1.
الانسان وعلاقته بالثقافة :
عندما نقول ان
الانسان كائن بيوثقافي ، ليس معناه فقط المجاورة بين هذين اللفظين بل ابراز ان
كلاهما يتعاونان في انتاج بعضهما البعض وانهما يفتحان الطريق أمام قضية ثنائية
ويظهر ذلك في :
_ كل فعل انساني فهو فعل بيوتقافي (
الاكل،الشرب،النوم،الرقص... )
_ كل فعل انساني هو بنفس
الوقت فعل بيولوجي وثقافي
_ الانسان اذن كائن
ثقافي بامتياز ، يجب ان نتدكر ان كل فعل بشري هو فعل مكيف ثقافيا (
الاكل،النوم،البكاء... ) فالاسرة مثلا هي في نفس الوقت نواة لاعادة الانتاج
البيولوجي للافراد ومدونة ثقافية تتشكل فيها تربيتنا ، و " خلية "
اجتماعية تشكل جزءا من مجموعة اوسع ولندهب ابعد من ذلك ونقول بأن فكرة الطبيعة
نفسها هي نتاج لثقافة متكورة قادرة على القيام بمثل هذا الفصل. [1]
"الثقافة" اذن ، هي معايير للعقل
والسلوك ، تحدد معنى الحياة ورموزها ، التي لاغاية لها بدون تلك الرموز بمعنى ان الثقافة هي اجابة لسؤال الفرد
والجماعة عن كيف ، ولمذا ، والى اين ، اي الغاية من الوجود. وكل ذلك يزيد من نشاط
الفرد والجماعة ( الفنن،الاخلاق،العلاقة بين الفرد والجماعة... ) [2]
فالثقافة هي التي تقف وراء النشاط الحضاري
للانسان وهي التي تجعل الحضارات الانسانية تختلف عن بعضها نتيجة لاختلاف المعايير
الثقافية المحددة للنشاط الانساني عامة.
من كل هذا ، سواء
عن الممارسة او الثقافة ، فإنه
يتضح جليا بأن هذان المفهومان مرتبطان ، بمعنى عندما نتحدث عن الممارسة الثقافية
فإننا نتحدث عن مزاولة او فع
ولكن مغزانا في هذا البحث حول الممارسة
الثقافية ، يكمن في ارتباطه بالشباب بصفة خاصة ، اي الممارسة الثقافية عند الشباب
، وتتجلى في اللباس والحركات وطريقة التواصل فيما بينهم ( الشباب ) فيما يخص
العلاقات الاجتماعية اليومية سواء عند شباب " التيكتونيك " او "
الهيبيز " ، بمعنى طريقة
اللباس الموحد في الشارع ، والتجمعات الدائرية
ودلالتها ، وبعض الرسومات التي تكون على ملابسهم ومغزاها ، بالاظافة الى ذلك نجد
انواع العلاقة المختلفة .
(...
يمكننا القول ان هذه الممارسات الثقافية تنم عن نوع من التمرد على الواقع ، اي غير
مأطر من طرف المسؤولين... ).[3]
Ø
التحديد الاجرائي لمفهوم الثقافة :
يعتبر مفهوم الثقافة من المفاهيم الأصيلة في
تاريخ الإنسانية وهو مفهوم فضفاض مرتبط بعدد
كبير من المفاهيم الأخرى، ومرتبط كذلك بعدد كبير من الحقول المعرفية ،
بحيث لا يمكننا أن ندرسه بمعزل عنها.
فمفهوم الثقافة يمثل مجمل تاريخ الإنسان منذ
ولادته إلى الآن، بحيث لا يمكننا
دراسة هذا المفهوم بدون أن نستحضر الكينونة
الإنسانية على اعتبار أن هذا الإنسان هو من يصنع هذه الثقافة ويتحكم في بنيتها وفي
جميع أنساقها. وبدون إنسان لا يمكن أن يكون هناك للثقافة أي معنى، وتتميز هذه
الثقافة التي ينتجها الإنسان بتنوعها. واختلاف أشكالها وتمظهراتها.
ومن هذا المنطلق يمكن القول على أن مفهوم
الثقافة يمثل كل ما أنتجه الإنسان من ثرات سواء كان ماديا أو رمزيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق