السبت، 29 مارس 2014

عناية الإسلام بأسلوب وموضوع الكلام



عناية الإسلام بأسلوب الكلام
 قد عني الإسلام عناية كبيرة بموضوع الكلام وأسلوب أدائه، لأن الكلام الصادر عن إنسان ما يشير إلى حقيقة عقله وطبيعة خلقه، ولأن طرائق الحديث في جماعة ما تحكم على مستواها العام ومدى تغلغل الفضيلة في بيئتها.
 ينبغي أن يسأل الإنسان نفسه قبل أن يحدث الآخرين: هل هناك ما يستدعي الكلام؟
 فإن وجد داعيا إليه تكلم، وإلا فالصمت أولى به، وإعراضه عن الكلام حيث لا ضرورة له عبادة جزيلة الأجر.
قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: خمس أحسن من الدُّهْم الموقفة - أي الجيدة - لا تتكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا، فإنه رب متكلم في أمر يعنيه قد وضعه في غير موضعه، فعيب به، ولا تمار حليما ولا سفيها، فإن الحليم يقليك وإن السفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيب عنك بما تحب أن يذكرك به، وأعفه مما تحب أن يعفيك عنه، واعمل عمل رجل يرى أنه مجازى بالإحسان مأخوذ بالإجرام.
 والمسلم لا يستطيع أداء هذه الخصال الخمس إلا إذا ملك لسانه وسيطر على زمامه بقوة، فكبحه حيث يجب الصمت، وضبطه حيث يريد المقال، أما الذين تقودهم ألسنتهم فإنما تقودهم إلى مصارعهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق