مفهوم المواطنة
لقد أجمع
الكثير ممن تناولوا مفهوم المواطنة على الربط بينهما كمفهوم والحقوق والواجبات أو
المسئوليات والالتزامات, فالمواطنة شعور وجداني
بالارتباط بالأرض وأفراد المجتمع
الآخرين الساكنين على تلك الأرض, وهذا الارتباط تترجمه مجموعة من القيم الاجتماعية
والتراث التاريخي المشترك, ومن ثم فإن المواطنة هي جذر الهوية الاجتماعية وعصب
الكينونة الاجتماعية.
وهناك من عرفها على أنها صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق
ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتمائه إلى وطنه .
وتتجاوز المواطنة بالنسبة للمواطن حدود الوطن, فهي تعني
الانتماء والهوية الرسمية للفرد خارج مجتمعه, عندما يلتزم بالحقوق والواجبات, فهي
إذن علاقة بين فرد ودولة كما يحدده قانون تلك الدولة .
وتشير دائرة المعارف البريطانية على أن المواطنة علاقة
بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة متضمنة مرتبة من الحرية وما يصاحبها من مسئوليات وتسبغ عليه حقوقاً سياسية
مثل حقوق الانتخاب وتولي المناصب العامة
وميزت الدائرة بين المواطنة والجنسية التي
غالباً ما تستخدم في إطار الترادف, إذ أن الجنسية تضمن بالإضافة إلى المواطنة
حقوقاً أخرى مثل الحماية في الخارج في حين لم تميز الموسوعة الدولية وموسوعة كولير الأمريكية بين الجنسية والمواطنة, فالمواطنة في الموسوعة
الدولية هي عضوية كاملة في دولة أو بعض وحدات الحكم, وتؤكد الموسوعة أن المواطنين
لديهم بعض الحقوق مثل حق التصويت, وحق تولي المناصب العامة, وكذلك عليهم بعض
الواجبات مثل واجب دفع الضرائب والدفاع عن بلدهم.
كما أن المواطنة تعني
منظومة من الحقوق الأساسية أهمها الحق في الحياة والمساواة, والملكية الخاصة,
والتعليم, والرعاية الصحية, والعمل والضمان الاجتماعي, والتفكير والعقيدة, إضافة
إلى الانتخاب والتمثيل النيابي وتكوين النقابات والجمعيات والعدالة وتداول
المعلومات والتنقل .
ويمكن تعريف وضع تعريف
إجرائي للمواطنة في هذه الدراسة الآتي:
1- هي مجموعة الحقوق والواجبات التي تعطيها مراكز وأندية
الشباب للشباب لتنمية قيمة المواطنة لديهم.
2- مجموعة المعارف والقيم التي يغرسها فريق العمل بمراكز وأندية رعاية الشباب في الشباب
من خلال الأنشطة والبرامج لتنمية قيمة الولاء والانتهاء للطلاب.
3- مجموعة الأنشطة والبرامج التي يقوم بها فريق العمل
بمراكز وأندية رعاية الشباب بتوجيه الشباب نحو المشاركة في قضايا ومشكلات البيئة.
4- هي الجهود المهنية والعلمية التي يبذلها أعضاء فريق
العمل بالمؤسسات الشبابية لتنمية قيمة المسئولية الاجتماعية للشباب.
فلسفة المواطنة
يعتمد
منظور فلسفة المذهب الفردي أمثال (جون لوك, وجان جاك روسو) على أساس الاعتراف
بحقوق الإنسان وحرياته العامة باعتبارهما حقوقاً طبيعية لكل فرد وليست مكتسبة
ومهمة الدولة احترام وضمان تلك الحقوق وإذا كان المذهب الفردي نتيجة المساواة
النظرية بين أفراده فإن الواقع الفعلي يؤكد عدم تساوي الأفراد في ظروفهم وقدراتهم
وبالتالي فإن البقاء للأصلح كمبدأ يتبناه هذا الاتجاه لا يتفق مع القيم الإنسانية
والشرائع السماوية بل ويهدم حقيقة المواطنة الصالحة التي هي أساس فكرة هذا البحث
وأن هذا التوجه الفكري يرسخ سلبية الانتماء للوطن وبالتالي يعزز الأنانية ويعمق
الفصل بين الأفراد ودولتهم و لضمان مجتمع أمن ومستقر من خلال مواطنة عادلة ومسئولة
يطرح المذهب الاشتراكي أنه لا معنى للحرية الفردية في ظل صراع المصالح الخاصة
للطبقة الرأسمالية وما جدوى الحرية المضمونة بالدستور إذا كان الإنسان لا يجد
الحماية من المخاطر والابتزاز بل وما فائدة حرية العمل إذا كان المواطن يترك فريسة
للبطالة مما يضطره إلى التنازل عن حريته وكرامته ليواجه شروطاً حياتية صعبة.
وهناك وجهة نظر تقول أن
أساس فكرة فلسفة المواطنة تقوم على أن الدولة مسئولة عن الفرد ابتداء وانتهاء فلا
مظهر لملكية فردية فالكل يخدم الدولة, والدولة تحدد دخول الأفراد حسب الحاجة وتشرف على الإنتاج ونوع المنتج وتلحق الأفراد جميعاً في خدمة الدولة سعياً لمحو
الطبقية وتحقيقاً للمساواة ويرى آخرون أن هناك ثلاثة تحولات كبرى متكاملة حدثت في
أوروبا هي التي أرست مبادئ المواطنة في الدولة القومية الديمقراطية المعاصرة:
1) بروز الدولة القومية نتيجة صراع الملوك مع الكنيسة الذي
انتهى تبعية كل رعية لملكهم ومذهبه الذي اتبعه في إطار المجتمع الذي تقوم منه
دولته بقوميتها وتاريخها وثقافتها المتميزة.
2) المشاركة السياسية التي كانت الحاجة المتبادلة بين
الدولة وشعبها وما نتج عنها من الاعتراف بحقوق متبادلة وتشارك في العمل السياسي
والإشراف على حركته.
حكم القانون حيث انتشرت في الدول القومية التي
تشكلت صياغة القوانين التي تنظم العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية
واستمرار إصدار هذه القوانين تلبية لحاجات تلك المجتمعات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق