الجمعة، 14 فبراير 2014

الخصائص العامة لمناهج البحث



الخصائص العامة لمناهج البحث :
من أهم الخصائص المشتركة بين مناهج وأساليب البحث العلمي المختلفة :
1-    طريقة التفكير والعمل المنظمة :  التي تقوم علي الملاحظة والحقائق العلمية وتشتمل علي مجموعة من المراحل المتسلسلة والمترابطة .
2-    الموضوعية :              بمعني البعد عن التحيز والاتجاهات والميول الشخصية .
3-    الديناميكية والمرونة :     وهذا يعني أنها قابلة للتعديل والتغيير من وقت لأخر نظرا للتقدم الذي يطرأ علي العلوم المختلفة .
4-    التعميم :     حيث يمكن تعميم نتائج البحوث العلمية ويستفاد منها في دراسة ظواهر أخري مشابهة ,
5-    القدرة علي التنبؤ : فأساليب ومناهج البحث العلمي قادرة علي وضع تصور لما يمكن أن تكون عليه الظواهر المدروسة في المستقبل .
                    " غرابية فوزي وزملاؤه . أساليب البحث العلمي صـ12-13 "
تصنيف أساليب ومناهج البحث العلمي :
لم يتفق الباحثون في الماضي والحاضر علي وضع تصنيف موحد لمناهج وأساليب البحث العلمي وكان هناك شبه إجماع علي كثير من هذه الأنواع بينهم وإن أختلف في تصنيفها وفيما يلي احد التصنيفات والذي اعتمد علي :
( طبيعة الأسلوب والمنهج  ، طبيعة المادة أو الظاهرة المدروسة ) والتصنيف كالتالي :
1-    المنهج التاريخي .
2-    المنهج الوصفي .
3-    أسلوب المسح .
4-    أسلوب دراسة الحالة .
5-    تحليل المحتوي .
6-    المنهج التجريبي .
7-    المنهج المقارن .
8-    أسلوب النظم .

المنهج التاريخي :
أولاً:  تعريف المنهج التاريخي :
عبارة عن إعادة للماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها ومن ثم تمحيصها وأخيراً تأليفها ليتم عرض الحقائق أولاً عرضاً صحيحاً في مدلولاتها وفي تأليفها وحتي يتم التوصل حينئذ إلي استنتاج مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة .
هو أيضاً ذلك البحث الذي يصف ويسجل ما مضي من وقائع وأحداث الماضي ويدرسها ويفسرها ويحللها علي أسس علمية منهجية ودقيقة بقصد التوصل إلي حقائق ومعلومات أو تعميمات تساعدنا في فهم الحاضر علي ضوء الماضي والتنبؤ بالمستقبل .
كما يعرف بأنه ذلك المنهج المعني بوصف الأحداث التي وقعت في الماضي وصفاً كيفياً يتناول رصد عناصرها وتحليلها ومناقشتها وتفسيرها والاستناد علي ذلك الوصف في استيعاب الواقع الحالي وتوقع اتجاهاتها المستقبلية القريبة والبعيدة .
ثانياً : أهمية المنهج التاريخي :
علي ضوء التعاريف السابقة للمنهج التاريخي يمكن إبراز أهمية هذا المنهج في الأتي :
أ-     يمكن استخدام المنهج التاريخي في حل مشكلات معاصرة علي ضوء خبرات الماضي .
ب-   يساعد علي إلقاء الضوء علي اتجاهات حاضرة ومستقبلية .
جـ-  يؤكد الأهمية النسبية للتفاعلات المختلفة التي توجد في الأزمنة الماضية وتأثيرها .
د-    يتيح الفرصة لإعادة تقييم البيانات بالنسبة لفروض معينة أو نظريات أو تعميمات ظهرت في الزمن الحاضر دون الماضي .
ثالثاً:  خطوات تطبيق المنهج التاريخي :
عند دراسة ظاهرة أو حدث تاريخي يتوجب علي الباحث إتباع خطوات أثناء دراسته وهي كما يلي :
1-    اختيار موضوع البحث :   ويقصد هنا تحديد مكان وزمان الواقعة التاريخية ، الأشخاص الذين دارت حولهم الحادثة ، كذلك نوع النشاط الإنساني الذي يدور حوله البحث .
2-    جمع البيانات والمعلومات أو المادة التاريخية : بعد الانتهاء من تحديد مكان وزمان الواقعة التاريخية يأتي دور جمع البيانات اللازمة والمتعلقة بالظاهرة من قريب أو من بعيد وتنقسم إلي مصادر أولية وثانوية .
       المصادر الأولية :   تتمثل في السجلات ، والوثائق ، الآثار ، المذكرات الشخصية ، محاضر الاجتماعات ..... الخ .
       المصادر الثانوية :  وهي المعلومات الغير مباشرة والمنقولة والتي تؤخذ من المصادر الأولية ويعاد نقلها وعادة ما تكون في غير حالتها الأولي ونجدها في الجرائد والصحف والدراسات السابقة أو الرقصات الشعبية المتوارثة والرسوم والنقوش والنحت والخرائط والتسجيلات الإذاعية والتليفزيونية .
3-    نقد مصادر البيانات :
وهذه مرحلة مهمة في البحث حيث يجب التأكد من صحة المعلومات التي جمعت وذلك ليكون البحث أكثر مصداقية وأمانة في ذلك قال ابن خلدون " وكثيراً ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها علي مجرد النقل غثاً أو ثميناً ولم يعرضوها علي أصولها ولا قاسوها بأشباهها ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف علي طبائع الكائنات وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار فضلوا عن الحق وتاهوا في بيداء الوهم والغلط ولا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات إذ هي مظنة الكذب ومظنة الهذر ولابد من ردها إلي الأصول وعرضها علي القواعد " ويكون النقد داخلي وخارجي :
أ-    النقد الخارجي :    ويتضمن التأكد من صحة الوثيقة محل البحث وهو بدورة ينقسم إلي نوعين هما:
نقد التصحيح :     وهما يتم التأكد من صحة الوثيقة ونسبها إلي صاحبها وذلك بـ:"التأكد من صحة الوثيقة الخاصة بحادثة معينة أو أكثر لتحديد مدي صحتها ومدي صحة نسبتها إلي اصحابها وذلك لما تتعرض له كثير من الوثائق من حشو وتزييف وإضافات دخيلة أو تحريف لأسباب كثيرة وأشكال متعددة فالوثيقة قد تكون مكتوبة بيد المؤلف أو بيد شخص آخر ولا توجد سوي نسخته الوحيدة هذه فيكون من واجب الباحث تصحيح الخطأ في النقل وقد تكون الوثيقة متعددة النسخ وأماكن التواجد بحيث يحتاج الأمر إلي تحديد أصليها من ثانويها "
نقد المصدر :       وفي هذه المرحلة يتم التأكد من مصدر الوثيقة وزمانها ومؤلفها للتأكد من نسبها لصاحبها وللتحقق من هذه النقاط وجب إتباع الخطوات التالية :
-     التحليل المخبري : حسب طبيعة مادة الوثيقة كاستخدام التحليل بالفحم المشع بالنسبة للوثائق الكربوهيدراتيه ولكل مادة أساليب تحليل خاصة بها .
-     دراسة الخط واللغة المستعملة .
-     فحص الوقائع الوارد ذكرها في الوثيقة ومقارنتها بأحداث العصر المنسوبة إليه .
-     تفحص مادة الوثيقة والاقتباسات .
ب-   النقد الداخلي :            
ونقصد بذلك التحقق من صحة ومعني الكلام الموجود بالوثيقة سواء المكتوب حرفيا أو المقصود بطريقة غير مباشرة وكذلك فيه نوعين :
النقد الايجابي :
والهدف منه تحديد المعني الحقيقي والحرفي للنص وما يرمي إليه الكاتب وهل حافظ علي نفس المعني في الوقت الحالي أم لا .
النقد السلبي :     
هنا يتم التحقق من رؤية الكاتب لمشاهدة الوقائع بدراسة مدي خطأ أو تحريف الوثيقة كذلك مدي أمانته في نقل الواقعة والتأكد من سلامة جسمه وعقله وسنه يلعب دور كبير في التأكد من هذه المعلومات ، وكذلك معرفة ما السبب الذي أدي به إلي كتابة هذه الوثيقة والإحاطة بجميع ظروفه آنذاك .
4-     صياغة الفروض : وهي عبارة عن حل مؤقت لإشكالية البحث والذي علي أثره
تتم دراسة الموضوع
أو هو إجابة محتملة للسؤال ومن خلال التجريب نحاول إثبات ما إذا كانت صحيحة أم خاطئة .
5-   تحليل الحقائق وتفسيرها وإعادة تركيبها :      وهنا يتم تحليل الظاهرة الراهنة والتي هي موضوع الدراسة في ظل الحقائق التي قام بجمعها والتنسيق بين الحوادث ومن ثم تفسيرها علمياً مبتعداً عن الذاتية معتمداً في ذلك علي نظرية معينة .
6-   استخلاص النتائج وكتابة التقرير :             وتعتبر هذه آخر مرحلة في البحث حيث تكون عصارة البحث بالخلوص إلي النتائج التي كان الباحث قد وضع لها فروض سابقة في البداية وكتابة تقريره النهائي حول الظاهرة المدروسة .
رابعاً: خصائص المنهج التاريخي :
       1-    يعتمد علي ملاحظات الباحث وملاحظات الأخرين .
       2-    لا يقف عند مجرد الوصف بل يحلل ويفسر .
       3-    عامل الزمن حيث تتم دراسة المجتمع في فترة زمنية معينة .
       4-    أكثر شمولاً وعمقاً لانه دراسة للماضي والحاضر .
خامساً : أهداف المنهج التاريخي :
       1-    التأكد من صحة حوادث الماضي بوسائل علمية .
2-    الكشف عن أسباب الظاهرة بموضوعية علي ضوء ارتباطها بما قبلها وبما عاصرها من حوادث .
3-    إمكانية التنبؤ بالمستقبل من خلال دراستنا للماضي .
4-    التعرف علي نشأة الظاهرة .
سادساً : نقد وتقييم المنهج التاريخي ( المزايا والعيوب ) :
       مزايا المنهج التاريخي :   من أهم مزايا المنهج التاريخي أنه :
1-    يعتمد علي المنهج العلمي في البحث فالباحث يتبع خطوات الأسلوب العلمي مرتبة وهي الشعور بالمشكلة وتحديدها وصياغة الفروض المناسبة ومراجعة الكتابات السابقة وتحليل النتائج وتفسيرها وتعميمها .
2-  اعتماد الباحث علي المصادر الأولية والثانوية لجمع البيانات ذات الصلة بمشكلة البحث لا يمثل نقطة ضعف في البحث إذا ما تم القيام بالنقد الداخلي والنقد الخارجي لهذه المصادر
       عيوب المنهج التاريخي :  من عيوب المنهج التاريخي الآتي :

1-    أن المعرفة التاريخية ليست كاملة بل تقدم صورة جزئية للماضي ، نظراً لطبيعة هذه المعرفة المتعلقة بالماضي ولطبيعة المصادر التاريخية وتعرضها للعوامل التي تقلل من درجة الثقة بها مثل التلف والتزوير والتحيز .
2-    صعوبة تطبيق الأسلوب العلمي في البحث في لظاهرة التاريخية محل الدراسة نظراً لأن دراستها بواسطة المنهج التاريخي يتطلب أسلوباً مختلفاً وتفسيراً مختلفاً.
3-    صعوبة إخضاع البيانات التاريخية للتجريب الأمر الذي يجعل الباحث يكتفي بإجراء النقد بنوعيه الداخلي والخارجي .
4-    صعوبة التعميم والتنبؤ وذلك لارتباط الظواهر التاريخية بظروف زمنية ومكانية محددة يصعب تكرارها مرة أخري من جهة كما يصعب علي المؤرخين توقع المستقبل .
5-    صعوبة تكوين الفروض والتحقق من صحتها وذلك لأن البيانات التاريخية معقدة إذ يصعب تحديد علاقة السبب بالنتيجة علي غرار ما يحدث في العلوم الطبيعية .
مراحل البحث التاريخي :
أولاً:  اختيار نقطة البحث :      وفي هذه المرحلة يقوم الناس بتقسيم الموضوع إلي مجموعة من العناصر فيما يعرف بمخطط البحث قد يسميها فصولاً وأبواباً .
ثانياً : جمع مصادر البحث : مصادر البحوث التاريخية هي الوثائق والمواد الأثرية والكتب والروايات والمواد السمعية والبصرية والمصغرات القلمية وأقراص الليزر .
ثالثاً:  جمع المادة العلمية :      وتعتبر من أخطر مراحل البحث لأن الباحث يبدأ بقراءة المصادر الواحدة تلو الآخري قراءة واعية متأنية ثم تحديد هل المعلومات التي بها عميقة أم سطحية وإذا تطرق الشك إلي ذهن الباحث يستبعد المصدر من بحثه .
رابعاً :       صياغة البحث وتحريره :  بعد أن ينتهي من جمع المادة العلمية يبدأ بصياغة البحث بعد أن يتأكد من أن روؤس الموضوعات قد رتبت ترتيباً منطقيا يتمشي مع مخطط البحث ثم يبدأ في مسودة بحثه علي أوراق تفريغاً من البطاقات تبعا للهيكل الذي وضعه ثم كتابته بالصورة النهائية كما يراها الباحث .

مقومات البحث التاريخي :
إن التاريخ علم ضروري للشعوب والأفراد علي السواء ، فلابد للفرد أن يعرف نفسه بوقوفه علي ماضيه ولابد لكل شعب أن يعرف تاريخه ليربط حاضره بماضيه ويصبح جديراً بالحياة ولابد أن يدرس التاريخ دراسة عميقة .
ومن اللازم أن تتم كتابة التاريخ علي خير وجه فيكون الكاتب دقيقاً غاية الدقة باذلاٍ كل ما في طاقته من جهد وصدق وأمانة وعدل مستعيناً بكل ما لديه من إحساس وفن وذوق هذا كله يؤدي إلي الوصول إلي الحقيقة قدر المستطاع ومن هنا كان لابد أن تتوفر فيمن يتصدي لكتابة التاريخ مجموعة من الصفات والمميزات والمميزات وأن تتاح له الظروف التي تجعله قادراً علي الدراسة ، وأول صفة ينبغي ان يتحلي بها كانت ليصبح مؤرخاً هي حب الدراسة والصبر فقد يكون البحث وعراً شاقاً وقد تكون المصاعب التي تعترض الباحث أثناء عمله مصاعب جمة وكبيرة كندرة المصادر وغموض الوقائع والحقائق وذلك كله لا ينبغي أن يصد الباحث عن بذل الجهد والصبر علي مواصلة الدراسة ولابد أن يكون المؤرخ أميناً شجاعاً فلا يكذب بإصطناع الوقائع ولا يزيف في تفسيرها و لاينافق لإرضاء صاحب أو سلطان فلا رقيب علي المؤرخ إلا ضميره وإذا قلنا بأن التاريخ علم نقد وتحقيق فلابد من أن يكون المؤرخ ناقداً نافذ البصيرة قادراً علي تحليل كل وثيقة تصادفه وأن يكون المؤرخ مولعاً بعمله من أجل هذا العمل بذاته لا سعياً وراء شهرة وفائدة مادية عليه أن يتفرغ لما يدرس تفرغاً تاماً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق