الخميس، 20 مارس 2014

المهارات الأساسية لاستخدام تقنيات مراكز مصادر التعلم



المهارات الأساسية لاستخدام تقنيات مراكز مصادر التعلم
  إن هذا العصر يختلف اختلافاً كلياً عن العصور التي سبقته ، فالتفجر المعرفي في هذا العصر كان هو السمة التي جعلتنا نرى الفرق ، فنجد في هذا العصر الثورة في تكنولوجيا المعلومات   تحديات كبيرة نتيجة للتطورات التقنية المتلاحقة ، ووسائل الاتصال المتطورة ، وتضخم المعلومات بشكل مذهل ، مما جعل التربويين يعيدون النظر في نظم التربية وأساليبها ، حتى طالت المفاهيم التقليدية حول الطالب والمعلم واليوم الدراسي ، وأساليب التعليم التقويم

            وفكرة مراكز مصادر التعلم على الرغم من حداثتها، فهي وليدة القرن العشرين، إلا أن جذورها أقدم من ذلك بكثير، ذلك أن التطورات التربوية والتكنولوجية المتلاحقة والمتسارعة في القرن العشرين، والمشكلات العديدة التي بدأت تواجه العملية التعليمية والتعلمية أدت إلى إنشاء مراكز مصادر التعلم لتواكب هذه التطورات والارتقاء بعملية التعليم وتحسينها من أجل خلق متعلم فاعل" (عليان ، 2010 ، 11 )
          وظهرت أهمية دور أمين مركز مصادر التعلّم كما حددتها المعايير الأمريكية" في أنهم يمثّلون عصب البرامج التعليمية، وذلك كونهم يساهمون ويشجعون عمليات التجديد في الممارسات التعليمية. كما أن لهم دورهم كأعضاء هيئة التدريس في اتخاذ القرارات المؤثرة في العملية التعليمية من منطق مسؤوليتهم عن أغلى ما في العملية التعليمة وهم الطلّاب " ( يونس ، 2001 ،  55 )

        ويعتمد تفعيل المركز على وجود قيادة قادرة على تحقيق الأهداف المعروفة لمراكز مصادر التعلم، بحيث يكون الأمين ملماً بالمجالات التربوية ومنسقاً للخبرات التعليمية، وهو في الوقت نفسه خبيراً بالمجالات التقنية، بحيث يعمل على تشجيع الطلاب والمعلمين ومساعدتهم على الاستفادة من تقنية المعلومات وتسخيرها لخدمة أهداف المناهج الدراسية ودمج التقنية في التعليم. لذا فان دور أمين المركز يعتبر دوراً مزدوجا فهو معلم وخبير في مجال المكتبات والتقنيات التربوية إضافة إلى قدرته في القيادة وتحمل المسؤولية "( المحسن، 2008 ، 5 )

         وفي المملكة العربية السعودية صدرت موافقة معالي وزير التربية والتعليم على تقرير اللجنة المكلفة بوضع تصور لتطوير واقع المكتبة المدرسية والذي يتضمن البدء بتنفيذ تجربة مراكز مصادر التعلم في عدد محدود من المدارس في الرياض وفي 20/7/1999م واستناداً لخطاب معالي الوزير في 14/7/1999هـ أعدت الإدارة العامة لتقنيات التعليم تصوراً لتنفيذ مراكز مصادر التعلم في المدارس وفي عام 2000م تم استحداث ستة مراكز مصادر تعلم في مدينة الرياض في إطار المرحلة التجريبية بدأت المرحلة التحضيرية للمشروع والتي تشمل نحو 70 مركزاَ لمصادر التعلم في جميع مناطق ، ونص تنفيذ المشروع على تكليف معلم للقيام بمهام إدارة مراكز التعليم حيث أن معظم هؤلاء المعلمين من غير المتخصصين في علوم المكتبات والمعلومات وتكنولوجيا التعليم والحاسوب وليس لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال "( وزارة التربية والتعليم ، 2002 )

         ومن المناطق التي طالها هذا المشروع تعلم البنات بمحافظة وادي الدواسر والسليل والتي تم إنشاء اثنين من مراكز مصادر التعلم وذلك في عام 2002 م وتتابع إنشاء المراكز في مدارس تعليم البنات بالمحافظة حتى وصلت 26 مركز مصادر تعلم في المراحل الثلاث حتى نهاية عام 2010/2011م" ( الشؤون المدرسة بإدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة وادي الدواسر 2010/2011م ).

        وقد قدم كثير من الباحثين عدة بحوث خاصة في مراكز مصادر التعلم لما لها من أهمية في العملية التعليمية ، فقد  استخلص (عليان ،2003 ( في دراسته الوثائقية حول مراكز مصادر التعلم ضرورة إعداد العاملين في مصادر التعلم إعدادا خاصا لا يقتصر على الإعداد التقليدي لأمناء المكتبات، بل يتعداه إلى التدريب على الوسائل والتقنيات التعليمية

         ويؤكد (الترتوري والقضاة  ، 2006)، على الاهتمام المتزايد بمهنة التعليم من قبل الجهات المسئولة، فقد عنيت الجامعات والمعاهد والمراكز الخاصة بإعداد المعلم أكاديمياً ومهنياً وثقافياً وتدريبياً، وذلك من خلال إيجاد برامج تزوده بالمعارف التربوية والتعليمية، وتكسبه الكفايات المهنية؛ ليقوم بدوره على أكمل وجه لمواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.

        ولا غرابة في ذلك لاسيّما أن أمينة مركز مصادر التعلم تعتبر من أهم العناصر الرئيسة المؤثرة في العملية التعليمية في تعليم البنات، وعليه يُلقى عليها عبء رفع كفاية مركز مصادر التعلم بالمدرسة .
وفي ضل أهمية مراكز مصادر التعلم تناما تعزيز دور التقنيات التربوية بشكل عام في عملية التعليم والتعلم ، وبدور التقنية المتقدمة على وجه الخصوص وهذا ما أشار إليه فتح الله بقوله"ونتيجة لهذا التطور زاد الاهتمام بتوظيف التقنية الحديثة في العملية التعليمية ،وأصبحت المدرسة تحرص على إتاحة الفرصة للمتعلم للتعرف على مصادر المعلومات المختلفة ، وتنمية مهاراته العقلية ، والحسية التي تمكنه من التعامل مع هذه المصادر المختلفة للمعرفة"( فتح الله ،2004 ، 18 )

              وتعد المستحدثات التكنولوجية في التعليم والتي تعد عنصرا هاماً في مواكبة التفجر المعرفي لسد الاحتياجات التعليمية وتيسير العملية التعليمية التفاعلية المتبادلة بين المعلم والمتعلم والتصميم الجيد للمواقف التعليمية ، ولعل التدفق المعلوماتي  الهائل ، وتعدد الأوعية المعرفية ، وعدم تجانس المتعلمين ، والانخفاض المتوالي في كفاءة العملية التعليمية من الأمور التي أدت إلى ضرورة الاهتمام بإدخال وتوظيف تكنولوجيا التعليم بكافة مستحدثاتها وأنواعها وعلى رأسها تكنولوجيا الوسائط الفائقة Hypermedia Technology  في عمليتي التعليم والتعلم"(زينب محمد أمين ،2000م)

      إن نظم الوسائل الفائقة حققت الكثير من الحلول لبعض مشكلات التعليم وتحسينه وذلك بتأثيرها الواضح في زيادة تفاعل المتعلم مع المادة الدراسية وتعمل على معالجة الفروق الفردية وذلك بتلبية حاجات المتعلمين فهذه الوسائل تجمع بين المواد المكتوية والمسموعة والصور الثابتة والمتحركة والفيديو، بطريقة متكاملة من خلال تفاعل المتعلم في البرمجيات التعليمية.
وعليه فإن مكونات بيئة التعليم القائمة على الوسائط الفائقة Hypermedia  وقواعد بياناتها هو النص الفائق  Hyper text الذي يعرف بأنة بناء منظم ومتكامل، يتكون من كتل منفصلة من المعلومات المكتوبة، تسمي عقد ومحطات وتترابط فيما بينها بروابط متشعبة، تمكن المستخدم من التنقل والتجول والبحث فيها بطريقة غير تتابعيه، وعبر مسارات غير خطية, وتتكون الوسائل الفائقة من ثلاث عناصر هي:
-  قاعدة البيانات وتحتوي على المعلومات وتسمى عقد أو محطات.
- أدوات الإبحار وهي أدوات التنقل والتجول بين العقد .
-  الروابط الفائقة Hyper Link  وهي التي تربط بين المعلومات كما ان وسائل وأنماط الإبحار والتوجيه .
وقد أصبح التعليم القائم على الوسائط الفائقة أحد أساليب التعليم الأساسية التي يمكن أن تسهم في تحسين التعليم والتعلم من خلال تنوع المعلومات وقواعد البيانات وتكنولوجيا الاتصالات وتعدد أشكال المعرفة , كل ذلك يمثل بيئة تعليمية غنية و خصبة للمتعلم , ويمثل التعليم القائم على الوسائط الفائقة أسلوب تدريسي يعتمد على التنويع في أنماط وأدوات الإبحار الأمر الذي يضع الفرد في محك رئيسي لعملية التعلم مما يسهم في التطور الأكاديمي وزيادة التحصيل الدراسي وإكتساب المهارات  .
إن الإبحار فى بيئة تعليم قائمة على الوسائط الفائقة  يعنى أن يعرف المتعلم أين يريد أن يذهب داخل البرمجية ، وكيف؟، وعلى هذا فالإبحار خاصية تستخدم فى عروض الوسائل الفائقة Hypermedia ، وحتى تكون هذه العروض تفاعلية ينبغى أن يتمكن المستخدم من الانتقال بين أجزاء العرض بنشاط، ويتحرك من شاشة إلى أخرى حسب رغبته من خلال استخدام أدوات أو وسائل خاصة بالإبحار .
وتعتبر أدوات الإبحار أحد أهم مكونات برامج الوسائط الفائقة المكونة لبيئة التعليم القائمة على الويب والتى بها يتحقق التفاعل والإيجابية من المتعلم مع المادة التعليمية داخل البرنامج، فهي تساعده على توجيه بحثه وسهولة تصفح محتوى البرنامج وتغيير الاتجاه عند الحاجة للأمام أو الخلف أو داخل التفريعات المختلفة للعرض، وذلك على أسس محددة، ويمكن أن تكون هذه الأدوات أو الوسائل جزءاً رئيسياً من واجهة التفاعل بالبرنامج Interface، مثل : أزرار السابق والتالي، أو يتم استدعاؤها عند الحاجة، مثل : القوائم أو الفهارس، ومن أهم أدوات الإبحار التى سيستخدمها  الباحث في بحثه ( القوائم ) ولها عده أنماط أو أنواع منها: قائمة الاطار، والقائمة المنسدلة، وقائمة الشاشة الكاملة .
             وهكذا يتبين مدى كفاءة الوسائط الفائقة حيث أنها "النظام الذي يمكن التحكم فيه بواسطة                           الحاسوب ويتضمن هذا النظام العديد من الوسائط، مثل: الصور المتحركة، مقاطع من أشرطة الفيديو، والتسجيلات الصوتية، البيانات الرقمية، والأفلام والصور الفوتوغرافية، والموسيقى، بالإضافة إلى النص، وذلك بهدف مساعدة المتعلم على انجاز الأهداف المتوقعة منه عندما يتوصل إلى المعلومات التي يحتاج إليها من خلال التدريب الذاتي" (أمل فاروق وآخرون، 2007، 874)
وقد أجريت العديد من الدراسات تناولت رصد واقع مراكز مصادر التعلم منها ( دراسة الغامدي ، 2004 ) ، و (دراسة العطاس ، 2007 ) ، ( الشرهان ،2001 )  وتشير إلى أن هناك قصور في توفير الأجهزة والمواد التعليمية في المدارس ووجود معوقات وصعوبات عدة في استخدام مراكز مصادر التعلم .

           ودعت أكثر الدراسات كدراسة ( الجضعي 2005م ) إلى ضرورة عمل أو تكثيف الدورات التدريبية المتعلقة بتكنولوجيا التعليم للمعلمين وأمناء مراكز مصادر التعلم، لأن إعداد المعلمين في تزايد والتكنولوجيا في تطور مستمر، لذلك لا بد من التدريب لمواكبة هذا التطور.
                وفي دراسة ( Pamela lynn 2000 ) بعنوان: كيف يدمج المعلمون التكنولوجيا في دروسهم أثناء فترة التدريب الميداني قبل الخدمة – دراسة حالة "
        وقد تناولت عمليات إعداد المعلمين قبل الخدمة في معاهد وتزويدهم بمهارات تكنولوجيا التعليم وبخاصة في مهارات استخدام الكمبيوتر وكان ذلك من خلال أراء معلمين المرحلة الابتدائية والثانوية حول مهارات الكمبيوتر التي يرغبون في اكتسابها قبل الخدمة، وتم عمل برنامج تدريبي مقترح للمعلمين في ضوء استطلاع عينه منهم، وقد أوصت البحث إلى ضرورة تقديم معاهد وكليات إعداد المعلمين مقررات عن تكنولوجيا التعليم، وخاصة مهارات استخدام الحاسب الآلي , وركزت بعض الدراسات على تكثيف الدورات التدريبية للمعلمين في مجال مصادر التعلم كدراسة (Manitsaris, S.. et…al, 2008) ، وكذلك الاستفادة من الخبرات الأجنبية في هذا المجال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق