السبت، 29 مارس 2014

المسجد مأوى للمحتاجين




كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مأوى للمحتاجين فكان به مكان يسمى "الصفة" يسكن به من لا سكن له من الفقراء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشركهم فيما يهدى إليه ويخصهم بالصدقة التي تأتيه إنه تكافل اجتماعي لا نظير له تكافل يحس فيه الفقير أنه ليس وحده في هذا المجتمع وإنما المجتمع جميعه متعاون معه وقد روى لنا الإمام البخاري من حديث مجاهد أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول الله الذي لا إله إلا هو إن كنت لاعتمد بكيدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن أية من كتاب الله ما سألته إلا ليستبعني فمروا لم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستبعني فمر فلم يفعل ثم مر بي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف مافي نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هِرْ قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك وقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى روى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر قلت لبيك رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال أقعد فاشرب فقعدت بشربت فقال اشرب فشربت فمازال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكان قال فأرني القدح فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة"([1]).



([1]) رواه البخاري في صحيحه ب/ كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق