الاثنين، 24 فبراير 2014

تحديد المفاهيم والفروض العلمية وضع اهمية الفروض



تحديد المفاهيم والفروض العلمية..

 الموضوع كبير جدا وشائك ومهم جدا في قضية البحث العلمي ، وقد يختلف باحثان في قضيه معينه ويكون السبب في الخلاف هو قضية تحديد المفهوم ، فقد ينظر بعضهم إلى قضيه اجتماعية معينه إنها خطيرة ومهمة وينظر بعضهم أنها ليست لها أهمية ، فمتى ما وصل الباحث فكرته من خلال تحديده لمفهوم معين يستطيع الذي يقرأ بحثه أن يتفهم ماذا يقصد بهذه الدراسة .

صعوبة تحديد المفاهيم : يختلف الناس في تحديد المفاهيم لعدة أسباب:

1/ تنشأ المفاهيم نتيجة لخبرة اجتماعية مشتركه وهذه الخبرات تختلف باختلاف الأفراد والجماعات : كمفهوم السعادة يختلف في مجتمع آخر .
2/ بعض المفاهيم لها أكثر من معنى : كمفهوم الثقافة أو كلفظ متساوي ، فالثقافة من الأشياء الغريبة جداً فقد عقد مؤتمر من المؤتمرات العلمية بقصد تحديد مفهوم الثقافة فتوصل الباحثون إلى (400) تعريف حتى وصلوا في النهاية إلى أن الثقافة لا يستطيع أحد أن يحددها ، فمثلاً قضية تأثير المستوى الثقافي في العلاقات الزوجية على الباحث أن يحدد ماذا يقصد بتحديد المستوى الثقافي فيضع مؤشرات كالمستوى العلمي ومدى الإطلاع العلمي ومدى متابعة ما يستجد من معلومات ، وأيضا قضية المساواة عبارة جميلة ولطيفة وواضحة لكنها تختلف من شخص لآخر ، وهناك ألفاظ معينه كقليل وكثير , وجيد ورديء تضل غامضة إذا لم يكن هناك اتفاق عام على الدرجة التي توجد بها هذه الصفة في الشيء ، وقد مصطلح غامض  كالليبرالية فهو مصطلح معروف في مجتمع معين أما في المجتمعات المحافظة نجد أن الكلمة الليبرالية كلمه سيئة قد تكون تحمل مضامين فيها نوع من الحكم السلبي على الشخص ، وقد يكون في مجتمع آخر مضمون ممتاز وانه إنسان متفتح متنور ، وقد يتغير المعنى الذي يؤديه المفهوم العلمي بمرور الوقت نتيجة لتقدم العلوم كمصطلح الأيديولوجي كان في وقت من الأوقات عند كارماركس يرى انه مصطلح يحمل في مضامينه نوع مما يتعلق بقضية الحكم المسبق السلبي لهذا الشخص ، ولذلك كانت الأيديولوجيا في وقت من الأوقات سيئة جدا ومصدر وتحمل في طياتها مضامين الثقافة البرجوازية والآن أصبح عند الماركسيين أنفسهم كل باحث يرى لديه أيدلوجيا معينه ، فتحول المفهوم من مصطلح سلبي إلى  مصطلح ايجابي .
3/ كيفية تحديد المفاهيم : ربط المفهوم بالتعريفات السابقة له فكلما أمكن ذلك أصبح من اليسير الوصول إلى تحديد دقيق لهذا المفهوم ، وتكوين تعريف مبدئي يتضمن المعنى الذي تجمع عليه اغلب التعريفات وإخضاع التعريفات للنقد على أوسع نطاق وإدخال تعديلات نهائية على التعريف على ضوء النقد الصحيح .
وشروط المفهوم هي :
أ/ تتوفر فيه صفة الإيجاز .
ب/ يعبر عن فكره واحدة .
ج/ تتوفر فيه صفة العمومية .
د/ يرتبط بالفكرة التي يعبر عنها .

الخصائص البنائية والخصائص الوظيفية للمفهوم :

البنائية : توضيح المادة (خصائص الأشياء للمادة تتكون منها هذه الأشياء) والتغيرات التي تطرأ عليها .
الوظيفية : مجموعة الوظائف التي تؤديها هذه الأشياء , الاستعانة بالتعريفات الإجرائية التعريف الإجرائي هو الذي يحدد المفهوم باستخدام ما يتبع في ملاحظته أو قياسه أو تسجيله .

وضع الفروض:

الفرض : فكره مبدئية تربط بين متغيرين احدهما مستقل والآخر تابع , فلا بد أن يكون عندنا متغيران مستقل وتابع ، فلما أضع فرض لابد أن يكون هناك تأثير للعلاقة بين المستقل والتابع , والمتغير المستقل هو الذي يؤثر على المتغير التابع ، فمثلاً اثر الغياب على التحصيل الدراسي الغياب يعتبر متغير مستقل والتحصيل الدراسي متغير تابع ، فنقول هناك علاقة بين غياب الطالب عن المدرسة والتحصيل الدراسي فبدأنا نضع فرض قابل للدراسة ، ومثلاً اثر الزواج على الإنتاجية في العمل فالمستقل الزواج والتابع الإنتاجية .
والنظرية تختلف نوعا ما عن الفرض , فالنظرية : هي بيان خبري ثبت صدقه بالبحث العلمي , فالفرق كبير فالنظرية من خلال الدراسة والبحث على ظاهره معينه نصل إلى بيان خبري عام ثبت صدقه بالبحث العلمي ، فالفرض هو النظرية قبل أن تثبت صحتها ، ولما تفرض صحته يتحول الفرض إلى نظريه .

أهمية الفروض :

تساعد الباحث على أن يتجه مباشره إلى الحقائق العلمية بدلاً من تشتت جهوده دون غرض محدد ، فلا يتشتت وإنما يحاول الوصول إلى النتيجة التي وضعها في البداية وهي التأكد من صحة العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع ، والفروض تمكنه من الكشف عن العلاقات الثابتة التي تقوم بين الظواهر ، فهناك علاقات واضحة ومسلمه ، وقد تكون غير ظاهره كالتفكك الدراسي على اثر التفكك الاجتماعي .
والفروض يمكن استنباطها من مصادر أهمها : مجال تخصص الباحث , والعلوم الأخرى , وثقافة المجتمع , والخبرة الشخصية , وخيال الباحث (وهو الحاسة السادسة في العلوم الإنسانية) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق