الأحد، 23 فبراير 2014

تاريخية مفهوم العقلانية من خلال نشأتها و تطورها كاتجاه في الفكر الأوروبي الحديث العقلانية العقل

 عابد الجابري

العقلانية كمفهوم في الفلسفة الأوروبية الحديثة (النهضة و عصر الأنوار)

6 التركيز على تاريخية مفهوم العقلانية من خلال نشأتها و تطورها كاتجاه في الفكر الأوروبي الحديث (النهضة و عصر الأنوار) هذا الاتجاه الذي ظهر في القرن السادس عشر و ما بعده، و الحامل لأولية العقل، منطلقا في عدة معان متكاملة و متفاوتة، مقصيا بذلك من الواقع كل ما ليس عقليا أو ذو طابع عقلي (أي خارج عن دائرة التفسير العقلي) و بشيء من التركيز أيضا حاولنا إبراز الشروط التي أنتجت الاتجاه و المفهوم.. كالتطور الصناعي، و الاكتشافات العلمية المعرفية و الجغرافية.. التي كان لها دور ضاغط باتجاه عقلنة كل جوانب الحياة استجابة لمطلب الكم و النوع في التراكم الصناعي، معتمدين في ذلك على نذمجة لممثلي هذا الاتجاه على المستوى الفكري و الفلسفي "كديكارت"، و "كانط"..آخذين بعين الاعتبار اختلاف نمط العقلانية داخل هذا الاتجاه.

المبحث الثاني : العقلانية كمفهوم في الفلسفة المعاصرة (الحداثة و ما بعد الحداثة).

7حاولنا في هذا المبحث الانتقال من عصر الأنوار و ما شهده من ثورات في مختلف المجالات كونه مثل نقطة تحول كبرى في النظام المعرفي الغربي..إلى ما أصبحت عليه العقلانية كمفهوم تداولي في الفلسفة المعاصرة، و بالذات في الفكر ما بعد التنوير أو ما بعد الحداثة أي فكر التساؤلات أو التحولات الكبرى من خلال وضع العقل – العقلانية محل سؤال، عبر إعادة النظر في هذا اللامعقول الذي أقصاه عصر التنوير..و عبر تكسير صنم العقلانية الذي انتهجته الحضارة الحديثة كمنهج و مذهب. و العودة إلى اكتشاف مصادر العقل اللامعقولة.. مما يفسر اهتمام الغربي بالمقدّس، و السرَي، و اللامرئي في ساحة الفكر اليوم. فاعتمدنا هنا على تيارات مختلفة في هذا المجال من خلال وقوفنا على مواقف مفكرين، "كفرويد"، "باشلار"، "ليفي ستروس"، "فوكو" بوصفهم معبرين عن هذا الفكر الما بعد حداثة في الفكر الغربي.

الفصل الثاني : فهم العقل في التراث العربي الإسلامي

المبحث الأول : مفهوم العقل عند المتكلمين (طبيعته و وظيفته)

8من خلال المدخل الإشكالي للفصل الذي حاولنا فيه تقصي اصطلاح العقل لغة و معنى و تقصي دلالته خاصة في القرآن الكريم باعتباره مرجعية نصية لا محيد عنها في الفكر العربي قديما أو حديثا، تتبعنا مفهوم العقل عند الكلاميين كيف عرَفوه و فهموه، و من ثم كيف وظّفوه في مختلف القضايا التي تجادلوا حولها.. مركزين في ذلك على مسألة استخدامه إما كقدرة إلهية لعقلنة النص الديني، و إما كقدرة برهانية للدفاع عن العقائد، و قد اتخدنا في هذا المبحث فرقة المعتزلة كتيار بارز ضمن الفرق الكلامية حرصا منا مع ما يتماشى و منطق البحث الذي اعتمدنا، مع الإشارة إلى أن هذا المبحث كان مختصرا و مكثفا إلى أبعد الحدود حتى لا يكون على حساب إشكالية البحث.

المبحث الثاني : إشكالية العقل و النقل عند الفلاسفة المسلمين

9لقد أفردت هذا المبحث للنظر في اشكالية العقل و النقل من أجل الوقوف على البواكير و الإرهاصات الأولى لبعض أنماط التفكير العقلاني من خلال اضطرار الفلاسفة المسلمين من اتخاذ موقف اتجاه مسألة التوفيق بين الدين و الفلسفة، و طبعا حضور العقل في هذه الأخيرة كقدرة على تأويل النص و تكييفه بما يتوافق و الشريعة كان من أهداف بحثنا إبراز إمكانية العقل و حدوده عند هؤلاء الفلاسفة،و من ثم إبراز تلك الجهود العقلانية التي طبعت تفكيرهم.. كما جاء اقتصارنا على "ابن رشد" و "ابن خلدون" كوقفات لهذا المبحث لسببين :
  1. باعتبارهما شكلا منعرجا معرفيا بارزا من خلال إعادتهما النظر في مسار الثقافة العربية الإسلامية.
  2. كونهما مثلا "للجابري" (موضوع بحثنا) مرجعية تنويرية في مسار العقل العربي، الشيء الذي جعله يدمجهما ضمن مشروعه النقدي كحل تجاوزي للقراءة و للتعامل مع التراث.

الفصل الثالث : العقلانية في الفكر النهضوي و الفكر العربي المعاصر

المبحث الأول : مشروع العقلانية في الخطاب السلفي و الخطاب الليبرالي

10في هذا المبحث ركزنا بصفة أكثر على المنطلقات و المفاهيم الموظفة داخل الخطاب النهضوي بتياريه الرئيسيين (السلفي، الليبرالي) كونهما اتسما بمواقف و طروحات بديلة لتجربة النهضة الغربية عموما و لمواجهتهما للوضع العربي بكل ما يحمل خصوصا. مما جعلنا في هذه المحاولة نبرز إشكالية الثنائية (اللأنا/الآخر) و التي ترددت في الخطابين، مركزين على الخطاب الليبرالي الحامل لمشروع العقلنة، التقدم.. و إذن الكيفية التي تصورها بعض الرواد و نظروا لها من خلال محاولاتهم في إبراز الشروط الضرورية لتجاور الإنحطاط.

المبحث الثاني : هاجس العقلانية في الفكر المعاصر

11في هذا المبحث حاولنا الوقوف عند أهم التيارات الفكرية التي أجمعت على أن أهم شروط تحقيق النهضة هو العمل على تحديث أو تجديد النظر إلى مسألة التراث.. فكان اختيارنا لبعض رواد هذه التيارات على اعتبار اهتمامهم بقضايا التراث شكل منعطفا على مستوى الفكر العربي المعاصر من خلال تشخيصهم لأزمته و من ثم نقد بناه المنتجة له.. و على اعتبار أن معظم كتابتهم طبعت بمفاهيم ذات طابع "استنساخي" تارة "و "منحوتة" تارة أخرى.. رغم توجهاتهم التي اختلفت من حيث المنهج و الموقف و الرؤية اتجاه التراث، إلا أننا حولنا تصنيف هذه التوجيهات على أساس المنطلق الفكري الذي طبع توجهاتهم، غايتنا في ذلك الوقوف على إشكالياتهم و طبيعة منهجهم، و من ثم محاولة تقييم حلولهم.. بما يتماشي و ما رسمناه لهذا البحث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق