الجمعة، 28 فبراير 2014

تعريف نشأة تاريخ البرلمان وتطوره



 نشأة البرلمان وتطوره
تعريف مفهوم البرلمان هو تعبير عن أسلوب لمشاركة المواطنين في الحياة السياسية، ويعتبره البعض الآخر مؤسسة هامة من مؤسسات المجتمع الديمقراطي الذي يقوم على حرية المشاركة السياسية والتعددية الحزبية.وفى الحقيقة، فإن كلا المعنيين يكمل الآخر .
لم يظهر البرلمان مرة واحدة، وإنما خاض مراحل متعددة، كان أكثرها مليئا بالتحديات، واستطاعت البرلمانات خلالها انتزاع سلطاتها من الملكيات المطلقة ونظم الحكم الاستبدادية.
ويشير المؤرخون الى أن الحياة البرلمانية لأي دولة هي صورة صادقة لواقع وحقيقة مجتمع هذه الدولة، حيث أن معظم التيارات السياسية والأفكار والآراء والمبادئ والقيم التي تسود فى هذا المجتمع تنعكس سلبا وإيجابا على البرلمان وأعماله ودرجة فعاليته.فالبرلمان هو الممثل المباشر للشعب،الذى يشرع القوانين التى تحكم المجتمع، كما يراقب الحكومة فى تصرفاتها نحو تنفيذ ما يتطلع إليه الشعب.
       من الثابت القول حضارة سبأ عاشت نظاماً شورياً  ديمقراطياً  قبل أن تعرف حضارة روما نظام مجلس الشيوخ بأكثر من ألف سنة،  كان « مجلس الاقيال الثمانين » برلماناً تشمل اختصاصاته التشريع المركزي ومراقبة السلطة التنفيذية وانتخاب وتنصيب الملك، بل كانوا إذا قرروا عزل الملك القائم عزلوه وانتخبوا واحداً منهم ملكاً للبلاد.، وهو ما أكده القرآن الكريم في قصة الملكة بلقيس مع الملك سليمان « قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة امرأ حتى تشهدون »
النظام السياسي الروماني  يتكون من ثلاث مؤسسات رئيسية :
: 1- الجمعية : تتكون من جميع المواطنين الذين تبلغ أعمارهم عشرين عاماً ، وقد اختصت بوظائف عديدة منها الوظيفة التشريعية والتصويت علي وظائف الحكم ومراقبة مجلس الخمسمائة.
 2- مجلس الخمسمائة : يتكون من خمسمائة عضو ويجب أن يكون عمر العضو ثلاثين عاماً ، ويتولى هذا المجلس السلطة التشريعية والتنفيذية .
3- المحاكم : تمثل السلطة القضائية وعدد أعضائها حوالي 6000 عضو ينتخبون لمدة عام .
    وكلمة  برلمان  كلمة فرنسية تعني : الجمعية الوطنية التي تصوت على ميزانية الدولية وقوانينها وتراقب نشاط الحكومة
لكن قبل ذالك في سنة 930 ميلادية تأسس في  أيسلندا أول برلمان وأطلق عليه اسم ألثنج althing
      فقد بدأ البرلمان الإنكليزي في مطلع القرن الثالث عشر يطالب بحقه فى التشريع. وفى عهد الملك شارل الأول، حدث الصدام بينه وبين مجلس العموم حول الضرائب، وكان الملك في حاجة لدعوة البرلمان للانعقاد لمواجهة نفقات تسليح الجيش لمواصلة توسعاته الإقليمية، واضطر الى قبول دور أكبر للبرلمان في مجال تحديد الضرائب، فيما عرف منذ ذلك الوقت بشعار لا ضرائب بلا تمثيل. وقد تنامى دور البرلمان خلال الحرب الأهلية في منتصف القرن السابع عشر، واندلعت الثورة الإنكليزية الكبرى، وكانت بدايتها الحقيقية في البرلمان.كذلك، فقد ظهر الكونغرس الأمريكي في غضون الثورة التي انتشرت في أواخر القرن الثامن عشر في المستعمرات البريطانية، وانتهت بإعلان الاستقلال وتأسيس اتحاد بين عدد من المستعمرات المستقلة.
 وفي فرنسا، بدأ هذا التطور بما يسمى برلمان باريس، الذي ضم عددا من النبلاء، ثم اصطدم مع الملك منذ أواخر القرن الثامن عشر، وتحدى سلطته المطلقة، فتعرض أعضاؤه للنفي والاضطهاد، ولكن الشعب تعاطف معهم. ومع تأزم الحالة المالية للملك لويس السادس عشر، اضطر الى اجتذاب تأييد النبلاء و الشعب ، بحثا عن وسائل للتمويل ، وبالتالي كان لابد من الاحتكام للأمة واستشارة الجماهير، أي قبول تأسيس البرلمان وسلطاته. وأصبح محور الأحداث في ذلك الوقت هو إعلان دستور لفرنسا، وضمان وجود البرلمان وتحديد سلطاته، وأن يكون هذا البرلمان تعبيرا عن إرادة الشعب، واندلعت الثورة الفرنسية الشهيرة، وبدأ العهد الجمهوري لفرنسا من داخل أروقة البرلمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق