الخميس، 27 فبراير 2014

اقسام انواع التمييز المحول عن الفاعل عن المفعول التمييز الواقع بعد افعل التفضيل بعد كل مادل على التعجب



أقسام التمييز :
ينقسم التمييز بحسب المميز إلى قسمين :
أولهما : تمييز المفرد ، أو الذات : وهو الذي يكون مميزه لفظا دالا على العدد أو على شيء من المقادير الثلاثة " الكيل أو الوزن أو المساحة " ، أي أنه الذي يزيل إبهام لفظ من ألفاظ الكيل ، أو : الوزن ، أو : المساحة ، أو . العدد ) فتمييز المفرد أو الذات أربعة أنواع غالبا.
ثانيهما : تمييز الجملة ، وهو الذي يزيل الغموض والإبهام عن المعنى العام بين طرفيها ، وهو المعنى المنسوب فيها لشيء من الأشياء ، ولذلك يسمى أيضا : تمييز النسبة .([1])
وينقسم إلى أربعة أقسام :
التمييز المحول عن الفاعل ، مثل : طاب علي نفسا .
التمييز المحول عن المفعول ، مثل : غرست الأرض شجرا .
التمييز الواقع بعد أفعل التفضيل ، مثل : أنت أكرم خلقا .
التمييز بعد كل ما دل على التعجب ، مثل : ما أنبل محمدا رجلا .
فتمييز النسبة إما أن يكون محولًا عن فاعل، وهو كثير:   (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا )   تفقأ زيد شحمًا، تصبب محمد عرقًا، وإما إن يكون محولًا عن المفعول، كما في قوله -تعالى-:   (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا )  ؛ لأن المعنى: فجرنا عيون الأرض، وإما ألا يكون محولًا عن شيء، وهذا ليس بالكثير، كما إذا قلت: امتلأ الإناء ماءً، ماء هنا ليست محوله عن فاعل، ولا عن مفعول؛ لأنه ليس التقدير: امتلأ ماء الإناء، كما تقول: اشتعل شيب الرأس، وتصبب عرق زيد، أو نحو ذلك.
أما التمييز الواقع بعد أفعل التفضيل  فإن كان فاعلاً في المعنى وجب نصبه وإن لم يكن كذلك وجب جره بالإضافة.
وعلامة ما هو فاعل في المعنى: أن يصلح جعله فاعلاً بعد جعل أفعل التفضيل فعلاً، نحو: العالم العامل أرفع من ذوي المال قدراً، فـ(قدراً) تمييز يجب نصبه، وهو فاعل في المعنى، إذ يصح أن يقال: العالم العامل ارتفع قدره، ومنه قوله تعالى: (أنا أكثر منك مالاً وأعزُّ نفراً)
وعلامة ما ليس بفاعل في المعنى أن يكون أفعل التفضيل بعضاً من جنس التمييز، ويعرف ذلك بصحة حذف أفعل التفضيل، ووضع لفظ (بعض) موضعه، نحو: الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - أصدق الناس، فـ(الناس) تمييز، يجب جره بالإضافة، لأنه ليس بفاعل في المعنى. إذ يصح أن يقال: الأنبياء بعض الناس.
وأما الواقع بعد ما يفيد التعجب فإنه يجب نصبه، سواء في ذلك التعجب القياسي أو السماعي، فالقياسي نحو: ما أحسن الصدق خلقاً للمسلم، وأحسن بالصدق خلقاً للمسلم، والسماعي نحو: لله دره فارساً، وقول الشاعر:
وحسبك داء أن تبيت ببطنةٍ……وحولك أكباد تَحِنُّ إلى القِدِّ.


" قال ابن الحاجب : فالأول عن مفرد ، مقدار غالبا ، إما في عدد نحو : عشرين درهما ، وسيأتي ، وإما في غيره ، نحو : رطل زيتا ، ومَنَوان سمنا ، وعلى التمرة مثلها زبدا ، فيفرد إن كان جنسا إلا أن يقصد الأنواع ويجمع في غيره ثم إن كان بتنوين أو بنون التثنية ، جازت الإضافة ، وإلا فلا ، وعن غير مقدار نحو : خاتم حديدا ، والخفض أكثر .
قال الرضي  : قوله فالأول ، يعني الذي يرفع الإبهام عن ذات مذكورة ، قوله : عن مفرد ، لفضة (عن) في مثله تفيد أن ما بعدها مصدر لما قبلها وسبب له كما يقال : فعلت هذا عن أمرك وعن تقدمك ، أي أن أمرك سبب لحصوله ، فالتمييز صادر عن المفرد ، أو عن نسبة في جملة أو شبهها ، أي : النسبة سبب له لأنك تنسب شيئا إلى شيء في الظاهر والمنسوب إليه في الحقيقة غيره ، فتلك النسبة ، إذن ، سبب لذلك التمييز .
والأول لا يكون إلا عن مفرد ، وذلك المفرد على ضربين : إما مقدار وهو الغالب أو غير مقدار ، والمقدار : مايقدر به الشيء ، أي يعرف به قدره ويبين ،... أو مقاييس .. إلخ
وغير المقدار : كل فرع حصل له بالتفريع اسم خاص ، يليه أصله ، ويكون بحيث يصح إطلاق الأصل عليه ، نحو : خاتم حديدا .... والخفض في هذا أكثر من في المقادير ..."([2])
" قال ابن الحاجب : والثاني عن نسبة في جملة أو ما ضاهاها ، نحو : طاب زيد نفسا وزيد طيب أبا وأبوة ، ودارا وعلما ، أو في إضافة ، مثل يعجبني طيبة أبا وأبوة ، ودارا وعلما ولله دره فارسا .
يعني بالثاني : ما يرفع الإبهام عن ذات مقدرة ، قوله : عن نسبة في جملة ، أي نسبة حاصلة في جملة أو شبه جملة ، وشبه الجملة : إما اسم الفاعل مع مرفوعه ، نحو : البيت مشتعل نارا ، أو اسم المفعول معه ، نحو : الأرض مفجرة عينا ، أو أفعل التفضيل معه نحو : (ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ)([3]) ، أو الصفة المشبهة معه ، نحو : زيد طيب أبا ، أو المصدر نحو : أعجبني طيبه أبا ، وكذا كل ما فيه معنى الفعل نحو : حسبك بزيد رجلا ، ويا لزيد فارسا .... إلخ"([4])



([1])  النحو الوافي ،عباس حسن : 2/417و418.
([2])  شرح الرضي على الكافية، تصحيح وتعليق:يوسف حسن عمر :2/55 و 56 و 57
([3])  الكهف:34.
([4])  شرح الرضي على الكافية، تصحيح وتعليق:يوسف حسن عمر :2/63 و64 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق