الثلاثاء، 25 فبراير 2014

تاريخ الوسائل التعليمية في عملية التدريس



       تعتبر الوسائل التعليمية من أهم الأركان التي تبنى عليها عمليات التربية والتعليم,إذ أن
هناك علاقة قوية بين الوسائل التعليمية والمنهج ,وهذه العلاقة هي علاقة اتصال وليست علاقة انفصال إذ لا يمكن للمعلم الاستغناء عنها في عملية التدريس ويفيد (عطا الله ,2001: 24)
أن النظرة للتعليم والتربية تحولت في ظل هذا العصر المتطور والتسارع في حفظ القوانين والحقائق نظريا , إلى تأكيدها وتحقيقها علمياً من خلال ما إضافة التطور على التعليم من وسائل حديثة تتجلى في العديد من الوسائط والوسائل التعليمية وبناء على ذلك فقد تم تطوير أساليب التعليم وتطور وسائلة ليواكب حجم التطور الذي يعيشه في هذا العصر,ولتمشى الأهداف العامة للتعليم مع أهداف التنمية البشرية التي تخطها الدولة , والمنهجية التي تسير وفقها.
فأصبحت حقيقة جليلة تهدف من خلالها التعليم لترسيخ المفاهيم والأساليب الحديثة , ألا وهي الحقائق والمفاهيم العلمية بصورة وظيفية , حيث تصبح المستويات الدراسية وسيلة لعملية بناء التلاميذ , ومساعدتهم لاكتشاف الكون والبيئة , الإعداد المميز لرجل المستقبل الذي يتمكن من الاندماج مع العصر وإحداثه وتطوراته ,واستيعاب المنجزات العلمية , واكتشاف ديمومة هذا التطور بحقائقها العلمية وبشفافية بعيداً عن القوالب النظرية الجامدة .
كما واضح أن  التعليم اليوم يهد لإكساب الدارس مهارات وظيفية ,عقلية ,عملية من خلال استخدام وسائل تعليمية يتمكن من خلالها التعامل مع الحقائق العلمية , وذهنية تعزز لدية حب الاكتشاف , وجذب اهتمامات وميوله بصورة أكثر مقاليه .
ويفيد(اللقانى,1991: 11) بان لهذه الوسائل أهداف متعددة مثل تنمية مهارة التقليد والاستطلاع ,ومهارة البحث العلمي لدى الدارسين,واهم من كل ذلك تنمية التفكير العلمي عند الطلاب باعتبارهما سمة هامة وضرورية لتطوير الذهنية الفكرية لدى الدارس.
وقد ابرز علماء والمهتمين بالوسائل التعليمية أهمية الوسائل على أنها تعمل على تعزيز الخبرات الإنسانية وتقديم حقائق هادفة ذات معنى كما أنها تثير الاهتمام وتساعد على توجيه استجابة الطالب نحو الهدف المنشود كما أنها ويستخدمها تتغلب على الحدود الطبيعية والزمنية. (مبادئ التدريس,1992: 105)

* جولة في تاريخ الوسائل التعليمية :-
    لقد تطورت الوسائل التعليمية مع تطور الحياة على الأرض ,وتعود البداية الحقيقية للوسائل التعليمية إلى قصتي ابني ادم ,قال تعالى"فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سورة أخيه قال يا وبلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب,فأوارى سورة أخي , فأصبح من النادمين"(المائدة:31), وبذلك علم الله ابن ادم كيف يواري سورة اخية من خلال ما قام به الغراب ,وهذا يعرف التعلم بالمحاكاة (الحيلة ,2000: 20).
أسهمت الحضارات القديمة مثل الحضارة التنقية , والفرعونية , السامية, والآرامية والأشورية والإغريقية وفلسفاتها إسهاما جيداً في تقدم الحياة على سطح الأرض وازدهارها , حيث يذكر أن حمورابى أمر بنقش شريعته على مسلة تصور الإلهة, وهي تعطيه مقاليد الحكم لإقناع الناس بذلك ,كما استخدم قدماء المصرين الرسومات والنقاشات لتوضيح الكثير من الأمور.
وان تطور استخدام الوسائل التعليمية ترجع إلى ثلاث محطات رئيسية وهي الرسالات السماوية التي نزلت على موسى , وعيسى, ومحمد عليهم السلام .
فعندما نزلت الرسالة على موسى علية السلام , وذهب لميقات ربه أعطاه الألواح وفيها الواعظ, قال تعالى :" وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلاً لكل شئ " (الأعراف:145). وهذه الألواح تعد من الوسائل التعليمي.

أما السيد المسيح عليه السلام كان دائم الوعظ للناس , وكان لديه المقدرة على شفاء الناس , وأحياء الموتى بإذنه لله . وكان يستخدم أسلوب ضرب الأمثال للناس ليعلمهم , بل وكان يدعى بالمعلم من قبل تلاميذه , وما المائدة التي نزلت عليه من السماء الوسيلة ليثبت لتلاميذه قدرة الله تعالى, قال تعالى" قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء " (المائدة:114)

كما جاء الدين الإسلامي الحنيف فكان الرسول علية السلام يتعبد في غار حراء , وكان يتأمل , ويتساءل عن هذا الكون , وهذا النظام ,ومن الذي يسيره وكيف , ولماذا , والى متى, حتى نزلت علية الوحي من السماء بأول كلمة , وهي اقرأ , وهذا دليل على إن هذا الدين هو دين علم , قال تعالى :" اقرأ باسم ربك الذي خلق, الإنسان من علق , اقرأ وربك الأكرم , الذي علم بالقلم , علم الإنسان مالم يعلم " (العلق:1-5) .
اتبع سيدنا محمد علية السلام وسائل رآها مناسبة لنشر تعاليم الدين منها القناع الترغيب .....الخ مثل "صلوا كما رأيتمونى أصلي","خذوا عنى مناسككم" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق