الخميس، 20 فبراير 2014

اتجاهات الهندسة المعمارية خلال عصر النهصة الاتجاهات المعمارية السائدة خلال القرن العشرين



الاتجاهات المعمارية السائدة خلال القرن العشرين
        وتبين المدارس التي ظهرت في النصف الاول من القرن العشرين, والتي امكن من خلالها تطوير الفكر المعماري :
1.   مدرسة الباوهاوس  Bauhaus
2.   مجموعة سيام  CIAM Group
3.   المدرسة المنفعية  Functionalism
4.   النظرية العضوية  Organic Theory

1.  مدرسة الباوهــاوس وكروبيــوس Bauhaus
        كلمة الباوهاوس معناها بيت البناء House of building تزعم حركة التطور العلمي والفني, وكانت في بدايتها تهتم بالحرف اليدوية ثم الحرف القائمة على استخدام الماكنة ومن مبادئها خلط العمارة بالفن والتكنيك الصناعي في مقابل الاحتياجات الحديثة وتطور الانتاج التكنولوجي على المستوى الفني والصناعي. وبهذا يمكن تحديد الهدف الاساسي للباوهاوس هو تزاوج الفن والعمارة وتنظيم المبادئ التصميمة لتناسب العصر الحديث, عصر التكنولوجية الحديثة والصناعية وظهور الافكار الخاصة بسبق التجهيز والتوحيد القياسي والتصميم على موديول مع عدم استخدام الزخارف .
       وتتركز رؤية كروبيوس للعمارة في انها نتاج مجموعة Team Work يقوم فيها المعماري بدور المنظم Coordinater لكل الاعمال بالشكل والمستوى اللائق وفي هذا المنطق اختلف كروبيوس عن مجموعة الرواد الاوائل. فبينما كانت عمـاراتهم تعتبر ناتج فكر ومحاولات شخصية كانت عمارة كروبيوس ناتج فكر الجماعة     The  Product of team Work وكان هذا هو احد اهداف مدرسة الباوهاوس منذ نشأتها, فقام جميع اساتذة وطلبة المدرسة بوضع تصميمها والمشاركة في تنفيذها تحت اشراف كروبيوس.



 (8): الاتجاهــات المعماريــة السائــدة خلال القــرن العشريــن
3. الوظيفيـــة Functionalism
        وخلاصة النظرية الوظيفية ان المبنى اصبح المنتج النهائي للبرنامج بمعنى ان البرنامج الذي تضمن احتياجات المبنى والذي يترجم الى تكوين معماري تحول في النهاية الى منتج نهائي وهو المبنى The Program Becomes The product. وقد امن بهذا الاتجاه معماريون كثيرون مثل كروبيوس من خلال مدرسة الباوهاوس ولوكوربوزيه من خلال مبادئ التخطيط ومبادئ العمارة الوظيفية. اما في امريكا فقد اعتنقها سالفان  ورايت. وكان تعامل كل من هؤلاء المعماريون مع مبادئ النظرية مختلف عن الاخر حسب مفهومه له وتفسيره لمعانيها. الا ان ما يجمعهم هو اعترافهم بالاتجاهات العلمية والصناعية الحديثة والبعد عن الاتجاهات الرومانتيكية السائدة في ذلك الوقت مع استخدام الزخارف. وفي  اوروبا كان لنظرية الوظيفة اتجاهان :
الاتجاه الاول :
        ينادي بالتفكير بالمنطق الذي يتم به تصميم الالة اي ان الاسلوب الذي تتبعه في تصميم المبنى هو نفسه اسلوب تصميم الة ما. وبذلك ينتج المعماري الشكل النهائي المعماري للمبنى مطابقا تماما للوظيفة والمنفعـة.
الاتجاه الثاني :
       وهو اتجاه اكثر تطرفا, ويذهب الى حد تشبيه البيت او المبنى بالالة حتى ان بعض المعماريين بدأ في تقليد الالات وجعل اشكال المباني تشبه الالات في شكلها الخارجي وان اختلفت المنافع الداخلية والفراغات التي تحتويها هذه المباني. وبذلك ظهرت الاشكال الخارجية تقليدا اعمى لاشكال ميكانيكية ليس لها علاقة بما تحتويها تلك الاشكال.
       أما النظرية الوظيفية في امريكا فيختلف مفهومها عن المفهموم العام لها في اوروبا  ففي امريكا يؤمن معتنقي النظرية بالاتجاه العضوي النابع من معنى التطور والتغيير وهو بالفعل اتجاه منطقي موجود في امور الحياة. ويرتبط المفهوم العام لها بتطور الكائن لكل المخلوقات وتغير الطبيعة التي من حول الانسان كالمواد الطبيعة والبيئة والمناخ المحيط وطبوغرافية الارض ...الخ.
4. النظريــة العضويــة  Organic Architecture ِ
المبادئ الاساسية للنظرية العضوية :
1. التالف بين المواد النشائية المستخدمة والطبيعة المحيطة, بما في ذلك طبيعة الموقع نفسه.
2. الصراحة في التعبير عن الواجهات الخارجية, بمعنى ان المربع ينتج مكعبا والمثلث هرما والدائرة كرة.
3. التكامل بين البناء وفراغاته وتكوينه الداخلي بالمظهر الخارجي له حتى يعبر بصدق عن صفة المبنى نفسه.
4. الشكل والوظيفة هما شئ واحد Form & Function are One.
5. لابد ان يكون هناك تعانق بين الفارغات الداخلية والخارجية وهذا معنى جديد من معاني الفراغ المعماري.
6. لابد للمبنى ان ينمو من الداخل الى الخارج, فالاشكال الخارجية في العمارة العضوية يجب ان تكون تعبيرا صادقا عن الحادث في الداخل وبذلك تتحطم فكرة ظهور المبنى كصندوق.


اهتمت الحداثة بقوانينها الداخلية وتقنية إنشاءها والوظيفة المباشرة لها. ليس عليها أن تعبر عن معنى إلا فيما يخص ذلك، كما عبرت عن حاضرها وانقطعت عن ماضيها، فرفضت الإيحاءات التاريخية وجاءت أشكالها غير مميزة الأجزاء بذلك أنتجت عمارة تتصف بالاختزالية، الاقتصاد، البساطة، الوضوح والوظيفية .

اقترنت العمارة الحديثة بالتكرار والذي أسيء استخدامه إلى ابعد الحدود، واصبح أداة لتحقيق التجريد العالي. فالعمارة الحديثة لا تهتم بمعناها أو بالأحرى بافتقارها للهوية الخاصة والشعور بالمكان والناتج عن استخدام الكتل الصندوقية النمطية، بسبب اعتقادهم بان مثل هذه العمارة هي اكثر اقتصاداً في الكلفة من العمارة التعبيرية، ومن ثم فإنها اكثر كفاءة واكثر وظيفية فركزت عمارة الحداثة على أحادية الشكل وأحادية المضمون مما ولد تشابها وتكراراً في الأشكال للوظائف المختلفة.

إن تلك الأشكال الأحادية (إضافة إلى الانقطاع عن الموروث) أدت إلى ضعف القوة التعبيرية و الايصالية للحداثة والناتجة من استعمال نفس المواد وطرق البناء في الوظائف المختلفة، مما أدى إلى التسوية بين الوظائف، وبالتالي فقدان خيوط الاتصال الذهني مع المتلقي واختصار شديد للمعاني النفسية.

بذلك ارتبطت العمارة الحديثة بصيغة التكرار (المتطابق) سواء على مستوى الجزء (البناية) من خلال المبالغة في تكرار المعالجات، العناصر، الأشكال المجردة، أو على مستوى الكل (البنى) أو ما يطلق عليه بالأسلوب العالمي المعتمد على الاستنساخ والتكرار المتطابق، وعلى صعيد المستويين لم يرتبط ذلك التكرار بتبرير أو معاني تفسره.

جاء التكرار في هذه المرحلة نتيجة عدة أسباب منها:

الاستناد إلى محددات ومعايير وظيفية مكررة، مما ولد نماذج وحلول معروفة مسبقا ومحددة الهدف (التجريد العالي المرتبط بجماليات الماكنة).
الابتعاد عن المضامين المعنوية والناتج عن الانقطاع عن الماضي واستخدام التجريد، حيث بقيت الموضوعية البحتة والناحية الوظيفية هي الأساس (عدم ارتباط الحداثة بمعنى دلالي).
وجود ما يسمى بتحقيق التكافؤ من خلال التكرار، فبناء منازل متماثلة معتمدة على تكرار الخرائط التنفيذية نفسها سيؤدي إلى إنتاج منازل متكافئة.
ارتباط فكر الحداثة بالجدة وإنتاج أشكال ليس لها سوابق تاريخية إلا أن النتاج لم يحقق ذلك، حيث أصبحت الأشكال راسخة ومن ثم متوقعة، أي استحدثت أصلاً لتكون جديدة لكنها تحولت إلى مكررة.
الفشل في أسر مخيلة المتلقي بسبب رفضهم للتقاليد والبساطة العقلانية المرافقة لمبدأ البدء من جديد بعيدا عن التنوع والغموض.
تركيزهم على مستوى واحد للخطاب وهو مخاطبة النخبة الخاصة واستبعاد اللغة التي يفهمها العامة.

ونتيجة لما سبق برزت العديد من التوجهات المعاصرة حاولت تجاوز ما وقعت به الحداثة من مشاكل تطبيقية إضافة إلى الفكرية، (من ضمنها مشكلة تساوي التراكم بالتكرار بصورة مطلقة) .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق