الأربعاء، 26 فبراير 2014

فن العمارة الاسلامي بناء القصور والقلاع في الخلافة الاموية العهد الاموي


القصور والقلاع :
إن الآثار القليلة الباقية من قصور الخلفاء الأمويين وقلاعهم في دمشق، لا تكفي لإعطاء صورة عن مظاهر حياتهم . والواقع أن أكثرهم كانوا يفضلون الحياة في البادية لملاءمتها لطبيعة نشأتهم . وقد أنشأ بعضهم لذلك قصور المعسكرات في الحيرة وقصور اللهو في الأردن، وفي مواضع بالصحراء السورية حيث كانت تنمو نباتات محدودة في فصل الأمطار، وكان الماء يجلب إلى هذه القصور من مسافات شاسعة. (ارنسنت كونل:21) كذلك شيدوا قصورا صغيرة يأوون إليها كاستراحات عندما يخرجون للصيد. (نعمت إسماعيل:24) وبقي منها نموذجان رئيسيان هما: قصر المشتى، و قصر عمرة، كما اكتشفت في السنين الأخيرة بقايا لقصور المفجر قرب البحر الميت، والحير الغربي ، والحير الشرقي، والرصافة والمنية.(ارنسنت كونل:21)

قصر عمرة
ويعد أهم قصور الصيد الأموية(نعمت اسماعيل:30)،وكان الخليفة الوليد يقيم به للصيد والاستجمام،(ارنسنت كونل:22)، ويقع على بعد 50 ميلا شرق عمان،

تخطيط قصير عمرا


ويشتمل على قاعة استقبال مستطيلة الشكل ذات عقدين يقسمانها إلى ثلاثة أروقة، ولكل رواق منها سقف على شكل قبو نصف دائري، ويتصل الرواق الأوسط في الجهة الجنوبية بحنية كبيرة على جانبها غرفتان صغيرتان بدون نوافذ. وإلى جانب قلعة الاستقبال حمام مكون من ثلاث قاعات صغيرة، الأولى ذات سقف من قبو نصف دائري والثانية سقفها من قبوين متقاطعين، والثالثة تعلوها قبة نصف كروية.
والبناء مشيد بالحجر الجيري، والأرض مغشاة بالرخام، أما الأقبية فقد غطيت بطبقة سميكة من الملاط.
وكانت جدران هذا القصر وسقوفة محلاة بالرسوم ذات الموضوعات المختلفة، دب التلف إلى معظمها، وتشتمل هذه الرسوم على موضوعات الصيد والرقص والاستحمام، ورسوم نساء شبه عاريات، ورسوم رمزية تمثل آلهة الشعر والفلسفة عند الرومان، وأخرى لبعض مراحل العمر: الفتوة والرجولة والكهولة، ورسم لقبة السماء وبعض النجوم والأبراج المختلفة. ورجال يزاولون بعض الحرف. وأغلب هذه الرسوم داخل مساحات مربعة أو معينة.
ومن أهم الصور التي تزين جدران هذا القصر صورة تمثل الأمير جالسا على العرش وفوقه مظلة يحملها عمودان حلزونيان، على عقدها كتابة كوفية دعائية، ويحف بالأمير شخصان. أما الصورة الثانية فلعلها أهم ما في القصر لدلالتها التاريخية وهي تسمى "أعداء الإسلام" وفيها ستة أشخاص مرسومين على صفين.(أبو صالح الألفي:149)

قصر المشتى:
ويقع في الصحراء الأردنية، ويبعد حوالي 32 كم جنوبي عمان. ولقد قام جدل كبير بين العلماء حول عروبة هذا القصر ونسبته إلى العصر الأموي أو إلى عصر ما قبل الإسلام. ولكن أثبت بعض العلماء بالبرهان نسبة تشييد هذا القصر إلى الوليد الثاني في الفترة (125-126هـ).(نعمت إسماعيل:27)
وتخطيطه مربع، يحيط به سور مزود بأبراج نصف دائرية، ويقع مدخله في الجنوب، والمسطح من الداخل مقسم إلى ثلاثة أقسام من الشمال إلى الجنوب، والقسمان الجانبيان لم يبدأ فيهما البناء، والبناء في القسم الأوسط لم يكتمل، وقد أقيمتن المباني الداخلية من الطوب على أربعة مداميك من الحجر المحوت.


ويلي المدخل قاعة تؤدي إلى بهو، وحول القاعة والبهو غرف، وفي غرب المدخل حجرة ملاصقة للسور بها حنية تدل على أنها كانت مسجدا للقصر. وخلف البهو فناء مربع متسع، وعلى محور الباب العمومي، مدخل ذو ثلاثة عقود يؤدي إلى قاعة كبيرة مستطيلة مقسمة إلى ثلاثة أروقة تنتهي بقاعة العرش المكونة من ثلاث حنيات كبيرة نصف دائرية. وحول هذه القاعة والأروقة مجموعات من "البيوت" تتكون كل مجموعة من فناء مستطيل، وفي كل من جانبي هذا الفناء ساحة وحولها غرفتان مقببتان. ونظام البيوت يشبه النظام الذي كان شائعا في العراق القديم (بابلي) واستعمل في سوريا قبل الإسلام.
ولعل أهم أجزاء القصر هي الواجهة الرئيسية، لما تحفل به من زخارف رائعة في الحجر الجيري،وقد زخرفت سطح الحائط الأوسط بأزهار اللوتس والنجوم الصغيرة. وقد زخرفت باقي المساحة بالفروع ووريقات العنب وعناقيد ورسوم الطيور، وبعض الزخارف يمثل حيوانين متقابلين يفصلهما إناء تخرج منه النباتات.
وقد نقلت هذه الواجهة إلى متحف برلين كهدية من السلطان عبدالحميد سنة1903م، وتعتبر من أنفس التحف الإسلامية في هذا المتحف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق