الثلاثاء، 25 فبراير 2014

حقيقة اسلام معاوية بن ابي سفيان انطلاقا من بعض ايات القران الكريم




12-    آيات من سورة النساء  :
وفي سورة النساء تأكيد أنه لن يهديهم إلا طريق جهنم: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) [النساء] فهل أخلف الله وعيده؟ .. فقد توعدهم الله بأنه لن يهديهم وهذا من عدل الله لمن تدبره..
13-                  آيات سورة الأحزاب
في سورة الأحزاب: ( إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) [الأحزاب]
قلت: وإذا كان هذا وعيد للأتباع في بدر وأحد والخندق ( وسورة الأحزاب نزلت أيام الخندق) فهل ترون في الآيات اعتذاراً عن الزعماء؟ أم أن وعيدهم من باب الأولى؟ تدبروا ولا تعبدوا التاريخ وتتركوا القرآن الكريم..
20 -  آيات من سورة النور:
 ( لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57) [النور]
متى نزلت وفي حق من؟ ..
 اقرؤوا وتدبروا آيات الكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم وإن كان أصعب على النفس والعادة..
21-   آيات سورة الأنفال :
وفي الأنفال عن أبي سفيان وحلفائه، وكان أبو سفيان قد جمع الأموال للثأر من المسلمين بعد بدر وكان قد طلب من قريش أن يتبرعوا بالقافلة لإعداد الجيش لمقاتلة النبي (ص) في أحد فأنزل الله: ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) [الأنفال]
وهذه روايات أهل الحديث المتقدمين في تفسير الآية، من بقايا السلفية العتيقة، والتي تجاهلها المتأخرون ( السلفية المحدثة)، وأصبح التفسير بالأثر يقلقهم، مع أنهم يختارون تفسيرات في ذم للجهمية والرافضة والقدرية مع أن هؤلاء لم يحاربوا الرسول (ص) ولا يشهدوا مع ألأحزاب حتى تنزل فيهم آيات..
الآثار في تفسير الآية:
1-           سعيد بن جبير ( نزلت في أبي سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 530) : حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير في قوله: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم" الآية، "والذين كفروا إلى جهنم يحشرون"، قال: نزلت في أبي سفيان بن حرب. استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش من بني كنانة، فقاتل بهم النبيَّ صلى الله عليه وسلم ..الخ،
2-       عبد الرحمن بن أبزى ( نزلت في أبي سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 530) : حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، عن يعقوب القمي، عن جعفر، عن ابن أبزى: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله"، قال: نزلت في أبي سفيان، استأجر يوم أحد ألفين ليقاتل بهم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، سوى من استجاش من العرب.
3-  الحكم بن عتيبة ( نزلت في أبي سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 531) ...قال، أخبرنا أبي عن خطاب بن عثمان العصفري، عن الحكم بن عتيبة: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله"، قال: نزلت في أبي سفيان. أنفق على المشركين يوم أحد أربعين أوقية من ذهب، وكانت الأوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالا.
4-      قتادة ( نزلت في أبي سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 531) :  حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله"، الآية ، قال: لما قدم أبو سفيان بالعير إلى مكة أشَّبَ الناس ودعاهم إلى القتال،  حتى غزا نبيَّ الله من العام المقبل. وكانت بدر في رمضان يوم الجمعة صبيحة سابع عشرة من شهر رمضان. وكانت أحد في شوال يوم السبت لإحدى عشرة خلت منه في العام الرابع.
5-       السدي ( في جماعة منهم أبو سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 531) : حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: قال الله فيما كان المشركون، ومنهم أبو سفيان، يستأجرون الرجال يقاتلون محمدًا بهم: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله"، وهو محمد صلى الله عليه وسلم= "فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة" ، يقول: ندامة يوم القيامة وويلٌ  = "ثم يغلبون"
6-       مجاهد ( نزلت في أبي سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 531) : حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: "ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله" ، الآية حتى قوله: "أولئك هم الخاسرون" ، قال: في نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أحد.
7-  مجاهد ( نزلت في أبي سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 532) : حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
8-        ابن عباس ومجموعة من التابعين منهم، الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ( أبو سفيان منهم): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 532) : حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال، حدثنا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ، [وغيرهم من علمائنا، كلهم قد حدث بعض الحديث عن يوم أحد. وقد اجتمع حديثهم كله فيما سقت من الحديث عن يوم أحد، قالوا: أو من قاله منهم: لما أصيب] يوم بدر من كفار قريش من أصحاب القليب ، (2) ورجع فَلُّهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعِيره، مشى عبد الله بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، في رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كان له في تلك العير من قريش تجارة، فقالوا: يا معشر قريش، إن محمدًا قد وَتَرَكم وقتل خيارَكم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأرًا بمن أصيب منا! ففعلوا. قال: ففيهم، كما ذكر عن ابن عباس، أنزل الله: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم" إلى قوله: "والذين كفروا إلى جهنم يحشرون"
9-  ابن إسحاق مرسلاً ( منهم أبو سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 533) : حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله"، إلى قوله: "يحشرون" ، يعني النفرَ الذين مشوا إلى أبي سفيان، وإلى من كان له مال من قريش في تلك التجارة، فسألوهم أن يُقَوُّوهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففعلوا اهـ ( قلت: كان أبو سفيان من كبار من طالب أصحاب الأموال، وقد سبق رواية ابن إسحاق الإجماع عن علمائه أنه رأسهم، فلا يغتر قاريء هنا باللفظ المذكور، فما هؤلاء الجماعة إلا جنوداً لأبي سفيان).
10-                   عطاء بن دينار ( نزلت في أبي سفيان): تفسير الطبري - (ج 13 / ص 533) : حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار في قول الله: "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم"، الآية، نزلت في أبي سفيان بن حرب [1]اهـ
التعليق:

الأسانيد في معظمها قوية، هذا من حيث الإجمال،  والتفصيل في كتابي عن أبي سفيان ( لم يطبع ولم يكتمل وقد قارب)، وبهذه الأسانيد معظم الرواية القديمة إنما وصلوا ما شاءوا منها أيام المسندي وطبقته شيخ البخاري ( وهنا تفصيل حديثي طويل)، ومعظم السير والمغازي والتواريخ والتراجم إنما هي بمثل هذه الأسانيد، ومجموعها يشهد بعضها لبعض ولو كان معظمها مرسلاً، ثم هي ليست وحدها بل الأسانيد الصحيحة الموصلة في ذم أبي سفيان ومعاوية كثيرة جداً، إلا أن السلفية المحدثة تخلت على السلفية القديمة عندما تقترب من ذم آل أبي سفيان، لكنها تقبل عليهم بقوة إن وجد في بعض مراسيلهم ما يقترب من ذم آل محمد ( والشواهد في كتاب النصب والنواصب عبر التاريخ- وقد أخرج منه نواصب القرن الأول قريباً).
نعود هنا فنقول :  ألا ترون الحشد السلفي القديم وعقيدته في أبي سفيان؟! ومعاوية كأبيه في كل شيء، وذلك السلف القديم الذي لم يعد أحد يرى رأيه من السلفية المحدثة!  تلك السلفية التي بدأت مع أحمد بن حنبل واستحكمت مع ابن تيمية وانتشرت مع محمد بن عبد الوهاب،، فالحشد السلفي القديم في تفسير هذه الآية فقط نجد فيها علماء كبار من أهل السنة والحديث ومحل إجلال ( نظري) عند السلفية المحدثة، وهؤلاء لا يوازيهم أحمد بن حنبل ولا ابن تيمية ولا محمد بن عبد الوهاب، ففيهم سعيد بن جبير التابعي المشهور (95هـ)  وعبد الرحمن بن أبزى الخزاعي ( والي عمر على مكة) وقتادة ( من رجال الجماعة وفيه أموية) ومجاهد المفسر المشهور، والسدي الكبير، والحكم بن عتيبة شيخ شعبة الأول، والزهري ( عالم أهل الشام والحجاز) ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الأنصاري ( شيخ ابن إسحاق) والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري  وابن إسحاق وعطاء بن دينار وقبلهم كلهم ابن عباس حبر هذه الأمة، فهؤلاء أربعة عشر من السلف الصالح باعترافهم كانوا يرون أن هذه الآيات نزلت في أبي سفيان ( ومعاوية معه لم يفارقه حتى في اعتزاله يوم حنين وتمنيه مع أبيه هزيمة النبي (ص)، على أن بعض هؤلاء السلف فيه نصب وأموية، ولكن أموية ابن تيمية ومدرسته لا توازيها أموية رواة أهل الشام،  فما بال السلفية المحدثة تهتم بالتفسير بالرأي إذا ذكر الجهم والجعد أو القدرية والجهمية ولا يلتفتون أبداً لمن تكون الآيات تنزل في ذمه وهو يحارب النبي (ص) إضافة إلى أن الآيات تبشر أبا سفيان ومن معه بالنار فتدبروها جيداً، فهي لا تتحدث عن أبي سفيان أيام شركه فقط .. كلا، بل تبشره بالنار، والله عز وجل لا يتوقع وإنما يخبر بصدق، ومن أصدق من الله قيلاً؟ هل هو ابن تيمية أو ابن بطة أو الربيع بن نافع أو من؟..
نعم لو كانت السلفية المحدثة وسائر النواصب على منهج مطرد بحيث لا يقبلون الرواية إلا بشروط معتزلية لقلنا لهم عذرهم، بل قد ندعمهم في هذا التشدد في قبول الروايات والأحاديث، وألا يصدقوا أسباب النزول هذه، ونحن من حيث الجملة مع التشدد في قبول الروايات إلا ما كان له أصل كهذه الروايات، فالروايات أخف من الآيات أصلاً، بمعنى أن الإجماع منعقد على أن هذه الآيات في حق الذين كفروا الذين نزلت وهم كفار وخاصة الزعماء الذين حددت الآيات صفاتهم كإنفاق الأموال وبذلها لتجهيز الجيوش.. فمن هؤلاء غير كبار قريش، فالآيات من سورة البقرة والأحزاب وغيرها كانت تشمل أبا سفيان ومعاوية وأمثالهم قبل أي أطراف أخرى، وكان معاوية يمين أبيه بعد مقتل حنظلة ببدر، وعلى هذا فإذا صحت الآيات فلماذا نتشدد في الآثار؟ بل الآيات تبشرهم بالنار وتخبر أنهم لن يهتدوا، فالسلفية القديمة خففت بهذه الآثار من الآيات أكثر مما أكدتها، لأنها لم تشهد عليهم بالنار كما شهدت الآيات، ومع ذلك فالسلفية القديمة أنصف وأجرأ رغم الظروف السياسية الصعبة، إلا أن السلفية المحدثة التي بدأت بأحمد بن حنبل سامحه الله ورحمه[2] – فقد كان عابداً متوقياً في الصغائر؛ جريئاً على بعض الكبائر كالظلم وحب الظالمين والتكفير- هذه السلفية المحدثة هي المسيطرة اليوم. 
وهذه السلفية المحدثة إنما تتشدد إذا تعلق الأمر بذم هؤلاء،  أما أن يستدلوا بالآيات على فضل معاوية وأبيه فحدث ولا حرج، بل قد تستدل بآيات في فضلهما قبل أن يسلما! بينما يتركون الآيات التي كانت تنزل فيهم وفي غيرهم  قطعاً ( لأنها نزلت قبل إسلامهم فتشملهم بالضرورة) فهذه عصبية شديدة كالحة، وهي من آثار السلطة الأموية بلا شك.
تنبيه في انقطاع التوبة عن أبي سفيان ومعاوية:
انظر إلى قوله في سورة الأنفال : (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) [الأنفال)
فهذه الآيات صريحة، بل بعضهم صرح بأنها في أبي سفيان ( وعندما نذكر أبا سفيان فأخص الناس به معاوية فيدخل معه في كل آية، أما في الحديث فهناك اختصاص لهذا وهذا)..
وكان الله قد أتاح لهم فرصة أخيرة بعد بدر بقوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ [الأنفال ).
 ولا بد أن يكون النبي (ص) قد أبلغ هذه الرسالة لهم ما بين بدر وأحد، ولذلك لما لم يستجيبوا أعاد الله لهم الجملة يوم أحد ولكن بلا فتح باب التوبة فقال: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)  [آل عمران)
هنا انتهت مهلة الوعد بالتوبة، ولم يرد في القرآن الكريم ( قل للذين كفروا..) إلا في هذين الموضعين أولاهما في الأنفال ( بعد بدر) والثانية في آل عمران  (بعد أحد).. وكان الكفار المعادين للنبي (ص) في تلك المدة هم كفار قريش، وهذه ظاهرة لمن تدبر القرآن، ولكنها خافية على الهالكين في المكر الأموي.
وانظر إلى قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)  [العنكبوت/23])
ومن تدبر القرآن الكريم – الذي حرمنا معاوية من تدبره-  سيعلم أن سنة الله تقضي بأن طول التكذيب تكون عقوبته الصرف عن الهداية (تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) [الأعراف/101] ) أي ما كذبوا به من قبل رغم تيقنهم صدقه كيف يؤمنون به فيما بعد؟.
ولا ننسى الحكم التأبيدي : (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)  )
 ولا ننسى الخاتمة – في آخر الآيات نزولاً- (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) [المائدة/67، 68] فكان الكفر موجود إلى آخر النبوة في أناس يدعون الإسلام داخل الجزيرة، وإن لم يكن منهم أبوسفيان ومعاوية وأبو الأعور السلمي وحزبه فمن؟..
وفي قوله تعالى : (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109) [النحل/106-109])
وقوله عنهم في سورة الأحزاب عن قريش وحلفائهم وأشياعهم: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68) [الأحزاب/64-68] )
ومعظم سورة التوبة في أبي سفيان ومعاوية وأبي الأعور وأحزابهم من كفار العرب واليهود والمنافقين الجدد، ولو أدركنا هذه الآيات، بل لو تدبرها القرن الأول لعزل هؤلاء عن الحياة السياسية والدينية، ولكنها الفتنة.
22-    آيات سورة الأنبياء:
قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112)  [الأنبياء].
التفسير:
هذه الآيات نزلت في رؤوس قريش، فالسورة مكية، وقد فهم السبط النبوي الحسن بن علي هذه الآية ودمغ بها معاوية عندما أصر عليه معاوية أن يخطب، فخطب وذكر جزءاً من هذه الآيات لم يفهمها معاوية ولا أتباعه واضطربوا لها، ولا ريب أن مراد الحسن واضح لمن تدبر القرآن الكريم، وفسرها بما أشبهها من الآيات في مخاطبة كفار قريش كما سبق..
وقد روى هذا التعريض عن الحسن مجموعة من التابعين منهم الشعبي وابن سيرين وإسماعيل بن عبد الرحمن والزهري  وعمرو بن دينار وعمير بن إسحاق وغيرهم  (معظمها في تاريخ دمشق)، وهم مع اختلافهم في الألفاظ إلا أنهم أجمعوا على هذا التعريض بمعاوية وان هذه الآيات نزلت فيه وفي أمثاله من زعماء قريش.
فرواية إسماعيل بن عبد الرحمن في مقاتل الطالبيين - (ج 1 / ص 20):
حدثني أبو عبيد، قال: حدثنا فضل المصري، قال: حدثنا شريح بن يونس، قال: حدثنا أبو حفص الأبار، عن إسماعيل بن عبد الرحمن:
 أن معاوية أمر الحسن أن يخطب لما سلم الأمر إليه، وظن أن سيحصر، فقال في خطبته: إنما الخليفة من سار بكتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وليس الخليفة من سار بالجور، ذلك ملك ملك ملكاً يمتع به قليلاً ثم تنقطع لذته وتبقى تبعته: " وإن أدري لعله فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حين ".
وهذا اللفظ أعدل الألفاظ وأليقها بالحسن، وقد شوهه النواصب في الروايات الأخرى إلا أنهم أبقوا على التعريض.
فرواية ابن سيرين في مصنف عبد الرزاق - (ج 11 / ص 452)
أنبأنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين: أن الحسن بن علي قال:
 لو نظرتم ما بين حالوس إلى حابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري وأخي فإني أرى أن تجمعوا على معاوية وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين اهـ
ابن سيرين أرسله وفيه نصب وزاد فيه وبتر.. وكذا أيوب السختياني كان فيه نصب .. وأما معمر فبصري ثقة.
 ورواية الشعبي في مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 277)
حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال : لما كان الصلح بين الحسن بن علي وبين معاوية بن أبي سفيان .. وفيه  قوله: ( وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين). وابن عيينة ومجالد والشعبي نواصب.. إلا أن نصبهم متوسط..
ورواية الزهري في دلائل النبوة للبيهقي - (ج 7 / ص 323)
وأخبرنا أبو الحسين ، أخبرنا عبد الله ، حدثنا يعقوب ، حدثنا الحجاج بن أبي منيع ، حدثنا جدي ، عن الزهري ، فذكر قصة في خطبة معاوية ، قال : ثم قال : قم يا حسن فكلم الناس ، فقام حسن فتشهد في بديهة أمر لم يرو فيه ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا ، وإن لهذا الأمر مدة ، والدنيا دول ، وإن الله تعالى قال لنبيه عليه السلام : ( قل إن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون (*) إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (*) وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) اهـ
ولفظ آخر للزهري عند ابن عساكر في تاريخ دمشق - (ج 13 / ص 277)
... عن الزهري قال فكان عمرو بن العاص حين اجتمعا بالكوفة كلم معاوية أن يأمر الحسن بن علي فيخطب فكره ذلك معاوية وقال ما أريد أن يخطب الناس قال عمرو نريد أن يبدو عيه في الناس فانه يتكلم في أمور لا يدري ما هو حينئذ فقال له قم فكلم الناس فلم يزل عمرو بمعاوية حتى أطاعه فخرج معاوية فخطب الناس ثم أمر رجلا فنادى حسن بن علي
 فقال قم يا حسن فكلم الناس فقام حسن فتشهد في بديهة أمر لم يرو فيه ثم قال أما بعد آيها الناس فان الله عز و جل هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وإن لهذا الأمر مدة وان الدنيا دول وان الله قال لنبيه ( صلى الله عليه و سلم ) " وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون أنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون وان ادري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين " فلما قالها اجلسه معاوية ثم خطب معاوية ثم الناس فلم يزل صرما على عمرو بن العاص وقال : هذا من فعل رأيك) اهـ
وفي بعض طرق ابن سيرين عند ابن عساكر في تاريخ دمشق - (ج 13 / ص 275) - فذكر الرواية وفيها- :
قال وأشار ( الحسن) بيده إلى معاوية ( يعني بعد تلاوة الآية) قال فغضب معاوية(!) فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ثم نزل وقال ما أردت بقولك (فتنة لكم ومتاع إلى حين) قال أردت بها ما أراد الله بها اهـ
قلت: ومعاوية داهية وهو يعرف أن هذه الآية وأمثالها فيه وفي أمثاله ولكنه طمع أن يجد من الحسن تفسيراً يبعدها عنه خوفاً من السيف..
والقصة رواها الذهبي في سير أعلام النبلاء - (ج 3 / ص 265) مقراً لها رغم نصبه فقال:
قال ( الحسن) : إن الله قد ولاك يا معاوية هذا الحديث لخير يعلمه عندك، أو لشر يعلمه فيك
(وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) ثم نزل اهـ
والخلاصة في الآيات الحاضنة:
هذا عشرون موضعاً أو عشرون نموذجاً من النماذج المهمة من آيات الكتاب المبين الذي يلوكه هؤلاء بألسنتهم دون تدبر لمعانيه لأن بعض سلفهم فقط لم يقل بهذا! وهي آيات تشكل غطاء كافياً لمن أراد أنه يتهم زعماء قريش الذين حاربوا رسول الله (ص) بأن إسلامهم كان نفاقاً وكرهاً ولم يكن عن صدق نية، والأحاديث والآثار الخاصة في هذا المعنى كثيرة، لكننا أحببنا تقديم هذه الآيات لتشكل اطمئناناً لمن مال إلى هذا الرأي بأنه ليس مخالفاً لكتاب الله وليس شاذاً وهو في أدنى الأقوال احتمال قوي يجب أن يؤخذ في الحسبان وهو متفق مع سنن الله في المستكبرين، ومع طبيعة النفس الإنسانية، ومع سيرة القوم.. ولو تدبرنا الآيات السابقة بتجرد لوجدنا أن الله قد كفانا شطراً من التاريخ وأخبرنا به قبل وقوعه .. بل إن سوء سيرة أبي سفيان ومعاوية وأمثالهم بعد إسلامهم من دلائل النبوة لأن القرآن تحدث عن مستقبل هؤلاء ولا يمكن أن يكون حديث الله عن مستقبلهم إلا صدقاً، نعم قد يقول البعض إن هذه الآيات عامة؟ وأنت تخصص.. قلنا كل الآيات القرآنية في فضل الصحابة عامة، فلماذا تنزلونها على من نزلت فيهم أيام نزولها؟ فلا تنكرون على الآخرين منهجكم، ثم من تبين لنا حسن سيرته لا ندخله في هذا العموم، وهؤلاء قليل لا حكم لهم..
ثم لو استثنينا الضعفاء والحمقى لا يجوز استثناء الزعماء والدهاة فذكاء المرء محسوب عليه، ولا يجوز أن ننزل هذه الآية في الأتباع ونبريء القادة فالقادة عليهم وزر أنفسهم ووزر أتباعهم، فلابد أن تكون هذه الآيات متحققة في الزعماء قبل الأتباع، ولا يجوز تفريغ هذه الآيات من معانيها، فالله لم ينزلها عبثاً ..
ثم هل كانت براهين النبي (ص) ناقصة طيلة العهد المكي وأكثر العهد المدني حتى وقع فتح مكة؟ أم أن البراهين كانت مكتملة أيام العهد المكي وما ازداد كفار مكة في العهد المدني إلا حقداً وحسداً بسبب مقتل قراباتهم في بدر وغيرها؟
إذن فالعقل يقول إنهم لم يؤمنوا لزيادة برهان ولا زوال حقد وحسد.. وإنما هو الخضوع فحسب مع بقاء القلوب منعقدة على الحقد على نبي الرسالة وعلى أخص الناس به .. فتم استكمال هذه الحرب ولكن بطريقة أخرى لينة الملمس بليغة الأثر ، وهذا عمل الدهاة الذي يأخذ معه مغفلي الصالحين في حلف مع كل أشرارها ضد الأقلية العاقلة والمؤمنة.


[1] وقد سرد الشوكاني الأقوال في فتح القدير - (ج 3 / ص 181) فقال : وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في أبي سفيان بن حرب . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد نحوه . وأخرج هؤلاء وغيرهم عن سعيد بن جبير نحوه . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الحكم بن عتيبة ، في الآية قال : نزلت في أبي سفيان أنفق على مشركي قريش يوم أحد أربعين أوقية من ذهب ، وكانت الوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقالاً من ذهب .اهـ وهناك قول ضعيف عن الكلبي أنها نزلت في المطعمين يوم بدر – وسرد اسماءهم وهم اثنا عشر- وليس منهم أبو سفيان ( في زاد المسير لابن الجوزي) ومنهم من جعلها في بني قريظة والنضير، وآخرون جعلوها في أبي جهل.. والأقوى أسانيد وواقعاً ما تقدم من أنها في أبي سفيان وحزبه...
[2] وله سلف كسفيان بن عيينة وابن مهدي وقبلهم أيوب السختياني وقبله أبو قلابة وابن سيرين  .. الخ، هم مجموعة أفرد شذوا عن السلف لكنهم أصبحوا سلف السلفية المحدثة، ثم انصبغت السلفية كلها بعقائدهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق