الثلاثاء، 25 فبراير 2014

دراسة و تحليل التقويمات المقترحة لتقويم تعلمات المتعلمين من لدن الاساتذة



دراسة و تحليل التقويمات المقترحة لتقويم تعلمات المتعلمين :
3 – 1 دراسة و تحليل نماذج من التقويمات المقترحة من لدن الأساتذة:

من خلال الاشتغال على عشر نماذج للتقويم في مواضيع مختلفة مقترحة من لدن الأساتذة لتقويم التعلمات في مادة النشاط العلمي بالمستوى السادس ابتدائي، تبين أن التقويم المعتمد يستهدف بالأساس الجانب المعرفي للمتعلم ويغفل الجانب الوجداني الذي يعبر عن ميولاته واتجاهاته وكذا الجانب المهاري الذي يركز بالأساس على المناولات والإجراءات.

ففي دروس الكهرباء مثلا يعتمد بشكل أساسي على تذكر المعارف الجزئية واللانسقية، كتقديم تمثيل لدارة كهربية ومطالبة المتعلمين بتحديد نوع التركيب، أو تحديد المصباح الذي يضيء في هذه الدارة، إضافة إلى أسئلة ملء الفراغ و أسئلة الاختيار كالتساؤل عن تركيب الصهيرة هل تركب:
*    على سلك الطور.
*    على سلك محايد.
*    على السلك الأرضي.

خلافا لما لهذا العنصر من علاقة وطيدة بواقع المتعلم ونفعيته لو وضع في سياقات قربية منه، تمكنه من تعبئة هاته المعلومات لتجنب وقوع دارة قصيرة مثلا، أو لحماية إتلاف بعض الأجهزة الكهربائية بوضعها بكيفية ملائمة وصحيحة على أسلاك الدارة.كما لاحظت أن بعض الأساتذة يقومون تعلمات المتعلمين اعتمادا على نماذج من التقويمات المقترحة في الكتاب المدرسي.

 إلا أن القاسم المشترك بين جميع هذه التقويمات المقترحة هو استهداف المعارف الجزئية اللانسقية واللاوظيفية مع غياب تام للتقويم باعتماد وضعيات - مشكلة أو مشاريع تتطلب من المتعلم تعبئة مجموعة من الموارد المندمجة لإنجاز مهام وفق تعليمات محددة ووفق سياقات دالة مرتبطة بحياته اليومية. الشيء الذي يعطي للتعلمات المدرسية معنى و دلالة ووظيفية.

وهذا ما يوضح و يكشف طريقة التدريس الممارسة من قبل هؤلاء الأساتذة، فالمعارف المقدمة بشكل متناثر ولا نسقي بأساليب تلقائية وتلقينية تقوم حصيلتها بنفس الكيفية، الشيء الذي يؤكد مقاومة أغلب الأساتذة لمقتضيات إصلاح المنظومة التربوية والذي يرجع بالأساس إلى غياب تفعيل هذه الإصلاحات في البرامج والمناهج التربوية، كغياب سياقات الوضعيات - المشكلة بالمراجع المقررة ويحث على ضرورة إعادة النظر فيها، وكذا تنظيم دورات تكوينية مستمرة تستجيب لمقتضيات تفعيل هذه المقاربة(بناء وضعيات الاكتساب / بناء وضعيات الإدماج / بناء وضعيات التقويم / التخطيط وفق هذه المقاربة / اعتماد أساليب العمل بالمشاريع و المهام وحل المشكلات ....)


3 . 2  تحليل منظور الكتاب المدرسي للتقويم و مقارنته مع التقويمات المقترحة في المقررات الدراسية :

من خلال دراسة وتفحص كتاب التجديد في النشاط العلمي ( دليل الأستاذ و الأستاذة )، يتبين أنه في بداية الكتاب المدرسي يتم التأكيد على ضرورة اعتبارا المتعلم محورا للعملية التعليمية - التعلمية والعمل على تنمية كفايات مندمجة لديه للاستجابة لحاجاته وحثه على الإنتاجية والمرودية والمبادرة والابتكار للمساهمة في الارتقاء بمجتمعه في كل المجالات.[1]

وتم التأكيد على أن امتلاك التلميذ لمعارف ومعلومات ومهارات ومواقف يبقى دون معنى، إذا لم يتمكن من استثمار ها في نشاط أو إنتاج محفز أو في وضعية - مشكلة في المؤسسات التعليمية أو في حياته اليومية، فتقويم مدى تحقق الكفاية لدى المتعلم يتم بقياس جودة إنجازه عبر حل وضعية – مشكلة، مشروع ... عن طريق إنجاز مهام معين[2]

كما تم التأكيد على أن التقويم وفق بيداغوجيا الأهداف، يهتم بالأساس بتقييم مدى تكيف المتعلم مع المضامين لتحقيق أهداف مسطرة في البداية، حيث نجد إلغاء لروح المبادرة والإبداع لدى المتعلم وعدم الاهتمام بحاجاته الشخصية، وكذا عدم تمكنه من التكيف مع محيطه و بيئته.[3]

خلافا مع المقا ربة بالكفايات التي تمتاز بالشمولية والاندماج الكلي الذي لا يتأتى إلابوضع المتعلم أمام وضعيات - مشكلة معقدة، تتطلب منه تعبئة مجموعة من الموارد لما لها من دور أساسي في تنمية روح الإبداع و الابتكار لديه، وإعطاء معنى ودلالة لتعلماته ووضعها في سياقات مجتمعية مرتبطة بوضعيات محسوسة يمكن أن تعترضه في حياته اليومية.

كما ورد في الكتاب المدرسي أنه بعد فترة من التعلمات العادية تخص فترة (أسبوع ) مثلا لتدريب المتعلمين على الإدماج عن طريق الاشتغال على وضعيات - مسألة من فئة الوضعيات. وكنموذج لذلك تم اقتراح بطاقة لتدبير أنشطة الإدماج[4].

غير أنه يتم حصر أ صناف الاختبارات في أسئلة الصواب و ا لخطأ، وأسئلة الخطأ، و أسئلة التكميل و أسئلة إعادة الترتيب...التي تستهدف التذكر والحفظ.
من خلال هذا نلمس غيابا تاما لتفعيل مبدأ الإدماج وحل المشكلات، ويتضح ذلك جليا من خلال اطلاعي على كتاب التلميذ، حيث يتم اقتراح أنشطة التقويم في دروس الكهرباء و موضوع الطاقة [5] إضافة إلى أنشطة التقويم المقترحة في موضوعي الضغط و الفلك. [6]

يتضح أن هذه الأنشطة التقويمية تستهدف بالأساس معارف جزئية ولا نسقية، لا دلالة ولا ارتباط لها بالحياة الاجتماعية ( كملء الفراغ، وأسئلة الاختيار والإيصال بخط...) ذلك أن لهذه المواضيع ارتباطا وطيدا بالواقع اليومي للمتعلم.

فما الفائدة من استقبال و استدخال معلومات لا نسقية وتذكرها وإرجاعها لأصحابها في غيا ب وضعيات حقيقية تلامس واقعه ؟بينما تغيب سياقات الوضعيات - المشكلة التي تدمج التعلمات في وضعيات واقعية. الشيء الذي يتعارض مع كل المنطلقات والمبادىء المذكورة في بداية الكتاب المدرسي (دليل الأستاذ و الأستاذة )، ويؤكد بشكل واضح مدى حصر مفاهيم الكفايات في خطابات نظرية غير مفعلة ويتمظهر ذلك جليا في غياب اعتماد الوضعيات - المشكلة في تقويم التعلمات الشيء الذي يحث على ضرورة مراجعة المناهج التربوية الحالية بتوفير نماذج من هذه الوضعيات في الكتب المدرسية.



[1] كتاب التجديد في النشاط العلمي – دليل الأستاذ ص6

[2] كتاب التجديد في النشاط العلمي – دليل الأستاذ ص9
[3] كتاب التجديد في النشاط العلمي – دليل الأستاذ ص13
[4] كتاب التجديد في النشاط العلمي – دليل الأستاذ ص23
[5] كتاب التجديد في النشاط العلمي – دليل الأستاذ ص44
[6] كتاب التجديد في النشاط العلمي – دليل الأستاذ ص47

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق