الأربعاء، 26 فبراير 2014

فن العمارة الاسلامي الاسلامية التخطيط بناء قبة الصخرة


تخطيط لقبة الصخرة
يمتاز هذا المسجد بجمال وفخامة زخارفه. ولقد جدد هذا المسجد عام164هـ. ويتكون هذا المسجد من بناء من الحجر مثمن الأضلاع، ويقع بكل ضلع من أضلاعه الخارجية عقود مدببة تعلوها نوافذ، ويتوسط الأضلاع المقابلة للجهات الأربع الأصلية من المثمن أربعة أبواب. ويكسو الجزء الأسفل من الجدران الخارجية ألواح من الرخام، أما الجزء الأعلى فكان مغطى بطبقة من الفسيفساء أزيلت في العصر العثماني واستبدل بها لوحات من القيشاني. ويتوسط المبنى الصخر المقدسة التي ذكر أن النبي محمد ارتفع من فوقها إلى السماء ليلة الإسراء والمعراج. وتحيط بهذه الصخرة دائرة من الدعائم والأعمدة، ويبلغ عدد الدعائم أربعا، ويقع بين كل دعامتين ثلاثة أعمدة. وتحمل هذه الدعائم واجهة اسطوانية مغطاة من الداخل بالفسيفساء قوام زخارفها فروع نباتية. ويوجد بهذه الأسطوانة ست عشرة نافذة مزخرفة بالقيشاني من الخارج، وزخارف جصية بها زجاج ملون من الداخل. وترتكز على هذه الأسطوانة قبة خشبية مزدوجة الكسوة، من الخارج مغطاة بطبقة من ألواح الرصاص ،(نعمت إسماعيل:21)، وفي داخل القبة كتابة كوفية كتبت بماء الذهب على أرضية زرقاء(أبو صالح الألفي:147هـ) ، ويفصل جدار المثمن الخارجي عن الجزء الدائري مثمن أوسط يتكون من دعائم يكسوها الرخام وستة عشر عمودا رخاميا ذات تيجان مختلفة الطراز. ويعلو هذه الدعائم والأعمدة عقود زينت جدرانها بطبقة من الفسيفساء قوام زخارفها عناصر نباتية. ولقد نتج عن تشييد هذا المثمن الداخلي وجود رواقين داخلي وخارجي. ويغطي هذين الرواقين سقف من الخشب مزدوج الكسوة. فمن الخارج ألواح من الرصاص ومن الداخل ألواح خشبية منقوشة. ويوجد بقبة الصخرة محراب أملس غير مجوف ينسب إلى عبدالملك، ومحراب آخر يعرف باسم قبلة الأنبياء.
تصميم هذا المسجد يعتمد على رسم دائرة داخل مثمن، أنه ابتكار جديد ظهر في تصميم المساجد الإسلامية.وربما كان وراء اختيار هذا التصميم، رغبة عبدالملك في تشييد هذا مبنى يحيط بالصخرة المقدسة ليصلح رمزا للمسلمين، يحجون إليه ويطوفون حول الصخرة يتبركون بها بدلا من الذهاب إلى مكة ووقوعهم تحت تأثير ابن الزبير والي مكة الذي خرج عن طاعة الأمويين لمدة تسع سنوات.
ويظهر من دراسة هذا التصميم تأثر العمارة في فجر الإسلام بالأساليب الفنية التي كانت سائدة في بلاد الشام قبل دخول العرب بها. فتصميم المسجد مقتبس من تصميم بعض الكنائس التي كانت موجودة ببلاد الشام وإن اختلفت عنها في التفصيل.(نعمت إسماعيل:22)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق