت) (د ط) الجامعة الازهرية القاهرة مصر 2/490 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق