الأربعاء، 26 فبراير 2014

نشاة وتطور استصلاح الاراضى والعمران خلال فترة مابعد تحرير سيناء

نشاة وتطور استصلاح الاراضى والعمران خلال فترة مابعد تحرير سيناء
شهدت مدن سيناء نموا عمرانيا ملحوظا خلال فترة مابعد التحرير ، حيث ظهرت أحياء سكنية لم تكن موجودة من قبل ، وقد ارتبط هذا النمو بالنمو السكانى والتطور الوظيفى للمدن وما شهدتة من طفرة كبيرة فى الخدمات والمشاريع الانمائية ، وقد بلغ عدد الوحدات السكنية التى قام قطاع الاسكان ببنائها فى مدن سيناء خلال هذة الفترة20546 وحدة سكنية ( 1 ) . منها 13384 وحدة فى مدن محافظة شمال سيناء بلغت نسبتها 65.1 % من اجمالى المساكن و6418 وحدة فى مدن محافظة شمال جنوب سيناء بلغت نسبتها 31.2 % اما النسبة الباقية فكانت لمدينة القنطرة شرق ، وقد جاءت مدينتا العريش والطور على راس قائمة مدن سيناء فى عدد الوحدات السكنية المنفذة فقد بلغ عددها فى العريش 9288 وحدة مثلث 45 % من اجمالى المساكن ، وبلغ عددها فى الطور 3102 وحدة بنسبة 15 % ، هذا بالاضافة الى مشاركة القطاع الخاص بنسبة كبيرة فى النمو العمرانى للمدن . وتتعدد أشكال النمو العمرانى الحديث فى مدن سيناء ، فنجد الاسكان البدوى المتطور على اطراف المدن والذى يثفق مع حياة البدو واسلوب معيشتهم ، والاسكان السياحى المتمثل فى القرى السياحية والفنادق والشاليهات على شواطىء المدن الساحلية ، والاسكان الحكومى ( اقتصادى ينخفض التكاليف ومتميز ) الخاص بالعاملين بمختلف القطاعات الحكومية ، واسكان الشركات والقطاع الاستثمارى المنتشر بالمدن التعدينية المنتشر بالمدن التعدينية ، بالاضافة الى العمران الادارى المتمثل فى المبانى والمنشات الحكومية . ويتسم النمو العمرانى فى مدن سيناء بالانتشار والامتداد الافقى فتختفى ظاهرة ارتفاع المبانى وتزاحمها ، وذلك لتوفر الاراضى اللازمة لبناء والتوسع وانخفاض أسعارها وبالتالى تتراجع اهمية عامل الاسعار فى الاراضى لتحديد اتجاهات العمران ، بالاضافة الى ان سكان سيناء يفضلون سكنى المبانى ذات الطابق او الطابقين على الاكثر وتتسم مساكنهم بالخصوصية والاتساع مقارنة بالاسكان الحكومى .
وياخذ النمو العمرانى فى مدن سيناء عدة اتجاهات مرتبطة بعوامل طبيعية واقتصادية ولو تتبعنا هذا النمو فى بعض المدن لوجدنا أن الطرق تلعب دورا كبيرا فى تحديد اتجاهات النمو نظرا لانها تسلك مسارات ها فى المناطق الاكثر استواء وبالتالى الاكثر ملامة لنشاة ونمو العمران على امتدادها.    



 
( 1 ) اعداد الوحدات السكنية من وزارة التعمير والمجتمعات الجديدة والاسكان والمرافق – الجهاز التنفيذى لتعمير سيناء صــ35 – 37
واذا اخذنا مدينة العريش وغيرها من المدن متتبعين النمو العمرانى بها فى أعقاب التحرير حيث يتخذ النمو العمرانى بها عدة اتجاهات تتفق جيمعها مع اتجاهات الطرق الرئيسية كما هو موضح بالشكل (  رقم 3 )     ، فكان الاتجاة الاول شرق العريش على امتداد طريق العريش / رفح ، حيث بدا النمو العمرانى فى هذا الاتجاة فى اعقاب تحرير وبصفة عامة يمكن القول ان الاتجاه الشرقى هو مستقبل التنمية العمرانية فى العريش نظرا لان غرب وجنوبالعريش تعوقه حركة الكثبان الرملية وان اتجاة طريق المطار تحيطه الاراضى الزراعية الجيدة والتى تعتبر ثروة اقتصادية بالنسبة للمدينة لايمكن التوسع عمرانيا عليها اما طريق الوادى فى حنوب شرق المدينة فهو من المناطق المحفوفة بمخاطر السيول وليس من المتوقع ان يشهد نموا عمرانيا فى المستقبل ، وقد اوجد النمو العمرانى لمدينة العريش نمطا نقليا تميزت به عن باقى المدن بسيناء وهو خطوط النقل الداخلى من وسط المدينة الى الاحياء والضواحى الجديدة ،حيث يوجد ثلاثة خطوط حركة هى العريش / الضاحية / الريسة ويعمل على هذا الخط 64 سيارة ، وخط العريش / المساعيد ، ويعمل 60 سيارة ، وخط العريش / المزارع / المطار ، ويعمل 8 سيارات وبالتالى لايجد السكان فى المدينة صعوبة فى التنقل داخليا واثناء رحلاتهم اليومية .
اما مدينة نخل فقد اكتسبت اهميتها من موقعهاعل طريق الحج القديم ، عندما كان الحج يتم عن طريق القوافل البرية التقليدية ، وقد وقد حظيت فى هذة الفترة باهتمام كبير فبنيث بها الاستراحات والمكاتب لتنظيم عملية الحج كما حظى طريق نخل / النقب بالعناية والتامين فاقيمت القلاع والحصون اشهرها قلعة نخل وتحولت بهذة الاهمية الى عاصمة سيناء فى ذلك الوقت واصبحت تشرف على كل الشئون الادارية للاقليم ولكن بعد ظهور السفن البخارية كوسيلة نقل جديدة استخدمت فى نقل الحجاج وماتبعهامن تحول طريق الحج من نخل الى الطور ، اقيم الحجر الصحى وشركات ومكاتب تنظيم هذة الحركة ، فقد حدث اسر نقلى تدهورت على اثره القيمة الوظيفية لمدينة نخل لتتحول الى مدينة اخرى الى الطور وبقيت لمدينة نخل وظيفتها الادارية باعتبارها عاصمة الاقليم ، ولكن سرعان ما حدث اسر وظيفى اخر بتحول هذة الوظيفة الى مدينة العريش التى حظيت بمرور طريق المركبات الميكانيكية فقد ارتبط هذا التحول ايضا بظهور وسيلة نقل جديدة وهى السيارات التى خلفت طرق القوافل بالاضافة الى خط السكة الحديد الشاملى ، ولم يبق لمدينة نخل من أهميتها سوى انها تتوسط سيناء وتحظى بقدر معقول من آبار المياه فى هذة المنطقة الصحراوية الجافة ومع تطويرشبكة الطرق فى سيناء فى اعقاب التحرير وانشاء ميناء نويبع وما تبع ذلك من تطوير طريق النفق / نويبع الذى يعتبر أهم محاور الحركة الحديثة فى سيناء خلفا لطريق الحج القديم عادت الى نخل اهميتها من جديد لتوسطها هذا الطريق فانشاة بها المرافق والخدمات والاستراحات حتى تواكب الحركة المتطردة على الطريق الجديد
وفى مدينة الطور بدا النمو العمرانى بعد التحرير فى اتجاه ساحل خليج السويس امتدادا لشارع المدينة الرئيسى " شارع المنشية " وفى اتجاه قرية الصيادين القديمة ، وقد تمثل هذا الاتجاه فى حى الزهور الذى تم بناءه على مرحلتين الاولى عبارة عن عدد من المبانى مكونة من طابقين استخدم فى بنائها دبش الحجر الابيض ، اما المرحلة الثانية فهى مبانى متطورة مكونة من اربعة طوابق روعى فى انشائها التنظيم الحديث ، كما اقيم فى هذا عدد من المنشات الحكومية ، مثل ديوان عام المحافظة ومديرية الامن ، وعدد من الادارات وعلى الساحل اقيمت عدة منشات سياحية اهمها قرية ماجدولينا السياحية وفندق الليدو وفندق جولى فالى ، بالاضافة الى منشات ميناء الطوروقرية الصيادين وحرس السواحل ، ونظرا لان هذة المنطقة محدودة المساحة بساحل خليج السويس من جهة الغرب وبجبل حمام موسى من جهة الشمال فلم يعد هناك مجال للتوسع العمرانى فى هذا الاتجاة ، وبالتالى أخذ النمو العمرانى اتجاها اخر هو اتجاه طريق الطور / شرم الشيخ ، وقد بدا النمو العمرانى على هذا الاتجاه بانشاء عدد من المبانى الحكومية أهمها محطة كهرباء الطور ومحطة تقوية الارسال ومجلس مدينة الطور ، والمركز الاعلامى ، ومجمع المصالح ، وتبع ذلك إنشاء عدد من الاحياء السكنية أهمها حى المنشية الجديد نظيرا لشارع المنشية القديم ، وحى حفر البطن ومساكن ال102 ومنطقة السوق التجارى ومساكن المزارع ، وتمتد هذة المبانى والمنشات على امتداد الطريق لمسافة ثقثرب من ثمانية كياومترات، ويعتبر هذا الاتجاه اهم محاور التنمية العمرانية فى مدينة الطور كما هو موضح بالشكل(4   
وقد تم فى أعقاب حرب تحرير سيناء حدث تعديل ادارى فى ان اصبحت الطور عاصمة لمحافظة جنوب سيناء فاكتسبت بهذة الوظيفة الادارية نمو وتطورا عمرانيا فتضاعف حجمها عما كانت علية قبل هذة الوظيفة .
ولقد مرت عملية التنمية العمرانية وتوطين البدو فى سيناء بثلاث مراحل ، تميزت كل مرحلة بأسلوب خاص ، أولهما : الاسلوب الانشائى فى الفترة ( 1982 – 1985 م ) وضمت التحمعات التى تم أنشائها من قبل الدولة ، وثانيها : الاسلوب الوظيفى فى الفترة ( 1986 – 1996 م ) وتشمل التجمعات التى تم أنشائها من فبل الدولة بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمى ، وثالثهما : الاسلوب التخطيط النمطى فى الفترة ( 1996 – 2017 م ) وتتمثل فى المشروعات التى تم تخطيطها والجارى إنشائها من قبل الدولة فى تلك الفترة المذكورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق