بين الحال والتمييز :
" يتفق الحال والتمييز
في خمسة أمور ، ويفترقان في سبعة أمور : فأما أمور الاتفاق فإنهما : اسمان نكرتان
فضلتان منصوبتان رافعتان للإبهام ، وأما أمور الافتراق فالأول : أن الحال تجيء
جملة وظرفا ومجرورا كما مر والتمييز لا يكون إلا اسما ، الثاني : أن الحال قد
يتوقف معنى الكلام عليها كما عرفت في أول باب الحال ، ولا كذلك التمييز ، الثالث :
أن الحال مبينة للهيئات والتمييز مبين للذوات . الرابع : أن الحال تتعدد كما عرفت
بخلاف التمييز . الخامس : أ، الحال تتقدم على عاملها إذا كان فعلا متصرفا أو وصفا
يشبهه ولا يجوز ذلك في التمييز على الصحيح . السادس : أن حق الحال الاشتقاق وحق
التمييز الجمود ، وقد يتعاكسان فتأتي الحال جامدة كهذا مالك ذهبا، ويأتي التمييز
مشتقا نحو : لله دره فارسا وقد مر . السابع: الحال تأتي مؤكدة لعاملها بخلاف
التمييز ، فأما قوله تعالى : (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ)([1]) ، فشهرا مؤكد لما فهم من إن عدة الشهور. وأما بالنسبة إلى عامله
وهو اثنا عشر فمبين ، وأما إجازة المبرد ومن
وافقه نعم الرجل رجلا زيد فمردودة .
وأما قوله :
تزود مثل زاد أبيك
فينا
|
|
فنعم الزاد زاد أبيك
زادا
|
فالصحيح أن زادا معمول لتزود : إما مفعول مطلق إن أريد به
التزود ، أو مفعول به إن أريد به الشيء الذي يتزود به من أفعال البر. وعليهما فمثل
نعت له ( أي بحسب ما كان
بدليل بقية كلامه )تقدم فصار حالا ( أي كما هو شأن صفة
النكرة إذا تقدمت ، نحو :
لمية موحشا طللٌ."([2])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق