الأربعاء، 19 فبراير 2014

تعريف الجفاف ملف حول الجفاف




الجفــــاف


مـا هو الجفاف؟

الجفاف هو حالة تحدت عندما يفقد الجسم الكثير من السوائل. ويصنف الجفاف إلى خفيف ومتوسط وشديد، وذلك اعتمادا على نسبة الوزن المفقود من الجسم.

أسباب الجفاف

يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم كميات من الماء والأملاح تزيد عما يتم تعويضه. فعلى الرغم من أن الشخص البالغ يفقد أكثر من 10 أكواب (ما يقارب 2.5 لتر) من الماء يوميا بفعل التعرق والتنفس وإخراج الفضلات من الجسم، كما ويفقد المعادن مثل الصوديوم والكالسيوم والبوتاسوم--والتي تحافظ على توازن السوائل في الجسم--إلا أن الإنسان عادة ما يستطيع تعويض ما فقده عن طريق الطعام والشراب الذي يستهلكه، حتى وإن كان يمارس نشاطات جسدية تساعد على فقدان الماء والأملاح.

قد يحدث الجفاف أحيانا لأسباب بسيطة، من ضمنها عدم شرب سوائل بكميات كافية بسبب المرض أو الانشغال، أو بسبب عدم وجود مصدر ماء قريب، الأمر الذي يحدث أحيانا خلال السفر وتسلق الجبال والتخييم، على سبيل المثال.

وتتضمن الأسباب الأخرى للجفاف الإسهال والاستفراغ والحمى والتعرق الشديد والتبول
الكثير.

أعراض الجفاف

تشتمل أعراض الجفاف الخفيف على ما يلي:
·        جفاف الفم ولزوجة اللعاب.
·        قلة التبول وتحوله إلى اللون الأصفر الغامق.

وتشتمل أعراض الجفاف المتوسط على ما يلي:
·        انخفاض معدل التبول لنصف عدد المرات في الوضع الطبيعي، حيث يصبح المعدل 3 مرات أو أقل خلال 24 سـاعة.
·        تحول لون البول إلى غامق معتم أو بني.
·        زيادة العطش.
·        جفاف الأغشية المخاطية، حيث يقل اللعاب والدموع.
·        الشعور بالإغماء، إلا أن هذا الشعور يتحسن عند الاستلقاء.

أما الجفاف الشديد، فهو يعتبر حالة خطرة تهدد حياة الشخص، لذلك، فإن الإصابة بأي من الأعراض التالية تتطلب تدخلا طبيا فوريا:
·        التغير في الحالة العقلية أو الشعور بالقلق الشديد.
·        الشعور بالإغماء الذي لا يزول عند الاستلقاء.
·        تسارع النبض وضعفه.
·        تحول الجلد إما إلى بارد ورطب أو حار وجاف.
·        فقدان الوعي.

أعراض الجفاف لدى الأطفال الصغار

بما أن الطفل الصغير لن يستطيع أن يخبرك إن شعر بحالة الجفاف، فإن عليك الانتباه لأعراض الجفاف لديه بنفسك.

وتتضمن أعراض الجفاف الخفيف لدى الأطفال الصغار ما يلي:
·        انخفاض معدل التبول عن المعتاد، كما ويصبح للبول رائحة قوية ويصبح لونه أصفرا غامقا.
·        سرعة الاهتياج.
·        الشعور شبه المستمر بالجوع والعطش.

وتتضمن أعراض الجفاف المتوسط ما يلي:
·        عدم التبول لمدة 8 سـاعات أو تبليل أقل من 3 حفاضات خلال 24 سـاعة.
·        ظهور بقعة طرية غائرة في الرأس.
·        تحول العينين إلى غائرتين وانخفاض كمية الدموع.
·        جفاف الفم واللسان أكثر من المعتاد.
·        الجوع أو العطش الشديد.

أما عن أعراض الجفاف الشديد، فهي تتضمن ما يلي:
·        توقف الطفل عن اللعب أو شعوره بالنعاس الشديد لدرجة يصعب معها أن يستيقظ.
·        ظهور بقعة طرية غائرة بشكل واضح في الرأس، كما وتصبح العينان غائرتين بشكل واضح.
·        انقطاع الدموع واللعاب، بالإضافة إلى جفاف الفم واللسان.
·        عدم التبول لأكثر من 12 سـاعة.
·        تسارع النفس ونبض القلب.
·        استرداد الجلد لوضعه الطبيعي ببطء في حال تم قرصه. 

العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالجفاف

قد يحدث الجفاف في أي عمر ولأي شخص، إلا أن احتمالية الإصابة به تكون أعلى لدى الأطفال والرضع والمسنين ومصابي الأمراض المزمنة والرياضين الذين يمارسون رياضات التحمل والأشخاص الذين يعيشون في المناطق المرتفعة. وتجدر الإشارة إلى أن الجفاف يكون أكثر خطراً لدى المواليد الجدد، الأمر الذي يستوجب مراقبة حديث الولادة عن كثب في حال إصابته بمرض يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة أو القيء أو الإسهال.

الجفاف لدى الرضع والأطفال:
تعتبر احتمالية إصابة الرضع والأطفال بالجفاف مرتفعة، وذلك للأسباب التالية:
·        تكوّن جزء أكبر من أجسـامهم من الماء.
·        ارتفاع سرعة الأيض (الاستقلاب) لديهم، الأمر الذي يؤدي الى استهلاك أجسامهم للماء بنسب أكبر.
·        عدم احتفاظ كلية الطفل بالماء كما تحتفظ به كلية الشخص الكبير.
·        عدم اكتمال تطور جهاز المناعة لديهم، الأمر الذي يزيد من فرص إصابتهم بالأمراض التي تسبب القيء والإسهال.
·        نقص كميات الطعام والشراب التي يتناولونها عند إصابتهم بالمرض.
·        اعتماد الأطفال على من يرعاهم لتزويدهم بالطعام والشراب.

الجفاف لدى المسنين:
يعتبر المسنون عرضة للإصابة بالجفاف، وذلك للاحتمالات التالية:
·        عدم شربهم للسوائل بشكل كاف، وذلك لعدم إحساسهم بالعطش مثل الأشخاص الأكثر شبابا.
·        عدم عمل الكلى لديهم بشكل جيد.
·        تفضيلهم لعدم شرب السوائل، وذلك لعدم قدرتهم على السيطرة على المثانة (سلس البول).
·        تناول الأدوية المدرة للبول.
·        إصابتهم بمشاكل جسدية أو أمراض قد تؤدي إلى ما يلي:
o       الصعوبة في الشرب أو حمل الأكواب.
o       الألم عند القيام من المقعد.
o       الألم أو الإجهاد عند الذهاب إلى الحمام.

الجفاف لدى مصابي الأمراض المزمنة:
يزيد عدم تناول علاج مرض السكري أو عدم السيطرة عليه من احتمالية الإصابة بالجفاف. كما وأن هناك أمراضا مزمنة وحالات أخرى قد تعرضك للإصابة بالجفاف، ومن ضمنها إدمان الكحول وأمراض الكلى والتليف الحويصلي واضطراب الغدة الكظرية. وحتى الإصابة بالرشح أو احتقان الحلق، حيث أن العرضين الأخيرين يجعلان الشخص معرضا للجفاف لأنهما قد يقللا من رغبته في تناول الطعام والشراب أثناء مرضه. كما وأن ارتفاع درجة الحرارة يزيد من الجفاف.

الجفاف لدى لاعبي رياضات التحمل:
يكون ممارسو التمارين الرياضية عرضة للإصابة بالجفاف، وخاصة في الأجواء الحارة والرطبة أو في المناطق المرتفعة، كما أن الرياضيين الذين يتدربون للمشاركة بالماراثونات والسباقات الطويلة وتسلق الجبال ومسابقات الدراجات يكونون معرضين لخطورة الإصابة بشكل كبير، وذلك لأن الشخص كلما تمرن لفترات أطول، يصبح من الصعب أن يحافظ على رطوبة جسمه.
وتجدر الإشارة إلى أن الجسم يستطيع خلال التمارين الرياضية أن يمتص حوالي 700
-950 مل من الماء في السـاعة الواحدة، ولكنه قد يفقد ضعف هذه الكمية في الطقس الحار. كما وأن الجفاف يتراكم على عدة أيام، وهذا يعني أن الشخص يمكن أن يصاب بالجفاف حتى عند ممارسة نشاط رياضي متوسط الشدة بشكل روتيني إن لم يشرب كمية كافية من السوائل لتعويض ما يفقده يومياً.

الجفاف لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المرتفعة:
قد يسبب العيش والعمل وممارسة الرياضة في أماكن مرتفعة (حوالي 2400 – 3600 م) أو مرتفعة جدا (حوالي 3600 – 5400 م) عددا من المشاكل الصحية التي تتضمن الجفاف. ويحدث الجفاف في هذه الحالات عادة عندما يحاول الجسم التأقلم مع الارتفاعات الكبيرة عن طريق زيادة التبول وزيادة سرعة التنفس، إلا أن تبخر الماء عن طريق الزفير يزداد كلما حاول الشخص التنفس بشكل أسرع للمحافظة على مستويات كافية من الأوكسجين في دمه.

تشخيص الجفاف

يمكن تشخيص الجفاف عن طريق الفحص السريري، كما ويمكن إجراء بعض الفحوصات لتحديد سبب الجفاف، ومن ضمنها فحص مستوى السكر في الدم لكشف الإصابة بالسكري.

علاج الجفاف

عادة ما يكون بالإمكان الاكتفاء بشرب السوائل لعلاج حالات الجفاف الخفيفة أو المتوسطة، وذلك بشرب كميات قليلة من السوائل ببطء وبشكل متكرر، حيث أن شرب السوائل بكثرة وبسرعة كبيرة قد يؤدي إلى التقيؤ. كما ويجب تعويض المعادن المفقودة، خاصة إن استمر القيء أو الإسهال لأكثر من 24 سـاعة. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب عدم شرب المشروبات الرياضية في هذه الحالة، حيث أنها تحتوي على الكثير من السكر، الأمر الذي قد يجعلها تسبب الإسهال أو تزيده سوء.

أما حالات الجفاف الشديد، فهي قد تتطلب إدخال المصاب إلى المستشفى وعلاجه عن طريق المحاليل الوريدية.

مضاعفات الجفاف

قد يؤدي الجفاف إلى مضاعفات خطيرة، من ضمنها ما يلي:
·        إصابة الحرارة: تتراوح شدة هذه الإصابة ما بين تشنجات خفيفة نتيجة للحرارة إلى نهك الحر الذي قد يتحول إلى ضربة شمس قد تكون في بعض الحلات مهددة للحياة.
·        انتفاخ الدماغ ( الإديمة الدماغية): قد تمتص خلايا الجسم كمية كبيرة من الماء خلال عملية تعويض السوائل، مما يؤدي إلى انتفاخ الخلايا ومن ثم انفجارها، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج خطيرة، خاصة إن تأثرت خلايا الدماغ.
·        نوبات صرع: تحدث هذه النوبات عندما يصبح تفريغ الشحنات الكهربائية في الدماغ غير منتظم، مما يؤدي إلى انقباضات عضلية لا إرادية وأحيانا إلى فقدان الوعي.
·        الصدمة: تعتبر الصدمة إحدى أكثر مضاعفات الجفاف خطورة. وهي تحدث عندما ينقص حجم الدم، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، يتبعه انخفاض في كمية الأكسجين الذي يصل للأنسجة. وتجدر الإشارة إلى أنه إن لم يتم علاج هذه الحالة بشكل سريع، فمن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة في غضون دقائق.
·        الفشل الكلوي: تحدث هذه الحالة، والتي تعتبر مهددة للحياة، عندما تصبح الكلى غير قادرة على التخلص من السوائل الزائدة والفضلات في الدم.
·        الغيبوبة والوفاة: إن لم يعالج الجفاف بسرعة وبطريقة صحيحة فإنه قد يؤدي إلى الوفاة.

الوقاية من الجفاف

لوقاية نفسك من الجفاف، قم بتناول الكثير من السوائل والأطعمة المحتوية على الماء بكثرة، مثل الفواكه والخضار، حيث أنه بالإمكان الحصول على الكثير من السوائل من مصادر أخرى غير الماء، مثل المشروبات الأخرى وبعض أصناف الطعام. وتجدر الإشارة إلى أنه يجب على ممارسي التمارين الرياضية عدم انتظار الشعور بالعطش لتناول السوائل، وذلك لتعويض السوائل التي يفقدها خلال ممارسته للمجهود البدني.

وهناك بعض الحالات التي قد تستلزم تناول السوائل أكثر من المعتاد، ومن ضمنها الحالات التالية:
·        المرض: فعند ظهور أول علامات المرض، ابدأ بتناول الكثير من الماء والمحاليل التي تعوض السوائل. فلا تنتظر لحين حدوث الجفاف.
·        التمارين الرياضية: من الأفضل بشكل عام البدء بتناول الكثير من السوائل في اليوم السابق لأدائك للتمارين الرياضية الشديدة. وبالإضافة إلى ذلك، فينصح بتناول كوبين من الماء قبل ساعتين من ممارسة النشاط المجهد، مثل الماراثون. كما وينصح بتناول السوائل خلال النشاط الرياضي وعلى فترات منتظمة والاستمرار بشرب الماء والسوائل الأخرى بعد انتهاء النشاط. ويعتبر إخراج بول صاف ذي لون فاتح علامة جيدة للدلالة على رطوبة الجسم.
·        البيئة: يحتاج الجسم لتناول المزيد من الماء في الطقس الحار أو الرطب للمساعدة في خفض درجة حرارة الجسم وتعويض ما فقده عن طريق التعرق. كما وقد يحتاج الجسم إلى تناول المزيد من الماء في الطقس البارد في حال التعرق بسبب ارتداء الملابس الثقيلة. وتجدر الإشارة إلى أن الهواء الدافئ في الأماكن المغلقة قد يؤدي إلى جفاف الجلد، الأمر الذي قد يستدعي زيادة تناول السوائل بكميات كبيرة.  كما وأن الارتفاعات التي تزيد عن 2500 م يمكن أن تؤثر أيضا على كمية الماء التي يحتاجها الجسم. فإن أصابك الجفاف خلال ممارسة التمارين الرياضية في الطقس الحار، حاول التواجد في منطقة الظل، كما وقم بالاستلقاء وتناول السوائل لتعويض ما فقدته منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق