السبت، 22 فبراير 2014

المغرب: الكفاح من اجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية



المغرب: الكفاح من اجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
.        انجاز:ذ الحسين اوبنلحسن/ ثا الحسن 2 ميدلت

تمهيد إشكالي: شكلت 1934نهاية لمرحلة المقاومة المسلحة وبداية مرحلة المقاومة السياسية مع الكفاح المسلح والتي بدأت بالمطالبة بالإصلاحات في ظل الحماية وانتهت بالمطالبة بالاستقلال التام مع استكمال الوحدة الترابية (الخط الزمني ص 161).
فماهي ظروف نشأة الحركة الوطنية?وماهي مراحل تطورها?وماهي مراحل تحقيق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية المغربية?
I-ظروف نشأة الحركة الوطنية ومطالبها الإصلاحية خلال مرحلة الثلاثينيات ووسائل عملها.
1-ساهمت مجموعة من الأحداث في قيام الحركة الوطنية المغربية.
       ساهمت مجموعة من الأحداث الخارجية والداخلية في ميلاد الحركة الوطنية والاتجاه نحو العمل السياسي السلمي بدل العمل المسلح:
العوامل الداخلية: قضاء الاستعمار على المقاومة المسلحة ووضع حد لها بعد مدة22سنة من المواجهة (المقاومة المسلحة 1912-1934) حدة الاستغلال الاستعماري للمغرب وانعكاساته السلبية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة إصدار فرنسا للظهير البربري 1930 في إطار سياسة فرق تسد بين مكونات المجتمع المغربي العربي والامازيغي فشكل نقطة تحول في تاريخ المقاومة المغربية من المقاومة المسلحة إلى المقاومة السلمية السياسية حيث واجه المغاربة هذا الظهير بالاحتجاجات والمظاهرات في مختلف مناطق المغرب. ظهور الحركة السلفية كحركة إصلاحية تدعو إلى إصلاح أحوال المسلمين الدينية والعودة الى السلف الصالح ومحاربة البدع وتزعمها كل من ابوشعيب الدكالي ومحمد العربي العلوي.
العوامل الخارجية: التأثر بحركات التحرر في كل من آسيا والمشرق العربي ومواقف الدول الكبرى والأمم المتحدة المناهض للاستعمارتضرر المغاربة من الأزمة الاقتصادية العالمية 1929 . لقاء زعماء الحركة الوطنية بزعيم الحركة القومية العربية شكيب ارسلان الذي شجعهم على تأسيس لجن للدفاع عن القضية الوطنية في الخارج خاصة بباريس وربط الاتصال بمعارضي الحركة الاستعمارية في الخارج بما فيهم الفرنسيين.
ومن وسائل عمل الحركة الوطنية: بناء المدارس لتلقين الثقافة العربية الإسلامية للمغاربة مولها أعضاء الحركة الوطنية لمواجهة المدارس الفرنسية بالمغرب. إصدار المجلات والجرائد سواء بالمنطقة الخليفية او السلطانية لعبت دورا كبيرا في نشر الوعي الوطني وفضح السياسة الاستعماري بالمغرب. تأسيس الجمعيات لمساندة عمل الحركة الوطنية كجمعية طلبة شمال إفريقيا المسلمين بفرنسا  وجمعيات رياضية وثقافية وفنية. الاحتفال بعيد العرش  تأسيس الأحزاب كإطار قدمت عبره الحركة الوطنية مطالبها الإصلاحية كان أولها  حزب كتلة العمل الوطني 1933 في منطقة الحماية الفرنسية (المنطقة السلطانية) بزعامة كل من علال الفاسي واحمد بلافريج ومحمد حسن الوزاني وفي سنة 1937 انقسمت كتلة العمل الوطني إلى الحزب الوطني  بزعامة علال الفاسي واحمد بلافريج وحزب الحركة القومية بزعامة محمد حسن الوزاني .أما في منطقة الحماية الاسبانية (المنطقة الخليفية)تم تأسيس حزب الإصلاح برئاسة عبد الخالق الطريس 1936وحزب الوحدة المغربية1937 برئاسة محمد المكي الناصري.
2-ركزت مطالب الحركة الوطنية خلال الثلاثينيات على المطالبة بالإصلاحات في ظل نظام الحماية. 
         تلتقي طبيعة مطالب الحركة الوطنية سواء في منطقة الاحتلال الأسباني (المنطقة الخليفية) أو المنطقة الفرنسية(المنطقة السلطانية) في كونها ذات طبيعة إصلاحية تحت الحماية.
ففي المنطقة السلطانية:شملت مطالبها عدة ميادين قدمتها كتلة العمل الوطني لسلطات الحماية الفرنسية سنة 1934.
إداريا وسياسيا وقضائيا: المطالبة بحذف كل مظاهر الإدارة المباشرة إشراك المغاربة في الإدارة وإنشاء المجالس البلدية والإقليمية استبدال الإدارة العسكرية بأخرى مدنية ضمان الحريات الشخصيةاعتماد الفقه الإسلامي في القضاء....
اقتصاديا وماليا: مساواة الجميع في فرض الضرائب حماية الصناعة التقليدية من المنافسة الأجنبية تأميم المناجمإرجاع الأراضي المصادرة من أصحابها....
اجتماعيا: جعل التعليم إجباريا في المرحلة الابتدائيةإنشاء المستشفيات تأسيس النقابات ومنح الحقوق للعمال بالنسبة للأجور وتحديد ساعات العمل..
في المنطقة الخليفية: من مطالبها للحكومة الاسبانية تأسيس مجالس بلدية منتخبة في المدنانتخاب مجلس الشورىضمان حرية الصحافة وتكوين الجمعياتفتح المدارس الابتدائية والمدارس التقنية الفلاحية والصناعية....
II-تطور الحركة الوطنية ومطالبها مابين 1939-1956
1-ساعدت المستجدات المحلية والخارجية في تطور مطالب الحركة الوطنية خلال الأربعينيات
المستجدات المحلية: تزايد الاحتجاجات واشتداد المواجهات مع قوات الاحتلال بسبب مجموعة من الأحداث كأحداث بوفكران والخميسات... تزايد حملات الاعتقالات والنفي لبعض زعماء الحركة الوطنية باعتبارهم محرضين لأعمال العنف وللحركات الاحتجاجية ضد الاحتلال ( نفي علال الفاسي إلى الغابون --محمد حسن الوزاني إلى الصحراء-لجوء احمد بلافريج إلى الخارج...) تأسيس أحزاب وطنية جديدة كحزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال والحزب الشيوعي المغربيتأسيس اتحاد النقابات الموحدة بالمغرب 1943 للدفاع عن مطالب العمال المغاربة ودعم حركة التحرر الوطني ومكملة لعمل الأحزاب السياسية, وقيادته  لمجموعة من الاضرابات في المدن الكبرى و المناطق المنجمية بالمغرب.
المستجدات الخارجية: اندلاع الحرب العالمية2وتعرض فرنسا للغزو الألماني وتأسيس حكومة موالية لألمانيا (حكومة فيشي)إعلان الميثاق الاطلنتي 1941الذي نص على حق الشعوب في تقرير مصيرهاتبني الأمم المتحدة مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وإنشاء لجنة خاصة بتصفية الاستعمار في العالم  إضافة إلى مبدأ احترام حقوق الإنسان.موقف و.م.أ.(روزفلت)الداعم

لاستقلال المغرب خلال لقاء انفا1943(الدارالبيضاء) الذي جمع زورفلت وتشرشل. نجاح الحركات التحررية في سوريا ولبنان ومصر وتحقيق الاستقلال.
2- عكست وثيقة المطالبة بالاستقلال11يناير 1944تطور عمل الحركة الوطنية.
        بررت الحركة الوطنية مطالبتها بالاستقلال ب: تحويل سلطات الاحتلال نظام الحماية بنظام حكم مباشر مع شكلية السلطة المغربية واستغلال ثروات البلاد دون استفادة المغاربة منها واستبداد سلطة الاحتلال واستعمال العنف في حق المغاربة.ومن بين المطالب التي تضمنتها الوثيقة: الحصول على الاستقلال الكامل تحت حكم السلطان محمد بن يوسف مع وحدة التراب الوطني قيام السلطان محمد بن يوسف بدور دبلوماسي من اجل دفع الدول للاعتراف باستقلال المغرب أن يدعم السلطان حركة الإصلاح التي يحتاجها المغرب من اجل تحديثه.
فكان رد فعل سلطات الاحتلال اتجاه هذه الوثيقة: اعتقال مجموعة من الموقعين على الوثيقة من بينهم احمد بلافريج –محمد اليزدي –عبد الرحيم بوعبيد – المهدي بنركةحدوث مواجهات واصطدامات عنيفة في عدة مدن مغربية كرد فعل على اعتقال الموقعين على وثيقة الاستقلال ردت عليها سلطات الحماية باعتقال آلاف المغاربة وتنفيذ الإعدامات والحكم بالأشغال الشاقة وإقفال المدارس وطرد المدرسين وتسريح الموظفين المغاربة.
3- تميزت مرحلة مابين 1944و1956بتبني الحركة الوطنية العمل المسلح والفدائي..
من مميزات هده المرحلة: تبني السلطان محمد بن يوسف مواقف الحركة الوطنية بالمطالبة بالاستقلال ووحدة البلاد والذي أكده عند زيارته لطنجة وفي خطابه بها سنة 1947 تصلب الموقف الفرنسي اتجاه مطالب الحركة الوطنية ونهجها سياسة العنف والقمع ضد الوطنيين المغاربة وإغلاق مقرات حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلاللجوء فرنسا الى المؤامرة بنفي السلطان الشرعي محمد الخامس وعائلته في 20غشت 1953 الى مدغشقر بتعاون مع اكبر عملاء فرنسا الكلاوي وتعيين  ابن عرفة ملكا صوريا على المغربرفض المغاربة الاعتراف بشرعية السلطان الجديد وإعلان انطلاق العمل الفدائي والمسلح بمحاولة اغتيال ابن عرفة على يد الفدائي علال بن عبد الله ومرتين على يد حمان الفطواكيتعددت أشكال العمل المسلح  حيث ظهرت حركة فدائية مسلحة سرية نفدت عدة عمليات فدايئة ضد المعمرين والعملاء وضد مستودعات الأسلحة والثكنات العسكرية وإحراق وإتلاف المحاصيل الزراعية كعملية احمد الحنصالي بتادلةوبين الويدان.... كما تم تأسيس جيش التحرير المغربي والذي كانت له عدة فروع في مناطق وخاض عدة مواجهات مع الجيش الاسباني في الشمال والجنوب وضد الجيش الفرنسي.
III-مراحل تحقيق استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية.
1-تكلل كفاح المغاربة بتحقيق الاستقلال سنة  1956 
مر تحقيق الاستقلال عبر مراحل (انظر الجدول ص1969):
مفاوضات إيكس ليبان:جاءت نتيجة تزايد حدة المقاومة المسلحة في معظم المناطق المغربية(أحداث الدار البيضاء وخنيفرة وأبي الجعد وواد زم وتادلة..)وقبول فرنسا الجلوس للمفاوضات، بين وفد وزاري فرنسي ووفد من الحركة الوطنية(عبد الرحيم بوعبيد،المهدي بن بركة،عمر بن عبد الجليل،محمد اليزيدي،عبد القادر بن جلون...)،وتم الاتفاق على إبعاد ابن عرفة وعودة الملك من المنفى لاستكمال المفاوضات.وتشكيل مجلس للعرش وحكومة مؤقتة.
-لقاء لاسيل سان كلود( الأول)6نونبر 1955 : جمع محمد الخامس بعد عودته من المنفى ووزير خارجية فرنسا اتنهى بتأسيس حكومة مغربية لاستكمال المفاوضات حول الاستقلال
لقاء لاسيل سان كلود (الثاني) في 2 مارس1956: بين الحكومة المغربية الحكومة الفرنسية انتهى باستقلال واسترجاع المنطقة السلطانية في تصريح مشترك.
  لقاء مدريد في 17 ابريل 1956: تقابل محمد الخامس مع الجنرال فرانكو (حاكم أسبانيا ) وانتهى بتصريح مشترك ألغى نظام الحماية الاسبانية في المغرب.
لقاء فضالة (المحمدية) وطنجة 1956 في شكل مؤتمر دولي انتهى بإلغاء الوضع الدولي لطنجة.
2- استكمل المغرب وحدته الترابية عبر مراحل(الخريطة ص170)
بعد استقلال المنطقة السلطانية والخليفية ركز المغرب جهوده على استكمال وحدته الترابية بتحرير المناطق الجنوبية الخاضعة للاحتلال الاسباني من خلال العمل العسكري(جيش التحرير والمقاومة) والسياسي /الدبلوماسي(محكمة العدل الدولية بلاهاي) والسلمي(المسيرة الخضراء) فتمكن من استرجاع اقليم طرفاية 1958 بينما لم يتمكن من استرجاع سيدي ايفني إلا سنة 1969بعد مواجهات عنيفة بين جيش التحرير المغربي والجيش الاسباني مدعوما بالجيش الفرنسي وبفضل انتفاضة قبائل ايت باعمران.وأمام رفض اسبانيا فتح حوار من اجل استكمال تحرير أقاليمه الصحراوية (الساقية الحمراء ووادي الذهب) اضطر المغرب  إلى رفع القضية إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي في سويسرا سنة 1974 والتي أكدت فيه أحقية المغرب في سيادته على هذه الأقاليم وبعدها نظم المغرب  المسيرة الخضراء 1975  مكنته من استرجاع الساقية الحمراء , وبعدها ُفِتحَت المفاوضات في مدريد بين المغرب وموريطانيا واسبانيا انتهت بضرورة انسحاب اسبانيا من الصحراء قبل 28 فبراير 1978 ومع تخلي موريطانيا عن منطقة وادي الذهب ضمها المغرب واستكمل بذلك وحدته الترابية مع استمرار احتلال اسبانيا لسبتة ومليلية.
خاتمــــــــــة:  بعد 44 سنة من الاحتلا ل المزدوج الفرنسي والأسباني وفي نفس الوقت المقاومة بنوعيها المسلح والسياسي تمكن المغاربة من تحقيق الاستقال في تلاحم بين العرش والشعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق