عوامل نمو السكن
العشوائى فى مدينة دمياط:.
يلاحظ وجود عدة عوامل ساهمت فى إنتشار المناطق العشوائية فى مدينة دمياط أهمهــا الآتى:.
يلاحظ وجود عدة عوامل ساهمت فى إنتشار المناطق العشوائية فى مدينة دمياط أهمهــا الآتى:.
1-الهجرة المستمرة من ريف ومدن المراكز
المجاورة لمدينة دمياط-بخاصة- مع إنتشار الصناعات الخشبية ،والأثاث،الأحذية
،الحلويات ،الألبان والمنسوجات وغيرها ، مما ساعد على توفر فرص عمل لهؤلاء
المهاجرين أفضل من المناطق الطاردة لهم ، حيث تتمثل الصعوبات الأساسية فى الوسط
الريفى فى أن بعض فرص الحصول على أجر نقدى منتظم لازالت محدودة جدا،وأن ما يشد
الريفيين الى التكالب على الهجرة هو نظرتهم إلى الفوارق الكبيرة فى الدخل بين
الأماكن التى يخرجون منها ، وتلك التى ينتمون إليها (برنار جرانوتييه 2000،ص35).
كما أن المهاجر يترك قريته ليذهب للبحث عن عمل وهو يفضل أن يكون ذلك فى العاصمة
(برنارجرانوتييه 2000،ص48). وهو ما ينطبق على مدينة دمياط عاصمة المحافظة .
2- إن المهاجرين من الريف يميلون للإقامة
على أطراف المدينة فى مناطق تتسم بالتجانس الريفى –خاصة- مع تمهيد الطرق وسهولة النقل
والمواصلات،وإنتشار التجارة ،وينقلون معهم عاداتهم وتقاليدهم إلى تلك المناطق
الجديدة ،وهى مناطق تتميز بإرتفاع معدلات المواليد علاوة على الخصوبة والأمية فيها
مرتفعة أيضا وتشبه إلى حد بعيد المناطق الريفية(David
Calbham,1990,P49).
3-التغيرات التى صاحبت هجرة العمالة
المصرية للدول النفطية والانفتاح الاقتصادى خلال فترة السبعينات والثمانينات من
القرن الماضى ،وإتجاه تلك الفئة بعد عودتها للوطن إلى مجال الإستثمارات العقارية
وقطاع التشييد والبناء.
4-إتجاه أصحاب الأراضى المحيطة بمدينة
دمياط نحو تقسيمها وبيعها كأراضى بناء بدلا من زراعتها ،حيث يجلب لهم ربحا أوفر
،فمن خلال الدراسة الميدانية أتضح أن سعر القيراط فى المناطق العشوائية –خاصة-
فى مناطق البرش ،وأرض فايد ،الزوائد، وقرب مصانع النسيج فى الجنوب يزيد عن
40.000جنيه ،بعد أن كانت أرضا زراعية سعرها
لايزيد عن 3200 جنيه، كما أن عملية شراء الأرض تتم بالتقسيط دون إجراءات أو
رسوم بلدية تشكل عبئا على المشترى ،وإتباع قواعد غير ملزمة من جانب نظم
الإسكان من جهة، وكذلك يمكن إدماج
الاستعمال التجارى والصناعى والحرفى مع السكن من جهة أخرى.
5- التساهل من جانب مسئولى الأحياء
والسلطات المختصة فى تنفيذ القوانين الخاصة بتنظيم البناء ،لعدم التوصل من جانبها
للحلول البديلة الملائمة لظروف واحتياجات السكان وينطبق أيضا ذلك التقصير من جانب
السلطات والمسئولين فى الرقابة على أمتدادات النمو العمرانى فى المناطق المحيطة
بكتلة المدينة ،وبعض المناطق الفضاء بين الكتل السكنية،حيث تدعو الأسباب
الاقتصادية إلى التراخى فى إصدار القرارات الخاصة بهدم المساكن المؤقتة (برنارجرا
نوتيه 2000،ص75) .
6-ضم مدينة دمياط لعدد من المحلات
العمرانية الريفية القائمة ذات الطابع السكنى العشوائى، كالعزب والقرى المجاورة
لها مثل غيط النصارى، وشط جريبة، وعزبة الأحمدى،وعزبة اللحم، وكوم الفئران ،وشط
الملح وغيرها نتيجة لإلتحام الحيز السكنى لهما بسبب المد المضطرد لمدينة دمياط
تجاه تلك القرى ، وهو موضوع ليس ظاهرة فريدة فى منطقة الدراسة ،بل أنه من مكونات
السكن العشوائى بمدن آخرى مثل القاهرة التى أحتوت العديد من القرى (فتحى محمد
مصيلحى،1988،ص75).
7-التدهور الذى أصاب بحيرة المنزلة من
جراء التلوث من ناحية ،وتخفيف مساحات شاسعة من جهة أخرى ،وقد إنعكس ذلك على مجموعة
كبيرة من الصيادين الذين إحترفوا مهنة الصيد فى البحيرة ، وأنخفاض العائد المادى
،مما حبا ببعضهم –خاصة-
الصيادين الذين يعملون بأجر يومى نحو الإتجاه إلى مدينة دمياط للعمل فى حرف أخرى
تساهم فى رفع مستوى معيشتهم.
8-كان لإنشاء ميناء دمياط الجديد عاملا
آخر من عوامل إنتشار السكن العشوائى –خاصة- على الجانب الغربى لنهر النيل
"فرع دمياط" الذى يتبع إداريا الحى الرابع ،حيث وفر هذا العامل العديد
من فرص العمل لكثير من الشباب العاطلين فى حرفة النقل والتشوين للبضائع بالميناء.
9-تعد أيضا الحروب المتعددة التى خاضتها
مصر فى القرن الماضى مثل حرب 1956، 1967، 1973، أحد الأسباب التى ساهمت فى ظهور
السكن العشوائى فى مدينة دمياط ،حيث هاجر عدد كبير من سكان مدينة بورسعيد إلى
منطقة الدراسة القريبة منهم ، وظلوا مهاجرين فى موطنهم الجديد دون التفكير فى
العودة إلى موطنهم الأصلى،لإرتباط عدد كبير منهم بمسكنهم العشوائى وأمتلاك فرص عمل
جديدة ،وتدخل ظروف أجتماعية وإقتصادية أستجدت عليهم مثل المصاهرة،والتكيف مع مكان
الإقامة الجديد.
10-نظرا لقرب مدينة دمياط لمصيف رأس البر
ودمياط الجديدة نجد نمطا للهجرة الموسمية خلال فصل الصيف سعيا وراء المزيد من
الرزق ،ولتحقيق دخل أعلى ،حيث يعمل العديد من الشباب فى محلات الحلويات ، والبعض
الأخر يعمل بحرف بيع مستلزمات المصيف على الشاطئ، ومن خلال المقابلات الشخصية مع
عينة مكونة من 157 فردا ،أتضح أن معظمهم (71%) يعانون من البطالة وندرة فرص العمل
فى فصول السنة الأخرى ، كما أتضح أن 9.6%
من عينة البحث من أصحاب السوابق والسرقات فى مناطقهم الأصلية، فى حين وفر لهم
المصيف فرص عمل شريفة خلال موسم الصيف، أما النسبة الباقية منهم من الشباب الذين
يمتلكون محلات بقالة وشوادر سمك وغيرها بالمدينة.
ثانيا: الخصائص السكنية للسكن العشوائى
بدمياط:.
تتناول الدراسة تلك الخصائص السكنية من حيث النمو العمرانى ،وشكل وخطة
العمران العشوائى بالأحياء السكنية ، وأنماط المساكن العشوائية وتركيبها الداخلى
،وعلاقة ذلك بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى لقاطينها ،وهو ما سوف نتعرض له على
النحو التالى:.
1-
النمو
العمرانى:.
يمكن دراسة النمو العمرانى للمناطق العشوائية فى مدينة دمياط من حيث
إتجاهاته من جهة ،وما ترتب على ذلك من أنماط رئيسية تتمثل فى شكل وخطة العمران
بتلك المناطق من جهة ثانية كالتالى:.
ا-
إتجاهات النمو العمرانى :. يتصف النمو العمرانى للمناطق العشوائية بدمياط
بالنمو السريع للمبانى ،وذلك لمواجهة الزيادة السكانية الناتجة عن الزيادة
الطبيعية التى تزيد عن معدلاتها فى المناطق المخططة بالمدينة ،أو الناتجة عن
الهجرة إلى تلك المناطق –كما يتضح –فيما بعد-وعلى الرغم من أنه نمو عمراني
لا يخضع لتنظيم الإسكان ،إلا أنه يتأثر بالموضع الذى يتم عليه المد العمرانى
كالأتى:.
* تسير أتجاهات النمو العمرانى على
الأراضى الزراعية فى جميع الإتجاهات من الكتلة الرئيسية للمدينة ، حيث تتلاحم
المساكن الحديثة مع السابقة لها دون وجود فاصل من الأراضى الفضاء ،ويزداد النمو
العمرانى مع إتجاهات الطرق ،أو على جوانب المجارى المائية ، كما هو الحال فى مناطق
العدوى،ووقف رضوان التى تنمو ملاصقة لشارع صلاح سالم ، وبنك التسليف ،ومدينة النصر
،والبرش ،وحنطر التى تنمو ملازمة طريق فارسكور –دمياط ،كما أن هناك مناطق غيط النصارى
،وأرض عثمان والمنزة التى تنمو ملازمة لطريق غيط النصارى –دمياط ،بالإضافة إلى عدد من المناطق
العشوائية التى نمت على الضفة الغربية لنهر النيل "فرع دمياط" مثل منطقة
الجبانة، والعتر ،
وجمال عبد الرازق ، وجزيرة العلايلى ، كما نمت مناطق المثلث
،والشعراء-وأرض العزبى بالحى الرابع على ضفاف ترعة البلامون ومصرف بحر البطيخ.
* يتوقف النمو العمرانى فى حالة وجود
عوائق مائية مثل نهر النيل "فرع دمياط" والترعة الشرقية الملازمة لطريق
فارسكور –دمياط،
ومصرف بحر البطيخ، أو وجود المصالح الحكومية ،حيث يتوقف المد العمرانى مثل : مصانع
شركة النصر للغزل والنسيج ،وشركة-دمياط للغزل والنسيج فى الجنوب ،وشركة مياه الشرب
،وشونة بنك التنمية ،ومدرسة دار المعلمين وشركة مطاحن شرق الدلتا ،حيث تلتف
المبانى العشوائية حولها ،كما تمثل منطقة المستشفيات "الحميات- الأمراض
الصدرية- الجلدية" عائقا أما المد العشوائى لمناطق حنطر والغباشى نحو الشمال
،ومنطقة أرض عثمان نحو الغرب ، وبالرغم من ذلك ،فتلك المصالح الحكومية السابقة
تمثل مناطق جذب للمد العشوائى فى شمال المدينة حيث جذبت المنشأت الحكومية المتمثلة
فى المعهد الأزهرى ،وكلية العلوم القديمة ،والمستشفى العام ،ووحدة مرور دمياط
،ومعهد الفتيات المبانى العشوائية فى
مناطق وهدان،الجلاد،واللبان،والخضرى.لما توفره هذه المنشأت من خدمات تتعلق
بالمرافق كالكهرباء،والمياه النقية ،والصرف الصحى وبالتالى إستفادة المساكن العشوائية
بطريقة أو بأخرى من تلك المرافق القريبة منها.
* تمثل القرى والعزب التى تقع فى شمال
مدينة دمياط عاملا أخرا من عوامل النمو العمرانى حيث زحف عمران المدينة ليلتحم
بمبانى تلك القرى والعزب ، مما أدى إلى حدوث عملية أسر عمرانى لمبانى تلك القرى
والعزب التى نمت فى البداية دون تخطيط مثلها مثل معظم المراكز العمرانية الريفية
بمصر القريبة من المدن الكبيرة ،ومن هذه القرى السابقة:شط جريبة،وعزبة الفئران
،وشط الملح ،وعزبة اللحم ،وغيط النصارى ،وجمال عبد الرازق.
ويلاحظ أن العوامل السابقة قد ساهمت فى وجود عدد من الأشكال غير المنتظمة
للمناطق العشوائية بالمدينة ،تتضح من خلال استخدام معامل الشكل على النحو التالى:.
نصف قطر أكبر دائرة
يستوعبها الشكل من الداخل(1)
معامل الشكل = نصف قطر أصغر دائرة تستوعب الشكل من الخارج
ومن هذه المعادلة يمكن إبراز الأنماط
التالية:.
ا- الأشكال المندمجة :ومعامل
الشكل0,6 فأكثر،وتمثل الدائرة الشكل المثالى ،يليها الشكل السداسى ثم المربع.
ب- الأشكال شبة المندمجة
:ومعامل الشكل يتراوح بين 0.5-إلى أقل من 0.6،وتأخذ الشكل شبه الدائرى أو المربع.
جـ- الأشكال الممتدة
غير المندمجة:. ويقل معامل الشكل بها عن 00.5 وهى
تتميز بالأطراف والزوائد التى تعطيه أشكالا واضحة ،كما قد تكون الزوائد
والأمتدادات فى جهات عدة.
وبتطبيق معامل الشكل على الخريطة مقياس 50000:1 والشكل رقم (2) تتضح لنا
الأنماط الآتية:.
ا-الأشكال المندمجة:.
يلاحظ آثر محددات المد العمرانى فى وجود المناطق المندمجة فى الشرق من نهر النيل
"فرع دمياط" بالقرب من المناطق المخططة فى وسط المدينة ، حيث تأخذ شكلا
ما بين 0.6-0.7وهى مناطق وقف رضوان ،والعلايلى والغباشى ،والمنزة ، حيث تمثل 12.1%
من جملة المناطق العشوائية بمنطقة الدراسة ،ويأتى ذلك نظرا لأن المبانى العشوائية
نمت حول الجزء القديم من مدينة دمياط نموا شمل جميع الاتجاهات ،مما جعل الشكل
مندمجا بدرجة واضحة ،كما نجد أن المناطق الأربع السابقة نمن بالقرب من طرق رئيسية
ومناطق المصالح واالمؤسسات الحكومية ،فعلى سبيل المثال فقد نمت منطقة وقف
----------------------------------------------------
(1) Haggett ,p.,”Locational Analysis Human Geography " ,p.,
227-229,London 1956.
رضوان بالقرب من مساكن دمياط ،ومستشفى شركة –النصر ،ومصلحة ميناء دمياط،فضلا عن وجود
منطقة نسيم الجمل المخططة فى الجنوب منها.
ب- الأشكال شبه المندمجة:.
وتمثلها المناطق التى تأخذ شكلا 0.5 ، وتبلغ تسع مناطق تمثل 27.3% من جملة المناطق
العشوائية فى دمياط، وهى مناطق العدوى ،والزوائد ،وبنك التسليف بالحى الأول ،
ومنطقة حنطر بالحى الثانى ،ثم منطقة وهدان وكوم الفئران ، والعنز بحى رابع ومنطقة اللبان بالحى الثالث، ومنطقة جمال عبد الرازق
، وهذه المناطق السابقة قد نمت على أراض زراعية ، حيث تسير أتجاهات المد العمرانى
فيها بالقرب من نهر النيل ،كما هو الحال فى منطقة جمال عبد الرازق،أو على طوال طرق
رئيسية مثل منطقة حنطر ،وبنك التسليف على إمتداد طريق فارسكور-دمياط ومنطقة اللبان ،ووهدان فى أقصى الشمال بالقرب من
المدارس والكليات الجامعية القديمة التى
نشأت فى هذه المنطقة.
جـ- الأشكال غير المندمجة:.
وهى الأشكال التى يقل معامل الشكل عن 0.5،وتندرج تحت هذه الفئة عشرون منطقة تمثل
60.6% من جملة المناطق العشوائية ،ويعكس لنا ذلك سمة المناطق العشوائية التى
لاتلتزم بخطة معينة فى المد العمرانى لها بحيث يميل إلى الاستطالة ، وتعدد الزوائد
المتصلة بها ،لأنها نمت على أراضى زراعية ،حيث النمو العمرانى حول بعض المجارى المائية ،أو الطرق الزراعية
مثل مناطق المثلث ، وأرض العزبى ،والشعراوى على ترعة البلامون بحر البطيخ ،وكذلك
منطقة غيط النصارى فى أقصى شرق المدينة على طريق غيط النصارى _دمياط، ومنطقة فايد
،ومدينة النصر فى أقصى الجنوب الشرقى، ومنطقة شط جريبة ،ومريم ،والجلاد وغيرها
،حيث تتدخل التقسيمات التى يحددها الأهالى أصحاب الأراضى المباعة من ناحية ،ومن
ناحية أخرى تقسيمات الأحواض الزراعية فى توجيه النمو العمرانى وتحديد شكل المنطقة
المبنية.
2-الخطة
البنائية:.
من خلال الدراسة الميدانية للمناطق العشوائية بمدينة دمياط والشكل رقم (3)
يمكــن ملاحظة الخطط
البنائية على النحو التالى:.
ا-النمط التقليدى الدائرى:.
يظهر هذا النمط فى المناطق العشوائية القريبة من كتلة مدينــة دمياط القديمة
،ويتضح ذلك فى مناطق حنطر ،والبرش ،والمنزة ،ومريم،وأرض عثمان ،ويلاحظ وقوع تلك
المناطق السابقة فى الشرق بالقرب من قلب المدينة التجارى ،حيث يلاحظ تلاصق المبانى
مع وجود شوارع ضيقة ،بها إلتواء ،ولكن غير مغلقة فى معظمها وتصب فى شارع أكثر
إتساعا يحيط بالكتلة المبنية.
ب-النمط الخطى
المنتظم البناء:. يظهر فى المناطق العشوائية القريبة من
النمط السابق حيث يتأثر النمو العمرانى هنا بمحددات قائمة من قبل ، فنجد المبانى
تسير بمحازاة المجارى المائية أو الطرق الزراعية،أو وفق محددات يتفق عليها الأهالى
كإنشاء شارع يلتزم به الجميع ،ومن هنا تصبح خطة البناء منتظمة ،دون الإلتزام
بإتساع الشوارع ،أو ترك مناطق للترويح أو الخدمات ،حيث إن ذلك لا‘يلزم به إلا فى
المناطق المخططة ، ويظهر ذلك فى المناطق العشوائية خلف بنك التسليف،ووهدان ،وشط
جريبة، وغيط النصارى، ومنطقة المثلث ،وشط الملح ،حيث نلاحظ أن الشوارع تتخذ أشكالا
طولية قد يتصل بعضها بأكثر من شارع ، فى حين لايتصل البعض الأخر إلا ببعض الحارات
الضيقة التى ينفذ منها على الشارع الأخر ،كما يظهر من الشكل (3-ب) تعامد الشوارع
على الطرق أو المجارى المائية ،وهذه الشوارع فى أغلبها لاتسمح بسهولة النقل
والحركة بين مساكن المنطقة العشوائية.
جـ- خطة البناء غير المنتظم:. يشمل مناطق النمو العمرانى التى نمت امتدادا لبعض المناطق القديمة التى تتركز بها بعض المنشأت الحكومية ،حيث تظهر على هيئة نمو عشوائى غير منتظم ،وتتمثل فى مناطق الجلاد ،والخضرى،والشعراوى،حيث يلاحظ عدم إستقامة الشوارع وضيقها وانسدادها مع إرتفاع كثافة المبانى ،نظرا لضيق مساحات المبانى من جهة ،وإرتفاع أسعار الأراضى من جهة أخرى ،وبالتالى قلة المناطق الفضاء بينها.
جـ- خطة البناء غير المنتظم:. يشمل مناطق النمو العمرانى التى نمت امتدادا لبعض المناطق القديمة التى تتركز بها بعض المنشأت الحكومية ،حيث تظهر على هيئة نمو عشوائى غير منتظم ،وتتمثل فى مناطق الجلاد ،والخضرى،والشعراوى،حيث يلاحظ عدم إستقامة الشوارع وضيقها وانسدادها مع إرتفاع كثافة المبانى ،نظرا لضيق مساحات المبانى من جهة ،وإرتفاع أسعار الأراضى من جهة أخرى ،وبالتالى قلة المناطق الفضاء بينها.
ء- نمط البناء المتفرق:.
تظهر المساكن فى شكل كتل سكنية متفرقة كما يوضحة الشكل(3-د) ،حيث يقوم الأهالى
ببناء بعض المساكن المتفرقة أو المشتتة بالقرب من أطراف المدينة على الأراضى
الزراعية ،وفى هذا النمط لا تظهر معالم واضحة للشوارع طولا أو عرضا، كما توجد
الأراضى التى قام أصحابها بتبويرها تمهيدا لبيعها ،مستغلين وجود بعض المصالح
الحكومية مثل كلية العلوم القديمة ،ومديرية الأمن ،ووحدة المرور وغيرها فى شمال
مدينة دمياط ،وهو ما ينطبق على منطقة اللبان العشوائية،كذلك يساعد مد الطرق
وتمهيدها ورصفها على ظهور مثل هذا النمط ،كما هو الحال فى مناطق العنز والعدوى
،وكوم الفئران ،ومن الملاحظ أن مثل هذه المناطق تتجه مستقبلا نحو خطة البناء
المنتظم ،حيث تتعامد الشوارع على بعضها البعض مثل لوحة الشطرنج نظرا لتأثرها بعامل
مد الطرق المرصوفة والمجارى المائية القريبة منها.
3-مورفولوجية مناطق السكن العشوائى:.
تحدد مورفولوجية المنطقة السكنية الاستخدمات الرئيسية لها فى الأمور
الضرورية عند تناولها بالدراسة (Williams,1989,p.28) .ويمكن ملاحظة
بعض السمات التى تتصف بها المناطق العشوائية ،والتى تتمثل فى شكل الشوارع ،والكتل
السكنية وأصحابها على النحو التالى:.
1-شكل
الشوارع:. لعدم تدخل المسئولين عن التخطيط العمرانى فى تلك المناطق ،نجد أن
الفراغات الموجودة بين المساكن هى الشوارع فقط ،دون الاهتمام بوجود مناطق للترويح
أو الحدائق والمتنزهات ،وكذلك لا توجد عند تقاطع الشوارع مناطق واسعة كالميادين
مثلا فى المناطق المخططة ،وقد توجد بعض الفراغات من الأراضى الفضاء التى تنتظر
دورها فى بناء المزيد من المساكن.
* فى المناطق القريبة من الكتلة الرئيسية
لمدينة دمياط ،والتى تتصف بالنمو العمرانى المنتظم تنشأ شوارع المنطقة العشوائية –خاصة
الريئسية منها- متعامدة على طريق رئيسى مرصوف ، كما هو الحال فى منطقة أرض عثمان
التى تتعامد شوارعها على طريق غيط النصارى-دمياط ،وكذلك الحال فى منطقة حنطر التى
تتعامد شوارعها على الطريق المرصوف "فارسكور-دمياط" ،كما تنشأ شوارع
أخرى محل المدقات الزراعية أو قنوات الرى من المساقى والمراوى بعد ردمها، كما تنشأ
الشوارع الداخلية " الحوارى والأزقة" بناء على إتفاق بين ملاك المساكن
،حيث يتفقون على إنشائها بحيث يكون عرض الشارع مناصفة بينهم على الجانبين ،ويرتبط
إتساعها بما يتفق عليه الأهالى لإ نشاء مثل هذه الشوارع ، مما ينعكس على عرضها
واستقامتها ،فهى فى الغالب ضيقة ومتعرجة ،وهو ما أظهرته الدراسة الميدانية لبعض
المناطق العشوائية ،حيث نجد عرض الشوارع الريئسية لايزيد عن عشرة أمتار كما توجد
شوارع أخرى ضيقة يتراوح عرضها مابين 3-5 أمتار، كما لوحظ أيضا أن شكل الشوارع مرتبط بنوع ونمط النمو العمرانى
للمنطقة العشوائية ،حيث نجدها فى منطقة مثل البرش وحنطر، والجلاد ،ووهدان ،تأخذ
أشكالا طولية قليلة التعاريج بينما نجدها فى مناطق أخرى مثل الزوائد ،والمثلث،
وأرض العزبى ، والشعراوى تأخذ أشكالا متعرجة عنقودية .
ب- الكتل السكنية وأحجامها:.
تختلف الكتل السكنية فى أشكالها وأحجامها من منطقة لأخرى وكذلك داخل المنطقة
الواحدة ،ففى المناطق التى تاخذ نمط العمران الخطى المنتظم ،حيث إنتظام الشوارع
وأستقامتها وموازاتها لبعضها البعض ،فإن الكتل السكنية تتخذ أشكالا هندسية فى شكل
مربع أو مستطيل ،كما تمتد فى الشارع الواحد
فى شكل متلاصق ،مع تقارب أحجام مساحتها ،كما هو الحال فى منطقة عزبة النصر ،ووهدان
،أما فى الكتل السكنية ذات النمط العمرانى غير المنتظم مثل مناطق الزوايد ،ووقف
رضوان،وكوم الفئران،وفايد ،واللبان ،فإن الكتل السكنية تبدو غير واضحة المعالم
،لعدم وضوح الشوارع ،وتظهر الكتل السكنية غير منتظمة الشكل ،ومتعددة الزوائد ،كما
تتصف مساحات البناء فى هذا النمط بإختلافها من مسكن لأخر ،وذلك حسب قدرة الأهالى
على شراء مساحات معينة من الأراضى الزراعية وتكاليف البناء ،ولكن من الملاحظ أن
مساحات قطع البناء فى المناطق العشوائية بصفة عامة تتميز بصغر أحجامها ،وذلك يرجع لعامل
إقتصادى يتمثل فى أن أغلب القادمين للبناء عليها من المهاجرين من مناطق مجاورة
لمدينة دمياط ،وأكثرهم بدون عمل (Dwyer .D.J., 1975,P.45) أو أنهم من
العمال الحرفيين ذو الأجر اليومى ،أو من صغار الموظفين ذوى الدخل المحدود ،الذين
لاتسمح أحوالهم المادية إلا بشراء مساحات صغيرة للبناء .ومن الملاحظ صغر حجم
مساحات المساكن كلما أقتربت من الكتلة الريئسية للمدينة ، أو مناطق العمل أو
التوظيف ،حيث توجد ورش تصنيع الأخشاب ومعارض الأثاث ،ومصانع الغزل والنسيج ،ومنطقة
الجامعة القديمة والمصالح الأمنية والصحية ،ولاتنس ما تمثلة مدينة دمياط من أهمية
فى مجال التصنيع والتجارة ،وبالتالى يصبح سعر المتر من الأراضى الصالحة للبناء
مرتفعا فى ظل الاستفادة من موقع المسكن فى تخصيص الأدوار للمشروعات التجارية ،حيث
يصل سعر المتر الواحد الى 800جنيه ،تصل الى 200جنيه فى المناطق المتطرفة ،ويتراوح مساحة
المسكن الواحد فى المناطق العشوائية القريبة من القلب التجارى والخدمى بالمدينة
مابين 50-100 متر مربع كما هو الحال فى مناطق الجلاد ،ووهدان، ومريم فى الشمال
،وحنطر ،البرش، ووقف رضوان فى الشرق والجنوب، ومعظم المساكن فى الغالب تطل بواجهة
واحدة على شارع واحد بينما تحاط الجوانب الثلاثة الأخرى بالمبانى ،وبالتالى تكثر
مساقط النور كمتنفس للحجرات والمنافع الداخلية.
4- أنماط المساكن العشوائية:.
يتضج من خلال الدراسة الميدانية لعينة من
المساكن بلغت 189 مسكنا عشوائيا بأحياء مدينة دمياط الأربعة تعدد أنماط المساكن
العشوائية ،حيث لايلتزم السكان بنمط تخطيطى معين لمساكنهم وهو ما تظهره الدراسة
الأتية:.
ا-نوع المسكن:.
يشير الجدول (2 ) والشكل(4 ) إلى أن المساكن العشوائية تتباين فيما بينها
من حيث نوع المسكن على النحو التالى:.
مساكن العشش والأكواخ:.
تبلغ نسبة هذا النوع من السكن العشوائى بمنطقة
الدراسة 8.4% من جملة عينة البحث ،وتنتشر فى معظم المناطق العشوائية بنسب
متفاوتة،حيث تمثل 2.7% من مساكن عينة البحث فى مناطق الحى الأول ، كما تمثل 2.2%
من المساكن العشوائية فى الحى الثانى، ونحو 2.1% من مساكن عينة البحث بالحى الثالث
، 1.4% من مساكن عينة البحث بالحى االرابع. ومن الملاحظ أن مثل هذا النمط من
المساكن العشوائية ينتشر على أطراف الأحياء السابقة، وعلى الأخص فى المناطق الفضاء
،وبعضها يقع خلف المقابر ،وينم هذا النوع عن حالة أجتماعية وإقتصادية متدنية
لساكينها ،حيث الدخل الفردى المنخفض وسوء
التغذية ،وتدنىالنظافة داخل تلك المساكن ،كما أن الأثاث داخل هذه المساكن لا يزيد
عن حصيرة متأكلة
جدول (2) أنماط المساكن العشوائية
بمدينة دمياط حسب نوع المسكن عام 2002.
الحى
|
عشش وأكواخ
|
عادى تقليدى
|
تقليدى مزدوج
|
حضرى حديث
|
الأول
|
2.7
|
6.3
|
4.2
|
21.8
|
الثانى
|
2.2
|
5.4
|
3.4
|
17.9
|
الثالث
|
2.1
|
3.1
|
2.6
|
9.3
|
الرابع
|
1.4
|
2.5
|
2.4
|
12.7
|
الجملة
|
8.4
|
17.3
|
12.6
|
61.7
|
المصدر: نتائج الدراسة الميدانية عام
2002.
،وكميات من الملابس القديمة ،وبعض مساكن
هذا النمط يوجد به عدد قليل من الأثاث القديم كما هو واضح فى الصورة (1) ،ومن خلال
المقابلات الشخصية مع أصحاب هذه المساكن يتضح لنا أن معظمهم يعتمدون على الأجر
اليومى ،حيث يعمل البعض على عربات الكارو فى نقل الأخشاب والأثاث والبضائع الأخرى
من مكان لأخر ،كما أن البعض الأخر من كبار السن الذين يتقاضون معاشات لا تخرج عن كونها
معاش السادات، أو معاش الضمان الاجتماعى ، أو التأمين الاجتماعى الشامل ،وهى
بالطبع معاشات منخفضة كما يعتمد عدد أخر من هؤلاء الأهالى –خاصة- الأرامل والمسنين على الصدقات
والتسول، ويتميز هذا النمط من أهالى هذه المساكن بإرتفاع نسبة الأمية بينهم ،إذ
تصل إلى 89.7%.
المساكن العادية التقليدية:.
عبارة عن مسكن له واجهة واحدة تطل بباب على الشارع ،ويحتوى على حجرتين تفصل
بينهما صالة ضيقة ،وتستغل إحدى الحجرتين للمعيشة ،والأخرى للنوم ،وبالداخل توجد
حجرة قديمة ،قد تكون من قبل حظيرة لا تستخدم الأن ،لإنشغال أصحاب المسكن فى أعمال
غير زراعية، أو تستغل أحيانا كمأوى لحيوانات الجر إذا كان صاحب المسكن يعمل
علىعربة يجرها حمار"الكارو" كما هو واضح من خلال الصورة رقم(2) والشكل
الكروكى رقم (5)، ويمثل هذا النمط 17.3% من مساكن عينة البحث، كما تتباين من منطقة
لأخرى ،حيث تمثل 6.3% من المساكن العشوائية عينة البحث بالحى الأول،و5.4% بالحى
الثانى ،كما تمثل 3.1% بالحى الثالث ، 2.5 % فتوجد فى مناطق الحى الرابع . وهذا
النمط من المساكن لايختلف عن نمط المساكن الريفية التى أشار إليها كل من لوزاك
وهيج (Lozach. J. Et. Hug .G. 1929,p.124) فى مناطق الريف المصرى فى العشرينات من القرن الماضى ،إذ تقترب
فى مورفولوجيتها من المساكن الريفية القديمة التى تنتشر فى بعض القرى والعزب
القريبة من مدينة دمياط مثل قرية غيط النصارى.
المساكن التقليدية المزدوجة:.
يقصد به المسكن الذى يطل على الشارع بباب واحد ،ولكنه ينقسم من الداخل إلى
نصفين ،يفصل بينهما باب أخر يعرف بباب وسط شكل رقم(6) ،حيث يستخدم الجزء الأمامى
للإقامة والضيافة والنوم ، أما الجزء الخلفى فإنه يخصص للأعمال المنزلية ،أو
لتربية الحيوانات والطيور ، كما يحتوى على دورة مياه ، ويمثل هذا النمط 12.6% من
المساكن العشوائية عينة البحث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق