الخميس، 27 فبراير 2014

الاعتماد على النفس في توفير الطعام والمسكن والضروريات اللازمة للعيش



الاعتماد علي النفس وتوفير الاحتياجات من الطعام والمسكن اي الضروريات الازمة للعيش

من وسائل الفوز و النجاح للأفراد والجماعات في مقاصدها وغاياتها الاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الغير في قضاء المصالح.فإن الاتكال كما قيل وسادة لينة يتطلبها من يميل إلى النعاس، وأي فرد أو شعب تربى تربية استقلالية إلا وتجد النصر حليفه و الظفر أليفه في جميع ما يتجه إليه من الأعمال فعاش حرا شهما عزيزا محترما في أعين الناس.أن الاعتماد على النفس درجة لابد منها في سلم الرقي و النهوض و الإصلاح، فإن الاعتماد على الغير في خدمة القضايا الهامة وتسيير دفة الإصلاح مظنة الخيبة والإخفاق، فإذا كسل الإنسان عن قضاء مصالحه ووهن عن مباشرة شؤونه بنفسه فغيره أكسل وأوهن، ولا سيما في هذا العصر عصر المادة و عباد المادة.
وما نجاح المسلمين في العصر الذهبي عصر النبوة إلا بعملهم بذلك المبدأ الإسلامي العالي وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، و ما إخفاقهم الآن في مواقع كثيرة إلا بتركهم لذلك المبدأ واعتمادهم على غيرهم الذي كان السبب في هلاكهم و خرابهم والاعتماد على النفس لا يعنى عدم التعاون بين افراد المجتمع . وإذا كان لابد من الاعتماد فى الحياة العادية فما اذا كنت تعمل بعيدا فى الصحراء وتريد التقدم وتوفير حاجات المجتمع وتحقيق نهضة للامة كلها . إن مفهوم الحاجات يختلف من مجتمع إلى آخر، ومن فرد إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى.
كما يختلف مفهوم الحاجات الاجتماعية الإنسانية عن مفهوم حاجات الكفاف. فحاجات الكفاف تعني توافر الحاجات الضرورية، من الطعام والصحة والمسكن والملبس، أي أنه يعني توفير الحد الأدنى من السلع والخدمات التي تحفظ بقاء الكائن الحي. أما مفهوم الحاجات الاجتماعية الإنسانية، فإنه مفهوم دينامي متطور، بمعنى أن القدر اللازم من السلع والخدمات لإشباع الحاجات الاجتماعية يزيد ويتنوع ويرتقي كلّما حقق المجتمع نجاحاً في مجالات التنمية المختلفة.
كما أشار بعض الباحثين إلى أن هناك فرقاً بين الحاجات الفردية والحاجات الجماعية؛ فالحاجات الفردية تتمثل في الحاجة إلى الغذاء والكساء والمسكن، أما الحاجات الجماعية فتتمثل في الحاجة إلى الماء النقي والصرف الصحي والعلاج والتعليم والبيئة غير الملوثة. ومن البديهي أن هناك مجالاً رحباً للتسامي في إشباع هذه الحاجات، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى المجتمعي. لكن مفهوم الحاجات الأساسية المعبِّرة عن أحوال المعيشة، يعطي الأفضلية في الوقت الراهن للمؤشرات غير المادية للخدمات الإنسانية، مثل: التعليم والصحة والإسكان والنقل، ذلك أن إتاحة الخدمات لكل الفئات المحرومة يساعد على زيادة النمو والإنتاج في العمل بشكل كبير. وعلى الرغم من أن مفهوم الحاجات الأساسية قابل للتطبيق عالمياً، إلا أنه يختلف باختلاف المستوى التنموي للمجتمع، ومن ثقافة إلى أخرى. وعلى هذا يمكن تعريف مفهوم "الأحوال المعيشية" بشكل أكثر تحديداً، بوصفها عملية مركبة ومتكاملة تتضمن توافر كافة الاحتياجات، والإمكانات المادية للفرد أو الأسرة، كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن، وكذلك الحاجات غير المادية (الاجتماعية)، كالتعليم والعلاج والنقل والمواصلات والبيئة النظيفة الخالية من التلوث. ولا شك أن هذه الحاجات ليست استاتيكية أو ثابتة، وإنما هي ذات طبيعة دينامية ومتطورة من خلال ارتباطها بتطور المجتمع وتقدمه.
فمن ناحية اخرى لابد ان لا يكون الطعام والمسكن هو أول اهتماماتنا وان كان من الاشياء الضرورية .
سأل رجل أحد الحكماء، كم من الناس هديت، وكم أوصلت منهم إلى الحقيقة؟ فأجاب الحكيم: لا أحد، فتعجب الرجل متسائلاً: كيف ذلك وأنت محاط بآلاف التلاميذ حولك، ويأتيك الجمهور من كل حد وصوب ليستمعوا الى وعظك وإرشادك. فتبسم الحكيم قائلاً: لم لا تذهب إليهم وتسألهم بنفسك. وفعلاً ذهب الرجل وطرق باب كل منزل في المدينة يسأل الناس عن اولوياتهم في هذه الحياة. ورجع إلى الحكيم متألماً لما سمعه، فبادره الحكيم: ماذا لديك، فهز الرجل رأسه متأسفاً، إن الكل يريد كل شيء ما عدا الهداية (ما عدا الحقيقة) فهم يريدون طعاماً أحسن، وعملاً مربحاً أكثر، وبيتاً أجمل وأوسع، وسيارة أفخم وأسرع، وسفراً ودواءً وشفاءً وملابس وموسيقى و...و... و.... ولم يتمنى أحد أن يعرف الحقيقة أو يصل الهداية، فقال له الحكيم بهدوء وروية ليس مهماً ما أريده أو ما أقوله أنا، المهم ما يريده الناس أو يفعلوه
د خالد السيفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق