الأحد، 23 فبراير 2014

فكرة التعيلم الإلكتروني



      شهد العالم في السنوات الأخيرة تسارعاً في وتيرة التقدم العلمي والتقني في مجالات الحياة المختلفة, وخاصة في مجال تقنية الاتصال والمعلومات, واستخدام شبكة المعلومات العالمية( الإنترنت). وأمام هذا التقدم العلمي والتقني كان لزاماً على القائمين على المؤسسات التعليمية في الميدان التربوي المبادرة نحو التحديث والتطوير لمواكبة خصائص هذا العصر والاستفادة من تقنياته الحديثة والسعي نحو دمج التقنية في التعليم, من هنا ظهرت فكرة التعلم الإلكتروني التي تعتمد على التقنية في تقديم المحتوى التعليمي للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة. نتيجة لذلك بدأ التحول من التعليم التقليدي الذي يقوم على تلقين المعلومات وحفظها, واعتبار المعلم محور العلمية التعليمية, إلى التعلم الإلكتروني الذي يقوم على توظيف الحاسب الآلي وبرمجياته المختلفة واستخدام شبكة الإنترنت في العملية التعليمية بحيث يكون الطالب هو محور العملية التعليمية(الشناق و بني دومي,2009 م).
      ويعد مفهوم التعلم الإلكتروني (E-Learning) مفهوماً جديداً نسبياً, تطور ليشمل كافة أدوات التعليم في كل المجالات التي تستخدم التكنولوجيا كقاعدة لهذا النوع من التعليم, بنيت فكرة التعلم الإلكتروني حول فلسفة التعليم في أي مكان وأي زمان وهي تعني أن المتعلم يمكن أن يحصل على المواد التعليمية متى شاء وأين يشاء (زين الدين,2006 م). فالتعلم الإلكتروني يعرف بأنه شكل من أشكال التعليم الذي يركز على الحاسوب كوسيلة لنقل المعلومات, وتتمثل الفكرة في إعداد برامج يمكن أن تساعد المستخدم في الحصول على المعرفة من خلال تقديم الحقائق الضرورية حول مشكلة محددة (الشناق و بني دومي,2009 م). كما يمكن أن يعرف بأنه "طريقة إبداعية لتقديم بيئة تفاعلية متمركزة حول المتعلمين, ومصممة مسبقاً بشكل جيد من قبل المعلم, وميسرة لأي فرد وفي أي مكان, وأي وقت باستعمال خصائص ومصادر الإنترنت والتقنيات الرقمية بالتطابق مع مبادئ التصميم التعليمي المناسبة لبيئة التعلم المفتوحة والمرنة"(خان,2005 م: 3).         
      يرى الكثير من التربويين أن التعلم الإلكتروني من أهم أساليب التعليم الحديثة التي تتميز بعدة خصائص ومزايا تتمثل  في اختصار الوقت والجهد والتكلفة إضافة إلى تحسين المستوى العام للتحصيل الدراسي، ومساعدة المعلم والطالب في توفير بيئة تعليمية جذابة، لا تعتمد على المكان أو الزمان (الموسى,1423 هـ), كما يعتبر من أهم المواضيع التي ينبغي الاهتمام بها وبخاصة في عالمنا التربوي المعاصر لما له من إسهامات ذات فعالية في العملية التعليمية سواء داخل المؤسسات التعليمية أو خارجها, ولأهمية التعلم الإلكتروني تسابقت الدول والهيئات والمراكز التربوية العالمية إلى تعميم وتطبيق التعلم الإلكتروني في كافة المراحل الدراسية والبيئات التعليمية (المنيع,1429 هـ).
      وفي هذا الإطار سعت وزارة التربية والتعليم نحو تبني فكرة التعلم الإلكتروني لتحقيق تطلعات المجتمع من أجل تعزيز قدرات أفراده ووصلها بآخر نتاجات المعرفة والتدفق المعلوماتي, حيث وضعت خطة عشرية (1425-1435هـ), شاملة لتطوير العملية التعليمية, ومن أبرز مشاريع تلك الخطة مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) الذي يسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في مناهج التعليم بما يتناسب مع حاجات المتعلمين ومتطلبات العصر, والمشروع الشامل لتطوير المناهج الذي بدأ تطبيقه مطلع عام 1428/1429هـ, والذي يعد تطويراً جذرياً للمواد التعليمية التي تقوم على منطلقات تؤكد على تنمية مهارات التفكير ودمج التقنية في التعليم وتطوير بيئات التعلم والاستفادة من مختلف مصادر التعلم (الإدارة العامة للإشراف التربوي, 1429هـ).
      وتشير العديد من الدراسات إلى أهمية التعلم الإلكتروني في تحسن العملية التعليمية, وتوفير بيئة تعليمية تفاعلية متعددة المصادر, بالإضافة إلى المساعدة  على نشر التقنية الحديثة في المجتمع , ومن تلك الدراسات دراسة العجب( 2003 م), ودراسة روس وكيسي (Ross & Casey,2000)دراسة كاريوكي وبولسون (Kariuki & Paulson,2001).
     ويمكن أن يأخذ التعلم الإلكتروني عدة أنماط, منها: التعلم الإلكتروني المتزامن(Synchronous Learning) وفيه يقوم جميع المشتركين في الصف بالاتصال والتفاعل في آن واحد, ويتضمن هذا النمط من التعلم مؤتمرات تفاعلية مشتركة بالصوت والصورة. والتعلم الإلكتروني غير المتزامن   (Asynchronous Learning) الذي لا يعتمد فيه الطلاب على الاتصالات في موعد زمني واحد، ويعتمد هذا النمط من التعليم على الشبكة النسيجية والبريد الإلكتروني, وهذا النمط يمكَن المعلم من وضع المصادر مع خطة التدريس والتقويم على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب للموقع أي وقت ويتبع إرشادات المعلم في إتمام التعلم دون أن يكون هناك اتصال متزامن مع المعلم (زين الدين,2006 م).   
      و مع انتشار أنماط التعلم الإلكتروني وزيادة الإقبال على استخدامها وتوظيفها في العملية التعليمية ، ظهرت بعض الصعوبات التي قد تحول من تطبيقها أو فاعليتها ومنها غياب الاتصال الاجتماعي المباشر بين عناصر العملية التعليمية – المعلمون والطلاب والإدارة – مما يؤثر سلباً على مهارات الاتصال الاجتماعي لدى المتعلمين, كما أن تطبيق أنماط التعلم الإلكتروني يحتاج إلى بنية تحتية من أجهزة ومعدات تتطلب تكلفة عالية ، قد لا تتوفر في كثير من الأحيان لدى المؤسسات التعليمية المختلفة .ونتيجة لهذه الصعوبات ظهرت الحاجة لنمط جديد يجمع بين مزايا التعلم الإلكتروني ومزايا التعلم التقليدي وهو ما سمى بالتعلم المدمج (Blended Learning ) (سلامة,2006 م).
      ويعرف التعلم المدمج بأنه أحد أنماط التعلم التي يندمج فيها التعلم الإلكتروني مع التعليم الصفي التقليدي في إطار واحد، حيث توظف أدوات التعلم الإلكتروني سواء المعتمدة على البرمجيات التعليمية أو على شبكة الإنترنت في الدروس  داخل معامل الحاسب الآلي أو الفصول الذكية ويلتقي المعلم مع الطالب وجها لوجه معظم الأحيان (زيتون،2005 م). كما يعرف التعلم المدمج بأنه التعليم الذي يدمج بين خصائص كل من التعليم الصفي التقليدي والتعليم عبر الإنترنت في نموذج متكامل ، يستفيد من أقصى التقنيات المتاحة لكل منهما (Milheim,2006).
      و يرى الكثير من التربويين أن التعلم المدمج من أهم أساليب التعلم الحديثة التي تتميز بعدة خصائص ومزايا تتمثل في الفاعلية في تحقيق الأهداف وتعزيز المشاركة الإيجابية (Gray,2006), كما يرى كل من تشارلز(Charles,2004) ، و كروز(Krause,2007)  أن من مزايا التعلم المدمج خفض نفقات التعلم بشكل كبير مقارنة بأنماط التعلم الإلكتروني الأخرى, توفير الاتصال وجها لوجه؛ مما يزيد من التفاعل بين الطالب و المعلم، والطلاب وبعضهم الآخر, والطلاب والمحتوى, كما يمكن أن يثري المعرفة الإنسانية ويرفع جودة العملية التعليمية. كما أشارت الغامدي (2007 م) إلى أن التعلم المدمج يساعد في توفير المرونة للمتعلمين وذلك من خلال تقديم العديد من الفرص للتعلم بطرق مختلفة, كما يركز على أن يكون التعلم بطريقة تفاعلية وليس بالتلقين.
       وتشير نتائج العديد من الدراسات أن التعلم المدمج يحسن من أداء الطلاب ويزيد من تحصيلهم للمادة الدراسية حيث أشار الشناق و بني دومي(2009 م) إلى عدة دراسات منها ما أثبت وجود تحسن في تعلم الطلاب عندما تم إضافة ساعات تدريسية في فصول تقليدية إلى المسارات التي تدرس إلكترونياً , كما زادت درجة الرضا لدى الطلاب مقارنة بزملائهم الذين درسوا المقرر نفسه بالتعلم الإلكتروني (Deladey,B.J,&Leonard,D,2002), ودراسة ثومسون (Thomson&Netg, 2003) التي توصل منها إلى أن كتابة التقارير من قبل الطلاب الذين تعلموا تعلماً مدمجاً كانت أكثر جودة وأسرع في التسليم مقارنة بالكلاب الذين تعلموا تعلماً إلكترونياً فقط. كما توصلت عدة دراسات إلى أن محاسن التعلم المدمج تكمن في تحسين التعلم وتجويد مخرجاته, وتعدد مصادر المعرفة والمعلومات, ومراعاة الفروق الفردية, وزيادة فرص التعلم المستمر ومن تلك الدراسات دراسة آل مسعد (2008 م), ودراسة عبد العاطي والسيد (2008 م). كما توصل كلاً من لارسون وسونق (Larson,Sung,2009) في دراستهما حول مقارنة أداء الطلاب الذين درسوا من خلال الإنترنت مقابل الذين درسوا بالتعلم المدمج, إلى أنه لا يوجد اختلاف كبير بين الطريقتين في الفاعلية والارتياح لطريقة التعليم.
      ولا شك أن التعلم الإلكتروني بمختلف أشكاله أصبح واقعاً تربوياً ملموساً في عالمنا الحاضر ومن الأهمية بمكان أن نسعى إلى توظيفه في العملية التربوية والتعليمية والسعي نحو دمج التقنية بالتعليم. وتعتبر مواد العلوم أكثر المواد الدراسية ارتباطاً بالتقنية بشكل عام؛ لذا نادت كثير من الحركات الإصلاحية في مجال تطوير مناهج العلوم باعتبار التقنية بعداً رئيساً في مناهج العلوم, ولا تكاد تجد حركة نادت بتطوير العلوم إلا وأكدت جانب التقنية ببعدها المعرفي ودمجها في تعليم العلوم وتعلمها, ومنها حركة (العلم  والتقنية والمجتمع) و (مشروع العلم لكل الأمريكيين-2061), ويعد استخدام الحاسب الآلي وتوظيفه بشكل صحيح في تعليم العلوم  أفضل فرصة لدمج التقنية بالتعليم (الشايع والحسن,2007م), بالإضافة إلى الدور الذي يمكن أن يؤديه استخدام الحاسب الآلي في تنمية مهارات التفكير بأنواعها كأحد أهداف تدريس العلوم.
       ويعد التفكير العلمي احد سمات العصر الحالي ومتطلب رئيس لإنسان الغد, وفي ظل الاتجاهات التربوية المعاصرة أصبح التفكير العلمي من أولويات التعليم بصورة عامة ومن أهدافه الرئيسه (الخليلي, حيدر, يونس,1996م). حيث يقوم هذا النوع من التفكير على أساس التحقق بحيث لا يقبل الفرد أي فكرة ولا يصل إلى حكم معين إلا إذا كان لديه الدليل والبرهان على صحة هذه الفكرة عن طريق استخدام مهارات التفكير العلمي كمهارة تحديد المشكلة, و فرض الفروض واختبار صحتها, وتحليل النتائج وتعميمها(مصطفى,2002 م). ولكون مناهج العلوم من أكثر المناهج إثارة لتفكير المتعلم ونشاطه نظراً لطبيعتها الخاصة كمادة وطريقة, الأمر الذي جعل المهتمين بعملية التعلم في العلوم يولون جل اهتمامهم لتنمية القدرة على التفكير العلمي لدى المتعلمين كهدف رئيس من أهداف تدريس العلوم (جاسم,2003 م).
       ولعل من الدلائل التي تشير إلى الاهتمام بالتفكير العلمي ومهارته المختلفة هو قيام العديد من التربويين المختصين في التربية العلمية بإجراء البحوث والدراسات العلمية التي تتناول أثر الأساليب التدريسية في تنمية التفكير العلمي و من تلك الدراسات دراسة روس وكيسي (Ross & Casey, 2000) , ودراسة الدغيم (1424هـ), و دراسة الحذيفي (2007 م), التي توصلت نتائجها إلى فاعلية استخدام أساليب التعلم الإلكتروني في تدريس العلوم في تنمية القدرات العقلية والتفكير العلمي  لدى الطلاب, وأوصت بتبني تلك الأساليب التي تساعد المتعلم في تنمية و ممارسة أساليب التفكير العلمي في حياته اليومية.
      و لقد أدى الاهتمام المتزايد بتحصيل المعرفة وتوليدها والسعي نحو الاستفادة منها, وتطور تقنيات الاتصال والمعلومات ونمو استخداماتها في شتى المجالات التي امتدت إلى جذور المجتمع وبنيانه إلى تشكل بناء مجتمعي جديد يعرف بمجتمع المعرفة (Knowledge Society) حيث تمثل تقنية المعلومات والاتصالات الأداة الرئيسة فيه, حيث بدأ المجتمع المعرفي يحل محل المجتمع الصناعي القديم و أصبح يؤدي دوراً مهماً ونوعياً في كافة التطورات المجتمعية والاقتصادية والثقافية, ويشكل هذا التحول - وما يزال- تحدياً أمام المؤسسات التربوية لإعادة صياغة برامجها التربوية سعياً لتحقيق التنمية الشاملة والنهوض بمجتمعاتها في زمن العولمة و انفتاح السوق وزيادة التنافس الاقتصادي (الإدارة العامة للإشراف التربوي, 1429هـ). و ظهر مفهوم مجتمع المعرفة في منتصف التسعينات من القرن الماضي, حيث ظهرت له عدة تعريفات و منها "أنه المجتمع الذي يهتم بدورة المعرفة ويوفر البيئة المناسبة لتفعيلها وزيادة عطائها, بما في ذلك البيئة التقنية الحديثة بشكلها العام , وبيئة تقنيات المعلومات على وجه الخصوص, مما يسهم في تطوير إمكانات الإنسان وتعزيز التنمية والسعي نحو بناء حياة كريمة للجميع" (بكري,1426 هـ: 5). كما يعرف الصاوي مجتمع المعرفة "بأنه ذلك المجتمع الذي يحسن استعمال المعرفة في تسيير أموره واتخاذ القرارات السليمة"(الصاوي, 1427 هـ: 54). أما عليان فيعرفه بأنه"ذلك المجتمع الذي يتعامل أفراده ومؤسساته مع المعلومات بشكل عام وتقنية المعلومات والاتصالات بشكل خاص في تسيير أمور حياتهم في مختلف قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية (عليان, 2006م :28).
      ويظهر من ما سبق أن مجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يقوم بنشر المعرفة (عبر التعليم وتقنيات الاتصال الحديثة), وإنتاجها (عبر مراكز البحوث المتعددة), وتوظيفها في جميع مجالات النشاط الاجتماعي(الاقتصادي و الثقافي والتربوي والسياسي).
     وفي مجال مجتمع المعرفة والتعليم قدم عدداً من الباحثين بعض الدراسات, وأوراق العمل, فمثلاً أشار مدبولي (2009 م) إلى عدة مداخل مقترحة لبناء مجتمع التعلم واقتصاد المعرفة من خلال توظيف التقنيات التربوية في العملية التعليمية. كما و أوضح السرحاني (1430 هـ) أن من متطلبات بناء مجتمع المعرفة تكوين اتجاهات إيجابية نحو الثورة المعرفية الحديثة وتقنية المعلومات, وبناء نظام تعليمي متطور يحقق الجودة. و إن لمجتمع المعرفة خصائصه ومهارته التي تميزه عن غيره من المجتمعات, ومن تلك  المهارات أو الخصائص الوعي بالثقافة المعلوماتية, والمعرفة التخصصية, و العمل بروح الفريق, وامتلاك مهارات الاستقصاء العلمي, واستمرارية التعلم مدى الحياة, والمشاركة في صنع القرار والحرية والإبداع (الحنتوش والعنزي, 1430 هـ).
     و لردم الفجوة التقنية والمعرفية بين مجتمعاتنا العربية والمجتمعات المتقدمة تكمن أهمية التحول إلى مجتمع المعرفة بمختلف أبعاده وذلك من خلال زيادة الوعي بالتقنيات الحديثة و توظيفها في مختلف جوانب الحياة, فالتحول إلى مجتمع المعرفة الذي يركز على توظيف التقنيات الحديثة يتطلب الارتقاء بالنظام التعليمي بحيث تصبح المعرفة والوسائل التي تدعم تحصيلها، و الحفاظ عليها هي أساس النظام التعليمي بحيث يكتسب من خلالها المتعلم مهارات وخصائص مجتمع المعرفة(بكري, 1427هـ).  وانطلاقاً من ذلك تشهد المملكة العربية السعودية حراكاً تقنياً ومعرفياً في كثير من القطاعات خاصة في قطاعي التعليم العالي والعام حيث عقدت العديد من المؤتمرات والمنتديات التي تدعو إلى مواكبة متطلبات مجتمع المعرفة ومنها منتدى التقنيات المتقدمة( 2009م), كما تبني مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام فكرة التحول إلى مجتمع المعرفة من خلال دمج التقنية بالتعليم وتطوير المناهج التعليمية بمفهومها الشامل لتستجيب للتطورات العلمية و التقنية الحديثة (ولي,1430 هـ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق