الثلاثاء، 25 فبراير 2014

التلويث التلوث المعنوي للبيئة و الهواء

التلويث المعنوي
هناك ملوثات  معنوية حيث إنّ قسماً من المحاصيل تلوث الهواء مما يسبب مشكلات للإنسان والحيوان والنبات وسائر مكونات الأرض من ماء وهواء وغير ذلك حال تلك الملوثات المعنوية حال الجاذبية التي لا تشاهد ولا تحس بسائر الحواس لكنها موجودة ولها آثار خارجية.
وفي قِبال الملوثات المعنوية المنظفات المعنوية حيث إنها تنظف الأجواء المعنوية مما تسبب نمواً وبركة وخيراً للكائنات الحية وفي سائر الأمور الأرضية، فلو مثلنا ذلك بالجاذبية أيضاً لم يكن بعيداً، فالجاذبية كما تخرب أحياناً تعمر أحياناً. فالشيء الساقط من فوق، إنساناً أو حيواناً أو إناءً أو غير ذلك يتكسر ويتحطم، وربما أوجب حريقاً أو فيضاناً مدمراً وبالعكس في جانب الإيجابي، فإذا لم تكن الجاذبية موجودة كان حال الإنسان وحال غيره حال من في الفضاء من انعدام الوزن وعدم استقامة الأمور إلاّ بضغوط كبيرة صناعية حتى لا يمكن للإنسان من الأكل والشرب والجماع إلاّ بوسائل خاصة معدة لذلك. ومع ذلك لا يستقيم الولد الذي يكون في الفضاء بل يبقى جنيناً إلى غير ذلك، لكن الملوثات والمنظفات المعنوية لا تُعرف إلاّ بالسماع من الأنبياء والأوصياء ومن إليهم واتباع منهجهم وطريقهم.
وقد أشار إلى ذلك القرآن الحكيم بقوله: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)(32)، وفي الروايات الاستعاذة من الذنوب التي تظلم الهواء. وفي الحديث: (إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة)(33). وكذلك إن صلة الأرحام تطوِّل العمر بينما إن قطيعة الرحم توجب نقصان العمر، فقد وردت روايات كثيرة في هذا الحقل منها: عن أبي جعفر (عليه السلام): (صلة الأرحام تزكّي الأعمال وتنمّي الأموال وتدفع البلوى وتيسّر الحساب وتنسيء في الأجل)(34).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (صلة الأرحام تحسّن الخلق وتسمح الكف وتطيّب النفس وتزيد في الرزق وتنسيء في الأجل)(35).
وعن أبي جعفر (عليه السلام): (صلة الأرحام تزكّي الأعمال وتدفع البلوى وتنمّي الأموال وتنسيء له في عمره وتوسّع في رزقه وتحبّب في أهل بيته فليتق الله وليصل رحمه)(36).
فإن كلاًّ من القول والعلم والنية كما في الأحاديث حيث قال (عليه السلام): (على نياتكم ترزقون) وغيره إذا كانت حسنة فإنها تؤثر تأثيرا معنوياً في تطهير البيئة وتنظيفها وفي التعمير والبناء سواء أحسّه الإنسان بإحدى الحواس أو لم يحسّها، كما لها تأثيراتها بالنسبة إلى الآخرة. ثم أنّ الفعل الحسن أو السيئ أو القول أو النية قد يوجب أثراً بالنسبة إلى الشخص أو الأشخاص كما قال سبحانه: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرّيةً ضعافاً خافوا عليهم فليتّقوا الله وليقولوا قولاً سديداً)(37)، وقال سبحانه: (ألحقنا بهم ذرّيّتهم وما ألتناهم من عملِهم من شيء)(38) وقد يوجب أثراً حسناً أو سيئاً بالنسبة إلى شيء آخر أو أشياء أخرى. فكما إنّ الأمر في الماديات كذلك في المعنويات، صغيرها وكبيرها، فإن نويرة صغيرة توجب احتراق شيء قليل بينما ما حدث في تشر نوبيل في الاتحاد السوفياتي السابق أوجب مرض وموت الآلاف على ما ذكروه بالإضافة إلى سائر آثاره التخريبية بالنسبة إلى الحيوان والنبات وغير ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق