عامل النصب في التمييز :
ذكر النحويون أن عامل النصب في تمييز
الذات ، هو الاسم المبهم الذي تقدمه ، فإذا قلنا : عندي قنطار قطنا ، كان التمييز
( قطنا ) قد نصب بالاسم السهم السابق عليه وهو ( قنطار) وإذا قلنا : اشتريت مترا
صوفا ، كان التمييز ( صوفا ) قد نصب بالمبهم السابق وهو (مترا) .
وعامل النصب في تمييز النسبة : ما تقدمه
من فعل أو شبهه ، فإذا قلنا: طاب علي نفسا كان العامل في " نفسا " هو
الفعل " طاب " وإذا قلنا هو طيب نفسا ، كان العامل في " نفسا"
هو شبه الفعل "طيب" ، وقيل الناصب لتمييز النسبة : هو الجملة كلها.
تقدم التمييز على عامله :
" فصل : لا يتقدم التمييز على
عامله إذا كان اسما جامدا كـ رطل زيتا أو فعلا جامدا نحو : ما أحسنه رجلا ، لأن
الجامد لا يتصرف في نفسه فلا يتصرف في معموله بتقديمه عليه ، وندر تقدمه على الفعل
المتصرف كقوله وهو رجل من بني طيء :
أنفسا
تطيب بنيل المنى
|
|
وداعي
المنون ينادي جهارا
|
فـ(نفسا) تمييز مقدم على عامله ، وهو
تطيب ، لأنه فعل متصرف وقاس على ذلك المازني والمبرد والكسائي ، قال الناظم في شرح
العمدة : بقولهم أقول قياسا على سائل الفضلات المنصوبة بفعل متصرف ، وجعله في
النظم قليلا فقال :
وعامل
التمييز قدم مطلقا
|
|
والفعل
ذو التصريف نزرا سُبقا
|
ولم يجز سيبويه والجمهور ذلك ، لأن
الغالب في التمييز المنصوب بفعل متصرف أن يكون فاعلا في الأصل ، وقد حول الإسناد
عنه إلى غيره لقصد المبالغة ، فلا يغير عما كان مستحقه من وجوب التأخير لما فيه من
الإخلال بالأصل .
وقيل لأن التمييز كالنعت في الإيضاح ،
والنعت لا يتقدم على عامله ، فكذلك ما أشبهه ، قاله الفارسي ، واستحسنه ابن خروف ،
والبيت ونحوه ضرورة ، كما قال في المغني ، ويحتمل أن يكون (نفسا) منصوبة بفعل
محذوف دل عليه المذكور ، فالتقدير : أتطيب نفسا تطيب .
وأما إذا كان العامل وصفا فقياس من أجاز
التقديم في الفعل أن يجيزه مع الوصف
إلا مع اسم التفضيل . واتفق الجميع على جواز
تقديم التمييز على المميز إذا كان العامل متقدما نحو: (طاب نفسا زيد) ، قاله ابن
الضائع ، وهذا يرد قول الفارس : إن التمييز كالنعت لأن النعت لا يتقدم على المنعوت
. قاله ابن عصفور"([1])
قال ابن مالك في المعنى السابق :
وعامل
التمييز قدم مطلقا
|
|
والفعل
ذو التصريف نذرا سبقا
|
" يعني أن العامل في التمييز يجب تقديمه
عليه ، فيلزم وجوب تاخير التمييز وقوله :
مطلقا ، أي سواء كان اسما أو فعلا ، أما
إذا كان اسما فلا يتقدم عليه بإجماع نحو : عندي عشرون درهما ، فالعامل في درهم
عشرون فلا يجوز عندي درهما عشرون .
وأما إذا كان فعلا فإن كان الفعل غير
متصرف فلا يجوز أيضا تقديمه عليه نحو: ما أكرمك أبا ونعم رجلا زيد . وإن كان
متصرفا ففي تقديم التمييز عليه خلاف ، والمشهور منع تقديمه وهو مذهب سيبويه ،
وأجاز قوم تقديمه منهم المازني والمبرد ، وتبعهم الناظم في غير هذا النظم ،
والظاهر قوله : نزرا سبقا ، أن له مذهبا ثلاثا ، وهو أن جواز تقديمه بقلة ، ولم
يقل به أحد."([2])
جر التمييز بمن جوازه وامتناعه :
1-
كل تمييز يجوز جره بمن إذا لم يكن مميزا
للعدد ، أو فاعلا في المعنى ، مثل : عندي شبر من أرض ، ورطل من عسل ، وقفيز من بر
، وغرست الأرض من شجر .
2-
ويمتنع جر التمييز بمن في المواضع
الآتية :
تمييز
العدد : مثل ، عندي خمسون كتابا ، فلا يجوز من كتاب .
التمييز
المحول عن الفاعل ، نحو : طاب علي نفسا ، ولا يجوز من نفس .
التمييز
الواقع بعد أفعل التفضيل : مثل : أنت أعلى منزلا .
وأما المحول عن المفعول
فيجوز نصبه وجره بمن ، غرست الأرض شجرا ، أو من شجر.
ما هو العامل في تمييز النسبه أرجو الرد سريعا
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف