الجمعة، 21 فبراير 2014

تعريف مذهب الاباضية الخوارج



الأبـاضيــة والخـوارج :

أدرجت أغلب المؤلفات العربية القديمة (ابن قتيبة في المعارف /البغدادي في الفرق بين الفرق /الشهرستاني في الملل والنحل/المسعود في مروج الذهب ...)الأباضية تحت قائمة فرق الخوارج ورغم كثرة الاحياء الواردة في تلك المؤلفات عن ثورات الخوارج وما قاموا به من أعمال تخرجهم في كثير من الاحداث عن حدود الدين الاسلامي فإنه لم يرد ان جابر بن زيد الامام الاول خرج على الدولة او حرص على الخروج ،كما ان عبدالله بن اباض لم يقم بذلك وكل ما ورد عنه انضمامه الى جنود ابن الزبير مدافعا عن الحرم الشريف وكان ابو عبيدة يهدئ أتباعه ويمنعهم من الخروج ويشير ذلك الى الفرق الواضح بين الاباضية وفرق الخوارج منذ البداية .

والاباضية لا يمنعون الخروج على السلطان الجائر بل يقولون بجوازه فإن خشي ان يكون في الخروج مضرة على الامة اكثر مما هو واقع عليها فالاستسلام أولى ( الشماخي في السير ) وقد تصدى عبدالله بن اباض الى مجادلة الخوارج ومناظرتهم (الشماخي في السير) وناضل في سبيل " تصحيح قضايا العقول فيما احدثه اهل المقالات والبدع فمذهب الاباضية في تناوله لقضايا السياسية او العقائد يختلف اختلافا واضحا عن الخوارج ويتفق في كثير من اصوله وفروعه مع مذاهب أهل السنة فقال عنه ابن حزم هو " أقرب الى أهل السنة من بقية الفرق الاخرى

واللقاء الواضح بين الاباضية وفرق الخوارج تمثل في عدم التزامهم بشرط القرشية في الخلافة ، وهذا ما أدى بجمهرة المؤلفين الى النظر اليهم بمنظار واحد ، حتى التعريف الذي ذكره الشهرستاني للخروج جاء عاماًبحيث يدخل فيه أي ثائر على الدولة فكل " من خرج على الامام الحق الذي اتفقت الجماعه عليه يسمى خارجيا سواء كان الخروج في ايام الصحابة على الائمة الراشدين او كان بعدهم على التابعين بإحسان والائمة في كل زمان " وبطبيعة الحال فإن " الامام الحق" أمر يصعب البت فيه فابن عباس وكبار الصحابة انفسهم كانوا يعتزلون ويقفون بعيدا دون توجيه الناس للإمام الحق فمثلا" هل كان الامام يزيد بن معاويه أم ابن الزبير وأي جماعة تلك التي توافق عليه هل كانوا أهل المدينة ام اهل دمشق؟ وقد جاء تعريف ابن خلدون أكثر تحديداً لخوارج فجعلهم " أولئك الذين لا يلتزمون بشرط القرشية في الخلافة " وتبعا لمقياس ابن خلدون اعتبر الاباضية جزءا" من الخوارج دون اعتبار لاوجه الخلافات الاخرى وقد تصدى الاستاذ على يحيى معمر في مؤلف ضخم للرد على " كتاب المقالات في القديم والحديث مبيناً البون الشاسع بين الاباضية وفرق الخوارج حتى في القضايا الساسية فضلاً عن العقائد .( كتاب الاباضية بين الفرق الاسلامية عند كتاب المقالات في القديم والحديث ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق