الأحد، 23 فبراير 2014

تعريف القصة نشأة القصة



تعريف القصة: *
ما هي القصة ؟

القصة مجموعة من الأحداث يرويها الكاتب , و هي تتناول حادثة واحدة أو حوادث عدة , تتعلق بشخصيات إنسانية مختلفة ، تتباين أساليب عيشها و تصرفها في الحياة , على غرار ما تتباين حياة الناس على وجه الأرض . و يكون نصيبها في القصة متفاوتاً من حيث التأثر و التأثير .

نشأة القصة العربية وأول من كتبها.
فمنهم من أعاد القصة إلى أصول قديمة قدم الحضارات السامية كالبابلية والسومرية والكلدانية والآشورية وحتى الفرعونية عبر مخطوطات وكتابات كثيرة عثر عليها،... وأنا لا أحبذ هذه الفكرة ولا اعتبرها صحيحة البتة لتأريخ القصة العربية وبداية لظهورها لأن المتعارف عليه على انه عربي هو ما نقل وقص وتداول وكتب باللغة العربية التي نعرفها.
وكون العرب في بداية ظهور لسانهم واستخدامهم له وتدوينه في أشعارهم ابتدءا من العصر الجاهلي فانا أحب اعتماد هذا العصر كبداية لظهور وتاريخ الأدب العربي شعرا كان أم نثرا. ( قد لا يتفق البعض معي لاعتماده على دراسات حولها وقد أصيب فيما اذكر وقد يتفق بالصدفة مع ما نشر حولها.؟ )
وأحبذ كثيرا أن تكون فكرة القص وأدب القصة أو الرواية موجودة ومتداولة لديهم حتى وان كانت منقولة أو مكتوبة شعرا ( على عادة العرب في تداول وحفظ ونقل كتابتهم بالتواتر قبل النسخ وظهور المعلقات ).
وأنا اعتبر بان الرسول محمد عليه الصلاة السلام هو رائد وأب القصة العربية بلا منازع.!
وبان القرآن الكريم هو أول كتاب يجمع بين صفحاته أروع وأجمل وأكمل ما كتب من القصص في اللغة العربية على الإطلاق.
وكون العرب يجهلون القصة والرواية المكتوبة كنص اعتبروا القرآن في أول ظهوره شعرا وحاول المفسدون منهم العبث بآياته وقصصه بتقليده سجعا وفشلوا.! ( قصة الفيل)
بعدها ومع ازدهار الحضارة العربية ( بفضل الإسلام ) وانتشارها واحتكاكها بالحضارات المجاورة لها بدأت الحكاية والقصة والرواية الشعبية تأخذ لها طريقا للظهور ( عبر النقل أحيانا ككليلة ودمنة وألف ليلة وليلة أو التأليف مثل "التبر المَسبوك" للغزالي أو "سراج الملوك" للطرطوشي أو المقامات لأبي البديع الهمذاني ) وهذا لا يعني بتاتا بان القصة لم تكن موجودة قبلا بل كانت محكية ومتداولة شعرا أو نثرا أو نصوصا تعتمد السجع وتناسق اللحن وتوافق نهايات الجمل.
والى زمن قريب كانت التربية عبر القص تعتمد في أساسها على الشعر ( وربما لازالت موجودة في بعض البلاد العربية )
وأنا اذكر إلى الآن كيف كانت والدتي تؤدبنا وتربينا وتعطنا المثل الصالح لتعاملنا مع الغير شعرا ( بحكم تواصلها مع والدي وتداول هذا الأخير للخبر شعرا مع محيطيه من العرب الوافدين إليه بحكم عمله)
فإذا ما أحبت أن تنهني عن أمر وتنصحني بغيرة ذكرت لي بيتا من الشعر وإذا ما أحبت أن تشكي هما أو تندب حظا أو تعترض على أي أمر من أمور الدنيا ذكرته شعرا وهكذا فهي تستطيع وبطريقة غير مباشرة أن تغيظ أعدائها وتنتصر لنفسها أو تعبر عن أمانيها أو حتى حنينها أو حبها لزوجها شعرا وكنا نفهم بعضه ولا نفهم البعض الأخر لان للراوي معان يوصل منها ما يشاء ويمنع عن السامع إذا أراد وبلكنة خفيفة ما يشاء.!
وهكذا كانت القصة اسمعها قصائد من الشعر الطويل تلهب الخيال وتثير المشاعر ولا تتركك إلا وأنت غارق بأحلامك لا تستفيق منها إلا استجابة لدمعة دافئة تسخن وجنتيك أو ابتسامة كبيرة تظهر ناجزيك.؟!
أما إذا أحببنا أن نعود إلى القصة كقصة ( نوع أدبي مستقل عن المقامة أو الأمثال أو الرواية أو الشعر ) كما هو متعارف عليها الآن فتاريخها قريب جدا لا يتعدى المئة عام الماضية وحالها كحال المسرح -رغم قدمه- لم يعترف به ويؤرخ ككتابة مستقلة عن القصة والرواية إلا منذ خمسين عاما والى زمن قريب كنت اقرأ لتوفيق الحكيم فلا يذكر القص أو المسرح إلا بعبارات متلازمة ( رواية مسرحية - قصة شعرية ) وهو حال القصة القصيرة والقصيرة جدا ( العربية منها ) فهي حديثة العهد جدا ولازالت وحسب رأيي الشخصي في طور التكوين ولم ترى النور بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق