السبت، 29 مارس 2014

المسجد لغة وشرعا



المسجد لغة : هو مفْعَل بالكسر اسم لمكان السجود وبالفتح اسم للمصدر قال أبو زكريا الفراء كل ما كان على فعل يفعل تدخل يدخل كالمفعل منه بالفتح اسماً كان أو مصدراً ولا يقع الفرق مثل دخل مدخلاً ومن الأسماء ما الزموها كسر العين – منها المسجد والمطلع والمغرب والمشرق وغيرها فجعلوا الكسر علامة على الاسم، وربما فتحته بعض العرب وقد روى المسجِد والمسجَد والمطلع والمطلع قال. والفتح في كله جائز، وأن لم تسمعه.
قال في الصحاح والمسجد بالفتح جبهة الرجل، ويقال مسجد بفتح الميم ..... غير واحد 
أما المسجد شرعاً: فكل موضع من الأرض لقوله صلى الله عليه وسلم: "وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً" ([2])، وهذا من خصائص هذه الأمة.
قال ابن حجر: وقيل إنما أبيحت لهم في موضع يستيقنون طهارته بخلاف هذه الأمة فأبيح لها في جميع الأرض إلا فيما يتيقنون نجاسته والأظهر ما قاله الخطابي وهو أن من قبله أي النبي صلى الله عليه وسلم إنما أبيحت لهم الصلوات في الأماكن مخصوصة كالبيع والصوامع ويؤيده رواية عمر بن شعيب بلفظ: "وكان من قبلي إنما كانوا يصلون في كنائسهم" ([3]).
ولما كان السجود أشرف أفعال الصلاة لقرب العبد من ربه اشتق منه اسم المكان للموضع الذي بني للصلاة فيه فقيل، مسجد ولم يقولوا "مركع" مثلاُ أو غيره مما يشتق من أفعال الصلاة.
ثم أن العرف خصص المسجد بالمكان المهيأ للصلوات الخمس، حتى يخرج المصلى الذي يجتمع فيه للأعياد ونحوها فلا يعطى حكم المسجد([4]).



([1]) أعلام الساجد بأحكام المساجد ص/26 والقاموس 1/300 مادة ومسجد والصحاح 2/ 483–485.
([2]) البخاري في صحيحه في التيمم 1/86 ومسلم في صحيحه في كتاب المساجد وموضع الصلاة 1/371 بلفظ... وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً.
([3]) فتح الباري لابن حجر 2/24 في التيمم.
([4]) أعلام الساجد بأحكام المساجد ص27-28.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق