الأحد، 23 فبراير 2014

تفريق النبي بين كلامه وكلام الله الرسول لا يملك من أمر الوحي شيئا




تفريق النبي بين كلامه وكلام الله
ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على التفريق بين أحاديثه التي يصوغها بأسلوبه الخاص وهو ما يعرف بالحديث النبوي - رغم أن أصلها من الوحي عن طريق الإلهام - وبين الوحي القرآني ، بل منع بادئ الأمر أن يُكتب منها شيء مع القرآن ، حتى تبقى للقرآن منزلته الخاصة في كونه لفظًا ومعنى من عند الله تعالى ، ولا يختلط به شيء من كلام الناس .
وكان- صلى الله عليه وسلم- يفرّق بين ما يقوله عن اجتهاد من نفسه وبين ما ينسبه إلى الله تعالى ، ولهذا قال : « إنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطئ ويصيب ، ولكن ما قلت لكم : قال الله ، فلن أكذب على الله » .
الرسول لا يملك من أمر الوحي شيئا
فالوحي قوة خارجة عن ذات النبي لا يملك التصرف فيها بما شاء ، ومما يؤكد ذلك أنه كانت تنزل بالنبي أو بأحد ممن حوله أحيانا نوازل تتطلب حلا سريعا ، لكنه لا يجد فيها قرآنا يقرؤه على الناس ، فيلتزم الصمت ، وينتظر ، وربما طال الانتظار ، وهو في حاجة ملحة للجواب والفرج , لحكمة يعلمها الله تعالى . مثال ذلك : حادثة الإفك ، وهي الفرية على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم من قبل بعض المنافقين بما هي بريئة منه ، وأخذ الناس يلوكون عرض النبي النقي ، حتى بلغت القلوب الحناجر ، وهو لا يملك أن ينهي هذه المشكلة ، بل غاية ما قاله : « يا عائشة ، أما إنه بلغني كذا وكذا " ، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله » . ومضى شهر بأكمله ، حتى نزل الوحي ببراءة عائشة ، وطهارة بيت النبوة وخلاصة الأمر : أن الوحي حالة غير اختيارية ، وعارض غير عادي وقوة خارجية ، وهو قوة عالمة ، لأنها توحي علمًا ، وهو قوة خيرة معصومة ، لأنه لا يأتي إلا بالحق ، ولا يأمر إلا بالرشد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق