الجمعة، 28 فبراير 2014

مكونات المواطنة :



مكونات المواطنة :
للمواطن عناصر ومكونات أساسية ينبغي أن تتحقق حتى تحقق المواطنة وهذه المكونات هي:
1- الانتماء:
الانتماء للوطن هو الانتماء للشعب بكل فئاته ومعتقداته والأرض, ويجسد بالتضحية من أجلها, تضحية نابعة من شعوره بحب ذلك الوطن وشعبه.
ومن هنا يتضح أن مفهوم الانتماء هو السلوك والعمل الجاد الدءوب من أجل الوطن والتفاعل مع كل أفراد المجتمع مع اختلاف معتقداتهم من أجل الصالح العام, فالانتماء لغة واصطلاحاً وسلوكاً يصب في بوتقة واحدة من حيث العطاء والارتفاع فوق الصغائر, والخدمة المخلصة للوطن وشعبه, بحيث كلما ارتفع العطاء المستمرة, تصبح مقياساً للانتماء الصادق والحقيقي.
ومن وسائل تعزيز الانتماء:
-       التضحية من أجل الوطن سواء في السراء أو الضراء فهي ضريبة دم يدفعها كل فرد صادق في انتمائه.
-       القيام بالواجب المطلوب على أتم وأكمل وجه في جميع المجالات, ليكون دليل وطنية صادقة وانتماء قوي.
-       القيام بالأعمال التطوعية والخيرية, لأن فائدته تهم الوطن والمواطنين .
-       المحافظة على اللغة الأصلية, والتراث الثقافي, والموروث الشعبي.
-       المحافظة على العادات والتقاليد التي يرضى عنها المجتمع .
والفرد لا ينتمي إلا لمجتمع يشعر فيه بالزمالة ويحقق بين أفراده حاجاته ومطالبه عن طريق علاقات تقوم على لغة مشتركة وعادات وتقاليد مشتركة وتراث ثقافي مشترك, ومن مقتضيات الانتماء أن يفتخر الفرد بالوطن والدفاع عنه والحرص على سلامته فالمواطن ينتمي لأسرته ولوطنه ولدينه وهذه الانتماء منسجمة مع بعضها ويعزز بعضها البعض .
2- الحقوق:
أن مفهوم المواطنة يتضمن حقوقاً يتمتع بها جميع المواطنين وهي في نفس الوقت واجبات على الدولة وعلى المجتمع ومنها (توفير الحياة الكريمة- العدل والمساواة – الحرية الشخصية- تقديم الرعاية الصحية والخدمات الأساسية, توفير التعليم وهكذا هذه الحقوق يجب أن يتمتع بها جميع المواطنين بدون استثناء.
أ‌-         حقوق المواطنين على الدولة:
 ومن أبرز هذه الحقوق ما يلي:
1)         أن يكون الحكم وفق المنهج الذي يرتضيه الشعب وهو بالنسبة للمجتمع تطبيق شريعة الله والحكم بما أنزل في وحيه.
2)         النصح لجميع أفراد الرعية وعدم غشهم بأي صورة من صور الغش الثقافي أو الاجتماعي.
3)         تحقيق القيم الإسلامية كالعدل والمساواة من خلال أنظمة شاملة لجميع المواطنين.
4)         تحمل المسئولية أمام أعداء الوطن.
5)         تهيئة الفرص لأفراد الشعب للتعبير عن آرائهم والمشاركة في أمور مجتمعهم.
6)         النظرة الإنسانية للآخرين في كرامتهم الأولية, فضلاً عن أخوتهم الإسلامية.
7)         صيانة حقوق الناس دماً وأعراضاً وأموالاً وبيوتاً.
8)         حفظ الممتلكات العامة والمنافع المشتركة من التدمير أو الإتلاف.
9)         التعاون المشترك بين الدولة والرعية على تحقيق المصالح الشرعية لأهل البلد.
10)    تحقيق الدولة للعدالة والشورى, وتطبيق الشريعة في شئون الحياة.
11)    التزام المواطنين بالبيعة لحاكمهم المسلم وطاعته في غير معصية الله.
12)    الدفاع عن الوطن والاستشهاد في سبيل الله.
13)    صيانة المكتسبات الشرعية في تطبيق الإسلام ودعمها والارتقاء بها .
ب‌-    أما عن حقوق الدولة على المواطنين: فمن أهم ما تتمثل به:
1)    البيئة: وهي تمثل تعاهداً بين المواطنين وحاكمهم على أن يحكم فيهم بالشريعة وأن يقيم الحق والعدل على أن يكونوا أوفياء للنظام مغلبين المصلحة العامة التي تتبناها الدولة على المصالح الجزئية الذاتية و بالتالي ليست مجرد توافق يتم وينسى.
2)         الإخلاص في العمل للدولة من خلال مؤسساتها أو مؤسسات المجتمع المدني.
3)         الإسهام في بناء وتنمية الوطن.
4)         النصح والسعي للإصلاح بالطرق السليمة التي لا تهز استقرار الوطن.
5)         الدفاع عن الوطن ضد أعدائه.
6)         التمثيل الجيد للدولة والمجتمع خارج حدوده.
3- الواجبات:
         تختلف الدول عن بعضها في الواجبات المترتبة على المواطن باختلاف الفلسفة التي تقوم عليها الدولة, فبعض الدول ترى أن المشاركة السياسية في الانتخابات واجب وطني والبعض الآخر لا يرى أنها كواجب وطني ومن هذه الواجبات (عدم خيانة الوطن, الحافظ على الممتلكات العامة- الدفاع عن الوطن, الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, احترام النظام, وهذه الواجبات يجب أن يلتزم بها كل مواطن حسب قدراته وإمكانياته .
4- المشاركة المجتمعية:
         إن من أبرز سمات المواطنة أن يكون المواطن مشاركة في الأعمال المجتمعية والتي من أبرزها الأعمال التطوعية فكل إسهام يخدم الوطن.
         وقد دعا الإسلام المسلم إلى المشاركة في خدمة وتنمية مجتمعة فكما أن المشاركة هي حق للفرد فهي أيضاً واجب عليه والآية الكريمة تقول : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) تدل دلالة واضحة على أن الإسلام يدعو المسلم إلى المشاركة في خدمة وتنمية مجتمعية .

هناك تعليق واحد: