السبت، 22 فبراير 2014

مفهوم تعريف القيمة لغة واصطلاحا



مفهوم القيمة :
- لغوياً واصطلاحياً :
قيمة الشئ في اللغة هي قدره ، وقيمة المتاع ثمنه . يقال : قيمة المرء ما يحسنه ، وما لفلان قيمة ، أي ما له ثبات ودوام على الأمر .
والقيمة مرادفة للثمن ، الا أن الثمن قد يكون مساوياً للقيمة ، أو زائداً عليها أو ناقصاً عنها . والفر بينهما أن ما يقدر عوضاً للشئ في عقد البيع يسمى ثمناً له ، الدراهم والدنانير وغيرها . على حين أن القيمة تطلق على كل ما هو جدير باهتمام المرء وعنايته ، لاعتبارات اقتصادية أو سيكولوجية أو اجتماعية ، أو أخلاقية أو جمالية . (1)
وقيمة الشئ من الناحية الذاتية هي الصفة التي تجعل ذلك الشئ مطلوباً ومرغوباً فيه عند شخص واحد أو عند طائفة ميعنة من الناس ، مثال ذلك قولنا : إن للنسب عند الأشراف قيمة عالية .
ويطلق لفظ القيمة من الناحية الموضوعية على ما يتميز به الشئ من صفات تجعله يكون مستحقاً للتقدير بذاته كالحق ، والخير ، والجمال ، كانت قيمته مطلقة ، وإن كان مستحقاً للتقدير من أجل غرض معين كالوثائق التاريخية مثلاً ، والوسائل التعليمية ، كانت قيمته إضافية . (2)
ويطلق لفظ القيمة في علم الأخلاق على ما يدل عليه لفظ الخير ، بحيث تكون قيمة الفعل تابعة لما يتضمنه من خيرية . فكلما كانت المطابقة بين الفعل والصورة الغائية للخير أكمل ، كانت قيمة الفعل أكبر ، وتسمى الصور الغائية المرتسمة على صفحات الذهن بالقيم المثالية ، وهي الأصل الذي تبنى عليه أحكام القيم ، أي الأحكام الشيئية التي تأمر بالفعل أو بالترك .
ومعنى قيمة الشئ عند علماء الاقتصاد وفاؤه بالحاجات ، فإن كانت الحاجة إليه أشد ، كانت قيمته أعظم ، والعكس بالعكس .
وقد فرق العلماء بين القيمة الحقيقية والقيمة الاعتبارية ، فقالوا أن القيمة الحقيقية مبنية على المنفعة ، كقيمة الأرض ، أو قيمة الطعام ، على حين أن القيمة الاعتبارية مبنية على الثقة والائتمان ، كقيمة الأوراق النقدية ، والحوالات المالية.
وفرقوا أيضاً بين القيمة الذاتية للشئ والقيمة المضافة إليه ، فقالوا أن القيمة المضافة إليه تنشأ عن العمل المبذول في إنتاج الأشياء ، أو عن حوالة الأسواق ، أو عن الندورة والتداول ، ولكن القيمة المضافة لا تكون مشروعة في نظر بعض الفلاسفة ، إلا إذا كانت ناشئة عن العمل المبذول في صنع الشئ . (3)
وللقيمة تعريفات متعددة ، منها : إنها كلمة متواطئة الدلالة ، تختلف باختلاف موضوعاتها التي تتوزع بين القيمة اليومية المرتبطة بالوعي العادي العام المشترك ، والقيمة العلمية المتعلقة بالتفكير العلمي الوضعي ، والقيمة الفلسفية المرتبطة بالفعل الفلسفي وميتافيزيقاه . (4)
والقيمة تفرض تداخلاً بين خيوطها الثلاثة السابقة ، وتلتحم مع كل خيوط العمل اليومي ، إلا أنها تختلف باختلاف المجال الذي تتجسد فيه ، كما أنها ترتبط بالمعيار الذي يزامن الواقع المحسوس بكل مجالاته ، وتمثل تعقلاً يتأرجح بين اللامادي المعياري والمادي الملموس ، وبين الغموض والوضوح ، والقرب والبعد ، والمشخص والمتعالي ، والتحقق واللاتحقق ، بل بين الحقيقي والزائف ، أو بين الممكن والممتنع ، فعندما ترتبط القيمة بالفرد لكي نجده يرتقي في تفاضله بين الأفراد في التميز إلى التمرد والعبقرية والبطولة والتفوق وكل ما من شأنه أن يفوق قيم المألوف والشائع والمتعارف عليه من حدود التمييز القيمي .
وملخص القول أن القيمة حاضرة حيث تحايث دائرة الوجود الانساني بأفعاله وأفكاره ، من أبسط العلاقات المادية بين بائع وشارٍ على أعقد العلاقات التجريدية بين المتعاليات في المخيلة والفكر وصولاً على الميتافيزيقا وإلى أقصى ذروة ممكنة لحدود العقل وإبداعه . (5)
ويعرف الدكتور عادل العوا القيمة بأنها :" الأساس الذي يلازم عملنا الواقعي ومطالبنا الدائمة والوقتية ، وتمثل الشئ الذي نرغب فيه أو الهدف الذي نسعى إليه أو التوازن الذي نبغي تحقيقه.
أما الفيلسوف الأمريكي رالف بارتون بيري فقد ربط القيمة بالواقع ، وقال إن أي شئ له قيمة ، أو يعتبر قيماً في المعنى الأصلي الجوهري الجامع حين يكون موضوع اهتمام ما . أي أن القيمة تعرف بالاهتمام ، ويتوقف معناها على الاهتمام . فكلما زاد الاهتمام زادت القيمة . فأي موضوع أياً كان يكتسب قيمته عندما يستوعب اهتماماً ما أياً كان هذا الاهتمام . (6)
وعلى مستوى السلوك العام تكون القيمة هي مقياساً لضبط الأفعال الخيرة ، كالكرم والتضحية والبذل والذم الأفعال الذميمة كالأثرة والجشع والقسوة والعنف .. إلخ .
وكما يتمثل مفهوم القيمة في الضمير الأخلاقي في الضمير والشعور بالواجب الذي يصوغ أساليب السلوك وأنواع التصرف الانساني . ويبرز مفهوم القيمة في أسلوب الانسان في تلبية مطالبه العضوية من مأكل ومشرب وحاجاته الكمالية ، ثم نزعاته الدينية والأخلاقية والإبداعية ، والقيمة بذلك تمثل التحديد لاتجاه سلوك الانسان لكي ترسم مقوماته وتعين بنيانه .(7)


(1)  جميل صليبا : المعجم الفلسفي الجزء الثاني ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت د ت ، ص 211 .
(2)  المرجع السابق ص 212 .
(3)  نفس المرجع ، ص 212 .
(4)  مجدي رسلان ، فلسفة القيم ، تقيدم د.هالة محجوب ، دار المنار للطباعة مصر 2011 ، ص 5
(5) نفس المرجع ، ص 6
(6)  نفس المرجع ص 7 .
(7) نفس المرجع ، ص 7 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق