الاثنين، 24 فبراير 2014

تعريف مشكلة البحث العوامل المؤثرة في اختيار كيفية صياغة المشكلة



اختيار مشكلة البحث وصياغتها

مفهوم المشكلة :

هناك خلط بين الباحثين في تعريف مفهوم المشكلة فهم يعرفونها (أنها مشكله علميه) ، وعندنا مشكله اجتماعيه ، والمشكلة العلمية تختلف عن المشكلة الاجتماعية والمرضية .
إذا مشكله البحث هي عبارة عن موضوع يحيط به الغموض أو ظاهرة تحتاج إلى تفسير أو قضية موضع خلاف ، أما بالنسبة للمشكلة الاجتماعية فهي عبارة عن موقف يحتاج معالجة إصلاحية وينجم عن ظروف المجتمع أو البيئة الاجتماعية ويستلزم جمع الوسائل والجهود الاجتماعية لمواجهته وتحسينه .
فالمشكلات الاجتماعية ترتبط بالجوانب التي يصطلح على تسميتها  بالجوانب المرضية والجوانب السّوية فمثلاً علاقة الأب مع الابن مشكلة اجتماعية الباحث يستطيع أن يدرسها  كدراسة علميه .
إذاً هناك مصطلحان مختلفان : الأول هو مشكلة اجتماعية ، والآخر هو قضية مشكلة علمية ، فالمشكلة  الاجتماعية تعتبر ظاهرة مرضية ، أما المشكلة العلمية فهي دراسة هذه الظاهرة سواء ظاهرة مرضية أو سوية فالباحث عندما يدرس الظاهرة الاجتماعية يعتبرها كمشكلة للدراسة .
فاصطلاح مشكلة البحث أوسع حدوداً ومدلولاً وأكثر شمولاً وامتداداً من اصطلاح المشكلة الاجتماعية ، فالمشكلة الاجتماعية محصورة في مشكلة معينة ، أما المشكلة العلمية فهي واسعة الاصطلاح نستطيع أن نستخدمها في البحوث الاجتماعية والعلمية وان ندرسها من خلال استخدام مناهج البحث العلمي ، أما المشكلة الاجتماعية فهي مشكلة مرضية تصيب نظام أو مكان أو بناء اجتماعي أو داخل الأسرة أو داخل المؤسسة الإدارية .

العوامل المؤثرة في اختيار المشكلة :

1/ الهدف من البحث : وتوجد عدة عوامل تحدد الهدف من البحث :
أ/ دافع علمي : أي يكون البحث نظري هدفه خدمة العلم بالدرجة الأولى كالتغير الاجتماعي عند احد المفكرين مثل التغير الاجتماعي عند فكر مالك بن نبي أو الشيخ السعدي ، فندرس التغير الاجتماعي في وقته  ثم نحاول  نطبقه في وقتنا الحالي .
ب/ دافع عملي : وهو البحث الذي يتناول مشكلة اجتماعية كإدمان المخدرات وتهدف هذه الأبحاث إلى حل مشكلات المجتمع  .
2/ الفلسفة الاجتماعية والسياسية للدولة : فهناك  دولة  تختلف  عن دولة في مفهومها لبعض القضايا الموجودة في المجتمع ، فهناك دولة ترى أهمية اشتراك عنصر مهم جدا في المجتمع بينما أخرى ترى انه غير مهم ، وأيضا قد تكون هناك موضوعات أخلاقية غير مناسب عرضها كالشذوذ الجنسي في المجتمع السعودي فهذه قضيه مرفوضة من الباحثين والمبحوثين والمجتمع بشكل عام ، لكن باستطاعة الباحث أن يدرس هذه الظاهرة في مجتمعات أخرى غير المجتمعات المحافظة ، وهناك بعض الظواهر نستطيع دراستها بيسر وتساعدنا الدولة في عمل الدراسات عليها وهي ما يخدم في قضية إيجاد الحلول لمشكلة البطالة مثلا ً .
3/ تمويل البحث : عندما يكون البحث مدعوماً دعماً كبيراً نستطيع توسيع الدراسة ، فهناك تناسب عكسي بين الدراسة والتمويل ، فالتمويل يساعد الباحث على تفريغ الجهد وبذل الجهد في دراسة علميه موسعة قد تكون مثلاً تتعلق بالإحصاءات السكانية ، فإذا كان البحث مدعوماً بدعم متوسط فنستطيع أن نطبقه على منطقة معينة ، وإذا كان الدعم قليلاً فيأخذ عينة بسيطة فقط ويطبق عليهم الدراسة .
4/ مدى توافر الإمكانات العلمية اللازمة للبحث : من مناهج وأدوات للقياس وعدد الباحثين في تحديد مشكلات  البحث فأصبح من المألوف في الوقت الحاضر اشتراك عدد كبير من الباحثين في بحث واحد وهو ما يعرف باسم فريق البحث المختلط ، فلو كان لدي دراسة على قضية هروب الفتيات  فهذه الدراسة تعتبر دراسة علمية تتطلب باحثين في علم النفس وفي علم الاجتماع وباحثين شرعيين فليس باستطاعة الباحث في تخصص واحد أن يقوم بهذه الدراسة ، فالباحث عندما ينفرد بتخصصه بدراسة ظاهرة يستطيع من خلالها إشراك بقيه العلوم الأخرى يعتبر منحازاً وليس موضوعياً ، وفريق البحث يجب أن يكون قائماً على أسس الاختيار السليمة بالإضافة إلى ما تتطلبه الدراسة فالتوسع والاستفادة من بقية التخصصات مطلب جوهري في البحوث الاجتماعية والعلمية .
5/ العامل الشخصي : فيجب على الباحث التحرر من خبراته وإحساسه وقيمه واتجاهاته الدينية والعرقية .

كيفية اختيار المشكلة :

العامل الشخصي والتدريب : فالباحث يستطيع من خلال الدراسة المنهجية التعرف إلى كيفية إعداد البحوث  ومن خلالها يطبق تطبيقاً مبدئياً ، ومن خلال التدريب قبل النزول للميدان .
والصدفة تكون عاملاً مهماً في قضية اختيار المشكلة فمثلاً نيوتن تعرف على قضية الجاذبية من خلال الصدفة عندما سقطت التفاحة أمامه ، وعلاج الجدري  توصل له (باستر) بالصدفة .
والظرف والأفكار الشائعة قد تناسب في التوصل لدراسة مشكلة اجتماعية فمثلا ابن خلدون توصل إلى كتابة  مقدمة ابن خلدون من خلال استفادته من الظروف الاجتماعية التي كانت سائدة في وقته من قيام الدول وسقوط الدول التي في الأندلس فلذلك ، فاعتبر التاريخ الأندلسي بمثابة معمل بالنسبة للمتخصصين بالعلوم الطبيعية  الكيمياء والفيزياء ، وتوصل من خلاله للتعرف على طبائع الشعوب وطبائع الحضر والبدو والقضايا التي بمجتمعه كالسحر .
والمصادر التي يمكن أن يستمد منها الباحث مشكلات البحث هي : ميدان التخصص : كالدوريات المتخصصة ورسائل ماجستير ، والدراسات الفرعية : التي قد تبعد قليلاً عن مجال التخصص ، والإطلاع العام : ما تنشره الجرائد والمجلات عن المشكلات الاجتماعية ، كما يستفيد الباحث من قراءاته للكتب الأدبية التي تثير التساؤلات .
فهذه تعتبر

الأسس التي يقوم عليها اختيار مشكلة الدراسة :

1/ إحساس الباحث بالمشكلة وشعوره بها .
2/ أهمية المشكلة وما يمكن أن تحققه للعلم والمجتمع .
3/ تدريب الباحث يجب أن تكون المشكلة في ميدان تخصص الباحث .
4/ جدة الموضوع وعدم تكرار الموضوع .
5/ توفر المصادر والبيانات والمراجع العلمية لمشكله موضوع الدراسة.
6/ توفر الإمكانات المادية والبشرية اللازمة للبحث .
7/ مراعاة الزمن المحدد للبحث .

صياغة المشكلة : وتمر بعده أمور:

1/ تحديد الموضوع .
2/ تحديد النقاط الرئيسة والفرعية التي تشتمل عليها المشكلة .
3/ تحديد العوامل الرئيسية التي دفعت الباحث إلى اختيار المشكلة , والهدف  والمرجو من البحث .
4/ التعريف  بأهم الدراسات السابقة التي أجريت بموضوع البحث والموضوعات القريبة الصلة به.
5/ التعريف بالصعاب التي  يتوقعها الباحث .
6/ تحديد مسلمات البحث وفروضه .
7/ تحديد نوع الدراسة ومصادر البيانات والأدوات التي يمكن استخدامها بالبحث .

هناك تعليقان (2):

  1. جهد رائع ومهم جداً للباحث وخصوصاً في مرحلة التجهيز الأولية للدراسة التي سيجريها، فتحتوي على عناوين واجزاء تعتبر حجر الأساس لبناء البحث أو الدراسة..
    وفقكم الله
    مع تحيات مؤسسة المنارة للاستشارات

    ردحذف
  2. هل هناك مصادر ومراجع حول هذا الموضوع من فضلكم

    ردحذف