الأربعاء، 26 فبراير 2014

الفن العباسي وفي بغداد فن العمارة الاسلامي


الفن العباسي


عندما انتقلت الخلافة إلى بني العباس 132هـ 750م نقلوا مقر الحكم إلى العراق، وقد أدى ذلك إلى تغيرات جوهرية في أساليب الفن، منها استعمال الآجر بدلا من الحجر والأكتاف بدلا من الأعمدة. وفضلت الزخارف الجصية على الحجرية، واستعمل التخطيط المستطيل.(أبو صالح الألفي:163)
فازداد ظهور العنصر الفارسي في الشرق سياسيا وثقافيا وفنيا، بينما بدأت تضعف تدريجيا الروابط بين المدنيّة الإسلامية في أول عهدها وبعض العنصر الهيلينستي القديم، لتحل محلها التقاليد الساسانية بتشجيع كبراء الفرس المسلمين الذين أصبحت لهم مكانة ملحوظة في عهود الخلفاء العباسيين الأولين.( ارنست كونل:31)

بغداد:
كلف الخليفة أبوجعفر المنصور مهندسا فارسيا بمهمة تشييد عاصمته الجديدة فاختار لها تصميما على شكل دائرة كاملة، ويحيط بالمدينة سوران رئيسيان، الخارجي به مداخل المدينة الأربعة: باب الكوفة في اتجاه الشمال، وباب البصرة في جهة الجنوب، وباب خراسان في الجهة الشرقية، وباب الشام في الجهة الغربية. ويحيط بالسور الخارجي خندق عرضه ستة أمتار. أما السور الداخلي فهو أكثر ارتفاعا ويوجد به أبراج مستديرة للحراسة.
ويقع قصر الخليفة في مركز الميدان الذي يتوسط المدينة وكان يعرف باسم القبة الخضراء أو القصر ذي البوابة الذهبية، حيث يغطي القصر قبة مرتفعة خضراء ويلحق بهذا القصر مسجد ذي صحن مكشوف، ويحيط بالميدان سوران آخران تقع بينهما مساكن المدينة.
ويجتاز الداخل إلى المدينة الخندق عن طريق قنطرة موصلة إلى مدخل طويل ضيق مغطى بقبو نصف اسطواني. ولا يصل الداخل إلى الفناء المكشوف مباشرة بل عليه أن ينحرف إلى يسار المدخل ويعرف المدخل باسم المدخل المنحني.
وتبدو مدينة بغداد بهذا التصميم محصنة تحصينا منيعا، فالمدخل المنحني يساعد على الحد من شدة الهجوم على مداخل المدينة، وتعد هذه المداخل المنحنية ابتكارا جديدا ظهر في العمارة الإسلامية لأول مرة. كما أن تزويد أسوار المدينة بأبراج للحراسة لم يعرف من قبل في العمارة الأموية، وذكر أن القصر يشتمل على فناء للاحتفالات وإيوان وقاعة العرش المغطاة بالقبة الخضراء، ويمكن نسبة تصميم بغداد الدائري إلى العمارة الفارسية.
كذلك ربما نقل العباسيون فكرة تحصين المدينة بأسوار مدعمة بأبراج الحراسة من أسوار مدينة بابل المحصنة التي وجدت في العراق القديم.

استقدم "المعتصم" العمال المهرة والفنيين من كل أنحاء الإمبراطورية لتشييد العاصمة (سمراء) وتعد من أجمل المدن التي شيدها الحكام المسلمون. فاشتملت المدينة على قصور و أسواق ومساجد و ملاعب وزينت جدران قصورها بالصور الحائطية الملونة والزخارف الجصية، كما وجدت بها وسائل الرفاهية والحمامات و النافورات . ولم يتبق قائما منها إلا جامع سمراء، ومسجد أبو دلف، وأساسات بعض القصور وبوابة قصر الجوسق.( نعمت إسماعيل:44)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق