الأحد، 23 فبراير 2014

المنهج السلوكي ادارة الوقت في الادارة



المنهج السلوكي:

يعتبر هذا المنهج أول منهج مستحدث في دراسة الإدارة، ويلاحظ بداء أن المنهج السلوكي يكتسب أهمية في الدراسات الإدارة نظرا لتقدم العلوم السلوكية، وتطورها بسبب أنه يركز على التفاعلات المختلفة في العملية الإدارية.
ويربطها بالعوامل الاجتماعية الموجودة في محيط الإدارة. وقد استطاع أصحاب المنهج السلوكي أن يقيموا فروعا دراسية منبثقة عن النظام الدراسي للادارة العامة، وتدور في فلك منهجهم السلوكي، وذلك مثل علم النفس الادراي.
مفهوم النموذج:
لقد ظهر النموذج في دراسة الإدارة بشكل واضح في منتصف الخمسينات وكرد فعل للدارسات التجريدية التي قامت تعلى أساس المبادئ المجردة حيث شكلك أنصار النموذج في محاولة دراسة الإدارة على أساس استخلاص مبادئ معينة تدرس على أساسها العامة ورأ,و في إقامة النمادع أسلوبا أفضل.
ويلاحظ أن منهج النماذج كسابقة يعتبر ضيقا عن الإحاطة بجميع ظواهر الإدارة من حيث أنه يبدأ بافتراضات مسبقة ليست قائمة على أساس من المبادئ العامة، وإنما وفق اتجاه أو فلسفة أو فكر.
تطور دور الإدارة: إدارة التنمية:
من الملامح الحديثة للدراسة المقارنة الإدارة التغيير الجدري في دور الإدارة منذ الخمسينات، وهو ما يمثل تطور مضمون هذا الدور ويجسد تطور دور الإدارة المضمون الحديث لوظيفة الدولة في مختلف المجتمعات – متقدمة 0- حديثة – متخلفة – نامية.
ففي الدول المتقدمة زاد تدخل الدولة بصرف النظر عن نظامها الاقتصادي والنظرية السياسية السائدة والتي تحكم إطار وظيفة الدولة. فلقد كانت للثورة الفنية الهائلة في الدول المتقدمة آثارا بعيدة المدى على واقع إطار وظيفة الدولة فيها. ومن ثم على دور الإدارة، إذ أدت التكنولوجيا الحديثة إلى إقامة إدارات عامة ما كان يمكن تصورها منذ عقدين من الزمان، ولعل مركز مانهتن الهندسي وإدارة قاعدة كيب كيندي بالولايات المتحدة خير مثال على ما سبق.
وبالإضافة إلى إدارات الفضاء وأبحاث القمر، فليس على الدولة الآن أن تفعل ما تشاء وإنما تفعل ما يجب أن يكون. كما أضحى من المستحيل تحديد وظيفة الدولة مسبقا بموجب مذهب أو اتجاه معين، وغنما تتحدد هذه الوظيفة تبعا للتطورات الاجتماعية والفنية التي لا تقف بعند حد في عالم اليوم/ ومن هنا أفضت هذه العوامل مجتمعة إلى حتمية تدخل الدول في كل النظم الاجتماعية بغير استثناء.
بل أن الأوضاع في الدول حديثة المولد قد فرضت بالضرورة جتمية تدخل الدولة، حيث خرجت هذه الدول إلى الوجود في النظام السياسي الدولي حاملة معها أثقالا من التخلف الرهيب بما يعنيه من مشكلات كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية وإدارية نتيجة للتخلف الذي عاشته مجتمعاتها قرونا طويلة.

إدارة الوقت:

يمثل الوقت أحد الموارد الهامة والثمينة لأي إنسان في هذا العالم الكبير، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، وإذا لم يحسن الإنسان استغلاله بفعالية فإنه يفقد الكثير مما يصعب تعويضه، سواء في عمله أو في حياته الخاصة، لأن ما مضى منه لا يعود أبداً.
والوقت من ذهب، بل أغلى من الذهب لأنه لا يقدر بثمن، ويعد أحد خمسة موارد أساسية في مجال الأعمال وهي: المواد، المعلومات، الأفراد، الموارد المادية، إضافة إلى الوقت الذي يُعدّ أكثرها أهمية. لأنه كلما تحكم الفرد في وقته بمهارة وإيجابية استطاع أن يستثمره في تحقيق أقصى عائد ممكن من الموارد الأخرى؛ إذ أنّ الفرد عندما يدير وقته بشكل فعّال، هو في الحقيقة يدير حياته ونفسه وعمله إدارة فعّالة .
وهذا يعني أن الوقت لا يمكن عزله عن حياة الإنسان الشخصية والمهنية. ومن هنا تبرز أهمية وضرورة الوقت، هذا المورد الهام الذي ينبغي التعامل معه واستثماره بفعالية، والذي صار واحداً من ضمن موضوعات علم الإدارة، وهو موضوع إدارة الوقت (Time Management).
بما أن الوقت المتاح للمديرين محدود، فكيف يستطيع المديرون استخدامه بفعالية؟
"إن قضية التنمية في المقام الأول قضية وقت وقضية إنتاج. وإن الأمر في حاجة إلى التعامل مع الوقت على أنه مورد لابد من استثماره لتحقيق النتائج المطلوبة لرفاهية شعوبنا، ويقع عبء ذلك في الدرجة الأولى على عاتق كل فرد منا".
فالعبرة ليست في إنفاق الوقت، بل في استثماره، مثله مثل أي رأس مال نجد أن الوقت إذا أنفقناه ضاع، أما إذا استثمر فسينمو ويؤتي ثماره في مستقبل حياتنا، وللأجيال القادمة، فمن الضروري على كل مدير أن يسأل نفسه السؤال التالي: هل أنا أقوم بالأشياء الصحيحة؟ قبل أن يسأل: هل أنا أقوم بالأشياء بطريقة صحيحة؟ إذ أن الوقت ليس هو المشكلة في حد ذاته، ولكن المشكلة هي كيف نستثمره، فالوقت شيء لا بد من أن نختبره ونعيشه.
إن ما سبق يقودنا إلى القول إن "الفرق بين مصطلحي الكفاءة (Efficiency) والفاعلية (Effectiveness) في استخدام الوقت هو مفتاح القضية، لأن الكفاءة تعني القيام بالعمل بشكل صحيح بينما تعني الفاعلية أن تقوم بالعمل الصحيح بشكل صحيح".
فهناك فرق بين الكفاءة والفاعلية، "فمهما كانت السرعة التي يقود بها الفرد سيارته متجهاً إلى الجنوب، فهو غير فعّال متى كانت وجهته الحقيقية نحو الشمال".
"ولعل هذا ما دفع الجمعية الأمريكية لتقويم المهندسين إلى تبني شعار: اعمل بطريقة أذكى لا بمشقة أكثر. كمحاولة للتمييز بين الشغل والانشغال أو بين الكفاءة والفاعلية"، أي بين إنجاز العمل بكفاءة وإنجاز العمل المطلوب لتحقيق الأهداف.
ففي إدارة الوقت من الأفضل للمدير أن "يوجه نظره نحو النتائج بدلاً من القلق بسبب الإجراءات"، أي " أن يوجه نظره نحو الهدف أولاً ثم الإطار ثانياً، الرؤية أولاً والطريقة ثانياً، أي إلى الفاعلية أولاً والكفاءة ثانياً"، وبذلك يبدأ المدير بوضع أولى خطواته على طريق النجاح في إدارته لوقته. إن مفتاح إدارة الوقت هو أن يستطيع المدير السيطرة عليه أو إدارته، وإنّ الاستثمار الأمثل للوقت سيؤدي إلى:

 تحقيق المنظمة لأهدافها.
* التزام أكثر بالقضايا الإدارية الهامة والطويلة الأمد.
* تطوير أفضل لقدرات المديرين.
* قلق وضغط وتوتر أقل.
إذاً من المفيد أن ننظر إلى إدارة الوقت بأنها عمل الأشياء الصحيحة بطريقة صحيحة، أي أنها إدارة الوقت بفعالية، إذ ينصب الاهتمام على ما يجب أن يفعله المدير، ثم السرعة في التنفيذ وليس العكس، بمعنى أن يقضي المدير وقته في بناء العلاقات القادرة على إيجاد الاتصال الفعّال مثلاً، بدلاً من قضائه في حل المشكلات الناجمة عن سوء الاتصال وظهوره مشغولاً في أعين الجميع. وبذلك نصل إلى تحديد معنى الفاعلية في إدارة الوقت على أنها ( إنجاز المدير لأهدافه الصحيحة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة
إن هذا الفهم لمضمون الفعالية في إدارة الوقت قد أخذ صوراً متعددة في مناهج دراسة إدارة الوقت كل حسب وجهة نظره.
وعند دراسة أدبيات إدارة الوقت، يتضح أن هناك ثمانية مناهج مختلفة تقوم على افتراضات ومبادئ. ولكل منهج منها قيمته وإضافته، وتتمثل هذه المناهج فيما يلي:

1ـ  منهج (نظم نفسك:

يفترض هذا المنهج أن معظم مشكلات الإدارة تأتي من الفوضى، أو من غياب النظام، حيث لا يجد الإداري ما يريده عندما يحتاجه، ويصبح الحل المنطقي في بناء النظم التي تهتم بالتنظيم في ثلاثة مجالات:
* تنظيم الأشياء:
أي ضبط كل شيء بدءاً بمفاتيح الأبواب إلى الحاسبات والأرفف الخاصة بالملفات والمساحات في المكاتب.

تنظيم المهام:

أي إعطاء الأوامر وتحديد خطوات التنفيذ باستخدام قوائم أو خرائط تخطيط أو حتى برامج كمبيوتر معقدة تخطط لإدارة المشروعات.
* تنظيم الأفراد:
أي تحديد ما يمكن أن يقوم به الإداري ومن يعملون معه ثم تفويض الأعمال لديهم، ثم بناء نظام لمتابعة أدائهم حتى يتمكن هذا الإداري من التحكم فيما يجري.
من أهم نقاط القوة في هذا المنهج أن التنظيم يوفر الوقت والكلفة والجهد، إذ لا يضيع الوقت في البحث أو كتابة التقارير مثلاً. فالتنظيم يعطي المرء الذهن الصافي وحياة أكثر انضباطاً ولكن الإسراف في التنظيم يتحول إلى عائق ونقطة ضعف، إذ يصبح التنظيم هدفاً في حد ذاته بدلاً من أن يكون وسيلة لأهداف أهم. فقد يضيع الوقت في التنظيم أكثر مما يضيع في الإنتاج ثمّ لا يجد بعضهم وقتاً للعمل لأنّه مشغولٌ في ترتيب الأمور.
2- منهج المحارب (البقاء والاستقلالية
الفلسفة وراء هذا المنهج هي حماية الوقت من الضياع حتى يتحقق التركيز والإنتاج فالجميع محاصر بطلبات ضاغطة من بيئة مزدحمة. ولذلك يرى منهج المحارب أنه إذا لم يتصرف المدير بحزم حيال هذا الهجوم على وقته فسينهار النظام كله. ومن الأساليب التي يقترحها هذا المنهج:
* العزل:
أي إيجاد نظام حماية من خلال سكرتارية وأبواب مغلقة وأجهزة رد على الهاتف ونحو ذلك من الوسائل.
* الانعزال:
وهو الانتقال إلى بيئة بعيدة تضمن العزلة حيث يمكن العمل باستقلالية ودون مقاطعة.
* التفويض:
ترحيل الأعمال إلى الآخرين حتى يتاح المزيد من الوقت للأعمال الأهم.
تنبع قوة هذا المنهج من أن الوقت هو مسؤولية شخصية، وأن المدير سينتج ويبدع متى أتيح له وقت هادئ دون مقاطعة.
ولكن افتراض هذا المنهج أن الآخرين هم عدو، عليك إزاحتهم من الطريق حتى تتمكن من أداء الأعمال من خلال العزل والاعتزال ووضع الحواجز، هو أمر مبالغ فيه، إذ ينسى أن ما يود المدير إنجازه يتوقف على وجود هؤلاء الآخرين، ومن ثمّ يصبح من الصعب الحصول على تعاونهم ونحن نعتزلهم، بالإضافة إلى ذلك يقود هذا المنهج السلبي الدفاعي إلى سلوك انطوائي قائم على الاعتماد الكامل على الذات، وتحقيق الإشباع من خلال ذلك. عند هذا الحد يشعر الباقون أنهم معزولون ولذلك سيحاولون الحصول على الاهتمام إما بإيجاد المشكلات أو العمل بشكل منفرد، وهنا قد يحتاج المدير إلى وقت أكثر لحل مشكلاتهم، إن المنهج الانعزالي الوقائي يتجاهل حقيقة الاعتمادية المتبادلة بين جميع الإطراف، وأثرها على جودة الحياة، مما يعقد الأمور أكثر فأكثر.
******

منهج الهدف (الإنجاز
يقول هذا المنهج: اعرف ما تريده ثم ركّز جهدك لتحقيقه. فهو يعتمد على أساليب التخطيط ووضع الأهداف وحفز الذات والحماسة من خلال حالة ذهنية إيجابية.
لقد أثبت الواقع أن الأفراد والمنظمات التي تضع أهدافاً واضحة للوصول إليها تحقق نتائج أفضل. وأن الواقع يثبت أيضاً أن القادرين على وضع الأهداف والقادرين على الوصول إليها يحققون ما يحلمون بالوصول إليه.
وهناك عدد كبير ممن يعتمد على هذا المنهج لصعود سلم النجاح، ولكن سرعان ما يكتشفون أن السلم يستند إلى الحائط الخطأ. منهم من يضعون الأهداف ويبذلون الجهود لتحقيقها ويصلون إلى ما يرغبون ولكن ليكتشفوا أن الثمار التي جنوها ليست الثمار التي يحلمون بها، فعندما لا تستند الأهداف إلى مبادئ وحاجات أساسية يصبح الهدف والإنجاز من المسببات لعدم تحقيق حياة متوازنة. فقد يكسب بعضهم الملايين ولكنهم يعيشون حياة خاصة بائسة، فقراء بالعلاقات والعواطف. فهو منهج دفع الثمن الغالي للوصول إلى الأهداف.

5  ـ منهج التسلسل (الأولويات وتحديد القيم:

يعتمد هذا المنهج على منهج الهدف، ولكنه يضيف إليه مبدءاً هاماً هو مبدأ التسلسل والأولويات. بمعنى الإلحاح على أهم المهام. ويستخدم في سبيل ذلك عدة أساليب، منها أسلوب تحديد القيمة وترتيب المهام. فيقول أصحاب هذا المنهج: يمكنك أن تفعل ما تريد ولكن ليس كل ما تريد. فافتراضه الأساسي هو إذا كنت تعرف ما تريده وتُلحّ على إنجاز المهم أولاً فإنك ستصبح فعالاً في إدارتك لوقتك.
ولكنّ هناك الكثيرين الذين يجلسون عند قمة سلم النجاح يقولون إنهم وضعوا الأهداف وألحوا عليها وحددوا الأولويات ولكن عندما وصلوا إلِى الهدف لم يجدوا النتائج التي توقعوها. ولذلك إن لم تكن الأهداف نابعة من المبادئ الحقيقيّة فلن يصل الفرد إلى الإنجاز الحقيقي لنتائج تضمن جودة الحياة.

 5 ــ منهج الأدوات التكنولوجية:

يقوم هذا المنهج على فرض أن الأدوات المناسبة (مثل الجدول الزمني والمفكرة اليومية وبرنامج الحاسب ونحوها ) ستعطي الفرد قدرة على الإدارة الفضلى. إذ يقوم هذا المنهج على أن هذه الأدوات تضمن معرفة الأولويات، وتنظيم المهام، والوصول إلى المعلومات بسهولة. والفرض الأساسي أن النظم والهياكل تساعد على جعل الأداة أكثر فاعلية، فهناك ميزة كبيرة في الاستخدام الفعال لتلك الأدوات في تحقيق:
* تحديد الأولويات . * وضع الأهداف . * تنظيم المهام.* استخدام منظم سريع للمعلومات .
ولكن كم من الناس يستخدمون أدوات إدارة الوقت هذه كما يجب أن تكون؟ فهناك من يشتري التقاويم لتتحول إلى أدوات زينة تترك غير مستخدمة. وبالنسبة لبعضهم تعد التقاويم اليومية والمهام المحددة أمراً مقيداً أو جامداً. إضافة إلى أن التكنولوجيا بشكل عام إن لم تكن مرتبطة بالمعرفة التامة بأهمية القيام بالمهمة المستخدمة من أجلها لا تعطي الجودة بشكلها المطلق، وإنما تعطي بعض القدرة على تحسين هذه الجودة فقط، فآلة التصوير الفوتوغرافية المتقدمة لا تنشئ مصوراً ناجحاً.

 6 ـ منهج المهارة في إدارة الوقت:

يقوم هذا المنهج على أساس أن إدارة الوقت مهارة شخصية تحتاج إلى إتقان عدة أشياء هي:
* استخدام تقاويم ومفكرات المواعيد.
هذا المنهج التنظيمي شائع وقائم على أن غياب مهارة التخطيط ووضع الأهداف والتفويض سيؤثر على التنظيم، ولذلك يلجأ كثير من المنظمات إلى وسائل تعليمية لتعليم العاملين هذه الأساسيات.
إن من أهم نقاط ضعف هذا المنهج تكمن في التساؤلات التالية:
* ما النماذج الأساسية التي يتم تعليمها؟
* هل تقوم على مبادئ صحيحة؟
* أو أنها تدعو لفروض غير صحيحة عن الفاعلية؟
إن الأهم من الأدوات والتنظيم هو ربط الكفاءة بالمبادئ الحقيقية لإدارة الوقت. فالمهارة دون ربط مع نتيجة واضحة ومحددة لا تلبي إدارة فعالة للوقت.
 7- منهج التدفق الطبيعي (الانسجام والنغمة الطبيعية:
يقوم هذا المنهج على فروض مختلفة عن الحياة والوقت تختلف عن الفروض التي تقوم عليها باقي مناهج إدارة الوقت، فهو يقوم على فلسفة مستمدة من الحضارات الشرقية المتصلة بالتوافق الداخلي للذات والانسجام مع الطبيعة، بعيداً عن إلحاح الظروف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق