الجمعة، 28 فبراير 2014

مبادئ اختيار المفردات في كتب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها



أ‌.             مبـادئ اختيار المفردات في كتب تعليـم اللغة العربيـة لغير الناطقين بها
1.         مبدأ الشيوع
ويقصد به المفردات الأكثر شيوعا من غيرها فى الإستعمال اليومى وفى الكتابات المعاصرة.
ولقد تطورت دراسات الشيوع وكثرت القوائم فيها وذلك بوصفها مبدءا لتحديد الكلمات الأكثر فائدة لمتعلم اللغة الأجنبية بل وأيضا لمتعلم اللغة الأم.


2.         مبدأ الشمول
ويقصد بالشمول هنا أن تتضمن المفردة الواحدة معانى متعددة بحيث تغنى كلمة عن تعلم عدد كبير من المفردات اللغوية مثل كلمة فاكهة فهى تشمل   )البرتقال – التفاح – الموز ) ولكن الاعتماد كلية على هذا المبدأ قد يؤدى إلى ظهور مشكلات.
3.         مبدأ الانتشار أو مجال استعمال اللغة
ويقصد به مكان استعمال الكلمة مع كلمات مختلفة ، فكلمة مثل )يشتري – يبيع( تستعمل مع كلمات كثيرة مثل )الكتاب – المنزل – القلم – السيارة – الطعام( فالأخذ بمبدأ استعمال الكلمة فى مجالات متعددة أمر ينبغى مراعاته عند اختيار المفردات.
4.         القرب والملاصقة
ونقصد بهذا الكلمات التى تكون قريبة فى حياة الطالب مثل: سورة، كتاب، زميل، معلم، منهج، مقرر، فقد تكون أمثال هذه الكلمات ليست شائعة ولكنها قريبة للطالب يستخدمها باستمرار ومن ثم ينبغى مراعتها.
5.         الاشتراك
ويقصد به اشتراك اللغة العربية مع لغة الدارس في بعض المفردات، مثل اشتراك اللغة العربية مع اللغة التركية أو الفارسية في بعض الكلمات، ومن ثم يحسن اتخاذها مدخلا لتعليم العربية في الدروس الأولى إذا كان الدارسون من أبناء هذه اللغة.
6.         مبدأ الكلمات الحقيقة ثم الجازية
اللغة العربية مليئة بالمجاز، وحين الاختيار ينبغى تقديم الحقيقة قبل المجاز، لأن الكلمات المجازية تحتاج إلى عمق فى الفهم الأمر الذى لم يبلغه بعد دارس اللغة العربية ومن ثم ينبغى الأولية فى المفردات للحقيقة ثم الانتقال إلى المجاز.
7.         فصاحة الكلمة
ونقصد بذلك الحرص على تقديم المفردات التى تتوافر فيها شروط الفصاحة والتى منها:
-                                                                    الخلوص من تنافر الحروف ، لأن تنافر الحروف يمثل مشكلة فى النطق.
-                                                                    الخلوص من الغرابة والوحشة.
-                                                                    الخلوص من الابتذال للكلمة كأن تكون كلمة سوقية أو غير ذلك.
8.         مبدأ سهولة نطق الكلمة وكتابتها
من البديهى أن مفردات اللغة ليست على درجة واحدة من السهولة أو الصعوبة فى النطق أو الكتابة، ومن ثم فإنه قد يلاحظ أن بعض الكلمات قد تكون شائعة ولكن يكون نطقها صعبا، ويشكل عقبة أمام الدارس ومن ثم فإنه ينبغى تجنبها رغم شيوعها خاصة في المستويات المبتدئة لدارسى العربية من غير أبنائها، ولذا فينبغى أن نقرر حقيقة هي : أنه ليس كافيا فى اختيار المفردات شيوعا بل إلى جانب الشيوع ينبغى مراعاة اختيار المفردات التى لا يشكل نطقها أو كتابتها عقبة أمام الدارسين.
9.         مبدأ التدرج والتنوع والتكرار
ويقصد بالتدرج : تقديم المفردات اللغوية الأكثر شيوعا واستخداما وأيضا الأكثر سهولة : نطقا وكتابة، ثم الأقل شيوعا وسهولة فى النطق والكتابة،كذلك التدرج من المحسوس إلى المجرد ومن الأصل إلى المشتق.
كما يقصد بالتنوع : تقديم المفردات اللغوية المتنوعة من حيث اسميتها وفعليتها وحرفيتها بمعدل من التوازن والتعادل بينهم. فاللغة ليست أسماء فقط أو أفعالا فقط أو حروفا. ولذا فإن الاقتصار على جانب واحد منها يعد قصورا فى كتب تعليم العربية لغير الناطقين بها لأنه يعلم جانبا منها ويفقد جانبا آخر.

10.   مبدأ دلالة الكلمة
ومعنى دلالة اللفظ تحديد مدلوله اللغوى، وارتباط حروف الكلمة بما تدل عليه من معان، أو هو ربط الصورة الذهنية للكلمة بالصورة الحسية لها.
ولاشك أنه كلما كانت هذه الصورة متقاربة فإن معنى الكلمة يكون واضحا، فمثلا كلمة ( طحن ) تدل على حركة  وضغط لتحويل الحبوب إلى مسحوق ناعم بالرحى. وكلمة ( ضارب ) تدل على شخص قام بفعل ( حدث ) الضرب.
11.   المبدأ الثقافى
ونقصد بهذا المبدأ اختيار المفردات ذات الإيحاء الثقافى فكلمة : ( جهاد – زكاة – صوم – الإسلام – الشعائر ) مرتبط بالثقافة الإسلامية.[1]



وينبغي عند اختيار المفردات مراعاة ما يلي:
1.         الاقتصاد في عدد المفردات التي تقدو في الكتب الثلاثة بحيث تتراوح في كتاب الصف الأول بين 200–250 كلمة ، وبين 300–400 كلمة في كتاب الصف الثاني و500–600 في كتاب الصف الثالث.
2.         التدرج في عدد المفردات الجديدة في الدرس. بحيث يتراوح عددها في الدروس الأولى من كتاب الصف الأول بين 7-10 كلمات حتى تصل إلى عشرين كلمة جديدة تقريبا في كتاب الصف الثالث.
3.         تكرار المفردات تكرارا كافيا في مواضع وصور مختلفة، وأن يكون تكرارها مضطردا حتى يثبت.
4.         توظيف المفردات الجديدة في التدريبات في جمل ومواقف مختلفة، مع عدم إغفال التدريب على المفردات التي وردت في دروس سابقة، حتى لاينساها الطفل، أو تضعف قدرته على استخدامها بشكل جيد.
5.         الانتفاع بالكلمات السابقة في الموضوعات والتراكيب الجديدة، حتى لا تجتمع على الطفل صعوبتان: جدة الموضوع والتركيب، وجدة الكلمات.
6.         اشتمال دروس الكتاب الأول خاصة على كلمات محسوسة مصحوبة بصور الأشياء التي تعبر عنها، أو أن تكون في محيط الطفل. ثم التدرج في استخدام الكلمات المجردة.
7.         ارتفاع معدل الكلمات الثلاثية المحسوسة على غيرها  في الدروس الأولى من كتاب الصف الأول، على أن تزداد الكلمات مع تزايد الدروس عددا في الحروف وتعقيدا في البناء.
8.         الاهتمام بالكلمات المساعدة، وهي التي تستخدم لبناء الجمل والوصل بين المفردات مثل: حروف الجر، وأدوات العطف وغير ذلك من أدوات الربط لما لهذه الكلمات من أهمية في بناء الجمل ومن ارتفاع معدل الشيوع.
9.         مراعاة القاموس اللغوى للطفل سواء من حيث أنواع المفردات أو من حيث دلالات الاستخدام، حتى نجمع إلى تعرف الطفل على معاني الكلمات اهتمامه بها لدورانها حول خبراته.
10.   مراعاة مدى قدرة المفردات على إشباع إحدى حاجات الاتصال اللغوى عند الطفل ويفضل اختيار مثل هذه المفردات على غيرها مما قد لا يحتاجه أو يحتاجه قليلا.
11.   تفضيل الكلمة التي تغطى عدة مجالات في وقت واحد على تلك التي لاتخدم إلا مجالا واحدا أو مجالات محدودة.
12.   تفضيل الكلمة شائعة الاستخدام على غيرها. وذلك في ضوء معدلات تكرارها في قوائم المفردات الشائعة، مثل قائمة مكة للمفردات الشائعة التي صدرت في جامعة أم القرى بمكة المكرمة وقائمة الرصيد اللغوى للطفل العربي التي صدرت في تونس.
13.   التركيز على الكلمات الفصيحة المشتركة بين العامية والفصحى، والتدرج في الاستعانة بالكلمات الفصيحة غير المستخدمة في محيط الطفل.
14.   مراعاة صحة الكلمة لغويا، والدقة في استخدامها والتأكد من قدرتها على التعبير عن المعنى المراد توصيله للطفل.
15.   تطعيم النصوص بمفردات ترتبط بالنص وتخدم خصائص لغوية معينة. على أن ترد هذه المفردات بشكل طبيعى غير مفتعل ما أمكن.
16.   تجنب المشترك اللفظي والمترادفات خاصة في كتاب الصف الأول وذلك في الحالات التي تتطلب الدقة وعدم الالتباس.[1]



[1] رشدي أحمد طعيمة، مناهج تدريس اللغة العربية بالتعليم الأساسي (القاهرة: دار الفكر العربى، 1998) ص. 123 - 124
21 محمود كامل الناقة، المرجع السابق. ص. 46


[1] عبد الحميد عبد الله وناصر عبد الله الغالى، المرجع السابق. ص. 80 - 88

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق