الأربعاء، 19 فبراير 2014

تعريف خصائص المدينة



المدينة(التعريف والمفهوم والخصائص)
دراسة التجمعات الحضرية في سورية
The City (Notification, conception and properties)
Study of Urbanization Grouping in Syria


جامعة دمشق
كلية الهندسة المعمارية
قسم التخطيط العمراني والبيئة

إعداد:
م.هبة فاروق القباني


إشراف:
د.م.يسار عابدين

Department of Urban Planning and Environment
Faculty of Architecture
Damascus University



Prepared by:
Arch:Hiba.F.Kabbani


Supervised by:
Professor:Yassar Abdeen


9أبريل 2007
9April 2007







المدينة(التعريف والمفهوم والخصائص)
دراسة التجمعات الحضرية في سورية

*هدف البحث:
          تتعامل الدراسة الحالية مع عدد من المفاهيم والمصطلحات التي أختلف الباحثون فيما بينهم بتفصيل معانيها. وفيما يلي عرض لبعض المفاهيم والتعاريف والنظريات، على سبيل إيضاح فقرات البحث، لا لتبني مصطلح أو تعريف أو نظرية ،واتبعت القاعدة المرجعية في الإسناد وفي المفاهيم إلى واضعيها من مراجعها، لكونها تعبر عن خلاصة أفكارهم وأبحاثهم التي لا تخرج عن كونها ترجمة فكرية معينة لتجربة التحضر التاريخية،حيث صاغ أولئك الباحثون مفهوم التحضر في بلادهم عند مرحلة معينة من مراحل تطورها التاريخي، واقتصرت الدراسة في الاستعانة بهذه المفاهيم لتحقيق غرض البحث .

*منهجية البحث:
        يتم في هذا الجزء من الدراسة استعراض مفهوم المدينة، وطبيعة إيكولوجيتها، وأهم التعريفات الإحصائية في الدول العربية، ومعرفة سمات المدن ومراحل نموها والعوامل المؤثرة على تحديد نموها ، ومدى تأثير النشاط الإقتصادي والاجتماعي على تعريف المدينة ،والجزء الآخر أختص بالتجمع السكاني الحضري وتوزيع السكان بين الحضر والريف، ونمو المدن والتركز الحضري عالميا وعربيا من خلال استعراض النظريات والأبحاث التي اهتمت بهذا التركز، والتحدث عن تجمعات ما قبل وبعد الزراعة وتجمعات ما قبل وبعد الصناعة والعوامل التي سببت في نزوح الريف ونتائج الهجرات .

*الــمقــدمــة:
       للمدينة ذاكرة مجسمة تغوص في المستقبل مثلما تغوص في الماضي رغم أنها دائما تعبر عن الواقع الحاضر،"أركيولوجية المدينة"تتمثل في هذه الطبقات الزمنية التي تتحول إلى واقع مادي يجعل من المدينة عبارة عن حلقات متداخلة ومتراكمة يصعب تفكيكها لكنها تبث داخلنا "الحس الزمني"بكثافة، حتى أننا لا نجد سجلا بصريا بالغ الدقة يضاهيها فهو سجل متحرك يقبل الجديد دائما ، فكل حلقة جديدة تزيد من التداخل الزمني في المدينة وتثري فيها التفاصيل الدقيقة إلى درجة أنها تمثل "السجل الاجتماعي"الذي يقدم العلاقات البينية الغير مرئية وبصورة بصرية ساكنة ظاهرا ومتحركة ومتغيرة في الداخل.
     إن المدينة تعيش "هويات متعددة"نابعة من هوية كلية هي الذاكرة الثلاثية الأبعاد "زمنيا"، إلا أننا نشعر بذلك الخط الذي ينقلنا داخل جدار الزمن ، ليذكرنا كيف تشكلت المدينة نتيجة تراكم الأحداث ويقول لنا أن المدينة"حالة إنسانية طبيعية" طالما أن الإنسان دائم الحركة والتغيير وفي حالة بحث دائم عن "عمارة جديدة للأرض" الأمر الذي يفرض عليه البحث عن تقنيات جديدة باستمرار.
    الإشكالية هي عندما يحدث خلل في التركيبة الزمكانية للمدينة وتصبح الحالة المشوهة هي السائدة ، فنحن لا نستطيع أن ننكر أن المدينة العربية المعاصرة ترزح تحت ضغوط حضرية تجعلها في حالة فقد دائم للكثير من المكتسبات الحضارية ، الأمر الذي يدفعها إلى المزيد من التشوه وفقد القيمة الجمالية والتاريخية التي يفترض أن تعبر عنها هذه المدن، حتى أنها صارت تفقد مخزونها التاريخي نتيجة لتقليدها للغرب وفي نفس الوقت لم تستطع اللحاق به، وكثير من أجزاء المدينة القديمة تتوارى يوما بعد يوم تحت ضغوط "التمدن"، دون الشعور بمسئولية أن المدينة هي فضاء للحياة ولا يمكن التفكير في قلب المدينة كمتحف يجب المحافظة عليه بل يجب المحافظة على مساره الزمني ومن طبائع المدن أنها تحتفظ بكل حلقاتها الزمنية .
       وقد حدث انفصال عميق بين العمارة وبين من يصممها ومن يستخدمها وهو الأمر الذي جعل من المدينة العربية على وجه الخصوص تقع تحت ضغوط التحضر الذي فرضه النمو السكاني والذي أصبح ظاهرة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية ، وبذلك فقد المحيط العمراني مقدرته على توصيل حس المشاهدة وسقط في دائرة الفوضى التي جعلت العمارة مجرد وظيفة نتيجة لهذه الفوضى الحضرية.
       ولقد نشأت المدن نتيجة الرغبة في التعايش كمجموعات بالنسبة للأفراد ،ولتحقيق الاستقرار الذي كان يحاول الإنسان القديم جاهدا الحصول عليه، فمن الريف والصحراء والغابات ، بدأ ينتقل تدريجيا للوصول إلى مفهوم جديد للتعايش، يضمن استقراره، ويحقق له في نفس الوقت الحماية من كل المؤثرات الخارجية ، فكان تخطيط المدن القديمة ينطلق من نوعين :التخطيط الدائري والتخطيط ذو المحاور المتعامدة أنظر الشكل-1-.ولقد وجهت الدراسة دائما الباحثين للسؤال:متى وأين وتحت أي ظروف ظهرت هذه المدينة وماذا أسهمت به في تاريخ المنطقة أو العصر؟وهل هناك نمو تطوري أو دوري في التاريخ الإنساني مرتبط بظهور المدن أو نموها ؟ إن قيام المدن ونموها مسألة يصعب أن نتتبعها بدرجة ملحوظة لأسباب عديدة، ومما لاشك فيه أن المدن انبثقت تعبيرا عن ظروف روحية ومادية واجتماعية وسياسية ، وانعكست هذه الصور على تغير المدن ونمو العمارة ، وأكد بارنز:"أن العمارة هي سجل لعقائد المجتمع"، ويقصد بنشأة المدن:"هي مرحلة المدينة في فجر قيامها"، وتتميز بانضمام بعض القرى لبعضها البعض، واستقرار الحياة الاجتماعية إلى حد ما ،وقد قامت المدينة في هذه المرحلة بعد اكتشاف الزراعة وقيام الصناعات اليدوية.       شكل -1- نشأة المدن




*المدينة(المفهوم والتعريف والخصائص):

*مفهوم المدينة: إن المدينة خلاصة تاريخ الحياة الحضرية ، فهي الكائن الحي كما عرفها لوكوربزيه ، فهي الناس والمواصلات وهي التجارة والاقتصاد، والفن والعمارة،والصلات والعواطف، والحكومة والسياسة،والثقافة والذوق، وهي أصدق تعبير لانعكاس ثقافة الشعوب وتطور الأمم ، وهي صورة لكفاح الإنسان وانتصاراته وهزائمه ، وهي صورة للقوة والفقر والحرمان والضعف .

*تعريف المدينة: بالرغم من كثرة العلماء المهتمين بتعريف المدينة إلا أنهم لم يعطوا تعريفا واضحا لها ،ذلك أن ما ينطبق على مدينة لا ينطبق على أخرى ، لأنها عرفت باختصاصات متعددة حسب وجهة نظر كل عالم ، فمنهم من فسر المدن في ضوء ثنائيات تتقابل بين المجتمع الريفي والحضري، ومنهم من فسرها في ضوء العوامل الايكولوجية، ومنهم من تناولها في ضوء القيم الثقافية:
  *إحصائياً:  تشير الإحصائيات إلى أن كثافة أكثر من 10000شخص في الميل المربع الواحد تشير إلى وجود مدينة بحسب رأي مارك جيفرسون، ومن مصلحة الإحصاء في جامعة الإسكندرية تعرف المدينة بأنها تعتبر من الحضر والمحافظات والعواصم المراكز، ويعتبر ريفا كل ما عدا ذلك من البلدان.
  *قــانونـياً: هي المكان الذي يصدر فيه اسم المدينة عن طريق إعلان أو وثيقة رسمية.
  *حجمــياً: فقد عرفت المدينة في ضوء عدد السكان ولقد أجمعت بعض الهيئات الدولية على أن المكان الذي يعيش فيه أكثر من 20000 نسمة فأكثر يعتبر مدينة ، أما في أميركا فقد أعتبرت أكثر من 2500 نسمة يشكلون مدينة، أما في فرنسا فأكثر من 2000 نسمة يحددون مدينة، وكذلك في القطر السوري فإنهم يعتبرون 2000 نسمة تشكل مدينة .
 *إجتماعياً: المدينة ظاهرة إجتماعية، وهي ليست مجرد تجمعات من الناس برأي روبرت بارك مع ما يجعل حياتهم أمرا ممكنا، بل هي اتجاه عقلي ن ومجموعة من العادات والتقاليد إلى جانب تلك الاتجاهات والعواطف المتأصلة في هذه العادات والتي تنتقل عن طريق هذه التقاليد، وهي في النهاية مكان إقامة طبيعي للإنسان المتمدن ،ولهذا السبب تعتبر منطقة ثقافية ، تتميز بنمطها الثقافي المتميز.
  *وظيـفيـاً:  لا يوجد للمدينة وظيفة واحدة بل لها عدة وظائف:
                 - فهي وحدة عمرانية ذات تكامل وظيفي، فهي لا تشمل قطاع الزراعة فحسب (كما في الريف) بل تتعداه للصناعة والتبادل التجاري والصناعات الثقيلة، وتجارة القطاعين الخاص والعام، والحرف وكل ماله علاقة بوصول تطورها إلى العالمية، وتسمى هذه الصناعات بالصناعات الحضرية.
                - ويصف ديكنسون المدينة بأنها محلة عمرانية متكدسة، يعمل أغلب سكانها، بحرف غير زراعية كتجارة القطاعي والصناعة والتجارة .
                - أما د.عاطف غيث فيعرف المدينة على أنها المكان الذي يعمل أغلب سكانه في مهن غير زراعية ، وما يجعل المدينة شيئا محددا ،هو ذلك التكامل الوظيفي لعناصرها المختلفة على هيئة وحدة كلية.
  *تاريــخـياً: وعرف ممفورد المدينة بأنها حقيقة تراكمية في المكان والزمان ،ويمكن استقراء تاريخها من مجموعة التراكمات التاريخية، والأخذ بالمبدأ التاريخي الذي يقول أن المدينة تاريخ قديم ، وأن التعرف عليها يتم من خلال الشواهد العمرانية القديمة، وبالتالي فإن الحكم عليها من هذا المنطلق غير مقبول .
  *موقــعيـاً: تنشأ المدن في مواقع مختارة تتمتع بأفضليتها عن سواها من المدن ،ويرى الجغرافيون أن المدينة حقيقة مادية مرئية من اللاندسكيب ، يمكن تحديدها والتعرف عليها بمظهر مبانيها وكتلتها وطبيعة شوارعها ومؤسساتها وكذلك تفردها بخط سماء مميز Urban Profile.
 وهناك نقاط علام جغرافية وعمرانية تحدد مفهوم المدينة موقعيا ، فالنقاط الجغرافية:
    - نقاط جغرافية بيئية(خطوط الساحل، بحر، سلسلة جبال، أنهار وتلاقي فروع).
    - عقد تلاقي طرق النقل(مواصلات، سكك حديد، سيارات).
    - نقاط إستراتيجية تجمع بين مزايا البر والبحر(أنفاق ومواقع نقل جوي وبحري وضائق).
أما نقاط العلام المميزة عمرانيا ومعمارياً ،مثل تعريف توماس وكوين :
    - وجود المباني المرتفعة والمتقاربة والمنازل ومكاتب الإيجار.       – عادات وتقاليد أهل الريف.
    - كثرة وكثافة السكان العالية.                                             – المهن والحرف المتعددة.
    - الهيئات الاجتماعية الغير موجودة في الريف.                          – تميز المدينة بالحركة.
    – تعقد الحياة والروابط بين سكان المدينة والمدن الأخرى.            – تعدد الأقليات في المدينة.
-         المدينة مركز إشعاع ثقافي وفني وعلمي.
 وأخيراً هناك تعريفات متعددة للمدينة أذكر بعضها:
   - امتداد القرية على افتراض أن هناك تدرج مستمر بين ما هو ريفي وبين ما هو حضري.
   - مجتمع محلي يتميز بمجموعة مركبة من السمات التي يمكن إدراكها.
   - عرف وورث المدينة بأنها المركز الذي تمتجانسة،تأثيرات الحياة الحضرية إلى أقصى جهات الأرض، ومنها أيضا ينفذ القانون الذي يطبق على جميع الناس.
   - المدينة هي تجمعات سكانية كبيرة وغير متجانسة ، تعيش على قطعة أرض محدودة نسبيا، وتنتشر منها تأثيرات الحياة الحضرية المدنية ، ويعمل أهلها في الصناعة والتجارة والوظائف السياسية والاجتماعية.
   - وهي وحدة جغرافية مساحية يعيش فيها عدد كبير من السكان، تتباين مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية، ويترافق مصطلح المدينة مع مفهوم الحضر والتحضر، حيث أنهم أوجدوا المفهوم بابتعادهم عن الريف، والأعمال الزراعية، وأصبحت المجالات الصناعية رفيق التطور والمدنية.



*سمات المدن:
     تمثل كل مدينة ظاهرة فريدة لاتتكرر، وبالتالي فمن الصعوبة تحديد سمات للمدن، إذ تفسر كل مدينة في ضوء ظروفها التاريخية وعوامل نموها، وقد حدد لويس خصائص التحضر في مقالته الشهيرة :"التحضر كأسلوب للحياة Urbanism as a way of life"- الحجم ،الكثافة و اللاتجانس، فترتبط هذه العناصر فيما بينها ارتباطا وثيقا مما يؤدي لوجود تجمع من الناس يتسم بكبر الحجم وشدة الكثافة واللاتجانس،وربما كانت خاصية التمايز واللاتجانس الاجتماعيين أبرز ما يميز الطابع الحضري نظرا لما تتصف به المدينة من اختلافات شديدة من حيث المهن والمراكز الإجتماعية والإقتصادية، يجعلنا نقول أن المدينة هي مكان يعمل سكانه في أغلب المهن ما عادا الزراعة وهي بيئة صناعية يتزايد تحكم الإنسان فيها وبحياته ووقته وإنتاجه.
     *ومن السمات العامة للمدن:
        1- المــهنـة:  تخصصت في :الوظائف الإجتماعية:(دفاع،دين،ثقافة،إدارة،ترفيه).
                                            الوظائف الاقتصادية:(تجارة، صناعة، إنتاج، خدمات).
      وينتج عن ذلك أن المدينة تنقسم إلى مواقع ومناطق مميزة، فهناك أقسام للسكن، وأقسام للتجارة، وأخرى للصناعة، ورابعة للنزهة والترفيه، وينقسم السكن إلى مناطق للطبقات الفقيرة، المتوسطة والغنية.
       2-المظاهر الثقافية: تمتاز المدينة بأنها كبيرة ومتنوعة وبها ميادين فسيحة وم، وبالتاليما ومعارض ومتاحف ومقاهي، وفي العمارة ترى العمارة الحديثة إلى جوار المبنى القديم ، وحي الأغنياء ملاصقا لحي الفقراء، كل هذه الأضداد مجتمعة في المدينة وهي بوتقة تختلط فيها الأجناس والثقافات ، وهي تسمح وتشجع تأكيد الفروق الفردية باستمرار، وللناس فيها طبائع متباينة بعضها ريفي والآخر مستورد من الخارج.
     3- الإنسان الحضري: مع نمو حجم المدينة يقل معرفة الفرد بالآخرين معرفة شخصية،وبالتالي تصبح العلاقات الاجتماعية سطحية ومؤقتة، ولا يتصف إنسان المدينة بالتنقل، ولا يقف موقفا جامدا إزاء التقاليد.
     4- التشريعات القانونية: تبرز هذه التشريعات للضبط الاجتماعي في المدينة لتحل محل طاعة التقاليد، وذلك بصفتها وسيلة أساسية لتنظيم علاقات سكان المدن وحياتهم الاقتصادية.
     5- إمتداد حدود المدينة للخارج: لا تقف المدينة عند حدودها المحلية، بل تمتد خارج حدودها وتؤثر وتسيطر على المناطق التي تقع خارج هذه الحدود .
 ومن خصائص المدن عند تطبيق شروط الظاهرة الإجتماعية عليها:
·        تمتاز بأنها ذات طبيعة إنسانية بثلاث طبائع(حيوية، نفسية واجتماعية).
·        المدينة تلقائية النشأة ، حيث تكون في البداية مجموعة متناثرة من المنازل التي بنيت لمجرد الإيواء، ثم تتجمع لتعطي القرية،وتتسع القرية نتيجة للتزايد السكاني وتنوع حرفهم ويزداد الدخل القومي في القرية لتتحول لمدينة صغيرةTown وعندما تتوافر فيها المصانع ووسائل المواصلات والخدمات تنمو لتصبح مدينة رئيسيةCity وهذا يعني أن المدينة كظاهرة إجتماعية ليست من صنع أفراد ،ولكنها من صنع لمجتمع ،وبوحي من العقل الجماعي .
·        المدينة ظاهرة عامة منتشرة في كل المجتمعات، وتفرض نفسها على سائر أنحاء المجتمع.
·        تمتاز المدينة بموضوعيتها وشيئيتها،أي أن معرفتنا بها تستمد من الواقع فلكل مدينة تراث اجتماعي .
·        تمتاز المدينة بالترابط، بمعنى أنها تتصل بأجزائها عن طريق المواصلات المختلفة، على إعتبار أن النظام السياسي في المدينة مثلا يرتبط بالأنظمة التعليمية والاقتصادية والدينية وحتى النظام الأسري.
·        تتزود المدينة بصفة الجبر والإلزام، فالأفراد ملزمون بالحياة فيها عندما تكون لديهم الرغبة بالإستمتاع بمظاهر الحياة الحضرية الراقية والتعليم والترفيه.
·        تمتاز المدينة بصفة الجاذبية.

*تصنيف المدن:

تعتبر المدينة بصفتها نموذج لمجتمع حضري ظاهرة قديمة، وهي تعتبر كذلك انعكاسا لتزايد التعقد الإجتماعي ، واستجابة لظروف إجتماعية وثقافية وجغرافية، وقد انعكس هذا على أساسه االوظيفي الذي يختلف بإختلاف الزمان والمكان، فوظائف مدينة 1950 تختلف عن وظائف مدينة 2000، بالرغم من احتفاظها بالمكان الذي تقوم فيه ، وعلى ضوء هذا يتبين صعوبة تصنيف المدن ، ومع ذلك ظهرت بعض التقسيمات:  أولا:تقسيم المدن من حيث الحجم:
           يعتبر هذا التصنيف أبسط هذه التصنيفات ،ويستخدم عند التفرقة بين الحضر والريف فقد أوضح مان Mannالاختلاف بينهم ،وقد قسم دنكان Dunkan وريس Reiss المدن الأميركية إلى 11 نموذجاً حسب حجمها، وقسم فيليب هاوز Hauser المدن إلى ما قبل صناعية وصناعية ومتروبوليتانية.
         ومن تلك التقسيمات التي تضع الحجم معياراً للتقسيم:
-         المدينة الصغيرة(Town):وهي البلدة أو المدينة الصغيرة التي تتميز عن الوحدات الصغرى(القرى)والوحدات الكبرى(المدن)، وهي تتمتع بموقع حضري يسيطر على المنطقة الريفية ، وكما تتمتع بأهمية ثقافية كبيرة ،وتمارس المدينة الصغيرة التجارة البسيطة الداخلية.
-         المدينة الصناعية(City):وتتميز بتقسيم العمل، وينتظم وجودها حول الإنتاج الذي تنتجه، وهي تتمتع بموقع حضري يسيطر على الإقليم برمته وريفه وحضره.
-         المدينة( Metropolitan): وهي المدينة العظمى أو المدينة الكبيرة، ولها خصائص المدينة الصناعية.
ثانيا:تقسيم المدن من حيث عدد السكان:
        هو أسهل هذا التقسيمات لارتباطه بتعقد الحياة في المدينة ،وقد طبقته معظم الدول في تقسيماتها الإدارية، ففي فرنسا كل مجموعة من السكان تعيش في مركز واحد يبلغ عددها 2000نسمة تعتبر مجموعة حضرية، وكل مركز يقل عدد سكانه عن هذا العدد يعتبر قرية في عداد الريف، وفي أمريكا يصل العدد إلى 2500نسمة ،و في بلجيكا إلى 5000 نسمة .
       ثالثاً:تقسيم المدن من حيث تطورها التاريخي:
       لهذا التقسيم أهميته العظمى في تتبع الحضارات التي أثرت في كل مدينة.
      رابعا:تقسيم المدن من حيث العوامل الاجتماعية والثقافية:
      ميز ريدفلد Redfieldو سنجرSingor في هذا التقسيم بين المدن التي تسودها العقائد الدينية المختلفة،والتي كان بعضها يساند ويقوى استقرار النظام الاجتماعي والثقافي والبعض الآخر كان يستجيب للتغير الاجتماعي.وميز فيبرFeber بين مدن النبلاء ومدن الفقراء،وبين مدن الإقطاعيين والبدائيين، ومدن نشأت في ظل الاستعمار الأوروبي ومدن قبل دخول الاستعمار كما في جنوب أفريقيا.
     خامساً:تصنيف المدن حسب المتغيرات الاقتصادية:
    قسم بريسBreeseالمدن إلى مدن صناعية وإدارية وتجارية،وأكد لامباردLampard أن الصناعة السائدة كانت أساس تصنيف المدن ،وأن نمو المدن يرتبط بمعدل النمو الاقتصادي.وصنف هاريس Harris وأولمانUllman المدن حسب موقعها المركزي إلى مدن النقل ومدن ذات وظائف متخصصة، وصنف ماركس في ضوء علاقات الإنتاج المدن إلى مدن العبيد ومدن الإقطاعية ومدن الرأسمالية والاشتراكية. وأشار هوزليتز إلى وظيفة المدينة في ضوء نموها الاقتصادي ،وصنف المدن إلى مدن منتجة Generative وهي التي يعود تأثيرها بالفائدة على النمو الاقتصادي،ومدن طفيليةParasiticوهي المدن الاستهلاكية.
  
سادسا:تقسيم المدن من حيث درجة تقدمها:
حاول تورنديك تقسيم المدن من حيث نوع وكمية الخدمات التي تقدمها للسكان، فقسم الخدمات إلى 37 نقطة تقع في ستة أقسام عامة:الصحة والتعليم والترويج والاقتصاد ونثريات.واكتشف من هذه الدراسة أن هناك ارتباط عام بين التقدم والتأخر في المدن، فالمدن التي بها نسبة تعليم مرتفعة يكون سكانها أحسن حالاً من الناحية الاقتصادية والصحية والترفيهية.



سابعاً:تقسيم المدن من حيث الأعمال التي تؤديها:
وضع جينيست هلبرت تقسيما سداسياً معتمدا على هذا المعيار:
أ- مدينة صناعية.      ب- مدينة تجارية.    ج-مدينة سياسية.   د-مدينة ثقافية.    هـ-مدينة صحية ترفيهية.
و- مدينة متعددة الأغراض.       أما بيرجيل فقد صنف المدن في 7 تقسيمات:
1-المراكز الاقتصادية:
                        أ- مراكز الإنتاج الأولي(الاستخراجي):(مدن الصيد ومدن التعدين ومدن البترول).
                       ب-مراكز الصناعة:(مراكز الصناعة الكبيرة، الصناعة المتوسطة والصناعة الصغيرة).
                       ج-مراكز التجارة:(مراكز التجارة العالمية،التجارة القومية ومراكز التجارة المحلية).
                        د-مراكز النـــقل:(الموانئ، مراكز النقل الداخلي).
                       هـ-مراكز الخدمات الاقتصادية:(خدمات مالية، التــأمين، خدمات متنوعة).
2-المراكز السياسية:
                       أ-مراكز السياسية المدنية:(مراكز عالمية، سياسة قومية، سياسة إقليمية وإدارة إقليمية).
                      ب-المراكز الحربية:(مدن القلاع، قواعد حربية ومراكز تدريب).
3-المراكز الثقافية:
                      أ-المراكز الدينية:(مراكز الحكم الديني، مدن الحج، مدن تذكارية).
                      ب-مراكز ثقافية دينية:(مناطق التعليم العالي والبحث،مراكز إقتصادية للإنتاج الثقافي كالسينما والمسرح والراديو والتلفزيون،مدن المتاحف ،مدن الأضرحة لكبار الأدباء والفنانين).
4-مراكز ترويجية:
                      (المدن الصحية ، مدن الإجازات"المشاتي والمصايف").
5-مدن سكنية:
                      (الضواحي السكنية، مدن المحالين إلى المعاش).
6-مدن رمزية:
                     تضم هذه الفئة مجموعة من المدن مثل:روما، بيت لحم، الناصرة وموسكو.
7-مدن متعددة الوظائف:
                  وهي تشمل ما تبقى من المدن التي تتعدد وظائفها دون أن يكون لها تخصص واضح تشتهربه.

*العوامل المحددة لنمو التجمعات السكانية في المدن:
1-عوامل جغرافية:وتشمل الظروف الخارجة كالموقع وطبيعة الأرض والخامات المعدنية الموجودة في
الأرض والمناخ، وهي تلعب دورا هما في وجود المدن. فالموقع الممتاز من الناحية العسكرية يعمل على
إختيار مدينة حربية،والموقع ذات التربة الخصبة وغيرها من المواقع التي بها المعادن ذات قيمة صناعية
وتجارية ينشأ عادة بجوارها مدن يعيش سكانها على الزراعة والتعدين والصناعة. والمدن التي تقع على
مفترق طرق هامة تلتقي فيه القوافل التجارية، ينشأ عنها كذلك مدن مزدهرة تعتمد على التجارة،وكان النهر
 وفروعه أحد الدعائم الأساسية في نمو المدن، فقد ظهرت المدن الأولى في دجلة والفرات والهند، حيث
تتوفر الظروف المناسبة لإقامة التجمعات السكانية مثل توفر مياه الشرب وأماكن للزراعة، والملاحة والنقل
وبالتالي خط رئيسي للمواصلات.وإذا ما عكسنا العوامل الجغرافية وتأثيرها بنمو المدن على سورية نجدأن:
       أ-التضاريس:نجد أنه لا يوجد لها تأثير في التوزيع السكاني فالتضاريس السورية تتألف من سلسلتين
جبليتين متوازيتين للساحل في الغرب أما في الشرق،فتمتد الهضاب والسهول الواسعة بعيدا منحدرة نحو
العراق، وأحيانا لوعورة الجبال تقل عليه عدد المدن وتتضاءل حجماً،والمدن الموجودة في هذه الجبال هي
أصلا قلاع،وبعض المناطق التي تشكلت قيها بحيرات مثل بحيرة قطينة،نلاحظ تجمع المدن حولها قليل العدد
 ضئيل الحجم، شديدة التباعد، ويرجع ضعف العمران فيها إلى عدم خصوبة التربة، والمياه السطحية حيث
تكثر المستنقعات وبالتالي الأمراض.
    ب- المناخ:عندإسقاط خطوط المطر على مناطق التجمعات السكانية نلاحظ أن المطر يحدد بشكل فعال
 أماكن التجمع السكاني حيث تزداد كثافة وحجم التجمع في المناطق الغنية بالأمطار وتتناقص طرديا.
    ج-الأنهار الكبرى ومصادر المياه: بالرغم من قلة الأمطار في بعض التجمعات إلا أن بعضها يعتمد على
مصادر المياه كالأنهار والينابيع، فمنطقة حوض نهر الفرات فقيرة بمياه الأمطار حيث يبلغ معدلها تقريباً
150مم ،ومع ذلك تتركز التجمعات الحضرية فيه .
    د-نوع التربة:التربة الملحية والمعيقة للزراعة تسبب مشكلات اقتصادية،وبالتالي فهي فقيرة بالتجمعات
السكانية، والتربة الصالحة للزراعة تكون غنية بالتجمعات السكانية.
2-عوامل سياسية، تاريخية وحربية: لعل التنظيمات الإدارية التي صاحبت تطور السيادة الأبوية إلى السيادة
 القبلية كان من العوامل الأساسية لظهور المدن،ويؤكد هذا المعنى وليم فورم:إذيرى أن بناءات القوة السياسية
لعبت دورا متميزا في تشكيل المدن وتحديد بناءها، إذ تختار الحكومات مراكزها عادة في المدن.فقد كانت
 المدينة بمثابة مراكز سياسية يناط إليها أداء الوظائف الإدارية والعسكرية،وهيمنت على غيرها من المدن
الصغرى وبعض المراكز الدينية والتعليمية،واستحوذت بدورها المسيطر على الفائض الإقتصادي للبلاد،
وإذا ما عكسنا تأثيرها على القطر نجد أنه: من خلال إستقرائنا لتاريخ سورية السياسي،نجد محاولات الغزو
الأجنبي،وكانت وسائل القتال تتجدد في الأسلحة التقليدية، فكان التحصن ضد العدو بالإرتفاع إلى الجبال
العالية والبناء على المناطق المرتفعة.












-2-

-3-






    -4-
                   
يوضح الشكل-2- القنوات المائية المارة في القطر.
يوضح الشكل-3-التضاريس للجمهورية العربية السورية.
يوضح الشكل-4-الكثافة السكانية في المحافظات السورية وتأثيرها على نمو المدن.
صورة-1- يوضح نسيج مدينة دمشق القديمة والجديدة ونلاحظ شكل النسيج المتراص والمتطور والمميز في صغر الوحدة.

They have a tight development pattern
The grain size is small
The street pattern is” inefficient”


3-العوامل الثقافية: وتشمل الظروف السائدة للفنون،والنمو التكنولوجي الذي يؤثر في توزيع السكان والخدمات،وهي تلعب دورا كبيرا في ظهور المدن،فقد عملت ثقافة الإنسان على خلق المدن، وتغيير الشكل الفيزيقي للمدينة بفعل العامل الثقافي، ونمت المدن بفعل التراكمات الثقافية. ويمكن التعرف على خصائص ثقافة أو حضارة معينة بما تتركه من آثار ، ولكن هذا لا يفي بالغرض، فالمدينة ليست مجرد قصر أو معبد، إنها الناس الذين يسكنوها، ومساكنهم ومحلاتهم،وشوارعهم وحدائقهم، كما لاتقاس الحضارة بما تقدمه من اختراعات فقط ،ولكن بمدى انتفاع الناس بهذه الخدمات.
4-العوامل الاقتصادية والاجتماعية: تشير كلمة العوامل الاقتصادية إلى مجموعة من الظواهر التي تتعلق بالحياة المادية للمجتمع ،ووسائل تنمية موارد ثرواته ،وإنتاج هذه الثروات وتوزيعها واستهلاكها،وهي تضم الموارد الطبيعية،القيم الثقافية،رأس المال والموارد المتاحة،والتنظيم والعمل الذي يتمثل في مهارات الأفراد.
       وقد قسم جولد سميث مراحل النمو الاقتصادي إلى مرحلة الاقتصاد الذي يقوم على التجوال،ويلي ذلك مرحلة الاستقرار النسبي على الأرض،وصاحب هذا الانتقال تنمية المجتمع،وتشمل المرحلة الثالثة نشاطات معقدة مثل الزراعة والرعي ،وتتميز المرحلة الرابعة بنمو الزراعة وظهور فائض زراعي يعول سكان المدن، وأدى هذا النمو الاقتصادي إلى زيادة عدد السكان وبالتالي نمو المدن . وإذا ما عكسنا تأثيرها على القطر نجد أن: نمط التوزيع السكاني للزراعيين يختلف عن العاملين في الصناعة والتجارة، فالزراعيين يتمركزون في المناطق الريفية، وضمن مجموعات سكانية صغيرة الحجم، أما العاملون في التصنيع والتجارة، فيتمركزون في التجمعات السكانية الكبيرة والمتحضرة نسبياً.ومثال مدينة الثورة على تأثر المشاريع الاقتصادية في سورية على نمط التوزيع السكاني ،ومثال المشاريع الصناعية "مدينة بانياس"بعد تحول خط البترول العراقي إليها،وترتبط العوامل الاقتصادية بالعوامل الاجتماعية فالتجمعات السكانية المرتبطة بالتصنيع نجدها متحضرة بشكل يفوق التجمعات الزراعية لأن المدن الصناعية تتطلب وجود خدمات ملحقة بها كالنقل والترفيه والثقافة والخدمات العامة.
5-العوامل الديموغرافية: تنمو المدن نتيجة زيادة عدد السكان، ويعرف التغيير في حجم السكان سواء بالزيادة أو النقصان بالحركة السكانية،وتتم الزيادة السكانية من خلال ثلاث عوامل:
   *المـــــوالــيد.        *الـــوفــيــات.       *الــهجـرة بنوعيها:    - داخــليــة.      – خــارجــية.
وتتجدد المجتمعات نتيجة هذه العوامل،فان ارتفاع معدل المواليد يساهم في الزيادة السكانية بينما معدل الوفيات يساهم في انخفاضها، وإذا ما طرحنا معدل الوفيات من معدل المواليد فانه يمكن معرفة الزيادة السكانية،ويمكن من خلال هذا الفرق معرفة معدل النمو الطبيعي لمجتمع ما ، وقد تضاعف عدد سكان أوروبا نتيجة عدد من المتغيرات منها :تحسن الصحة والثورة الصناعية.
  *المواليد والوفــيات: يعتبر هذان العاملان من العوامل المؤثرة في الحركة السكانية ،في تأثيرها على نمو المجتمع ونموه وتحديد نوعه،وتلعب الوفيات دورا في التأثير في حجم السكان وتركيبهم النوعي،وتتأثر كلا من المواليد والوفيات بعوامل مختلفة منها التحولات التي تتم في البنية الاجتماعية والاقتصادية.

السنة
العالم
أفريقيا
أمريكا
أوروبا وآسيا
1850
1.131
97
26
247
1950
2.495
200
167
576
جدول رقم(1)- بيان عدد سكان العالم بالمليون بين عامين 1950-1960، المصدر:الأمم المتحدة 1963م.

  *الهجـــرة: فهي ظاهرة اجتماعية، ترتبط ارتباطا وثيقا بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تتم في البلاد المهاجر منها واليها.فهي شكل من أشكال الحركة السكانية وهي تعني الارتجال من موطن لآخر مدة قد تقصر أو تطول،مدفوعين للبحث عن فرص عمل،وأنماط حياة جديدة ،وتؤثر الهجرة بدورها في اتجاه التغير الاقتصادي والاجتماعي بما تحدثه من آثار في الهرم السكاني وحجم السكان وتركيبهم في المكان المهاجر منه والمكان المهاجر إليه،وتنطوي الهجرة على نوعين:   
  - هجرة مؤقتة: وهو أقرب ما يكون إلى الحركة السكانية منه إلى الاستقرار السكاني.
  - هجرة دائمة: حيث يخرج المهاجر من مكان لآخر، دون نية الرجوع إلى بلده الأصلي.
وتنقسم الهجرة الدائمة إلى قسمين:     *هــجــرة خارجــية:  يتم انتقال الأفراد من دولة لأخرى عبر الحدود، وتكون إما: 1- مهاجرون عاديون: والذين ساهموا في بناء المدن،ومنها هجرات خارجية جماعية والتي تتخذ شكل وحدات منظمة،أو هجرات خارجية فردية.   2- الغزاة:  وهم من الأوائل الذين شيدوا المدن.
*الـهجـرة الـداخـلـيـة: تنشأ المدن وتنمو نتيجة الهجرة الداخلية بشكل كبير وهي أنواع منها ماهو من الحضر إلى الحضر،ومنها ماهو من الريف إلى الريف،ومنها ما هو من الحضر إلى الريف ومنها ما هو من الريف إلى الحضر وهو الغالب وتعاني الدول العربية خاصة من الهجرة الداخلية على شكل تضخم وتركز حضري،والنوع الأول من الهجرة هو السائد في جمهورية مصر(حيث تبلغ نسبة المهاجرين من المدن للمدن 64%)بينما النوع الآخيرهو أهمها وأخطرها في نفس الوقت نظرا لما ينتج عنه من آثار كبيرة ومتباينة في كل من المجتمعين الريفي(الطارد)والحضري(الجاذب)رغم بلوغ نسبة المهاجرين من الريف إلى الحضر
  حوالي29.5% سنويا فقط. ولكن من هو المهاجر؟وكيف يصبح المهاجر إنسانا حضرياً؟ومن هو ساكن المدينة؟ومن هم السكان المستقرون في المناطق الحضرية؟وتختلف الأعداد من بلد لآخر كما تختلف تبعا لأحجام المدن وعلاوة على ذلك فان سكان المناطق الحضرية يعيشون في ظل ظروف معيشية متفاوتة أشد التفاوت وخاصة من حيث الكثافة.ومن أسباب الهجرة: الظروف الاقتصادية، ورفع مستوى المعيشة ويمكن تقسيمها إلى نوعين: أسباب طاردة و أسباب جاذبة أي ما يعرف بالتخلخل deconcentration والتركزconcentration، وهما يشيران إلى التغيرات التي تحدث في التوزيع المكاني السكاني، أي تغير الكثافة السكانية. ويعد التخلخل حركة انتقال طاردة بعيداً عن المركز في اتجاه أطرافه الخارجية. أما التركز فهي عملية انتقال جاذبة إلى مركز النشاط، أي إلى منطقة ذات ظروف طبيعية وإنسانية أفضل.      











شكل-5- شكل بياني يوضح تأثير العوامل الديموغرافية (السكانية)في نمو المدن .                                                                                                                                                                                         




شكل-6-زيادة عدد سكان العالم بين عامي 1800م-2000م.











*تأثير مفهوم ربط النشاط الاقتصادي والاجتماعي في تعريف المدينة:
          إن المدينة ليست مجرد وحدة جغرافية وايكولوجية فقط،بل هي في الوقت ذاته وحدة اقتصادية،ويستند التنظيم الاقتصادي في المدينة على مبدأ تقسيم العمل،وبالتالي لا نجد وظيفة واحدة للمدينة،فنشاطها الرئيسي يحتاج إلى عدد من الخدمات والأنشطة،إذ تجذب المراكز التجارية الصناعة وتحتاج الصناعة إلى التجارة وتجتذب المراكز الحكومية الأنشطة الثقافية،وبذلك تصبح للمدينة موطنا متعدد الوظائف،ويترتب على ذلك أن لكل فرد في المدينة مهنة أو وظيفة معينة،وينتج عن ذلك أن المدينة تنقسم إلى مواقع ومناطق متميزة فهناك أقسام للسكن وأخرى للتجارة وثالثة للصناعة وللنزهة وتنقسم أقسام السكن لمناطق الطبقات الفقيرة ،ومناطق الطبقات المتوسطة والطبقات الغنية.
       وأصبحت الأسواق العربية والمراكز التجارية من أبرز معالم المدن المعاصرة ومن أقوى نقاط الجذب لسكانها ولكن الدور الذي تلعبه هذه المراكز من خلال تشكيلها لنسيج الحياة في المدينة لا يزال موضوع نقاش ونقد. وربما تكون هذه الظاهرة الأهم هي نمو الأسواق أو تحول المدينة إلى سوق كبير من دون مبرر اقتصادي واضح.ويؤكد هذا التحول الظاهرة الاستهلاكية للمدينة، وهي هدية جديدة تقوم عليها المدينة العربية المعاصرة.وهذه الظاهرة تتفاقم دون وجود حلاً لها.لأن المستثمر لا يقبل المغامرة بل يعمل في الآمن والمضمون عندما نسأل أنفسنا كيف تحولت المدينة إلى ما أصبحت عليه،يقودنا السؤال إلى بدايا ت ا لتحول الذي عاشته المدينة منذ بداية النصف الثاني من القرن 19م عندما خطط الفرنسيون"عمدة باريس هاوسمان" حي الإسماعيلية في القاهرة،فذلك التحول أوجد فكرة المخازن الكبيرة،والوضع تغير عندما اصطدمت المدينة بالحداثة فقد كانت الصدمة الرأسمالية شديدة،وأفقدت المدينة العربية توازنها وربما تعود هذه الظاهرة كذلك إلى تعقد المدينة وتشعب وظائفها فلم تعد المدن توفر لسكانها فرصة الاستمتاع بالحركة. 





*التجـمــعات الحضرية في سورية:
         1-مفهوم التحضر(Urbanization):
أ- تعريف التحضر:  *تطلق على تلك العملية من النمو الحضري السريع التي يمكن مشاهدتها في مظهرها الكمي البحت، وبغض النظر عما إذا كانت هذه العملية تنبثق من عناصر النمو السكاني الطبيعي أو الهجرة الداخلية. والتحضر بصفة عامة شرط أساسي في عملية التحديث ويرتبط بالتحول من النظم الاقتصادية الريفية إلى النظم الاقتصادية الصناعية وكذلك بالانتقال من البيئة التقليدية إلى البيئة العصرية.
                            *وهو عملية من عمليات التغير الاجتماعي، تتم عن طريق انتقال أهل الريف أو البادية إلى المدينة، وإقامتهم بمجتمعها المحلي، أي إعادة توزيع سكان الريف على المدن.
ويحدد د.محمد كيلاني مفهوم التحضر من خلال النقاط التالية:
1-     حجم السكان في رقعة معينة، هو المؤشر الناجح للتمييز بين المجتمعات الريفية والحضرية، لذلك يعرف التحضر، بأنه تركز للسكان والأنشطة غير الزراعية في بيئة حضرية بأحجام وأشكال مختلفة.
2-     التحضر هو مستوى العلوم والفنون، ودرجة التقدم التكنولوجي وأشكال التصنيع السائد.
3-     هو الأنماط والروابط الاجتماعية، وأشكال التفاعلات الإنسانية والبيئية مع بعضهم البعض.
4-     التحضر يعني: التمييز بين نمط الحياة البسيطة والمعقدة، أي انه انتشار القيم، والسلوك، والتنظيمات الحضرية في مجال جغرافي معين، وإضافة إلى ما سبق يعرف التحضر بأنه: عملية تركز سكاني يتم بوسيلتين:
* زيادة عدد أماكن التجمعات السكانية.             *أو نمو حجم التجمعات السكانية.
*مفهوم التجمع السكاني: هو تلك المجموعة البشرية المستقرة ضمن إطار عمراني معين على قطعة محددة من الأرض بحيث لا يفصل فيها بين الأفراد أو الجماعات منطقة انقطاع بشري أو عمراني،وتختلف هذه التجمعات من منطقة إلى أخرى،ومن أسباب الاختلاف: العوامل الجغرافية،الاقتصادية،الاجتماعية و الديموغرافية التي سبق ذكرها في الفقرات السابقة.
ب-مستوى التحضر(Level of Urbanization): هو عبارة عن النسبة المئوية للسكان المقيمين في المدن من جملة سكان الدولة وعند نقطة معينة زمنيا.والتحضر بمعناه الديموغرافي: هو عملية التزايد في نسبة السكان المقيمين في المناطق الحضرية من جملة سكان الدولة، ‘أما التحضر بمعناه الشامل:  بالإضافة إلى التعريف السابق هو حالة ملازمة للنمو الاقتصادي والتغير الاجتماعي.
ج- مفهوم النمو الحضري: من الخطأ الشائع اعتبار أن التحضر هو مجرد نمو المدن City Growth،حيث يمكن أن تنمو المدن دون أن ينتج ذلك أي ارتفاع في درجة التحضر،ويحدث ذلك عندما ينمو عدد سكان الريف بمعدل مساو أو أكبر من معدل نمو سكان الحضر في فترة ما. أما النمو الحضري بمعناه الديموغرافي: فيعبر عنه النمو السكاني للقطاع الحضري دون الأخذ بعين الاعتبار النمو السكاني للقطاع الريفي،أو النمو العام للسكان، أما النمو الحضري بمعناه العمراني: فيعني التوسع أو الامتداد العمراني Physical Growth للقطاعات الحضرية بصفة عامة والمدن بصفة خاصة. "ويمكن القول : إذا تساوى أو قل معدل نمو سكان الحضر عن معدل النمو الإجمالي لسكان الدولة،فإن هذه الدولة تعرف نموا ًحضريا بالمعنى الديموغرافي،أما إذا ارتفع نمو السكان الحضر عن المعدل الإجمالي لسكان الدولة فإن الدولة تشهد ارتفاعا في معدلات تحضرها".  ويرتبط مفهوم النمو الحضري ارتباطا وثيقا بالتصنيع في البلاد الصناعية.إذ تتسم المدينة بقيام الإنتاج على المنتجات الصناعية .ويزداد النمو الحضري بازدياد المصانع والمنتجات الأدبية والفنية والأعمال الإدارية.
انعكاس مظاهر التحضر على مدن القطر العربي السوري:
    -الحدود الإدارية للمدينة:  تقسم الجمهورية ل14 محافظة، والمحافظة لعدد من المناطق والمنطقة تضم مجموعة النواحي والناحية إلى عدد من القرى والقرية أصغر وحدة إدارية.وتكون الحدود والتقسيمات الإدارية وليدة ظروف مختلفة تاريخية سياسية وإدارية ونادرا ما كانت تعتمد الحدود الطبيعية ويراعى في هذه التقسيمات إيجاد وحدات تخطيطية متكاملة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.
*مدينة دمشق(العاصمة الإدارية والسياسية):
   شهدت مدينة دمشق أكبر عدد سكان في عام 1981م/1112000/نسمة وتعود هذه الزيادة لعدة عوامل،أهمها: المركز السياسي للمدينة كعاصمة للدولة وإضافة للموقع الاستراتيجي الذي تحتله كعقدة مواصلات ومركز هام للصناعة.وبينما تشهد نموا كبيرا في الحجم السكاني في الفترة الأولى ،نراها تشهد انخفاضا نسبياً في معدل النمو السكاني في الفترة الثانية ويعود السبب في ذلك إلى أنها وصلت إلى حد الإشباع السكاني الناجم عن هجرة أبناء بقية المحافظات إليها فلم تعد خدماتها ومرافقها قادرة على استيعاب هذا العدد الضخم من السكان مما أدى إلى ظهور أزمات كبيرة في مجال السكن والكهرباء والمواصلات والماء،الأمر الذي نجم عنه اتجاه عدد كبير من الناس في مراكز المدينة القريبة من دمشق ونلاحظ نمو كبير جدا للمجتمعات المحيطة بالمدينة،أما التجمعات البعيدة عنها فلم تشهد زيادة في حجومها باستثناء التجمعات الواقعة على طريق دمشق- حمص.ومن خلال استقراء التغيير في التجمعات السكانية ،والوقوف على العوامل المسببة له في جميع المحافظات السورية،نلاحظ التفاوت الكبير في النمو السكاني بين محافظة وأخرى فمن محافظات طاردة للسكان إلى محافظات معتدلة النمو السكاني وأخرى شديدة الجذب السكاني الأمر الذي يؤدي إلى التساؤل عن مدى صحة التقسيمات الإدارية المحددة لكل محافظة ومدى توزيع مشروعات التنمية الاقتصادية على هذه المحافظات فيلاحظ مثلاً في تجمعات عام 1961م-1981م انخفاض عدد كبير جدا للتجمعات السكانية الصغيرة الحجم والتي تتراوح بين(50-200)نسمة،وتكون الزيادة واضحة في التجمعات ذات الحجم (200-1000)نسمة وتتدرج الزيادة بشكل أقل نسبياً(1000-5000)نسمة بينما تقل بعد الحجم 5000نسمة.
1-    النمو الحضري: دراسة النمو الحضري في سورية تعني دراسة عملية تحول المجتمع من مجتمع زراعي بسيط وقليل الاستخدام لوسائل العصر الحديث إلى مجتمع صناعي يتميز بالتعقيد ويعتمد على التقنية الحديثة في جوانب الحياة المختلفة.
ففي التاريخ السوري القديم: قامت في سورية مدن كثيرة مثل دمشق وحلب لكل منها تاريخ حافل
أما في الفترة الحديثة: فيمكن أن نميز بين ثلاث مراحل في النمو الحضري للقطر السوري:
    *المرحلة الأولى: تمثل بداية النمو الحضري في عصرنا الحالي وتشمل النصف الثاني من القرن /19م/ وتنتهي مع بداية الحرب العالمية الأولى وفي هذه المرحلة يزيد معدل النمو السكاني على معدل النمو الحضري حيث لم يكن في سورية سوى مدينة دمشق التي يقدر عدد سكانها بحوالي150ألف نسمة
    *المرحلة الثانية: تمثل الفترة الواقعة مابين الحربين العالميتين وفيها يزيد معدل النمو الحضري عن معدل النمو السكاني العام.وترتفع نسبة الحضر إلى 25%من السكان.وتتزامن هذه المرحلة مع نهاية الحكم العثماني وبداية الانتداب الفرنسي أ، ولذلكة الاحتكاك بالحضارة الأوروبية،ولذلك شهدت سورية نموا ملحوظا في المراكز الحضرية.بدأت بوادره في الحرب العالمية الأولى بسبب فقدان الأمن في الريف وهجرة أبناءه إلى المدن القريبة.
    *المرحلة الثالثة: تبدأ مع بداية الحرب العالمية الثانية،وفيها يفوق معدل الحضر العام معدل السكان بشكل كبير،وترتفع نسبة الحضر إلى أكثر من خمس السكان،مما يجعل هذه الفترة تمثل مرحلة انفجارية،وعلى هذا الأساس أصبح من المنتظر أن نشهد فترة خصبة من الانفجار المدني في العقود القليلة اللاحقة.فقد تطور حجم السكان الحضر من 33%من مجموع السكان العام عام/1947م/إلى حوالي 37,5%عام/1960م/وارتفع هذا الحجم إلى 43,5%عام/1970م/ والى 47%عام/1981م/.
                  (1960م)            ــــ          (1970م)            ــــ          (1981م)
المدينة
حضر
ريف
مجموع
حضر
ريف
مجموع
حضر
ريف
مجموع
دمشق
530
ـــــ
530
837
ـــــ
837
1112
ـــــ
1112
ريف دمشق
74
399
473
183
439
621
332
585
917
حلب
474
483
957
708
609
1317
1122
757
1879



4565


6305


9053
جدول رقم(2)- يوضح عدد سكان الحضر والريف في القطر بالأعوام/1960م-1970م-1981م/.
جدول رقم(3)- يوضح عدد سكان الحضر والريف في القطر في منتصف العام 2002م.











جدول رقم(4) – يوضح بيانات مدينة دمشق من حيث عدد السكان ونسبة الحضر ومعدل النمو السكاني فيها تبعا لإحصاء عام 2002م.

جدول رقم(5) – يوضح معدل النمو السكان يفي القطر تبعا للأعوام المذكورة.
شكل(7) – يوضح الخطوط البيانية للجدول السابق ويظهر ارتفاع معدل النمو السكاني في المحافظات / المخطط من إعداد الباحثة/.

*مدينة حلب: سنأخذ محافظة حلب كنموذج ثاني عن التجمعات الحضرية في القطر، فبلغ عدد التجمعات السكانية عام/1960م/1300تجمع سكاني من أصل (6062)ونلاحظ الانخفاض في عدد التجمعات المتوسطة الحجم وزيادة عدد التجمعات الصغيرة في الحجم.وفي عام/1970م/ انخفاض عدد قليل جداً في التجمعات السكانية الصغيرة بينما يزداد بشكل ملحوظ عدد التجمعات التي يتراوح حجمها بين 500-1000نسمة.وفي عام/1981م/يقل عدد التجمعات الصغيرة بشكل سطحي ويزداد التجمعات متوسطة الحجم، ووصل عدد السكان في عام /1981م/حوالي 905400نسمة، ويعود سبب ذلك إلى ازدياد النشاط الاقتصادي للمدينة بسبب تركز الصناعة.

جدول رقم(6) - يوضح بيانات مدينة حلب من حيث عدد السكان ونسبة الحضر ومعدل النمو السكاني فيها تبعا لإحصاء عام 2002م.
أسباب وعوامل نزوح الريف إلى الحضر:
      إن الريف هو مركز الحرفة الأولى في القطر"الزراعة"ويشكل حوالي 22, 9%من الناتج القومي الصافي، أما المدينة فهي مركز الحرفة الثانية"الصناعة" ويشكل حوالي 31, 8%والحرفة الثالثة"الخدمات"ويشكل55, 3%من الناتج القومي الصافي.الأمر الذي شجع على ترك الزراعة وممارسة الصناعة أو الخدمات والتجارة.وبما أن المدينة هي مركز الحرفة الثانية والثالثة، فمن الطبيعي أن يتجه إليها العاملون في الزراعة "أهل الريف"مما يعتبر أحد أسباب الهجرة أضف إليه التخلف الثقافي في الريف والافتقار إلى الشروط الصحية والاجتماعية الملائمة.
*من عوامل الجذب المدني: 1- العامل الاقتصادي وعامل الخدمات.
                                  2- ارتفاع مستوى المعيشة والأجور في المدينة، توافر فرص العمل الكثيرة.
                                  3- الخدمات الثقافية التي لابد من تركيزها في مراكز إقليمية.
ويمكن اعتبار جميع مناطق الريف في قطرنا مناطق طاردة للسكان وبينما المناطق الحضرية مناطق جاذبة.
الــحرفــــة
الناتج القومي الصافي%
%من المشتغلين
الأولى
22,9
55,7
الثانية
21,8
29,7
الثالثة
55,3
14,6
       جدول رقم(7) – يوضح نسبة العاملين من سكان القطر في القطاعات الثلاث.

*الإستقطاب الحضري:  استقطاب المدن الكبرى والتدرج المدني يلاحظ أن مدينة دمشق تتمتع بسيطرة واضحة على رقعة واسعة من الأراضي السورية-وتضم مجموعة كبيرة من المدن المختلفة الأحجام، فهي تستقطب حولها ضمن دائرة نصف قطرها 100كم /836/ألف نسمة عام 1970م بحسب الجدول رقم -4-ويرتفع العدد إلى /1632/ألف نسمة عام 2001م ،أما مدينة حلب فتستقطب حولها ما يزيد عن/3622/ألف نسمة عام 2001م بحسب الجدول رقم-6- وتتوسط هاتين المدينتين منطقة تدرج مديني منتظم مكوناً من حمص واللاذقية وحماة، ومن الملاحظ أن مدينة حمص آخذة في التطور السريع بسبب موقعها وقيام الكثير من الصناعات الهامة فيها كالسكر وتكرير النفط والأسمنت .
جدول رقم(8)- يوضح نسبة السكان الحضر في محافظة حمص.

وأخيراً أدى النزوح السكاني الهائل لبعض المناطق من :- إنخفاض عدد السكان .
    - هجرة العائلات العريقة من المدينة أحياناً.       –لم تعد المنازل المناطق تماشي احتياجات العصر.
*مراحل نمو المدن:
   1- مرحلة تجمعات ما قبل الزراعة:وهي تتميز بما يلي:
- قلة عدد السكان.   –الانتشار السكاني استنادا إلى موارد الرزق.   
هي تطبيق لنظرية مالتس: مستقرات صغيرة متساوية في الحجم.
2-     مرحلة نمو تجمعات ماقبل الزراعة:
- زيادة نمو المدن.    – بدء تحسن الحالة الاقتصادية.
وهي المرحلة التي بدأت تتميز بها بعض المدن
 نتيجة انتشار الزراعة ونوع من التجارة التبادلية.
3-     مرحلة التجمعات الزراعية: تتسم بما يليMarket Town:
- ارتفاع كبير في معدل نمو السكان.
- ارتفاع معدل نمو المدن عن معدل نمو السكان هامة.                       /1/                         
- صعود واضح في معدل النمو الاقتصادي.
- بدء نمو مستقرات بشكل واضح، بسبب تحولها إلى
منطقة سوق تجاري لما حولها.
4-     مرحلة المدينة الأولى/Primate City/:
- وصول نمو سكان المدن لأعلى مراحله.                                       /2/
- تسارع معدل النمو الاقتصادي بدخول
 الصناعة وتوفر المواصلات الكثيرة (سكة الحديد، شبكات،
طرق)وتنشأ هنا مدينة كبيرة،وتنشأ حولها بعض المدن،وتدعي             
المدينة الأولى المهيمنة على باقي المستقرات
البشرية مثل مكسيكو سيتي،القاهرة،بومباي.أي في كل دولة،
 يوجد مدينة كبيرة جدا متميزة، تتركز فيها أنشطة كثيرة                     /3/       
بنوك ورؤوس أموال،ويصل حجمها إلى 20-30%من عدد
السكان، ويكون فيها كافة شبكات الطرق والمواصلات، وتتميز بتركز
سكاني شديد، وبوضوح التنظيم الاجتماعي والإداري واتساع الأسواق،    
وتتسم بالتمييز الطبقي، ومعدل نمو مرتفع يكاد يكون ضعف معدل                        
 نمو الدولة، مثل القاهرة معدل نموها 5% أما مصر2, 5%.
5- مرحلة المدينة الكبيرة Metropolitan:                                  /4/
تظهر مدن كثيرة مهمة ويتجمع السكان في المدن الجديدة المليونية،وتنخفض هيمنة المدن الأولى، وتظهر عدة مدن كبيرة تؤلف المدينة الأم، وهي ليست مدينة واحدة وإنما هي مجموعة مدن تكمل بعضها حيث يكون النشاط الاقتصادي متمما لبعضه، وتبدأ المدن بالتجمع مثل:القاهرة والجيزة وشبرا وهي أكبر المدن السابقة لها.وأكبر متروبوليس هي:طوكيو،نيويورك،مكسيكو سيتي.وتمتاز هذه المرحلة بكثافة عدد السكان بشكل فوق العادي،وتتوافر فيها المواصلات،وتهتم الحكومة فيها بتحقيق مطالب سكانها ،وتنفرد بميزات خاصة كالتجارة والصناعة،وقد تصل بعض هذه المدن إلى عاصمة منطقة أو دولة وتصبح المركز الرئيسي للحكومة،وتتركز فيها كل المظاهر والنشاط الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بحيث تصبح بحق"المدينة الأم".                 
6- مرحلة الميجالوبوليس Megalopolis:
- انخفاض كافة المعدلات.       – انخفاض معدل النمو الاقتصادي.
- انخفاض معدل نمو السكان.   – انخفاض معدل تركز السكان في المدن.
- التوزيع الجغرافي هو الميغالوبوليس: مثل/بوسطن،واشنطن،نيويورك/
والتي تتصل فيما بينها عمرانياً، وفي هذه المرحلة تبدأ المدن والمناطق
 الحضرية حول المتروبوليس تزيد وتنمو وتتحول إلى عمران ضخم،ويكاد
 أن يكون متصلا عمرانيا،ويتفوق في هذه المدن التنظيم الآلي والتخصص
 وتقسيم العمل وتأخذ الفردية في الظهور،وتنتشر النظم البيروقراطية في
 الإدارة وأجهزة الحكم.
7-     مرحلة التحضر التام Nearly Total Urbanization:
معدل نمو الحضر أعلى من معدل النمو السكاني لاستمرار الاتجاه نحو التحضر.- ثبات معدل نمو السكان.    – استمرار زيادة معدل نمو الحضر- تكاد أن تكون مراحل نمو الحضر مدنا صغيرة متجمعة بشكل تجمع حضري.      /5/
- يكون معدل النمو ثابت ولكنه موجود، ويبدأ الناس بالعيش في مدن صغيرة.
- تتعدد الأنشطة ويكون لدينا مجموع من المدن الصغيرة والكبيرة والمزارع والمناطق الصناعية وبالتالي نسيج عمراني، وتكون المناطق الزراعية عبارة عن أجزاء أو نقاط صغيرة،وتتبنى المدينة الأم ،وتتحلل حول المدينة الأصلية،وتنشأ مناطق جديدة ملتحمة،ولا يوجد أي نموذج قديم،وإنما شريط جديد مترابط من النسج العمرانية،ومن الصعب تخيله لعدم وجوده حتى الآن .
  /6/             /7/



شكل(8)- يوضح مراحل نمو المدن ونموذج تطور التجمعات السكانية.





8-    مدن مرحلة ما قبل الصناعة:
يرى أمريز جونز أن مدينة ما قبل الصناعة لاتطلق على أنماط مدن أوروبا الغربية الحالية،وإنما تطلق على مدن أوروبا في العصور الوسطى وجميع المدن التي كانت قائمة عبر التاريخ ولا تتسم بالصناعة.واتسمت مدن ما قبل الصناعة بالخصائص التالية: 1- سيادة التكنولوجيا بعد أن كانت الصناعات اليدوية.
    2- انعدام التخصص الوظيفي.          3- سيادة الفكر والأدب بين صفوة تتمتع بأوقات الفراغ.
    4- صغر حجم المدينة، ويرجع صغر حجم المدينة إلى عدة عوامل منها ببساطة التكنولوجيا السائدة.
أما معدلات التحضر: فهي ترتفع داخل الدول الصناعية التي يعمل أغلب سكانها في مجالات العمل الصناعي والخدمات.ويؤكد ذلك أن نسبة سكان المدن في البلاد الغير المصنعة تقل عن تلك في البلاد المصنعة.
ونستنتج أن : نسبة سكان المدن مرتبطة بالتصنيع وتقل بقلته،تتأثر الظواهر الحضرية مباشرة بالتصنيع من حيث:نوعيته،ودرجته،ومجاله،ولا نعني بالقاعدة الصناعية هنا مجرد توافر صناعة ما،بحيث تؤثر على سكان ذلك المكان اقتصادياً واجتماعياً،وإنما نعني بتلك القاعدة الصناعية وجود نظام أو نسق System من الصناعات،يكون محوراً أساسياً لحركة السكان من هذه المنطقة،ويختلف عن الصناعات اليدوية التي كانت قائمة في البيوت،ومما لاشك فيه أن نمو الصناعة يؤدي إلى زيادة الحاجة للعمال،وزيادة حجم المدن،وشدة إقبال الناس عليها،ليس للغرض الاقتصادي فحسب ولكن لما فيها من حرية.ويؤكد هذا المعنى لويس ممفورد إذ اعتبر أن المدن تدين في وجودها إلى حد كبير للثورة الصناعية وما صاحبها من تقدم صناعي استتبع اثارا واضحة إنسانية ومادية عديدة تمثلت بوضوح في مدن بترسبورج وشيكاجو. ويرتبط التصنيع بالتحضر،
من حيث كونه سبباً أساسياً من أسباب عمران المدينة ونموها السريع مساحة وسكانا ووظيفة.فقد ظهرت مباني جديدة لم تكن معروفة من قبل كالمصانع وسكك الحديد.وأدى التصنيع إلى ظهور التباين الوظيفي،ليس فقط في المنشآت والمباني،وإنما في المناطق التي تنقسم إليها المدينة.ويؤدي التصنيع إلى رفع الكفاية المالية والإدارية للمناطق ذات الصناعات الحضرية،وتتغير الحياة الاجتماعية لتصبح ذات علاقات غير متينة قائمة في الأغلب على مبدأ المنفعة الذاتية ولذلك فهي غير مستديمة.
     9- الــمدن الكبــيـرة: إن نمو المدن الكبيرة مهم جدا مثل عمليات التمدن العامة.وتضم هذه المدن الآن أكثر من خمس سكان العالم.ولكن ما هي المدينة الكبيرة؟فالتحديد البسيط للحجم يستخدم المستوى الأدنى ل100000ساكن.ولكن هل يمكن أن نعتبر أن في هذا العدد تحديدا لحجم التجمعات؟وهنا ممكن أن نسأل ما هو مصطلح التجمع؟فهذا المصطلح يعني "اندماج مدينتين لتشكيل وحدة واحدة"،أو "المدينة مع ضواحيها"،أما الكتاب الديموغرافي للأمم المتحدة فيحدد التجمع المدني بأنه"يشمل الحواف المدنية أو المقاطعات المسكونة بكثافة والتي تقع خارجاً ولكن مجاورة لحدود المدينة".
         وغالباً ما يؤدي نمو التجمعات الكبيرة إلى تكوين مستوطنات مدنية كبيرة متصلة ومستقلة،تسمى عادة "المدن المتصلة Conurbations".ويمكن وصفه بأنه تجمع واتصال عدة مدن وأحيانا بتكونه من تجمع واحد كبير وتوابعه المدنية.أما المدن المليونية فإنها تتضاعف بسرعة، ففي بداية هذا القرن كان هناك إحدى عشر مدينة مليونية فقط في العالم، ولكن في أوائل الستينيات، ارتفع العدد إلى أكثر من 100مدينة منها ست مدن عربية مثل:"القاهرة والإسكندرية والدار البيضاء".
*وظائف المدن والقوى المؤثرة فيها: لما كانت المدن المليونية(المتروبولية)تؤدي سلسلة من الوظائف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والإدارية،فلا بد من التركيز على دورها التنموي، والمشكلة هنا صعوبة تحديد الوظائف وترتيب أولوياتها.وتبدو أنشطة المرتبة الثالثة(الخدمات)وهي تجارة التجزئة والجملة والتأمين والعقارات وإدارة الأعمال بمستوياتها المختلفة أهم وظائف المدن، إضافة لخدمات الصيانة والنقل والإصلاح والاتصال والبناء والتشييد والخدمات الشخصية مثل:الطب والصحة والتعليم والإدارة العامة.

*النظريات والقوانين الخاصة بالمدينة:
حاولت العديد من الدراسات إلقاء الضوء على العوامل المفسرة للتوزيع الحضري المكاني وتغيراته ،ويمكن دراسة هيمنة المدينة الكبرى على دولتها من خلال قوانين المدن التي سآتي على ذكر بعضها بشيء بسيط:
1-     قاعدة المدينة الأولى: يقول القانون أنه داخل الإطار المساحي الواحد، تتفوق مدينة واحدة على المدن الأخرى بشكل لا يتناسب مع الترتيب التدريجي.ويرى أن المدينة المهيمنة هي عاصمة الدولة،وقد استخلص جيفرسون العلاقة بين توزيع ال، بناءرتب مركزيتها وعلى فرض أن حجم السكان معبر إلى حد ما عن مركزية المدينة،حيث تتفوق المدينة الأولى على المدينتين التاليتين بنسبة:100، 30، 10.ويوضح الجدول التالي نتائج تطبيق قانون المدينة الأولى على مراكز المحافظات السوري، بناءء على نتائج تعداد عام 1994م،وتقديراتهم لعام 2004م.

قانون المدينة الأولى
المدينة الأولى
القاعدة
المدينة الثانية
القاعدة
المدينة الثالثة
القاعدة
100
30
20
سوريا 2004
حلب
100
دمشق
74
حمص
32,7
2,225,171
1,645,329
727912
     جدول رقم(9)-تطبيق قانون المدينة الأولى على مراكز المحافظات السورية بحسب تقديرات نتائج تعداد عام 1994م وتقديراتهم لعام 2004م.
وحسب قانون مارك جيفرسون Mark Jefferson  نستنتج أن المدينة الأولى في سورية أقل من مدينة جيفرسون النموذجية ،كذلك نلاحظ هيمنة الأولى على الثانية دون معيار القانون بمرة ونص،الأمر الذي يعني بوجود مدينتين مهيمنتين على باقي المدن السورية في القطر إضافة إلى وجود مدن متوسطة في طريقها أن تعد مدناً كبرى في المستقبل.ونجد أن المدينة المهيمنة هي ليست العاصمة السياسية دمشق كما ينص القانون، مما يشير إلى إمكانية وجود عاصمة أخرى وهي حلب، وبالتالي لا يوجد قاعدة للمدينة المهيمنة.
2-     قاعدة الرتبة والحجم: يذكر بعض الباحثين أن هناك علاقة منتظمة بين المدينة الأولى والمدن الأخرى في الدولة الواحدة،وقد عرف ذلك بقاعدة"الرتبة والحجم"،وتنص القاعدة على أنه يمكن معرفة حجم مدينة ما إذا ما عرفنا رتبة تلك المدينة وحجم المدينة الأولى.
حجم المدينة المعينة = حجم المدينة الأولى /رتبة المدينة المعنية.
رتبة المدينة * حجم السكان فيها = حجم المدينة الأولى
وتنص القاعدة التي تفترض أن المدن في الدولة ذات ترتيب حجمي منتظم، فالمدينة الثانية تساوي نصف الأولى والثالثة تساوي ثلث الأولى في الحجم والثامنة ثمن الأولى في الحجم، وهكذا...
ويوضح الجدول التالي رقم(10) تطبيق مقارن بقاعدة الرتبة والحجم على مراكز المحافظات في الجمهورية العربية السورية بحسب نتائج تعداد عام 1994م وتقديراتهم لعام 2004م.
المدينة
الحجم السكاني
نسبة الحجم إلى المدينة الأولى
الرتبة
نسبة الحجم حسب القاعدة.
حلب
2225171
1
1
1
دمشق
1645329
0,739
2
0,5
حمص
727912
0,327
3
0,333
اللاذقية
389058
0,174
4
0,250
حماة
354714
0,159
5
0,200
دير الزور
212104
0,095
7
0,142
درعا
110660
0,049
10
0,100
طرطوس
109613
0,049
11
0,090

ويؤدي بنا ذلك إلى القول بأن قاعدة"الرتبة والحجم"ليس لها أساس منطقي،إذ أنها تجعل هرم المدن في كل دولة ،صورة واحدة لا تبديل لها،وهو أمر يناقض تماماً الظروف البشرية والجغرافية والتاريخية، كما أن ترتيب المدن حسب هذه القاعدة نظري للغاية، وقد يبدو منطقياً أكثر للدول المتقدمة منه للدول النامية،حيث تتفاوت مساهمة نمو المدن وتضخمها.
3-     مقياس الأولوية:ينسب حجم المدينة الأولى إلى مجموع أحجام المدن الثلاث التالية، ومعيار المقارنة لهذه النسبة هو الواحد.

*النــتائــج:
            1- إن المدينة هي ظاهرة اجتماعية بحتة وحالة من حالات تفاعل التجمعات البشرية مع بعضها.
            2- تقسم المدن أحيانا تبعا للتصنيف الوظيفي المعتمد على القطاعات الأولية والثانوية والثالثة.فالمدن بنشاطات القطاع الأولى تتضمن مراكز التعدين والقطاع الثانوي، في مدن صناعية، والقطاع الثالث المدن التاريخية الغير متأثرة بالتصنيع والمراكز الإدارية والدينية والعسكرية.
            3- نمو المدن يتم من خلال التفاعل البشري، والنقل والاتصالات هي أحدى وسائل هذا التفاعل، و هي أحد أسباب نمو المركز الحضري.
            4- تعتمد المدن بالضرورة على التجارة وتطوير الأسواق العالمية وعلى جلب الفائض الزراعي ، فقد اعتمدت المدن الصغيرة على التجارة بين عدد من المدن الصغرى.أما المدن الكبرى فكانت تجارتها دولية ونمت المدن بنمو الأسواق العالمية وطرق التبادل ووسائل النقل.
            5- لعب العامل الثقافي دوراً مهماً في ظهور المدن وتشكيلها، فقد نمت المدن بفضل التراكمات الثقافية التي عمل الإنسان على خلقها وبالتالي خلق هذه المدن.
           6-  أ صبحت فكرة أن المدينة لكي تزدهر فهي بحاجة إلى منطقة زراعية حولها أصبحت غير ضرورية إطلاقا في العصر الحديث فالمدن التي تقع في مناطق تبعد بعداً كبيرا عن العمران تتخصص في الصناعة وأصبح من الممكن استمرارها بل وازدياد كثافة السكان فيها عن طريق التجارة والنقل.
          7- معدلات التحضر ترتفع في البلاد المصنعة أكثر منها في البلاد الغير مصنعة، ونستنتج من هذا أن نسبة سكان المدن ترتبط بالتصنيع وتقل بقلته.
          8- تدخل المدينة بالتقسيم التالي:     أ- تخطيط إقليمي.
                                                      ب- تخطيط مدن.
                                                      ج- تخطيط مواقع(عمراني).
                                                       د- تصميم عمراني.
                                                       هـ- تصميم معماري.
9-     أكثر عاملين جذب للمدن ويساهمان في معدل النمو الحضري هما:
أ- العامل الإقتصادي.                ب- عامل الخدمات.
10- إن أي عمران هو خلاصة تفاعل اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي وتتم معالجته
 على هذا الأساس.ومن ناحية تنمية المدن يخف انتماء الأشخاص للمكان وتخف العلاقات الاجتماعية السائدة والتي تصبح غير وطيدة ومفككة بعكس القرى والأرياف التي يزيد فيها الانتماء للمكان.
                11- أظهرت الدراسات وجود علاقة بين حجم المدينة وبين معدل كثافة السكان.
                12- يختلف السكان المدنيين عن السكان الريفيين في التوزيع والكثافة وطريقة الحياة والتركيب والنمو وأحياناً ما تعتبر التمدن أو حضارة المدن بأنها طريقة للحياة .وهناك رأي متزايد بأن العالمين الريفي والمدني ليسا منفصلين وإنما هما يعكسان استمرارية لكلا الاتجاهين.
                13- إن تركز الجزء الأكبر من السكان الحضر في المدن الكبيرة يعني أن هناك غياب للهرمية Hierarchy أو نظام المراكز الحضرية الذي يشاهد عموما في الدول المتقدمة.
                14- النمو الحضري لم يأخذ طريقه بشكل متوازن مما أدى إلى تركز السكان الحضر في مدن قليلة العدد وظهور ظاهرة المدن المهيمنة الكبرى حلب ودمشق،وقد خلق هذا الوضع خلل في توازن الشبكة الحضرية وخلق صعوبات أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
               15- إن تركز المشاريع الكبرى والاستثمارات في المدن الكبيرة أدى إلى نموه انموا غير متوازن.وبالتالي تعزى هذه الهيمنة الحضرية إلى نقص التكامل الاجتماعي والاقتصادي على المستوى الإقليمي والى غياب المشاريع الصناعية والإنتاجية في المناطق الريفية وهو ما حفز هذه الهجرات الداخلية نحو هذه المدن وزيادة نسبة النزوح من القطاع الريفي إلى القطاع الحضري.

 *المــقتــرحــات:
                1- يجب التخطيط على مستوى المدينة مع إقليمها ودراسة المحيط المؤثر فيها، وطريقة توجيه المدن الصغيرة المحيطة بها، وتخفيف العبء عن المدن الكبرى كنقاط الأولوية في تخطيط المدينة..
                2- تنمية المناطق الريفية اجتماعياً وثقافياً وتعليمياً وصحياً وخدمياً،وتخفيف الضغط عن المدن الكبرى وذلك بتنمية المراكز الحضرية الجديدة والمدن الصغيرة والمتوسطة لاجتذاب سكان المدن الكبرى .
                3- تطوير صلاحية البلديات بخصوص خطوط التنمية الحضرية .
                4- اتخاذ القرارات الخاصة بمستقبل التحضر والنمو الحضري من قبل مؤسسات التخطيط والإدارة وان يكون هناك تنسيق متكامل عند وضع الخطط التي تتعلق بالتنمية وتطوير المدن.
                5- يجب تبني سياسة حضرية شاملة للحد من النمو الحضري الغير متوازن، الأمر الذي يتطلب العمل تطوير وسائل فعالة للسيطرة على الاتجاهات الحالية للنمو الحضري.
                6- اقتراح البعض بأن أعلى حجم للمدينة يجب أن يكون 50000 ساكن لسباب الصحة والسلامة العامة والتخطيط الطبيعي. ولكن هذه المعايير لا تشير إلى الحجم المثالي لتأدية الخدمات البلدية  وحركة المرور والحياة الاجتماعية بكفاءة لذلك يجب دراسة اختلاف الحجوم فهو الجواب للظروف المثالية للمعايير المختلفة ،وعلى أية حال يبدو أننا سنعتاد على مواجهة مشاكل نمو أحجام المدن .

*الــمــلخــــص: 
            إن المدينة بصفتها نموذج لمجتمع حضري فهي ظاهرة قديمة يرجع تاريخها لما يقارب ال 7000سنة وهي تعتبر كذلك انعكاسا لتزايد التعقد الاجتماعي واستجابة لظروف اجتماعية وثقافية وجغرافية وقد انعكس هذا على أساسها الوظيفي الذي يختلف باختلاف المكان و الزمان.وتركز المجتمعات الحضرية ليس وليد العصر الحديث، بل يرجع لعهود سابقة عندما قامت المدن بوظائف متعددة لخدمة إقليمها المجاور ولكن ارتبط هذا المفهوم الحديث بالحجم السكاني فقط طالما أن المركز الذي يحوي المراكز التجارية والصناعية جاذب للفائض السكاني ومن هنا يحصل التضخم السكاني وتعدد الوظائف وتصبح المدينة العاصمة المهيمنة والتي تحظى بأكبر عدد من سكان الدولة والحضر معاً لتصبح في بعض الأحيان الدولة نفسها ونافذتها على العالم الخارجي.



المــــــــراجــــــــــــع:

1-    م.النابلسي – محمد –التجمعات السكانية في القطر السوري-قسم الدراسات العليا-كلية الهندسة المعمارية-جامعة دمشق-الجمهورية العربية السورية-1987م.
2-    د.النعيم-مشاري العبد الله-مدن بلا أسواق ،أسواق بلا مدن- مجلة القافلة-العدد4 المجلد 54-أرامكو السعودية-المملكة العربية السعودية- الظهران –يوليو 2006.
3-    د.عبود-حنان-المدينة العالمية –إبداعات هندسية- العدد الثاني –الجزء الثالث-م.محسن مقصود-الجمهورية العربية السورية- دمشق -2005
4-    أ.د.إبراهيم، فتحي علي/أ.د.أبو راض، فتحي عبد العزيز – جغرافية التنمية والبيئة – دار النهضة العربية – لبنان – بيروت- نوفمبر2003م.
5-    د.رشوان –حسين عبد الحميد- المدينة "دراسة في علم الاجتماع الحضري" – المكتب الجامعي الحديث- جمهورية مصر العربية – الإسكندرية -1989م.
6-    م.صيداوي – حيان جواد- قراءة المدن- دار قابس – لبنان – بيروت -2005م.
7-    د.النعيم – مشاري العبد الله- التراث العمراني تحت ضغوط التمدد الحضري "أركيولوجية " المدينة وذاكرة المستقبل –مجلة البناء –العدد196 –م.إبراهيم أبا الخليل –المملكة العربية السعودية –الرياض-يناير 2007م-ذو الحجة 1427هـ.
8-    روس –بيتر- خبير تخطيط مدن في مشروع تطوير وتحديث الإدارة البلدية MAM- دور المشروع في حماية وتطوير المدن –يناير2007م.
9-    روس –بيتر- خبير تخطيط مدن في مشروع تطوير وتحديث الإدارة البلدية MAM- قيمة الشراكة/سياسة التدخل في التخطيط الحضري في المدن ذات الطابع التاريخي/-/Urban Planning Intervention in Cities with Historic Characteristics ”The Value of Partnership” - ديسمبر 2006م.
10-                      م.الدجاني – دينا –التركز الحضري في الجمهورية العربية السورية- قسم التخطيط والبيئة – كلية الهندسة المعمارية –جامعة دمشق –الجمهورية العربية السورية –دمشق –سبتمبر /أيلول /2006م.
11-                      بروفسور كلارك –جون –جغرافيا السكان –دار المريخ –المملكة العربية السعودية – الرياض -1984م.
12-                      د.م.عابدين – يسار – قسم الدراسات العليا –قسم التخطيط والبيئة-
13-                      المكتب المركزي للإحصاء :نتائج التعداد العام للسكان لعام 1994م وتقديراتهم حتى عام 2005م.
14-                      المكتب المركزي للإحصاء:المجموعة الإحصائية 2005.









*فهرس الأشكال:
    1- شكل -1- نشأة المدن.
     2- شكل-2- القنوات المائية المارة في القطر.
     3- شكل-3-التضاريس للجمهورية العربية السورية.
     4- شكل-4-الكثافة السكانية في المحافظات السورية وتأثيرها على نمو المدن.
     5- شكل-5- شكل بياني يوضح تأثير العوامل الديموغرافية (السكانية)في نمو المدن.
    6- شكل-6-زيادة عدد سكان العالم بين عامي 1800م-2000م.
    7- شكل(7) – يوضح الخطوط البيانية للجدول السابق ويظهر ارتفاع معدل النمو السكاني في المحافظات / المخطط من إعداد الباحثة/.
    8- شكل(8)- يوضح مراحل نمو المدن ونموذج تطور التجمعات السكانية.

*فهرس الجداول:
     1- جدول رقم (1) بيان عدد سكان العالم بالمليون بين عامين 1950-1960، المصدر:الأمم المتحدة 1963م.
     2- جدول رقم (2) يوضح عدد سكان الحضر والريف في القطر بالأعوام/1960م-1970م-1981م/.
     3- جدول رقم (3) يوضح عدد سكان الحضر والريف في القطر في منتصف العام 2002م.
     4- جدول رقم (4) يوضح بيانات مدينة دمشق من حيث عدد السكان ونسبة الحضر ومعدل النمو السكاني فيها تبعا لإحصاء عام 2002م.
     5- جدول رقم (5) يوضح معدل النمو السكان يفي القطر تبعا للأعوام المذكورة.
    6- جدول رقم (6) يوضح نسبة العاملين من سكان القطر في القطاعات الثلاث.
     7- جدول رقم (7) يوضح بيانات مدينة حلب من حيث عدد السكان ونسبة الحضر ومعدل النمو السكاني فيها تبعا لإحصاء عام 2002م.
     8- جدول رقم (8) يوضح نسبة السكان الحضر في محافظة حمص.
     9- جدول رقم (9) تطبيق قانون المدينة الأولى على مراكز المحافظات السورية بحسب تقديرات نتائج تعداد عام 1994م وتقديراتهم لعام 2004م.
    10- جدول رقم (10) تطبيق مقارن بقاعدة الرتبة والحجم على مراكز المحافظات في الجمهورية العربية السورية بحسب نتائج تعداد عام 1994م وتقديراتهم لعام 2004م.

*فهرس الصور:
     1- صورة-1- يوضح نسيج مدينة دمشق القديمة والجديدة ونلاحظ شكل النسيج المتراص والمتطور والمميز في صغر الوحدة.









*فهــرس المــوضــوعــــات:
  
هدف البحث
منهجية البحث
الــمقــدمــة
المدينة(المفهوم والتعريف والخصائص)
مفهوم المدينة
تعريف المدينة
سمات المدن
خصائص المدن
تصنيف المدن
    أولا:تقسيم المدن من حيث الحجم
    ثانيا:تقسيم المدن من حيث عدد السكان
    ثالثاً:تقسيم المدن من حيث تطورها التاريخي
    رابعا:تقسيم المدن من حيث العوامل الاجتماعية والثقافية
    خامساً:تصنيف المدن حسب المتغيرات الاقتصادية
    سادسا:تقسيم المدن من حيث درجة تقدمها
    سابعاً:تقسيم المدن من حيث الأعمال التي تؤديها
العوامل المحددة لنمو التجمعات السكانية في المدن
1-عوامل جغرافية
2-عوامل سياسية، تاريخية وحربية
3-العوامل الثقافية
4-العوامل الاقتصادية والاجتماعية
5-العوامل الديموغرافية
تأثير مفهوم ربط النشاط الاقتصادي والاجتماعي في تعريف المدينة
التجـمــعات الحضرية في سورية
    1-  مفهوم التحضر(Urbanization)
     أ- تعريف التحضر
     ب-مستوى التحضر(Level of Urbanization)
     ج- مفهوم النمو الحضري
انعكاس مظاهر التحضر على مدن القطر العربي السوري
    الحدود الإدارية للمدينة
     مدينة دمشق(العاصمة الإدارية والسياسية)
النمو الحضري
 ( في التاريخ السوري القديم، في الفترة الحديثة، المرحلة الأولى، المرحلة الثانية، المرحلة الثالثة).
    مدينة حلب
أسباب وعوامل نزوح الريف إلى الحضر
الإستقطاب الحضري


مراحل نمو المدن
   1- مرحلة تجمعات ما قبل الزراعة
   2 - مرحلة نمو تجمعات ما قبل الزراعة
   3 - مرحلة التجمعات الزراعية
   4- مرحلة المدينة الأولى/Primate City/
   5- مرحلة المدينة الكبيرة Metropolitan                               
    6- مرحلة الميجالوبوليس Megalopolis
   7- مرحلة التحضر التام Nearly Total Urbanization
   8- مدن مرحلة ما قبل الصناعة
   9- الــمدن الكبــيـرة
وظائف المدن والقوى المؤثرة فيها
النظريات والقوانين الخاصة بالمدينة
    - قاعدة المدينة الأولى
    - قاعدة الرتبة والحجم
    - مقياس الأولوية
النــتائــج والمــقتــرحــات
الملخص.





                                                                                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق