توزيع مناطق استصلاح الاراضى والعمران بسيناء
اولا : التقسيم الادارى والمساحى
تقع شبه
جزيرة سيناء فى الركن الشمالى الشرقى من جمهورية
مصر العربية ، وتبلغ مساحتها 60714 كم2 ، وذلك بنسبة 6 % تقريبا من جملة مساحة
الاراضى المصرية ، وتمتد هذه المساحة بين دائرتى عرض 43 - 27 5
، -19 531 شمالا ، وبين خطى طول - 19 32 5 ، 54- 34 5 شرقا أى انها تقع فى حدود 36-
3 5 دائرة عرضية ، 35- 2 5 درجة طولية ، وتحظى سيناء بموقع
جغىافى متميز بالنسبة للعالم والشرق الاوسط بصفة عامة ، ولمصر بصفة خاصة ، حيث
أنها تمثل العقدة البرية ، أو منطقة الفصل والوصل بين قارتى آسيا وافريقيا فهى
مدخل مصر الشرقى ، مما جعلها طريقا للغزوات على مر العصور ، وما تعرضت له من
ثقافات مختلفة نتيجة للاعتداءات على أراضيها ، وما أحدثتة من تغيرات فى البناء
القبلى للمجتمع البدوى ، وما تلا ذلك من تغير لانماط الحياة البدوية ، الى جانب ما
تقوم به الدولة من تغيير فى شكل خطط التنمية والتوطين واثرة على المجتمع ورغم ذلك
فقد صاحب هذا التغير التمسك والاحتفاظ بقيم المجتمع الذى نشأ عليها .
وقد مرت سيناء بالعديد من التغيرات الادارية وبخاصة فى
الربع الاخير من القرن العشرين ، انتهت الى ان أصبحت تنقسم الى محافظتين أساسيتين
هما : محافظة شمال سيناء ، ومحافظة جنوب سيناء ،بالاضافة الى الاراضى القتطعة من
سيناء ، والتى أضيفت الى محافظات قناة السويس على الضفة الشرقية للقناة ، إذ تشكل
أمتدادا شرقيا للمحافظات الثلاث داخل الاقليم السيناوى ، وتنقسم شبة جزيرة سيناء
الى ( 22 ) اثنين وعشرين وحدة إدارية (1 ) ، تتفاوت بين المركز والقسم
، وان اختلفت الدلالة الوظيفية والعمرانيةلهذين المصطلحين فى سيناء عن مثيلتها
بالمعمور الفيضى ، إذ يطلق على وحدة إدارية معينة " القسم الادارى " على
الرغم من كونها محلة ريفية ، مع العلم أن القسم هو أحد درجات العمران الحضرى بشكل
أساسى ( شكل رقم ( 5 ) )
(1)
أيمن عبد الحميد عبد الخالق " مستقبل
توزيع السكان فى شبة جزيرة
سيناء فى ضوء خريطة التعمير حتى عام 2017 م " –
دكتوراه – آداب الزقازيق – 2005 م
ثانيا : التوزيع الجغرافى للتجمعات العمرانية
تفيد دراسة توزيع المكان على مستوى المراكز العمرانية فى
التعرف على نمط توزيعهم وكثافتهم ، والذى يتاثر بنمط توزيعها وفئاتها الحجمية
ومعاملات تباعدها ، بالاضافة الى نوعية المحاة العمرانية استنادا على طبيعة
الوظيفة التى تمارسها من خلال النسبة السيادية للنشاط الاقتصادى للعاملين بها ،
حيث يتضح أن المتغيرات فى توزيع سكان لم يقتصر على توزيع السكان على المراكز
الادارية ريفها وحضرها فقط ، بل شملت أيضا توزيعهم على مستوى المحلات العمرانية ،
ونظرا لتعدد المحلات العمرانية عددا ووظيفة وحجما ، وانعكاسا لتفاوت خصائص كل منها
، فإنة من المفيد دراسة التغيرات التى طرأت على سكان المدن من جانب ، وسكان
المحلات والتجمعات البدوية والريفيه من جانب آخر
ý
التوزيع
على مستوى المحلات العمرانية :
ويتضح من دراسة الجدول رقم ( 1 )
والشكل رقم ( 6 ) أنه على مستوى سكان
المدن فقط تتاكد حقيقة التفاوت الصارخ لتوزيع السكان ، إذ تستاثر مدينة العريش
وحدها بما يزيد عن ثلث سكان مدن بالاقليم ( 39.7 % ) فى عام 1986م ، حيث تحتل
مدينة العريش المرتبة الاولى بين المراكز الحضرية فى سيناء من حيث نصيبها من جملة
سكان حضر الاقليم من جانب وجملة السكان بسيناء من جانب اخر ، وذلك لوقعها فى منطقة
من اهم المناطق الاقتصادية بالاقليم ، وكذلك مدينتى رفح والشيخ زويد ، الا أنهما
أقل فى امكانيات التنمية الاقتصادية ( تعد مدينة العريش من اهم المدن الصحراوية فى
مصر وأكبرها حجما ، بالاضافة الى بعدها الاستراتيجى على المستوى القومى ، ومرد ذلك
أن النمو العمرانى لهذه المدينة قد أدى الى التحام كتلتها العمرانية بغيرها من
المراكز المجاوره )
بالاضافة الى دورها الوظيفى كعاصمة لمحافظة شمال سيناء
ومقر الحكم والادارة وحاضرة الاقليم .
ويتركز ما يقرب من هذه النسبة فى مدينتى رفح
والجنابين فى نفس العام ، ومرد ذلك اعطته فناة السويس من دعم وأهمية للمدن التى
تقع على محورها كالقنطرة شرق أو المدن التى امتدت شرقا كالضواحى أو أحياء تابعةلها
قسم الجناين ، حيث يعتمد عليها أقطاب تنمية على الضفة الشرقية للقناة فى تواصل
واستمرارية التنمية الشاملة للاقليم السيناوى ، بينما تتقاسم المدن الاخرى ( 13
مدينة ) النسبة الباقية ( 20.9 % ) والتى تتفاوت أحجامها أيضا ، حيث يقطن 3241
نسمة فى خمس مدن قزمية ( أقل من 1000 نسمة ) بمتوسط حجمى 648 نسمة لكل منها . كما
يعيش 16856 نسمة بما يعادل 10 % من جملة سكان الحضر فى ست مدن بمتوسط حجمى 2809
نسمة لكل مدينة ، وتعكس هذة الاحجام السكانية القزمية ضعف القاعدة الاقتصادية لتلك
المدن وتاخر العمليات التنمية بها ، بالاضافة الى الخصائص الصحراوية المميزة لمدن
الصحراوية ، والتى غالبا ما تنشأ بغية ممارسة نشاط أحادى ، إذ كثيرا ما تتعرض الى
ثدهور فى احولها المختلفة بتدهور أنتاجيتها من هذا النشاط والمخاطر التى إذ تواجهه
. ولا شك أن المراكز الحضرية التى تتميز بضخامة أحجامها السكانية إنما تعكس تفاوت
سمات بيئتها عن نظيرتها الصحراوية ، أذ تشكل مدينتا رفح والجناين ما يزيد عن ثلث
حجم السكان بالمدن السيناوية ، حيث تمثل رفح منطقة التنمية الزراعية الواسعة لما
تزخر به من مقومات مختلفة ، بالاضافة الى الوظيفة التجارية وموقعها الجغرافى المتميز
، كما تمثل الجناين أحد شياخات مدينة السويس وتبرز منجزات التنمية المختلفة فى
ارتفاع نصيب كل من مدينتى القنطرة شرق والشيخ زويد الى ما يقرب من عشر سكان الحضر
، حيث تتعدد مشروعات التنمية الصناعية بمدينة القنطرة شرق ونظيرتها الزراعية
بمدينة الشيخ زويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق