الثلاثاء، 25 فبراير 2014

موقف الإسلام من الشعر موقف الرسول من الشعر



موقف الإسلام من الشعر
أولا ً نقول بأن الرسول  لم ينظم الشعر ولم يكون له ذلك بأمر القرآن } وما علمناه الشعر وما ينبغي له { ولكنه شجع عليه وأثنى عليه ولكن بضوابط .
لا شك أن الشعر يصور الواقع دائما, وما فيه من معطيات يتأثر بها ويؤثر, فلقد تأثر الشعر والشعراء في صدر الإسلام بالدين الجديد واتخذوا منه مواقف متناقضة, كما أن القرآن الكريم اتخذ موقفا واضحا من الشعراء لا الشعر, حينما وصف شعراء المشركين الذين وظفوا شعرهم للهجوم على الدعوة و اضطهاد صاحبها الرسول الكريم ومن آمن معه بالضالين في قوله تعالى: (( والشعراء يتبعهم الغاوون, ألم تر أنهم في كل واد يهيمون, و أنهم يقولون مالا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا )) وموقف القرآن الكريم واضح من الشعراء المشركين ومن الشعر من أجل تأكيد براءة الرسول الكريم من عالم الشعراء وقول الشعر, والتأكيد على أن الآيات هي معجزة كلامية تحدى بها فصحاء العرب والشعراء بالطبع, وليس ضربا من الشعر, لان فئة ظالمة كانت تشكك في نبوة الرسول وتغض من قيمة القرآن الكريم ولهذا كان لموقف القرآن الكريم من الشعر هذان المنحيان, فقال في نفي قول الشعر عن الرسول: (( وانه لتنزيل رب العالمين, نزل به الروح الأمين, على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) كما قال في نفي الشاعرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (( وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين )). كما أكد أعجاز الآيات بقوله تعالى: (( وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله )). والقرآن فرق في موقفه بين شعراء المشركين وشعراء المسلمين ولم يكن موقفه عدائيا من الشعر. كما أن الرسول الكريم استمد موقفه من القرآن الكريم فقد أعجب بالشعر الحسن وتذوقه, فحين استمع إلى شعر كعب بن زهير أعجب به فأثابه ببردته الشريفة. وروي أن الرسول عليه الصلاة والسلام جلس في مجلس ليس فيه إلا خزرجى واحد فاستنشد هم شعر قيس بن الخطيب حتى بلغ قوله
أجا لدهم يوم الحديقة حاسرا - - - كأن يدي بالسيف مخراق لاعب
فالتفت أيهم رسول الله وقال: هل كانقيس.ذكر ؟ ( يبحث عن الصدق ) فشهد له ثابت بن قيس. فالصدق مطلب أخلاقي أراده الرسول في الشعر. وكره عليه الصلاة والسلام شعراء الشرك ونفر منهم واستعان بشعراء المسلمين ودعاهم أن يدافعوا عن الدين و أن ينشدوا بين يدي هو جعل الشعر سلاحا يدافع به حيث قال: ماذا يمنع الذين نصروا الله ورسوله بأسلحتهم أن ينصروه بألسنتهم ودعا الرسول الكريم الشاعر حسان بن ثابت إلى الدفاع عن العقيدة والدين وهجاء المشركين حيث سمي حسان بن ثابت بشاعر الرسول لقوله
قال الله: قد أرسلت عبدا - - - - - - - يقول الحق إن نفع البلاء
شهدت به فقوموا صدقوه - - - - - - - فقلتم: لا نقوم ولا نشاء
فمن يهجو الرسول منكم - - - - - - - ويمدحه وينصره سواء
وللرسول رأي في الشعر فهو لخدمة المجتمع و إبراز الفضائل وله تلك الوظيفة الجمالية والأخلاقية معا حين قال: إن من البيان لسحرا و إن من الشعر لحكمة. فحسن الشعر في نظره كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام. كما الفرق بين الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة ولذلك قبل عيله الصلاة والسلام أن يمدح
بالشعر ويثيب عليه وقد قال فيه: انه - أي الشعر - ديوان العرب وان موقف الرسول الكريم الايجابي من الشعر يتناقض مع رأي ابن خلدون وابن سلام الجمحي. فلقد زعم ابن خلدون انصراف العرب عن الشعر أول الإسلام حيث قال: انصراف العرب عن الشعر أول الإسلام لما شغلهم عن أمر الدين والنبوة والوحي. ولا شك أم رأي ابن خلدون لا يتسق مع منطق الأشياء ولم يسكت الشعراء في صدر الإسلام عن قول الشعر كما زعم. وابن سلام الجمحي قبل ابن خلدون قد ذكر أيضا أن العرب تشاغلوا عن الشعر عن الشعر بالجهاد و رأيه مرفوض كذلك حيث قال: فجاء الإسلام وتشاغلت عن الشعر العرب, تشاغلوا بالجهاد وغزو فارس والروم ولهت العرب عن الشعر وروايته و أخيرا فان الإسلام لم يرفض الشعر ولم يتصد للشعراء بل وقف ضد شعراء المشركين واتخذ الشعر سلاحا فعالا له وظيفته الجمالية و الأخلاقية, لتشجيع الرسول الكريم لشعراء الدعوة واستماعه إليهم وتذوقه الشعر الصادق الجميل .
شعر أبو بكر الصديق :- ومن الجميل أن نذكر أنه كان لسدنا أبي بكر بعد الشعر في مدح خير خلق الله حيث يقول
ليت القيامة قامت بعد مهلك                               
                                                                        ولا نرى بعده مالا ولا ولدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق