الأحد، 23 فبراير 2014

دمج التقنية بالتعليم وجعلها من المناهج التعليمية التعلم الإلكتروني



مشكلة الدراسة:
    انطلاقاً من مناداة كثير من الحركات الإصلاحية في مجال تطوير مناهج العلوم باعتبار التقنية بعداً رئيساً في مناهج العلوم, فلا تكاد تجد حركة نادت بتطوير العلوم إلا وأكدت على جانب التقنية ودمجها في تعليم العلوم وتعلمها, ومنها حركة "العلم  والتقنية والمجتمع" و "مشروع العلم لكل الأمريكيين-2061" (www.project2061.org) نحو دمج التقنية بالتعليم وجعل التقنية جزءاً لا يتجزأ من المنهج والمواقف التعليمية, حيث تبنت فكرة التعلم الإلكتروني وتطبيقه في الميدان التربوي وذلك من خلال عدة مشاريع منها مشروع الكتب الإلكترونية التعليمية"( E-BOOK ), ومشروع المختبرات المحوسبة ومشروع مراكز مصادر التعلم الرقمية, والفصول الذكية (وزارة التربية والتعليم,1428هـ), إلا أنه ومع تطبيق بعض تلك المشاريع بدأت تظهر بعض التحديات والعقبات سواء كانت مادية تتمثل في كونه تعلم مكلف للغاية  أو تربوية تتمثل في قلة التفاعل الإنساني بين المعلم والمتعلم وجها لوجه، كما أنه قد لا يساعد الفرد على التدرب على الحوار والمناقشة وتبادل الآراء (الغامدي,2007 م, و أبوخطوة,2009 م). ونتيجة لتلك التحديات فقد يكون دمج التعلم الإلكتروني أثناء التدريس (التعلم الإلكتروني المدمج ) أحد الحلول لهذه العقبات والتحديات التي تواجه التعلم الإلكتروني. الأمر الذي يدعو إلى الحاجة إلى المزيد من البحث والدراسات في هذا المجال (الموسى,1423 هـ).
     ونظراً لما ورد في نتائج دراسة استطلاعية أجريت حول "أولويات البحث في تعليم العلوم والرياضيات في المملكة العربية السعودية" ( مركز التميز البحثي,1430هـ) بضرورة إجراء الدراسات في مجال دمج التقنية في تدريس العلوم, و في توصيات ملتقى التعلم الإلكتروني الأول في التعليم العام ( الإدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض,1429 هـ) التي أشارت إلى ضرورة إجراء التجارب المتعددة في مجال التعلم الإلكتروني والبعد عن المركزية في التطبيق. يعد استخدام التعلم الإلكتروني المدمج وتوظيفه بشكل صحيح في تعلم العلوم فرصة جيدة لدمج التقنية بالتعليم.
     ولكون التفكير العلمي يعد أحد الأهداف الرئيسة في تدريس العلوم في المراحل المختلفة, يتم من خلاله تعليم الطلبة كيف يفكرون, لا كيف يحفظون دون فهم أو استيعاب (زيتون,1999 م), إلا  أن المتأمل لواقع مدارسنا يلاحظ ضعفاً في فاعلية تدريس العلوم بسبب تركيزها على التلقين والحفظ, وعدم مراعاة تنمية مهارات التفكير العلمي لدى الطلاب بالرغم من أهمية العلوم في التحول إلى مجتمع المعرفة(مصطفى, 2002 م, و المانع,1996 م), ولعل نتائج مشاركة المملكة العربية السعودية في دراسة الاتجاهات الدولية في العلوم والرياضياتTIMSS(2007) التي احتلت فيها مرتبة متأخرة (الشمراني, 1430هـ), من المؤشرات على أن هناك قصوراً في عناصر العملية التعليمية.
    وفي ظل توجه وزارة التربية والتعليم نحو التحول إلى مجتمع المعرفة,  شرعت في تبنى بعض المشاريع ومنها مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام (تطوير) الذي يركز على التقنية والتعلم الإلكتروني والتحول نحو مجتمع المعرفة (الحنتوش والعنزي,1430هـ), كما عقدت وشاركت في عدداٍ من المؤتمرات والندوات مثل ملتقى التعليم الإلكتروني(1429هـ), و منتدى التقنيات المتقدمة(2009م) التي تدعو إلى سرعة مواكبة متطلبات التحول إلى مجتمع المعرفة.
    في ضوء ما تقدم, ولخبرة الباحث في الميدان التربوي كمعلماً ثم مشرفاً تربوياً لتخصص الأحياء, فإن مشكلة البحث تتحدد في ضعف فاعلية تدريس الأحياء في تنمية التفكير العلمي والاتجاه نحو مجتمع المعرفة لدى طلاب المرحلة الثانوية, لذلك كان لابد من تبنى طرائق تدريس حديثة وفعالة في تدريس الأحياء, ولهذا يستهدف البحث الحالي تقصي أثر دمج التعلم الإلكتروني في تدريس الأحياء على تنمية التفكير العلمي والاتجاه نحو مجتمع المعرفة لدى طلاب المرحلة الثانوية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق