الأحد، 23 مارس 2014

جرائم الاحتلال الفرنسي في الجزائر



    جرائم  الاحتلال الفرنسي في الجزائر
    يعترف احد القادة العسكريين الفرنسيين في واحد من تقاريره قائلا " إننا دمرنا تدميرا كاملا جميع القرى و الأشجار و الحقول و الخسائر التي ألحقتها فرقنا بأولئك السكان لا تقدر "
فسر الجنرال بيجو عدم احترام الجيش الفرنسي للقواعد الإنسانية في تعامله مع الجزائريين الى احترام هذه القواعد يؤدي الى تأخير عملية احتلال الجزائر ، وهذا اعتراف صريح على ممارسة الجيش الفرنسي لأسلوب الابادة و النهب و التهجير تجاه الجزائريين .
 ومما لا شك فيه ان تلك العقلية العسكرية للجيش الفرنسي قد غلبت عليها النزعة العدوانية الوحشية الى درجة ان المرء لا يستغرب التسمية شبه الرسمية التي أطلقها القائد السفاح   montaniac " "  على جنوده و هي مشاة الموت ، كما انه لا يستغرب إذ تجد كبار الضباط و المؤرخين يطلقون على طوابير التخريب التي سلطها بيجو على الجزائر تسمية الطوابير الجهنمية .
و لا غرابة في افتخار " " saint arnaud في رسائله ، بانه محى من الوجود عدة قرى ، واقام
في طريقه جبالا من جثث القتلى . و لما لام البرلمان الفرنسي الجنرال بيجو عن الجرائم التي مارسها ضباطه  و جنوده على الجزائر ، رد على وزير حربيته قائلا : " و أنا أرى بان مراعاة القواعد الإنسانية تجعل الحرب في أفريقيا تمتد الى ما لا نهاية .
و لم تنحصر عملية ابادة الجنس البشري على منطقة محددة في الجزائر بل أصبحت هواية كل قائد عسكري ، اوكلت له مهمة بسط نفوذ فرنسا و رسالتها الحضارية . و من اشهر الابادات التي وقعت آنذاك نجد :

                                          مذبحة العوفية
    اقترنت هذه المذبحة الفضيعة بإحدى القبائل العربية التي كانت تقطن عند وادي الحراش ، والتي تعرضت في ليلة السابع من شهر افريل 1832 الى ابادة جماعية على يد المجرم الدوق di rofigo  و قواته العسكرية ، وبحكم انه فرنسي أصيل نتدرب على القتل و وفيل لحضارته فقد قام بابادة هذه القبيلة التي تشير المصادر الى ان عدد أفرادها وصل 12000 نسمة أبيدوا عن أخرهم . كون هذا السفاح قد اشتبه فيهم وقوفهم وراء سرقة أمتعة المبعوثين الذين أرسلهم عميل الفرنسيين فرحات بن سعيد  بمنطقة الزيبان الى الدوق di rofigo ، ورغم التعرف على براءة القبيلة من التهم المنسوبة إليها إلا ان شيخ القبيلة اعدم هو الأخر و اعطيت رأسه الى الطبيب beaunafon ليجري تجارب عليها . و قد وصف حمدان بن عثمان خوجة مذبحة العوفية بقوله : " تلك الفضيحة ستكون صفحة سوداء في تاريخ الشعوب ، والتي لا يصدق الكثير وقعت في القرن التاسع عشر عهد الحرية و الحضارة الأوربية " .

                            مذبحة غار الفراشيش
    جاءت هذه المذبحة بعد مشاركة قبيلة أولاد رياح في انتفاضة جبال الظهرة 1845 و التي شارك في إخمادها كل من بيجو و saint arnaud ، زيادة على العقيد bilisier . هذا الأخير تتبع هذه القبيلة فقام بتحطيم أملاكها مما دفع بالقبيلة الى الفرار ناحية غار محصن نوعا ما  ويسمى غار الفراشيش للاحتماء به ، وكان عدد أفراد القبيلة أكثر من 1000 شخص رجالا و نساءا  و اطفالا مع حيواناتهم .
حاصر bilisier و جنوده الغار من جميع الجهات و طلب من القبيلة الاستسلام  فاجابته بالرصاص، واهتدى الى خطة لإرغامها على الخروج من الغار و الاستسلام . فقد جلب أكداس الحطب و أحاط بها الغار و اخذ في إيقادها عند المداخل ، ومضى اليوم الأول يوم 17/18 جانفي دون خروج احد ، ولما حل الليل جلب bilisier تعزيزات إضافية و ضاعف من إيقاد النار . و في اليوم الثالث و قع انفجار مهول في الغار و كان ذلك إعلانا باختناق ما يزيد عن 1000 شخص في الغار الذي تحاصره النيران و الدخان منذ يومين و ليلتين ، وقد كانت الحصيلة مهولة .
و اتفق اغلب الكتاب على ان عدد المختنقين قد تجاوز الألف ، إلا ان تقرير bilisier يذكر 600. و لاحظ احدهم ان التقرير لم يأخذ في الحسبان الأطفال الرضع الذين كانوا ملتصقين بأثداء أمهاتهم و داخل ثيابهم كما انه أهمل عدد الجثث التي كانت متراكمة فوق بعضها ، كما لاحظ كاتب آخر ان الغار لم يفرغ كله من المختنقين لعدهم بل بقي بعض المخلفات البشرية .
و قد حاولت السلطات الاستعمارية إخفاء حجم الجريمة بالتكتم عن التقرير الذي أرسله bilisier و عدم نشره ، أما بيجو فقد امتدح ضابطه على ما قام به تجاه قبيلة رياح .

                            مجزرة قبائل السبيعة
     اقترنت هذه المذبحة السفاح الكولونيل kaviniak الذي طبق لأول مرة طريقة جديدة هي الإعدام الجماعي في غرف الغار ، وكانت الضحية هي قبائل السبيعة التي كانت تقطن الضفة اليسرى من نهلا الشلف . ففي عام 1844 خرج الكولونيل بقوة عسكرية متوجها الى قبائل السبيعة الآمنة ، التي ما ان شعرت بالخطر حتى فرت الى إحدى المغارات و اعتصمت بها رافضة الاستسلام ، وما ان وصلت قوات الاحتلال حتى قامت بمحاصرة المغارات ، وعندها أصدر kaviniak أوامره بالهجوم على المغارات و سد مداخلها بتفجير لغم و هدمه حتى لا يتسنى لأفراد القبيلة الخروج منها ، وقد قام جنوده كذلك و بأمر منه بإشعال نار كبيرة عند المدخل ، وكان ذلك عام 1844 . وقد قال روسي عن هذه المجزرة مايلي " و في اليوم التالي اضطر المحاصرون الذين مات اغلبهم اختناقا الى الخروج ... ليجدوا رصاص kaviniak في انتظارهم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق