الثلاثاء، 25 فبراير 2014

اوضاع من هم اطفال الشوارع في لبنان الاسباب




مدخـل عام حول الخلفية الإجتماعية لأوضاع أطفال الشوارع في لبنان

        لقد عرف لبنان أقسى معاني التشرد المنزلي في أثناء حروبه الصغيرة وعلى مدى خمسة عشر عاماً، عندما اضطرت عائلات بأكملها إلى النزوح من مكان إلى آخر هائمة على وجهها لتُحرم من حق الرجوع إليها.

        لقد لعب التشرد دوراً مأساوياً وأصبح مشكلة كبيرة ليس في لبنان وحسب بل وفي العالم أجمع، إذ هناك ملايين من أطفال الشوارع يعيشون منعزلين يعانون من سوء التغذية منذ ولادتهم يفتقدون العطف والتعليم والمساعدة.
        أطفـال يعيشون من التسوّل، وربما من العنف والسرقة والتعدي على أملاك الغير.

        إن الشارع هو الإرث العام لملايين من البشر، حتى قبل أن تلوثهم سموم المخدرات والجريمة على أنواعها.

        لقد أصبح سكان المدن الآن أصغر سناً وبحلول عام 2009 ستكون أعمار نصف سكان العالم دون الخامسة والعشرين، ومن فئة 5 إلى 19 عاماً سيزيد عدد أطفال المدن في العالم بمقدار 477 مليون عن عددهم الحالي، منهم 220 مليون طفلاً من البلدان النامية، ومنها البلدان العربية، حيث سيكون 35 بالماية من مجموع السكان دون سن الرابعة عشرة، منهم 30 بالماية سيكونون في فقر مدقع، وبالتالي فلا بد أن يزيد عدد أطفال الشوارع المشرّدون والمتسولون ممّن يعيشون كلياً أو جزئياً بمقدار عشرات الملايين(1).

·       من هم أطفـال الشوارع في لبنان؟
        هم أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ 5 و16 عاماً، غالبيتهم من الذكور وتقل أعداد الإناث لسببين:
ـ العادات الإجتماعية التي تضع حواجز كثيرة أمام الفتيات.
ـ الفتيات يعملن عادة بمهنٍ غير ظاهرة.


        ويتحدر هؤلاء من أُسر فقيرة، حيث يرتفع عدد أفرادها ويقل مستوى الدخل، ويمكن تقسيم أولاد الشوارع في لبنان إلى فئات ثلاث:
1 – أولاد ما زالوا محافظين على علاقتهم مع أُسرهم ومرتبطين بها.
2 – أولاد يعملون في الشارع ويقضون فيه معظم أوقاتهم، ولكن على صلة بعائلاتهم، وقد يكونوا من المتسربين مدرسياً.
3 – أولاد ليس لديهم أي صلة بأسرتهم وهذه الحالة الأكثر خطراً (أيتـام، مطرودين، هاربين من عائلاتهم لسبب أو لآخر).

·        حجم المشكلة الإجتماعية في لبنان وأسبابها:
        إن المشكلة في لبنان تبدو حتى الآن غير واضحة، وإن كانت غير مخيفة، إلا على صعيد وجود عدد غير قليل من الأطفال الأجانب من المشردين، وهم يشكّلون همّاً إنسانياً قد تتفاعل تأثيراته ليصبح تعرّض هؤلاء الأطفال أقرب إلى حالة الإنحراف الإجرامي منه إلى البقاء في طي النسيان أو اللامبالاة، وأكثرهم يمارسون أعمال التسوّل وبيع البضائع الخفيفة أو مسح زجاج السيارات أو الأحذية، بإيعاز من بعض الكبار – وقد يكون أهلهم – يستغلونهم في هذه المجالات وربما في غيرها من الإستخدامات الخطرة على صحتهم وسلامتهم وتربيتهم وربما انحرافهم(1).

·       أسباب الوجود في الشارع:
1 – الفقر وتدنّي الوضع المعيشي؛ حيث يجبر الأهل أولادهم على الدخول في سوق العمل التافه لإعالتهم.

2 – الوضع الإجتماعي للأسرة؛ فقد تستجد ظروف عديدة تنعكس سلباً على وضع الأسرة، وبدل أن تؤمّن الحماية والرعاية للطفل، نجدها تقوم بدور حيادي ولا مبالي، ويرجع ذلك إلى التفكك الأسري، بنتيجة الطلاق، وتعدد الزوجات، وفقدان المعيل، وارتفاع عدد الأولاد في الأسرة وقد يكون بينهم عدد من المعوّقين(1).

3 – النظام المدرسي المتّبع حتى الآن يؤدي إلى التسرب عندما يفشل بأن يجعل من المدرسة تجربة ممتعة ومثيرة للأطفال، وهو يكون كذلك عندما لا يستطيع أن يقدم:
ـ أبنية وتجهيزات مدرسية مناسبة.
ـ منهجية دراسية ملائمة لحاجات التلاميذ.
ـ تدريب ومتابعة دائمين للمعلمين المتخصصين.
ـ جو دائم وآمن.

4 – يوجد في لبنان، كغيره من البلدان العربية – تجمعات لبعض المجموعات غير المنتمية لأية جنسية، والمعروفين بالبدو، وقد حصل عدة مرات أن استقروا في ضواحي العاصمة بإقامتهم في بيوت مصنوعة من المعادن الرخيصة وفي أمكنة لا تستوفي كحد أدنى من العناية الصحية، وكان هؤلاء يرسلون بأولادهم (من سن السابعة إلى السابعة عشرة) إلى شوارع العاصمة للتسوّل طوال النهار وفي ظروف طبيعية وخلفيات معيشية صعبة.

5 – لا يوجد حتى الآن مراكز لاستقبال الأولاد المتسربين دراسياً، ليتم التعويض ببرامج بديلة من برامج التعليم غير النظامي، ولمتابعة الأولاد اجتماعياً ونفسياً لحمايتهم من الوقوع في مهاوي الرذيلة فالإنحراف، كما لا يوجد مراكز دائمة للإستلحاق، وإذا وُجدت فإن إمكانياتها محدودة ومؤقتة.


        هذا، ويعاني هؤلاء الأولاد من مخاطر عديدة كالمرض وسوء التغذية، والإستغلال الاقتصادي والجنسي، وممارسة العنف عليهم جسدياً، إضافة بالطبع إلى الإهمال.



(1)   Committee on the rights of the Child-General comment No. 7 (2005) forty-first session – Geneva – Jan. 27 – 2005.
(1)  تظهر الإحصاءات الآتية لدعاوى الأحداث المخالفين للقانون والتي صدرت فيها أحكام تنفيذ في معهد الإصلاح التابع لجمعية حماية الأحداث في لبنان خلال العام 2003، أنواع الجرائم المرتكبة وعدد مرتكبيها:
الجرائم المرتكبة
جنسية الحدث
- سرقة موصوفة
لبناني عدد 14
- سرقة عادية
سوري عدد 28
- لــواط
فلسطيني عدد 10
- دخـول البلاد خلسة
قيد الدرس 75
- اقامة غير مشروعة
عرب رحّل 12
- محاولة قتـل
أردني 2
- تشـرد
لبناني ومصري 27
- تعاطي مخدرات ونشل
عراقي 13
ومن مجموع الأحداث المخالفين للقانون الذين صدرت بحقهم في محافظة الجنوب والبالغ 90 حدثاً، كان هناك 70 منهم من الجنسية غير اللبنانية، والتشرد كان دافعهم للإنحراف وبالتالي كونهم في الشارع دفعهم لارتكاب الكثير من الجرائم على أنواعها، كما يلاحظ أنه منذ عقد التسعينات ازداد عدد المتسولين والمشردين من اللبنانيين بنسبة عشرة بالماية.
(1)  وهذا ما شاهدناه في أحياء مدينة طرابلس الداخلية (شمالي لبنان).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق