الخميس، 20 فبراير 2014

نزعات الهندسة المعمارية العمارة الحديثة في العصر الحديث



نزعات العمارة الحديثة
     وتعرض تقاليد او نزعات الحركة المعمارية الستة لفترة (50) سنة, من سنة 1920 والى 1970حسب تصنيف جينكز في كتابه Modern Movement in Architecture وهي:

1. النزعة المثالية أو التقليد المثالي
      وتتعلق هذه النزعة بالمثاليات الاجتماعية كالحرية الانسانية والاصلاح الاجتماعي الشبيهة بالمثالية الافلاطونية. وتتعلق كذلك بمحاولة الوصول الى الكمال وباستخدام الالة وانتاجاتها كواسطة لتطوير الفنون لخدمة المجتمع العالمي.
                                                                                                                              
2. النزعة الذاتية
      وتتعلق هذه النزعة باظهار الشخص المعمار أو ذاتية الحكم. وقد توسعت هذه النزعة في فترة انتشار النازية والفاشية واتجهت العمارة نحو الصرحية لتمثيل القوة شأن الحكم. ولما كانت هذة النزعة واسطة لابراز ذاتية المعمار ايضا, فقد عمل اغلب المعماريين وفي الفترات المختلفة بهذا التقليد.

3. النزعة الحدسية
      اعتمدت هذه النزعة على الاعتقاد بضرورة الاستلهام من القابليات الخلاقة الذاتية للمعمار, اي وجوب ان يكون المعمار مستقلا ذاتيا فينتج ما يبدعه فنه وان كان مجانبا للنظام ومسايرا للفوضى في بعض الاحيان. اي ان النزعة اعتمدت على الخيال والتصورات الحرة للمعمار.

4. النزعة المنطقية
      تستند هذه النزعة على المنطق والعلم والتحليل , وان المدرسة الوظيفية هي من عمادها. وفي الفترات المتأخرة اصبحت المدرسة البيئية رافعة راية هذه النزعة التي تبنت جميع الظروف المحاطة بالمشروع بصورة واضحة واساسية لتحديد التصميم بشكل يؤمن الوظيفة المطلوبة.

5. النزعة غير الذاتية
      ظهرت هذه النزعة بظهور البناء الجاهز والمصنوع سابقا, حيث تطلب الامر الانتاج الواسع في معالجة الامور وخاصة السكن. وفي هذه النزعة لاتظهر اية ذاتية للمعمار. ويمكن وصفها بصناعة " إعمل بنفسك " (Do it Yourself Industry  ).

6. النزعة الفاعلية
      ان هذه النزعة منتشرة بصورة عامة في البلدان التي يجرى الاهتمام بالابنية العامة والاجتماعية, ويجرى تصميمها بشكل يؤمن استخداماتها لاغراض مختلفة بفعالية وباعتماد السرعة في الانجاز. وقد تاتي التكوينات المعمارية الفنية فيها بالدرجة الثانية.

(11): أسباب فشل عمارة الحداثـــة
     وتوضح ابرز اسباب فشل العمارة الحديثة كونها اصبحت مثقلة بالمشاكل التي افرزتها التصنيفات المختلفة لمبادى وتوجهات الحركة. وسيتم مناقشة المشاكل من خلال جانبين اساسيين:
1. الجوانب الجمالية
2. الجوانب الاجتماعية

اولا": الجوانب الجمالية
     يمكن تحديد اهم المشاكل في ثلاث جوانب رئيسية :  
1. الافتقار الى الرموز الحضارية:
     افرزت توجهات العمارة الحديثة صيغة اساسية ومهمة حيث ركزت في تطبيقاتها على نبذ الماضي و التقاليد مما خلق حالة من الانقطاع الحضاري.
2. طبيعة المعاني المرتبطة بالاشكال المجردة:
     اهملت العمارة الحديثة ابعاد المعنى وعانت من الفقر العام للاشكال وتجريدها من معانيها, ومن فقر اللغة المعمارية ومحدوديتها. فقد فسرت العمارة في ضوء مبادئ العلوم الطبيعية, وتبع ذلك تركيز متزايد على الحقائق الموضوعية.
3. طبيعة الفهم المتحققة عند افراد المجتمع:
     ان التعبير عن الاتصال مع الماضي في العمارة الحديثة لم يكن بمستوى الاتصال الواسع للمجتمع وانحصر في القلة ( الطليعة أو النخبة ) التي يمكنها البحث والاستنتاج وتنتقد الحداثة بفقدها القيمة المعنوية والانسانية المؤثرة في المجتمع العام.

ثانيا": الجوانب الاجتماعية
     سيتم مناقشة المشاكل الاساسية التي ادت الى فشل العمارة الحديثة من خلال التطبيق من خلال التطرق الى فرضيتين:
- الفرضية الاولى:
     لقد ركزت العمارة الحديثةعلى مبدأ واعتبرته اساسياهو امكانية ان يكون المعماري مصلحا". حيث تفترض الفرضية التالية:
" يستطيع المعماري ان يغير من سلوك افراد المجتمع من خلال تغيير خصائص البيئة ".
- الفرضية الثانية:
" الوظيفة هي اساس خلق الشكل, حيث انه ينبع منها. اي بمعنى اخر ( الشكل يتبع الوظيفة ) واهمال كل شي مرتبط بالماضي ولايتعلق او غير موجود بالوظيفة "



من اسباب فشل العمارة الحديثة المرتبطة بالجوانب الاجتماعية ويمكن تحديد اهم هذه المشاكل  فيما يلي:
1. عدم الانتماء الى المكان
2. فقدان الخصوصية
3. الغربة والنفور وسوء الاستخدام

1.     عدم الانتماء الى المكان
     ان تطبيقات التوجه العقلاني في العمارة الحديثة وبعد انحسار دور الرواد والمؤسسين قد ادت الى التكرار والتقليد للنماذج, مما انتج حالة من الملل كنتيجة حتمية لها. صاحب ذلك ضرورات ما بعد الحرب العالمية الثانية التي تطلبت سرعة في التطبيق وسهولة وزيادة الانتاج والتشيد مما ادى الى التقيس وتبسيط الاشكال, حيث امتازت الاشكال بالعمومية وعدم ارتباطها الحضاري وهذا بدوره ادى الى فقدان الخصوصية والانتماء المكاني وفقدان الفروقات الانسانية التي تميز المجاميع المختلفة.
2. فقدان الخصوصية
     لقد افترض فكر الحداثة من بين افتراضاته الكثيرة تساوي الشعوب في متطلباتها وامكانية تلبية حاجاتها ولذا لم ياخذ موقفه النظري بنظر الاعتبار الخصوصية الاقليمية والثقافية والحضارية والصناعية وخصوصية تحديد الهويات الوطنية والتراثية وابرازها ودعمها ولم يراع كذلك الامكانيات الاقتصادية ولا الحالة السياسية لكل منهما. فلم تستطع العمارة الحدثية الوصول الى اهدافها المرسومة من ايجاد مجتمع حر ديمقراطي متساوي, وهو المبدا الذي نادى به رايت والذي افترض تحقيقه من خلال تاكيدهم على الجماعات ( العام )  وليس الفرد ( الخاص ).
3. الغربة والنفور وسوء الاستخدام
     فقدت العمارة الحديثة وجودها كجزء فعال يشكل الفضاء والحيز الحضري وبالتالي فقدت معانيها ودلالاتها الرمزية من خلال علاقتها مع الابنية الاخرى والفضاءات المحيطة وتوجهت نحو الفردية في التعامل مع المباني او الاجزاء فاصبحت اما مجرد فن رمزي او تمثل مشاريع انتاجية لغرض الربح, وبذلك ادت الى اثارة مفهوم الغرابة والنفور بين الانسان وبيئته. حيث اعتقد الرواد بان المعماري يستطيع تغير حياة المجتمع وتوفير فرص لحياة افضل مما خلق هوة بين النخبة المهنية والعامة. خصوصا في عصر الصناعة فصار هنالك زبون يدفع واخر يستعمل المبنى ولاعتقاد المعماريين بان لكل شخص في العالم له نفس الاحتياجات الفيزيائية والاجتماعية الاساسية ولاختلاف الثقافية والارضية المشتركة بين المعماري والمستعمل بحيث اصبح التصميم يعكس الترتيب الهرمي للقيم الجمالية والاجتماعية للمعماري بغض النظر عن الزبون فان ذلك ادى الى الغرابة والنفور في المجتمع تجاه الابنية والبيئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق