الأربعاء، 26 فبراير 2014

تاريخ الكتابة العربية الاولى القديمة



: الكتابة العربية
        لم يعد هناك شك في معرفة عرب الجاهلية للكتابة و التدوين ، لا سيما في الحواضر كشمال الجزيرة العربية و جنوبها حيث تتوفر الأحجار و الصخور التي استخدموها كوسائل سهلت لهم عملية التدوين ، فضلا عن عظام أكتاف الإبل و الخشب و الأديم و اللحاف         و العسب و الرقاع  ( * ) و كان التدوين يقتصر على مقتضيات الحياة الاجتماعية كتدوين الصكوك و العهود و الأحلاف و المواثيق و غيرها .( 1 )
و يرى فريق من المؤلفين أن الكتابة العربية قد انبثقت عن الخط المسند الحميري الذي يعرف أيضًا بالخط الجنوبي، وأن هذا الخط قد وصل إلى موطن المناذرة وبلاد الشام عن طريق القوافل التجارية التي كانت تنتقل بين جنوبي الجزيرة العربية وشماليها ثم انتقل عن طريق الحجاز إلى بقية الجزيرة.
بينما يرى فريق آخر أن الكتابة العربية هي استمرار متطور للكتابة النبطية التي انحدرت من الكتابة الأرامية المتطورة عن الكتابة الفينيقية. وقد اعتمد هذا الفريق في رأيه هذا على النقوش والمكتشفات الأثرية التي حملت مجموعة العناصر التي تألفت منها الكتابة العربية في الرسم والإملاء واتصال الحروف وانفصالها. (  2 )
و كانت الكتابة العربية آنذاك عارية من النقط ، خالية من الشكل ، شأنها في ذلك شأن الكتابة الأم النبطية التي اشتقت منها (  3 )




 وأمَّا أقدم نصٍّ مكتوب بالخط العربي فهو نَقْشُ زَبَد الذي يرجع إلى سنة 513م، ثم نَقْشَا حَرَّان وأم الجِمَال اللذان يرجعان إلى عام 568م. وقد لوحظ أن الصورة الأولى للخَـط العربي لا تبعـد كثيرًا عن الخــط النَّـبطي، ولم يتحـرَّر الخط العربي من هيئته النَّبطية إلا بعد أن كَتَبَ به الحجازيُّون لمدة قرنين من الزَّمان. وظلَّت الكتابة العربية قبيل الإسلام مقصورة على المواثيق والأحلاف والصُّكوك والرسائل والمعلَّقات الشعرية، وكانت الكتابة آنذاك محصورة في الحجاز ( 2 )


 
( 1 ) مصطفى صادق الرافعي ، تاريخ آداب العرب ، ج1 ، ط 5 ، ( دار الكتاب العربي ، بيرت ، 1999 ) ، ص 85 ، 86   
( 2 ) الموسوعة العربية ، 2004 - Global Arabic Encyclopédie ، النسخة الالكترونية 2004 م
 
( * ) الأديم الجلد الأحمر المدبوغ ، اللخاف حجارة بيض رقاق ، العسب جريدة النخل ، الرقاع قطع القماش
( 1 ) عبد اللطيف الصوفي ، مصادر اللغة في المكتبة العربية ، دار الهدى ، الجزائر ، ص 15
( 2 ) الموسوعة العربية ، 2004
( 3 ) ابراهيم جمعة ، دراسة في تطور الكتابة الكوفية ، ( دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1969 ) ، ص 273
و قد وجدت كتابات على الأحجار وصورها ، فالنصوص الثلاثة الأولى وجدت في سيناء        و هي مؤرخة بين سنتي 210 و 253 للميلاد ، و النص الرابع وجد في الحجر و هي مدائن صالح و تاريخه 267 م ، و ذكر كذلك نقشا خامسا في حوران غير مؤرخ و لكن المستشرقين اينو ليتمان و الكونت دي فوج يرجحان أن تاريخه يرجع إلى 270 م ، هذه كلها نصوص ترجع إلى القرن الثالث الميلادي ، و هي نصوص عسيرة القراءة و لكن أشكالها تقترب من هيئة الخط العربي و كلها دون نقط أو إعجام .
أمَّا أقدم نصٍّ وُجِدَ مكتوبًا بالعربية الفصيحة فهو نقش النَّمارة الذي و جد على قبر امرئ القيس بن عمرو الذي يوصف بأنه ملك العرب في النمارة في اقليم حوران بجنوب فلسطين و هو مؤرخ سنة  328م، و هيئة الكتابة في هذا النص قريبة من هيئات الحروف و الكلمات في الكتابات الإسلامية الأولى ، و هو يمثل مرحلة واضحة من مراحل تطور نشوء الخط العربي لأن الكلمات عربية و أشكال الحروف عربية تقريبا .( 1 ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق