الأربعاء، 26 فبراير 2014

فن العمارة الاسلامي بناء المسجد الأموي بدمشق


المسجد الأموي بدمشق
يعتبر المسجد الأموي من أعظم المساجد الإسلامية وأقدمها، ومن أهم الآثار التي خلفها الأمويون. شيده الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك بين عامي 88-96 هـ في بقعة كان فيها معبد وثني، ثم حلت محله كنيسة القديس يوحنا. واستقدم له الفنيين والعمال من أنحاء العالم الإسلامي.
تخطيط للمسجد الأموي بدمشق
يتكون المسجد من صحن كبير مستطيل، تحيط به سقيفة محمولة على أعمدة وأكتاف وفوق كل عقد نافذتان، وإيوان رئيسي مساحته136ْx37 مترا. ويتكون من ثلاثة أروقة موازية لحائط القبلة، ويحمل السقف عقود محمولة على أعمدة رخامية، فوقها أقواس أصغر منها بارتفاع 15 مترا ويقطع هذه الأروقة مجاز عمودي على حائط القبلة يبلغ ارتفاع سقفه 23 مترا، وفي وسط رواق القبلة قبة حجرية أضيفت في عصر متأخر. والسقف كله على شكل جمالون.
وكان هذا المسجد مفروشا بالمرمر، وكانت جدرانه مغشاة بالرخام إلى ارتفاع مترين تقريبا، وفوق هذه اللوحات الرخامية صور وزخارف من الفسيفساء الملونة والمذهبة، ما يزال بعضها في الرواق الغربي.
يوجد في هذا الجامع 6 أنواع من الشبابيك الرخامية تعتبر المثل الأول للزخارف الهندسية الإسلامية.
ولهذا الجامع ثلاث مآذن اثنتان في طرفي ضلعه الجنوبي، واحدة مربعة الشكل والثانية مثمنة"كالمآذن المصرية"، أما الثالثة ففي منتصف ضلعه الشمالي وهي مربعة الشكل.
ومن أهم الإصلاحات التي أجريت في هذا المسجد ما تم في عصر الخليفة المأمون.
وقد أثر هذا الجامع العظيم- سواء من حيث التخطيط أم التنظيم المعماري، أم الزخارف- في جامع حلب وقصر الحير وفي مساجد شمال أفريقيا والأندلس.(أبو صالح الألفي:147)
ولقد دخلت في عصر الأمويين عناصر معمارية جديدة لم تكن معروفة من قبل في العمارة الدينية الإسلامية، حيث ذكر أن معاوية أمر "مسلمة" واليه على مصر بتشييد صوامع للمناداة على الصلاة في أركان جامع عمرو، ويعد ذلك أول مرة يأتي فيها ذكر المآذن في تاريخ العمارة الإسلامية. ولم تكن المآذن معروفة من قبل العصر الأموي، وربما اقتبست فكرتها من الأبراج التي كانت ملحقة بأماكن العبادة بسوريا، ولقد انتقلت فكرتها إلى مصر في فترة حكم معاوية.
ومن العناصر المعمارية التي أدخلها الأمويون أيضا في عمارة المساجد، المحراب المجوف المقتبس من حنية الكنيسة، والمنبر الذي كان معروفا في الكنائس المسيحية واستخدم في عصر عمرو بن العاص. كما ذكر أن أول مقصورة شيدت بجانب المحراب كانت للخليفة معاوية.(نعمت إسماعيل:24)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق