الأربعاء، 19 فبراير 2014

الجفاف التصحر التغيرات المناخية



الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية : حالات الترابط

6.      التصحر هو مصطلح إعلامي مبهم وذو دلالات متعددة. وقد دخل هذا المصطلح حيز الاستخدام الشائع منذ انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بالبيئة في استوكهلم في عام 1972. وفي شمال أفريقيا، لا ينبغي الخلط بين التصحر والزحف الصحراوي، فعمليات التصحر معقدة ومتغيرة، وهي جزء من دورة لها أسباب وآثار طبيعية واجتماعية-اقتصادية مثل إزالة الغابات، وتدهور المراعي واستنفاد الأراضي المزروعة، وملوحة الأراضي المروية، وتعرية التربة، واستنفاد الموارد المائية. وبمعنى آخر يعني التصحر سرعة تأثر الأراضي الجافة إلى أقصى حد بسبب الاستغلال المفرط والاستخدام غير الملائم. فالتصحر يعني انتشارا ذا آثار لا تزال للفيافي الصحراوية الجديدة لتشمل مناطق جافة لم يكن لها خصائص صحراوية في الماضي القريب. ويتسم التصحر بتقلص النباتات الدائمة الخضرة بقدر كبير وظهور منظومات التلال الرملية والزحف الصحراوي. ويفهم من مصطلح "آثار لا تزال" المشار إليه سابقاً تغير النباتات والتربة والنظم الإيكولوجية على نحو يصبح فيه التصحر عاملاً يحول دون عودة هذه النباتات والتربة والنظم الإيكولوجية إلى حالتها الطبيعية (حالتها الأولى) في ظروف حماية كلية أو شبه كلية للبيئة خلال فترة حياة جيل كامل (أي 25 سنة). ولذلك يجب أن تعالج برامج مكافحة التصحر مشاكل تدهور البيئة قبل أن تبلغ هذه المشاكل مرحلة تصبح فيها آثارها غير قابلة للإزالة.

7.      ووفقاً للتعريف الوارد في جدول أعمال القرن 21 في الفصل 12 يعني التصحر تدهور التربة في المناطق شبه الجافة أو المناطق شبه الرطبة بسبب عوامل عديدة مثل التغيرات المناخية أو أنشطة الإنسان. ويعني مصطلح "المناطق القاحلة وشبه القاحلة، والجافة شبه الرطبة" المناطق التي تقع فيها نسبة التهطال السنوي إلى البخر-نتح في النطاق 0.05 و 0.65 باستثناء المناطق القطبية وشبه القطبية. ويعني تدهور التربة (الأرض والمياه) الاستنفاد التدريجي لطاقتها المادية والاقتصادية وانخفاض إنتاجيتها بصورة عامة. ويتسم هذا التدهور بالتعرية بفعل حركة المياه والرياح وتغير الخصائص الفيزيوكميائية للتربة (الملوحة وتراص التربة).

8.      يختلف التصحر عن الجفاف الذي ينجم عن نقص المياه لفترة طويلة إلى حد ما. والجفاف في حد ذاته هو عامل تفضي إليه شدة التصحر.

9.      وتعريف الجفاف هو نقص التهطال عن المعدل المتوسط (أو الحد الأدنى) لفترة طويلة خلال الموسم السنوي لسقوط الأمطار. وبالنظر إلى هذه الظاهرة وفقاً لمرجع إحصائي يمكن التمييز بين الجفاف والقحط.

10.    ويحتوي الشكل 1 على موجز لحالات الترابط بين العوامل المسببة للجفاف، والتغيرات المناخية، والتنوع الإحيائي، والتصحر. وينبغي أن يكون هناك تكامل بين الاتفاقيات الثلاث الخاصة بالبيئة، كما يتعين تنسيق الجهود من أجل بيئة أكثر سلامة وتحقيق التنمية المستدامة. وينبغي أيضاً تسخير الدراية والمعرفة والشراكة والاستفادة منها مجتمعة من أجل المكافحة الفورية للآفات الثلاث وهي اختفاء الأنواع، وظاهرة الدفيئة والتصحر.

 












الشكل 1: حالات الترابط بين الاتفاقيات الثلاث الخاصة بالبيئة (التصحر والجفاف، والتغيرات المناخية، والتنوع الإحيائي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق